الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إصلاح الشرطة يبدأ من -كشف الهيئة-

مصطفى مجدي الجمال

2011 / 6 / 18
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


بدأت امتحانات شهادة الثانوية العامة، موسم الإزعاج السنوي لأغلب البيوت المصرية.. وبعد شهر سيبدأ موسم آخر مكمل، وهو موسم التقديم لمكاتب تنسيق الجامعات والمعاهد والكليات العسكرية أيضًا.. وسأخص بالحديث هنا كلية الشرطة.
يعلم اللواء عيسوي وزير الداخلية أن أعدادًا كبيرة من شباب مصر يحلمون بالالتحاق بالكلية لأسباب مختلفة.. وهذا حقهم الذي يجب أن يتنافسوا عليه فيما بينهم في جو من الإنصاف والشفافية..
ولما كان هناك اعتراف عام – حتى من كبار الضباط أنفسهم- بأن مؤسسة الشرطة كانت تعاني من أخطاء وفساد ضارب .. فلا بد من الاعتراف بأن نظام القبول بكلية الشرطة (وكذلك معاهد أمناء الشرطة وحتى مندوبي الشرطة) لم يسلم بالطبع من تلك العيوب العامة..
وأظن أنه لما كنا نعيش في أجواء ثورة 25 يناير التي أظهرت ضرورة إصلاح وتطهير هذه المؤسسة بالغة الأهمية.. فلا بد من إعادة النظر في نظام القبول بكلية الشرطة.. على أن يتم طرح الإصلاحات المقترحة في هذا الجانب على الأحزاب والإعلام والمجتمع المدني.. وسيكون من قبيل الخداع غير المقبول بالمرة أن يستمر نظام القبول بالكلية على حاله..
معروف أن المتقدمين للالتحاق بالكلية يمرون باختبارات طبية ورياضية مقننة، وهذه لا اعتراض عليها.. ولكن يتم اختيار الأعداد المطلوبة من بين الناجحين في الاختبارات السابقة على أساس اختبار يسمى "كشف الهيئة"..
وكشف الهيئة هذا هو المصفاة الأخيرة التي وأدت أحلام عشرات الألوف من الشباب بالالتحاق بالشرطة، ورأوا بأم أعينهم حجم الفساد الذي خنق البلاد، ولم يكن أمامهم سوى ابتلاع غصة الظلم والاستبعاد خدمة لأبناء الضباط وأبناء العائلات وأبناء المسئولين الكبار في الدولة، بل وحتى من أوصى بقبولهم فنانون وفنانات موضع حظوة، ناهيك عن أبناء الأثرياء الذين يعرفون طريق المرتشين ويستطيعون دفع المعلوم.
إن كشف الهيئة اختبار موروث من عصر الإقطاع قبل ثورة يوليو حيث يفترض أن يقف الطالب المتقدم أمام لجنة من كبار الضباط لترى وتحكم على مواصفاته البدنية والمظهرية، والتأكد من أن ضابط المستقبل لا ينتمي إلى الطبقات الشعبية.. غير أن الاهتمام الأساسي لكشف الهيئة قد اكتسب بعدًا آخر في زمن الدكتاتورية، حيث يتم من خلاله استبعاد كل من له قريب من الدرجة الرابعة عرفت عنه انتماءات سياسية معارضة..
والآن بعد أن تم حل جهاز أمن الدولة هل يتصور أن يتوقف جهاز الأمن الوطني الذي حل محله عن كتابة تقاريره ن الطلاب بدون الاستعانة بالأرشيفات القديمة التي كانت تضع علامة الرفض المبرم على كل طالب له قريب إخواني أو سلفي أو شيوعي أو وفدي.. بالطبع لا..
وإلى جوار هذا الجانب الأمني تسرب الفساد حتى أصبح هو الأساس تقريبًا في عملية القبول بالكلية.. فأصبحت الواسطة والمحسوبية من أهم معايير القبول الفعلية.. فالنخبة من ضباط الشرطة لا تقبل بأن يخفق أبناؤهم في القبول بسلك الضباط.. وهم أيضًا سيساندون أبناءهم بعد التخرج كضباط كي يعينوا في أماكن شرطية "طرية" كما يقولون.. فهناك فرق كبير بين أن يكلف الضابط الشاب بالعمل في معسكر للأمن المركزي في مناخ قنا القائظ مثلاً وبين العمل في شرطة السياحة..
وإلى جانب رغبة النخبة الشرطية في إعادة إنتاج نفسها في أولادها.. كان أيضًا من حق قيادات الحزب الوطني التوصية بضم طلاب للكلية.. فمن يا ترى سيصدر بطاقات وخطابات التوصية عند قبول أول دفعة لكلية الشرطة بعد الثورة.. ومن المؤكد أن الكثير من الشباب الذي اشترك في الثورة سيتقدم للكلية فهل سيعامل معاملة المنبوذ أم معاملة الموالي للنظام؟
لا أبالغ إن قلت إن نتيجة القبول بكلية الشرطة ستكون مؤشرًا حقيقيًا على مدى حدوث تغيير حقيقي في نظام الحكم من عدمه..
الاقتراح الذي أقدمه.. هو أن تقتصر التقارير الأمنية عن الطلاب المتقدمين على الأحكام الجنائية فقط.. وأن يكون من حق الطالب المتقدم الاطلاع على التقرير الجنائي المقدم عنه والطعن فيه..
وقبل هذا يجب ألا تقتصر عضوية كشف الهيئة (إن أصرت الوزارة على استمراره) على ضباط الشرطة وحدهم.. وإنما يجب أن يتم إشراك عناصر مدنية من خارج جهاز الشرطة للتيقن من صحة العملية كلها..
فما رأي اللواء عيسوى ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احنا ملنا باقربائنا
بلال ( 2011 / 8 / 8 - 17:12 )
كلام حضرتك جميل اوي بس الطالب المتقدم ماله ومال اي حد من العائله اذا كان سوابق الطالب مش يقدر يتحاسب على افعال اي حد من العائله حرام ارجو الرد


