الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من جعبة الذاكرة

شهاب رستم

2011 / 6 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


الصقور الحمر

عندما يقلب المرء صفحات ذاكرته ويعود قراءة هذه الصفحات يجد أن هناك الكثير من الأحداث التي مرت بنا كانت مواجهتنا لتلك الاحداث من فعل الانسان الخارق في قدراته ، فالشباب الذين قارعوا الدكتاتورية ووقفوا بوجه النظام الدموي بصدروهم العارية دون أن يهابوا الموت . هناك الكثير من الأمثلة الحية والتي يمكن أن نقف عندها ولو للحظات نرى تلك القدرات والطاقات الهائلة التي ضحت به شبابنا في الايام العصيبة ، شباب ناطحوا السحاب باقدامهم الحافية وداسوا على الاشواك وذاقوا طعم الحنظل ولم يقبلوا بما قدمته لهم النظام من مال ومناصب لانهم كانوا يحملون في دواخلهم العقيدة التي منحتهم القوة والايمان للدفاع عن حق شعب ليعيش كريما ً متمتعا ً بما لديه من امكانيات من البنية الفوقية والتحتية . لقد كان لحاملي العقائد الفكرية والقومية مواقـف بطولية وهم يواجهون الجلاد في عقر داره.
وقفة بطولية لا يمكن نسيانه من تاريخ مناضلي الأتحاد الوطني الكردستاني في السبعينات من القرن الماضي ، فالصقور الحمر {مجموعة الملازم جوامير ورفاقه } ومقارعتهم لازلام النظام بل للنظام بحد ذاته من خلال تخطيطهم للهرب من الامن العام { الشعبة الخامسة } كان عملا ً لا يقوم به إلا الأبطال ذوي القدرات والطاقات السوبرمانية ، القفز من على جدار ارتفاعه ثلاث امتار من قبل الملازم جوامير لا يمكن تصوره ومشاهدته إلا في الافلام الخيالية ولكنها حدثت فعلا ً أمام عيون حراس الدكتاتور . من جانب آخر كان لرفاق جوامير صولة في موقف الفضيلية حيث ارعبوا الحراس بمواقفهم التي وقفوها امام رجال الامن وما كانت لعوائلهم من صمود وجرءة للصراخ بوجه كلاب حراسة السجن ... لقد وقفت والدة احد الأبطال امام المسؤول الامني للموقف والتي منعوها من زيارة ابنها لتقول لهم ان أبنها لن يموت سيبقى خالدا في الضمائر وان قتلتموه فارض كردستان ستنبت آلاف منثله ومثل رفاقه ، ولن يكون دربهم إلا درب للتحرير . نعم كان لرفاق جوامير في السجن دور كبير في توعية الكثيرين من الأكراد الذين حكمت عليهم المحاكم الصورية لمسلم الجبوري وعواد البندر دون أن يكون لهم نشاط سياسي آنذاك ، فقد حكم عليهم لا لشيء إنما لأنهم أكراد .


أتذكر من الذين حكم عليهم بالسجن المؤبد شاب اسمه صباح من قرى اربيل ، لقد كان راعيا هبط بالقرب منه طائرة هيلوكوبتر البسوه طاقم وسلموه بندقية ج س وقدموه للمحكمة بتهمة انه كان بيشمه ركة ، وهذا ما حدث مع محمد الاقرع من بازيان وتاذي كان لي شرف تعليمه القراءة والكتابة . حمه كومه له عامل بناء كان يحب البيشمه ركة ويتمنى أن يلتقى بهم ساقه حلمه ليتحدث مع أحدهم عن الحلم فلم يجد نفسه إلا امام مسلم الجبوري يحكم عليه بالسجن المؤبد ، وأحمد الداودي الذي كان كل اسبوع يذهب للمحكمة ويجلب معه حكم عشرين عام حتى وصل مجموع الحكم عليه مائة وأربعون عامأ وفي الحقيقة لم يكن هذا الداودي إلا تاجر ينتقل من قرية الى قرية ليبيع ما بحوزته من العلك وحامض حلو وشيء من زينة للنساء .
وقف الملازم جوامير ورفاقه امام مسلم الجبوري شامخين صلبين لم يخيفهم الاجواء البشعة التي كانت حولهم والرعب الذي خلقوه في المنطقة ، كان للشهيد سلمان جولة مع مسلم الجبوري حين سأله إن كان بريئا ً أم مذنبا ً فكان رده لمسلم الجبوري انه بريء امام شعبه ووطنه اما امام المجرمين أمثال الحاكم { الجبوري } فإنه مذنب دون شك ، وقد تناقش الصقور بكل حده مع الزمرة التي كانت تدير جلسة المحاكمة النائبان النائمان طوال فترة المناقشة وقراءة الحكم الجاهز قبل المحكمة وكان دور الجبوري مسلم فقط هو قراءة الحكم كما يقرأ تلميذ في المرحلة الابتدائية في كتاب القراءة . رغم الحكم الثقيل الذي صدر بحق الصقور إلا انهم أنشدوا للوطن والشعب وللثورة المسلحة في كوردستان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتطور أعين العناكب؟ | المستقبل الآن


.. تحدي الثقة بين محمود ماهر وجلال عمارة ?? | Trust Me




.. اليوم العالمي لحرية الصحافة: الصحافيون في غزة على خط النار


.. التقرير السنوي لحرية الصحافة: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريق




.. بانتظار رد حماس.. تصريحات إسرائيلية عن الهدنة في غزة