الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لا نرجمك أنت يا حسن الطائي؟

مسعود عكو

2004 / 11 / 10
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


قد يستغرب القارئ الكريم عنوناً كهذا لمقالة على هذه الشاكلة ولم تكن في نيتي أن أرد على المدعو بحب الأكراد والخائف على مشاعرهم والمظهر بحب الوطن والمتنبئ بالمستقبل والعراف الذي يؤكد في ردة فعله النفسية على خاطرة العزيزة فينوس فايق بأن الكورد لم يكونوا بمستوى المرحلة التي تؤهلهم إلى بناء مجتمع مدني قابل للتعايش فيما بينهم,إلا الغباء اللغوي والأدبي ودناءة الفكرة المطروحة من قبل كاتب من المفترض أن له اسم وكلمة بين جميع العراقيين وقراء كتاباته من القومويين العروبيين فدفعني بالرد كما هو رد على خاطرة فينوس بالرجم فالذي يستحق الرجم هو أنت وهذه المرة ليس فقط بالحجارة بل بالمقالات والردود التي تظهر مدى سذاجة الفكرة التافهة التي طرحتها أيها المدعي بحب الأكراد ونفاقك الزائد بأحقية الأكراد في حق تقرير مصيرهم.

سأحكي لكم حكاية قصيرة وأرجو أن لا يؤاخذني فيها العربي الأصيل لأني لا أوصفه بها فهو أرفع شأناً من هذا الوصف وأرجو أن لا ينزعج مني أولوا اللحى الطويلة:( ذهب روسي شيوعي وأمريكي وعربي مثل حسن الطائي إلى مقابلة الله عز وجل فدخل الروسي الشيوعي وطلب من الله عز وجل قائلاً: يا رب متى ستعم الشيوعية على العالم ويأخذ الفقير حقه من الغني ويحصل العامل والفلاح على حقوقهم في أراضيهم ومزارعهم ومعاملهم ومصانعهم فرد الله عز وجل قائلاً: بعد أربعين سنة فبكى الروسي الشيوعي فقال له الله عز وجل لماذا تبكي قال الآن عمري ستون سنة ولن أعيش حتى يصبح عمري مائة سنة فقال الله جل وعلا هذا قدرك فخرج الروسي الشيوعي فدخل بعده الأمريكي وطلب من الله جل وعلا هذا الطلب قائلاً: يا رب متى ستحكم أمريكا العالم وتسيطر على كل الكون فقال الله جل وعلا بعد خمسين سنة فبكى الأمريكي فقال الله عز وجل لما تبكي قال يا ربي الآن عمري سبعون عاماً ولن أعيش إلى ذلك الوقت فقال له الله هز وجل هذا قدرك فخرج الأمريكي ودخل العربي الذي على شاكلة حسن الطائي فقال لله عز وجل يا رب متى نحن العرب سنصير مثل البشر نتفهم غيرنا ونأخذ حقوقنا ونعطي غيرنا حقوقه فبكى الله عز وجل فقال العربي لماذا تبكي يا رب فقال له الله جل وعلا لن تصبحوا بشراً حتى لو مت أنا أيضاً ).

أستغفر الله بداية وأكرر اعتذاري للأخوة العرب ولكن ردة فعل حسن الطائي تجعل منا أن نعيد ترتيب الأفكار ونبدأ برسم خارطة جديدة نأخذ بعين الاعتبار أن هناك أشخاص لازالوا ينكرون حق الأخر في أن يحلم بيقظته بل حتى في نومه فإذا كان الطائي يمنع الكوردي أن يحلم بدولته المستقلة كحلم يراوده منذ ولادة الخليقة إلى هذه اللحظة فكيف به يعطي الكورد حقوقهم على أرض الواقع بعيداً عن الأحلام والكوابيس فإذا كان رافضاً للجزء فكيف يقبل بالكل وهو الذي يمنع غيره من الحلم.

عندما اعتقل الدكتور نور الدين زازا ( أحد القياديين الكورد في فترة الستينات من القرن الماضي في سورية ) مع البعض من رفاقه وعند التحقيق معه من قبل قاضي الفرد العسكري بحلب قال له القاضي أتريدون كوردستاناً مستقلة فرد عليه الدكتور نور الدين زازا قائلاً: "حلم أما يحق لنا أن نحلم".

إن منع الأحلام هي عادة قديمة عند القومجيين العروبيين ومانعي الأحلام يتوارثون الصنعة بالتواتر القوموي من بعضهم البعض وسيورث الطائي هذه المهنة لأبنائه من بعده كجزء من ميراثه وثروته وليس ببعيد أن يبدأ بتدريسها كمادة في معهد خاصاً بأمثاله وكلية تمنع الناس من الحلم ويسميها أكاديمية حسن الطائي لمنع أحلام الناس بل سيأخذ حسن الطائي جائزة أوسكار في معاقبة الناس الحالمين بالحرية والتحرر وأنا أوجه رسالة باسمي إلى الشعب الفلسطيني بأن يتوقفوا عن حلمهم بتحرير بلادهم من الإسرائيليين وإلا فأن حسن الطائي سيرجمكم كما سبق ورجم فينوس فايق لأنها أباحت ما بداخلها من هواجس وأفكار تريد من خلال تلك الأفكار التحرر من براثن الخوف وأصفاد وقيود حاولت تكسيرها وخلعها.

حسن الطائي عندما يدعو إلى رجم فينوس فايق لا يبدي رأيه كقارئ في خاطرة او مقالة قرأها بل يعكس صورة عن الملايين من العرب الذين على شاكلته يرد دفن أحلام الأكراد بدولتهم المستقلة في رمال أحقادهم وضغائنهم ويبدي الصورة الحقيقية لأمثاله من الذين يدعون بحب الأكراد ويناصرون قضيتهم العادلة وحقهم الطبيعي في تقرير مصيرهم كبقية شعوب الخليقة.

عذراً لأنني أثقلت في الكلام وتماديت فيه وأعرف إني أكثرت من التجريح ولكنك تستحق ذلك يا حسن الطائي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معركة ساخنة بين بايدن وترامب؟ | المسائية


.. الإصلاحي بيزشكيان والمحافظ جليلي يتأهلان للدور الثاني من الا




.. ميقاتي: لبنان سيتجاوز هذه المرحلة والتهديدات التي نتعرض لها


.. حماس تدعو الأردن للتحرك من أجل مواجهة مشروع ضمّ الضفة الغربي




.. أبرز التحديات التي تواجه الديمقراطيين في حال أرادوا استبدال