الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأخرس يسرد حكاية المثقفين العراقيين في كتاب جديد

مازن لطيف علي

2011 / 6 / 16
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


إن إشكالية الثقافة العراقية كانت وما تزال وسوف تبقى لفترة طويلة نسبيا إحدى القضايا الجوهرية القائمة أمام الوعي السياسي. كما أنها إحدى القضايا التي تتمركز فيها الوسيلة والغاية بقدر واحد في ما يتعلق بآفاق المستقبل. وذلك لما لها من دور حاسم في توحيد أو تشتيت القوى في مرحلة الانتقال العاصفة التي يتعرض لها العراق حاليا. بمعنى مواجهته بقدر واحد إشكالية الصراع الداخلي الذي يصل أحيانا حد الهمجية، وتداخله مع سياسة الاحتلال الخارجي.

وعن اشكالية المثقف والثقافة العراقية صدر للشاعر والاعلامي والكاتب محمد غازي الاخرس كتاب بعنوان" خريف المثقف في العراق 1990-2008" عن دار التنوير-بيروت- والكتاب في رأيي الشخصي هو ضمن المشروع النقدي للثقافة العراقية الذي بدأه الكاتب سلام عبود في كتابيه" ثقافة العنف في العراق" و" من يصنع الدكتاتور" وكتاب عباس خضر " الخاكية" وكتاب الشاعر والناقد عبد الكريم هداد" مدخل الى الشعر الشعبي- قراءة في تاريخ شعب" الذي يرى إن الخراب والدمار الواضح في البنية الحضارية والثقافية للمجتمع العراقي وما أصاب الذاكرة العراقية من تآكل في نسيجها وبنيتها التي مسخت بفعل ثقافة سلطة العنف والحروب عبر اجيال عديدة من العراقيين، لم يحدث ذلك من دون أن تكون هنالك مؤسسات ثقافية خاصة لإنتاجها، وبفعالية ومشاركة جوقة من الكتاب والشعراء والنقاد من مسخري أدواتهم الإبداعية .

يتألف كتاب الاخرس النقدي والتوثيقي الذي اعتمد على وثائق ومصادر من خمسة فصول يتناول الاول ماجرى داخل العراق بعد احتلال الكويت والانتفاضة حيث يتناول الاخرس تأثيرات الانكسارة الكبرى بدءا من ظهور المد الديدني مرورا بخيبة المثقفين ووصولهم الى عتبة العدمية وانتهاء بوقوعهم ضحايا التطرف الثقافي في الافكار والممارسة.

في الفصل الثاني"لعبة النرد" يتناول المؤلف ظاهرة هرب المثقفين العراقيين من البلاد بعد انتفاضة1991 واساليب ذلك الهرب مركزا على دخولهم فعليا في مرحلة عدمية لا مثيل لها .

في تناول الفصل الثالث" على اعتاب الزلزال: الثقافة ضد نفسها" حيث يقف الاخرس مطولا عند لحظة مواجهة زاخرة بالدلالات بين نمطين من الثقافة ،وقد بدأ الصراع المقصود ا بتداء من منتصف التسعينات. أحد هذين النمطين كانت هاجرت رموزه من العراق في سبعينات القرن العشرين وصاغت لها خطابا خاصا في حين خرج ممثلو النمط الآخر من البلاد زرافات ووحدانا بعد حرب الكويت.

اما الفصل الرابع"في قلب الزلزال" فيرسم الاخرس صورة المثقف العراقي العراقي كما التقطت قبل الغزو الامريكي للعراق واثنائه ويتم التركيزعلى استكناه طريقة فهم المثقف لهويته الوطنية وكيفية قراءته للحرب وتعاطيه معها.

اما الفصل الخامس" العراق ما بعد الزلزال" فيتتبع الاخرس مجريات الاحداث المتعلقة بالمثقفين بعد سقوط نظام البعث وطرائق تجدد الصراعات القديمة يبنهم حيث تصل الامور الى حد القتل الجسدي وحيث يبدو المثقفون وكأنهم يتصارعون في مركب سكران يمكن ان يهوي بهم بين لحظة واخرى كما يراها الاخرس.

كتاب الاخرس جديرالقراءة القراءة لأن مؤلفه عاش الفترة التاريخية للثقافة العراقية التي تناولها في كتابه ، ويحتوي الكثير من قضايا النقد لواقع الثقافة والمثقف العراقية . ويرى الاخرس ان كتابه نتاج رؤية مضادة للايديولوجيا، بل الاحرى أنه نتاجُ رؤيةٍ تحاولُ الخلاص من الايديولوجيا، ومن ثم الانتعاق من " سردياتها" المتعارضة بتعارض تلك الإيديولوجيات.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتوسع في إفريقيا.. والسودان هدفها القادم.. لماذا؟ | #ا


.. الجزيرة ضيفة سكاي نيوز عربية | #غرفة_الأخبار




.. المطبات أمام ترامب تزيد.. فكيف سيتجاوزها نحو البيت الأبيض؟ |


.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. فهل تتعثر مفاوضات القاهرة؟




.. نتنياهو: مراسلو الجزيرة أضروا بأمن إسرائيل | #غرفة_الأخبار