الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب الفلسطيني يعاني من اضطهاد مزدوج

فهمي الكتوت

2011 / 6 / 17
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


يعاني الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من أعلى معدلات البطالة في العالم، وصلت نسبتها الى 45.2% بسبب الحصار الجائر الذي فرضه الاحتلال الصهيوني على الشعب الفلسطيني منذ خمسة اعوام ، الامر الذي ادى الى مضاعفة عدد الفقراء الذين يعيشون على اقل من دولار، ليصل عددهم إلى ثلاثمئة ألف شخص منذ فرض الحصار، وذلك وفقا لتقرير صادر عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا، وما زالت رواتب الفلسطينيين الفعلية تتراجع امام موجات الغلاء المتلاحقة وارتفاع معدلات التضخم وزيادة نسبة البطالة، حيث هبطت الأجور بنسبة 34.5% منذ النصف الأول من عام .2006 ويقول مدير إعلام أونروا سامي مشعشع في التقرير إن اللاجئين الذين يشكلون ثلثي سكان القطاع البالغ عددهم 1.7 مليون نسمة هم الأكثر تضررا في الفترة التي يغطيها هذا التقرير.

كما توقف صرف رواتب موظفي السلطة عدة مرات خلال الاعوام الماضية بسبب وقف العدو الصهيوني تحويلات مستحقات السلطة من الضريبة المضافة، وكان اخرها في شهر ابريل الماضي، فقد تعطل صرف رواتب 160 الف موظف وموظفة، تبلغ رواتبهم الشهرية حوالى 150 مليون دولار، وذلك عقابا للسلطة على موقفها من المصالحة الفلسطينية، واعلنت نقابة العاملين في الوظيفة العمومية عن إضرابها الجزئي الخميس الماضي في كافة الوزارات والمؤسسات الحكومية بالضفة الغربية احتجاجًا على سياسة الحكومة المالية والتهرب من الاستجابة لعدة مطالب للنقابة وفي مقدمتها صرف علاوة غلاء المعيشة، بما يتناسب مع ارتفاع الاسعار الحاصل وتأكل الاجور بنسبة 40%، ووقف الخصومات على الموظفين وصرف المستحقات السابقة لهم وغيرها من المطالب.

ويقف الشعب الفلسطيني امام معادلات صعبة، تحتم عليه الدخول في تناقضات رئيسية مع الاحتلال الصهيوني، في الوقت الذي تتقدم التناقضات الثانونية مع السلطة وراس المال حول الاجور والقضايا الاجتماعية، ويجد الشعب الفلسطيني نفسه امام التناقض الاجتماعي يحتل المقام الاول احيانا، رغم ان الصراع الرئيسي يفترض ان يحتل المقام الاول في مواجهة العدو الصهيوني، من اجل دحر الاحتلال وازالة المستوطنات والجدار، وتقرير مصيرالشعب الفلسطيني كبقية شعوب الارض، فالشعب الفلسطيني اخر الشعوب التي ما زالت ترزح تحت نير الاحتلال، ويلقى المحتل تأييدا دوليا على استمرارية احتلاله واضهاده للشعب الفلسطيني، ليس هذا فحسب فقد كشف الناطق الرسمي للأونروا ان عمليات هدم المنازل قد تسببت في تشريد 67 طفلا في ايار الماضي وحده، من بين 304 أشخاص تعرضوا للتشريد بسبب عمليات هدم المنازل في الضفة الغربية، واعلنت بلدية القدس قبل يومين عن مخطط استيطاني توسعي لبناء سبعة آلاف وتسعمئة وحدة سكنية جديدة في عدد من المستوطنات المقامة على أراضي شرق وجنوب مدينة القدس.

يتم ذلك في ظل حكومة محلية لا تضع على اجندتها قضية تحرير الارض، بل مهمتها الرئيسية تحقيق السلام الاقتصادي، منطلقة من ان مهمة التحرير موكلة لمنظمة التحرير الفلسطينية، والتي بدورها اختزلت قضية التحرير بالمفاوضات مع العدو الصهيوني، مفاوضات تآكلت مرجعياتها امام الضغوط والشروط الاسرائيلية المذلة والتي تقوم على استمرار النشاط الاستيطاني المسعور، وابقاء المفاوضاوت العبثية، واللجان الامنية لحراسة الكيان الصهيوني.

