الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرج للعلاج ولم يعد!

جمال الخرسان

2011 / 6 / 17
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


خرج للعلاج ولم يعد!

في السادس عشر من كانون الثاني عام 1979 حينما احس الشاه محمد رضا بهلوي بصعوبة الموقف وانتابه القلق على نفسه وعائلته اثر التطورات السياسية الناتجة عن الحراك الجماهيري الداخلي في ايران افتعل قصة الفحوصات الطبية حينها للتسويق الاعلامي كي يجد له مهربا يحفظ فيه جزءا من ماء وجه امبراطور لقب نفسه بانه ( ملك ملوك ايران ) وكان يعرفه العالم بصفة ( شرطي الخليج ) لما يمتلك من بأس في المال والرجال والقوة العسكرية، فرحل الرجل الى مصر من غير رجعة ورحلت معه حقبة الملكية التي دامت طويلا، كي تخلفها بعد ذلك مرحلة الجمهورية.
بعد 32 وثلاثين عاما تكررت الواقعة مع الرئيس اليمني ( السابق ! ) علي عبد الله صالح ولكن بطريقة اكثر درامية.. وباخراج اكثر غباءا مما فعله محمد رضا بهلوي آنذاك.
فصالح اضاع جميع الفرص التي ارادت ان تبقي له شيئا من ماء الوجه، ولليمن شيئا من الاستقرار المفقود، كانت المبادرة الخليجية قاب قوسين او ادنى من النجاح لولامماطلة وعناد صالح، طمعا في بضع سنوات او حتى ربما شهور اضافية علاوة على ثلاثة وثلاين عاما قضاها في السلطة.
بعد كل ذلك العناد المفرط انتهى المطاف بعلي عبد الله صالح مسجّى في مستشفيات السعودية يستنجد باطباء التجميل وخبراء الجراحة بعد ان نجا باعجوبة من محاولة الاغتيال الغامضة والتي لم تبح بكامل اسرارها حتى الان. في تلك الحادثة خسر صالح سر معظم المحيطين به من مسؤولين وحرس شخصي وكاد ان يلفظ هو الاخر انفاسه الاخيرة لولا مشيئة القدر.
ماذا يريد علي عبد الله صالح اكثر من الخروج بسلام من هذه الازمة بعد ان بلغ من العمر عتيّا وحكم اكثر من ثلاثة وعقود! ما الذي بقي من اليمن ؟! وماذا قدم له بعد كل تلك السنوات الطويلة ؟ ان اليمن بلد ذو شطرين كل شطر منه نواة لدولة وما حصل عام 1994 في حرب الانفصال خير شاهد على ذلك الانقسام الحاد والذي يلعب على وتره الحراك الجنوبي حاليا، مشكلات اليمن لاتقف عند هذا الحد بل تتعدى ذلك الى الحرب على الارهاب بعدما اصبحت شبه الجزيرة العربية واليمن بالذات المعقل رقم واحد بالنسبة لتنظيم القاعدة، يضاف الى ذلك تداعيات حرب صعدة مع الحوثيين وما لهم من مظالم ومطالب بقيت على الطاولة دون حلول.. ثم القبائل اليمنية وطموحها في الحكم والنفوذ وغير ذلك سلسلة طويلة من الازمات في اليمن تشكل تحديات كبيرة جدا لكل من يريد قيادة اليمن بعد علي عبد الله صالح.
لم يسعد يوما ذلك اليمن الملقب عبثا بـ ( السعيد ) ولم تفعل فعلتها حكمة بلقيس ورويتها الشهيرة في ارساء السلام والرخاء، لانها لم تجد لها اذانا صاغية عند طلاب السلطة بأي ثمن.
صالح شفي او لم يشف فانه على الاغلب سيجد طريقه الى دار متواضعة تصطف الى جنب بعض من زملائه في الحرس القديم من امثال زين العابدين بن علي وربما حتى مبارك الذي يتردد على السعودية بين الحين والاخر وقد يكون فيها معظم الاوقات. هناك يقضي بقية ايام حياته في انتظار وافدين جدد.. فعام الصدمة العربية فعل فعتله العظيمة في نصفه الاول، وبقي له نصف ثانٍ قد يكون هو الاخر مليئا بالمفاجئات.
اخيرا على الحكام العرب ان لايفتعلوا الازمات بعد الان مع العربية السعودية لانها اصبحت ملاذهم الوحيد، هناك في جدة حيث المجمع الرئاسي للمتقاعدين من الحكام العرب! وليس ثمة خيار آخر افضل من جدة حتى الان! ولا يعلم احد اين مهرب الحرس القديم ؟! فيما لو انقلبت الطاولة على رؤوس الجميع وشملت نسائم الربيع العربي الجميع بما في ذلك المملكة العربية السعودية!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية تدفع باتجاه الموافقة


.. وزير خارجية فرنسا يسعى لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في




.. بارزاني يبحث في بغداد تأجيل الانتخابات في إقليم كردستان العر


.. سكاي نيوز ترصد آراء عدد من نازحي رفح حول تطلعاتهم للتهدئة




.. اتساع رقعة التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة للمطالبة ب