2 - عزيزي بلال
مصطفى مجدي الجمال ( 2011 / 9 / 15 - 15:14 )
آسف للتأخير في الرد.. الهدف من التمحيص في أقارب المتقدم ألا يكون لهم أي نشاط سياسي معارض.. يعني عدم السماح لأي شاب من عائلات بها فرد معارض دخول الكليات العسكرية أو كلية الشرطة.. وبالطبع يتم حرمان أعداد كبيرة من دخول هذه الكليات عبر حاجز كشف الهيئة


3 - متظلم
اسلام ( 2011 / 11 / 10 - 02:55 )
ياريت يا استاذ مصطفى كان اللى قلته كان يتحقق ,, انا قدمت فى كلية الشرطة ونجحت فى كل الاختبارات حتى اللى بعد اختبار الهيئة وهى طبى متقدم ونفسى متقدم ومجموعى فى الثانوية العامة 90% وعند اعلان النتيجة النهائية وجدت نفسى غير لائق مع العلم انى قد نجحت فى الهيئة ولكن لم يتم قبولى بسبب وظيفىة والدى وهى سائق فتفتكر ان دا يبقى عدل والهى حسبى الله ونعم الوكيل


4 - طبقية الشرطة
مصطفى مجدي الجمال ( 2011 / 11 / 10 - 15:18 )
الأخ إسلام.. ما حدث معك هو مثل لما قصدته بالضبط.. هم لا يريدون لأي من أبناء الطبقات
المتوسطة والفقيرة لأن الشرطة مطلوب منها الحفاظعلى نظام اجتماعي طبقي..ولايستطيع أن يفلت من هذه المصفاة إلا من دفع الرشوة أو كان عميلاً أوحصل على توصية من عميل

اخر الافلام

.. السودان الآن مع صلاح شرارة:


.. السودان الآن مع صلاح شرارة: جهود أفريقية لجمع البرهان وحميدت




.. اليمن.. عارضة أزياء في السجن بسبب الحجاب! • فرانس 24


.. سيناريوهات للحرب العالمية الثالثة فات الأوان على وقفها.. فأي




.. ارتفاع عدد ضحايا استهدف منزل في بيت لاهيا إلى 15 قتيلا| #الظ