في ظل هذه المناخات السياسية تبرز المطالب الشرعية للشعب الفلسطيني في مواجهة الفقر والبطالة وتآكل الاجور، فالشعب الفلسطيني ليس امام حكومة او قيادة تعدهم بالتحرير.. لكن اقلها ان تلبي الاحتياجات الضرورية لحياة المواطنين من غذاء ودواء ..الخ ، قد تتذرع السلطة بعدم توفر الاموال، واذا كان كذلك عليها ان تقدم كشف حساب للشعب الفلسطيني حول اموال السلطة المودعة في البنوك او الاستثمارات الداخلية والخارجية باسماء اشخاص من رموز السلطة، فقد تابعنا الاسبوع الماضي تبادلا للاتهامات بين رموز السلطة حول قضايا الفساد، فبعد فصله من عضوية اللجنة المركزية لحركة فتح كشف دحلان في رسالة موجهة الى رئيس اللجنة المركزية للحركة يعلمه فيها عن وجود مليار و 300 مليون دولار استثمارات داخلية وخارجية اضافة الى أموال حركة فتح المقدرة بنحو 600 مليون دولار موزعة بشكل غير معروف في خارج فلسطين يتصرف بها محمود عباس بسرية وأضاف أن أموال فتح تحولت إلى "صندوق أسود" يرفض الرئيس إطلاع اللجنة المركزية عليها. فعلى السلطة ان توضح حقيقة هذه الامور ليس في بيان صحافي اوسياسي ، بل عبر لجان تحقيق محايدة تجمع المعلومات وتقدم البيانات للقضاء للبت في قضايا الفساد، خاصة ان عشرات القصص والروايات حول الفساد والفاسدين لاسماء مرموقة في السلطة، يتناقلها الفلسطينيون، الا يكفي فشلها السياسي الذي اوصل الشعب الفلسطيني الى ما هو عليه.

كل الاعتبارات المحلية السياسية والاقتصادية والاجتماعية الفلسطينية تزكي تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، كمقدمة لاجراء انتخابات شاملة من اجل تحقيق اصلاحات على مختلف الاصعدة وانتشال الشعب الفلسطيني من براثن الاحتلال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لعلها انتفاضة جديدة
خالد سعيد ( 2011 / 6 / 19 - 12:24 )
اعتقد ان فرصة الانتفاضة الفلسطينية الكلية امست ضرورة للدفاع عن البقاء واقول الكلية بما تعنية من رفض للاحتلال ورفض للتمثيل السياسي وبالضرورة ان لا يكون الاحتجاج الشعبي السلمي الفلسطيني هذه المرة بالقطاعي وانما جملة واحدة كما لدى شعبنا العربي في اكثر من دولة عربية وذلك من شروط النصر ،و يعول على شعبنا في الوطن المحتل ان لا يتأخر في اعلان ثورته الجديدة بل وتصليب عود الحراك الثوري العربي الاشمل ، اذ يجب على شعبنا في الوطن المحتل عسكريا من قبل الصهاينة وسياسيا من رموز السلطةالفاسده ان يرفض النظر اليه بين الشعوب كشعب موظف لدى المحتلين يقبض على نعم ويجوع مقابل لا ... لم يبقى امام شبابنا الفلسطيني الوقت الكثير لاغتنام هذا المناخ العالمي الذي احل للشعوب ان تصفع جلاديها ولتكن مواجه سلمية جديدة للاحتلال ووكيله الفلسطيني

اخر الافلام

.. لحظة إسقاط مسيرة إسرائيلية بعد استهدافها في أجواء جنوبي لبنا


.. كيف ستتعامل أمريكا مع إسرائيل حال رفضها مقترح وقف إطلاق النا




.. الشرطة تجر داعمات فلسطين من شعرهن وملابسهن باحتجاجات في ا?مر


.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا




.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا