الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية / الدكتاتورية ( مقتطف من - أنبذوا الأوهام البرجوازية الصغيرة حول الإنتفاضة الشعبية فى تونس- لناظم الماوي).

ناظم الماوي

2011 / 6 / 17
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


الديمقراطية / الدكتاتورية ( مقتطف من " أنبذوا الأوهام البرجوازية الصغيرة حول الإنتفاضة الشعبية فى تونس" لناظم الماوي).

لطالما مثّل الموقف من "الديمقراطية" مسألة فى منتهى الأهمّية ذلك انّ هذه الكلمة مستخدمة بصورة فضفاضة و تعميمية تعويمية تبثّ الخيالات و الأوهام لذا وجب تسليط بعض الضوء عليها و لو بعجالة .

" فى المجتمع الطبقي يعيش كلّ إنسان كفرد من أفراد طبقة معيّنة ، و يحمل كلّ نوع من أنواع التفكير دون إستثناء طابع طبقة معيّنة " ( ماو تسى تونغ " فى الممارسة العملية") .فى هذا العالم المتميّز بإنقسام المجتمعات إلى طبقات متناحرة و عدم مساواة إجتماعية ، لا يمكن للديمقراطية إلاّ أن تكون ديمقراطية طبقة من الطبقات- او مجموعة طبقات – و لا وجود البتّة لديمقراطية لا طبيعة طبقية لها وخارج الطبقات و لا تخدم طبقة أو طبقات ضد طبقات أخرى.لا وجود "للديمقراطية للجميع". و منذ المجتمع اليوناني العبودي ،وجدت ديمقراطية و لكنها كانت ديمقراطية أسياد العبيد كما وجدت فى التاريخ المعاصر ديمقراطية برجوازية و ديمقراطية شعبية و ديمقراطية بروليتارية .

و كلّ ديمقراطية هي فى الوقت ذاته دكتاتورية أراد ذلك من أراد و كره من كره .فالواقع يؤكّد أنّ ديمقراطية الأسياد فى اليونان كانت دكتاتورية ضد العبيد و كانت الديمقراطية البرجوازية دكتاتورية ضد البروليتاريا مثلما كانت دكتاتورية البروليتاريا فى الإتحاد السوفياتي من 1917إلى 1956 و فى الصين الماوية من 1949 إلى 1976 ( بشكلين ) دكتاتورية ضد أعداء البروليتاريا لا سيما البرجوازية القديمة منها و الجديدة التى تظهر فى المجتمع الإشتراكي. و من ثمّة صار الماويون يدعون على إستعمال مفهوم الديمقراطية/ الدكتاتورية كوحدة أضداد أو تناقض معبّر عن واقع مجتمع طبقي.

و عليه نعدّ حديث من يعتبرون أنفسهم راديكاليين ضمن اليسار عن الديمقراطية بصيغ هلامية غير علمية و غير محدّدة طبقيا تنكّر من جهة للتحليل الملموس للواقع الطبقي الملموس و للنظرية اللينينية فى هذا الشأن كما صاغها لينين فى "الدولة و الثورة" من جهة ثانية و إنبطاح أمام الأوهام البرجوازية الصغيرة من جهة ثالثة و تضليل للجماهير من جهة رابعة.

و عمليا هل ستقدر الإصلاحات الديمقراطية البرجوازية الشكلية أن تعالج تناقضات نمط/أسلوب الإنتاج و البنية الإقتصادية و الفوقية لدولة البرجوازية الكمبرادورية/البيروقراطية و الإقطاع المتحالفين مع الإمبريالية لتقضي على البطالة مثلا ؟ لا هذا غير ممكن إلاّ فى مجال الخيال فالبطالة ملازمة للرأسمالية وفق تحاليل ماركس العلمية و لم تقض عليها الإمبريالية فى عقر دارها فما بالك ان تقضي عليها دولة الإستعمار الجديد المندمجة فى النظام الإمبريالي العالمي الذى لا يزرع فى المستعمرات سوى مزيد التفقير و التجويع و الإستغلال و الإضطهاد. و تجربة الفليبين من الثمانينات إلى يومنا هذا تثبت صحّة قراءتنا و مدى مجانبة الأوهام البرجوازية الصغيرة للحقيقة.

بل أكثر من ذلك حتى إن مسك أي حزب شيوعي بالسلطة فى إطار دولة الإستعمار الجديد أي الدولة القائمة دون تحطيمها و تعويضها بدولة جديدة أخرى و تغيير نمط الإنتاج و علاقات الإنتاج ...فإنّه إمّا أن يطاح به إذا حاول تجاوز الخطوط الحمر التي سترسم له و إمّا سيتحوّل هو ذاته إلى أداة فى يد الطبقات الحاكمة لإضطهاد و إستغلال الجماهير الشعبية لا لتحرّرها. و التجارب العالمية التي ذكرنا تشهد على ذلك.

موضوعيا ، تحتاج جماهير شعبنا و جماهير المستعمرات الجديدة و أشباه المستعمرات و إن لم تع غالبيتها بعد هذا، إلى ثورة وطنية ديمقراطية/ ديمقراطية جديدة عبر حرب الشعب بقيادة بروليتارية كجزء من الثورة البروليتارية العالمية للقطع مع الإمبريالية و بناء دولة جديدة ، دولة الديمقراطية الجديدة فالإشتراكية بغاية بلوغ الشيوعية عالميا و تحرير الإنسانية جمعاء .و هذه الحقيقة العلمية الماركسية-اللينينية –الماوية العميقة تجد تعبيراتها واضحة جلية فى الصراع الطبقي فى الهند و الفليبين و غيرها من البلدان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اشتباكات في روما بين الشرطة ومتظاهرين مؤيدين لفلسطين


.. محمد نبيل بنعبد الله يستقبل السيد لي يونزي “Li Yunze”




.. الشيوعيون الروس يحيون ذكرى ضحايا -انقلاب أكتوبر 1993-


.. نشرة إيجاز - حزب الله يطلق صواريخ باتجاه مدينة قيساريا حيث م




.. يديعوت أحرونوت: تحقيق إسرائيلي في الصواريخ التي أطلقت باتجاه