الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة الى اشكالية المائة يوم ، ولكن من زاوية اخرى

عبد الزهرة العيفاري

2011 / 6 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


عودة الى اشكالية المائة يوم ، ولكن من زاوية اخرى
( 1 )
يشاهد العراقيون في الفضائيات كل يوم عمليات القتل والتشريد والاغتصاب و... غــير ذلك على الساحات الـعـربـيـة المبتلاة بالانظمة الد كـتـا تـوريــة السوداء . وهـي مـن الــفــضـاعــات الـتـي " يمتاز " بها وحوش الجاهلية تحت مسميات العروبة والاشتراكية والامجاد المزيفة الجارية مـع صدى اهزوجة ( امجاد ياعرب امجاد ) . والعراقيون يدركون ايضا ً ان مثل هذه ( الفعاليات القومية ) هدد باقترافها الطاغية صدام حسين ( او رمز البعث الاشتراكي العفلقي ) على ارض عراقنا في غفلة من الزمن. وذلك اذا ما وقع نـظام البعث في العراق تحت التهديد والازالة . الا ان شعب العراق هذه المــرة نجا من الكارثة الصدامية ـــ البعثية .... ولا نقول نجــا باعجوبة ، بل يجب ان نسمي الاشياء باسمائها . فنعترف ونقول نجــا بفضل العامل الخارجي وحصافة العراق . والا كان يمكن ان يكون مصيرنا ، اما الدمار الكاسح وفقا ً للسيناريو الذي هدد به الطاغية ... او بقاءالمذابح البعثية تحصد رقاب العراقيين بدم بارد الى اجل غير مسمى !!! . مع ان خسائرنا البشرية والمادية لم تكن قليلة بعد السقوط على يد عصابات البعث وحليفتها القاعدة والميـليـشيات الدينية وغيرها من منتوجات النظام الشمولي البائد .
على اننا اليوم نواجه تهديدا خطيرا ً له طابع جديد . ونقول مباشرة هنا ان بعض هذا الخطر كان نتيجة ( كما نعتقد )ً لسياسات خاطئة اعتمدتها الحكومة بكافة وزاراتها ، بالرغم من محاولات رئيسها الرامية الى تنفيـذ شعارات الحرية والديمقراطية . ولكن الواضح في الامر ان هذه الشعارات لا يمكن ان تتحقق في اجواء سياسية معقدة ومتناقضة ومحاولات تخريبة تصدر من فلول قوى سوداء وانعدام يكاد يكون شاملا ً للخدمات !!مع غياب كامل للتخطيط العلمي للاقتصاد الوطني .
ومن اجل عرض التقييم الواقعي للامر بالنسبة للقاريء الكريم يجب ان نذكر هنا ان شحة الخدمات ورثناها من العهد البعثي البائد حيث كانت السياسة الهمجية للنظام البعثي سببت التخريب الشامل للعراق وجعلته يستجدي عطف من لا عطف له . كل هذا وكان الناس شهود عيان على البذخ المفرط لازلام ذلك النظام المقيت . اما اذا اردنا الدقة في التعبير فالخـدمات اتي كانت متاحة لهم كانت بمستوى البذخ البطرياركي ــ الاقطاعي القروسطي منقولا ً الى القرن العشرين !! . اما ذنب حكومتنا القائمة ازاء هذا الامر فيكمن في كونها لم تتبع الشروط والمواصفات العلمية في ادارة الدولة والاقتصاد ، بل وحتى لم تستمع الى اصحاب الاختصاص حين بذل بعضهم الجهد الفكري والتنظيرالعلمي في نقل التجارب العا لمية والمحلية ، التي نشروها في الصحافة ووسائل الاعلام المتاحة وقدموا وجهات نظرهم الجدية منها والمتواضعة احيانا لدفع العجلة الاقتصادية الى امام . ً الا ان الطامة الكبرى لم تجد وجهات النظر العلمية تلك من يستمع اليها او يناقشها او يضيف عليها !!! وذهبت الايام والسنين وذهبت معها مصلحة الوطن هباء ً مع الرياح !!! وكأن الاخطاء والضلالات مفروضة على العراق لان المسؤولين المباشرين عن التنمية وتحسين حالة البلاد كانو يقفون حاجزا ً ليمنعوا المسيرة الوطنية تحت يافطات ورطانات عير مفهومة من قبل الشعب او من اصحاب الاختصاص .
مثال من قـصـة المائة يوم : ــ
مرت الايام المائة التي حددها دولة رئيس الوزراء لمناقشة شئون وزاراته . وبغض النظر عن كون الرجل مصيب في ذلك التحديد ام ان لدى البعض ملاحظات سلبية عل ذلك التحديد . فهو كان يحاول بكل امكانياته ان يعدل المسيرة . الا ان الشيء المفزع والمفاجأة الكارثية نجدها في كون تلك الاجتماعات والمناقـشات حول اعمال الوزارات اظهرت حقيقة مقرفة ،وهي ان الدولة تعمل ... وتعمل ... ثم تستعمل الموارد الضخمة بدون تخطيط مسبق . بدليل ان من شاهد الاجتاعات والمناقشات بشأن المائة يوم لم يلاحظ اي دور لوزارة التخطيط في تلك الاجتماعات والنشاطات . وحتى ان المشاهدين لم يسمعوا نبذة قصبرة او شيئا ً ما عن مساهمة وزارة التخطيط في رسم المسيرة العملية للوزارات . ولذا لم يكن مفهوما ً لدى الدولة او لدى ذوي الاهتمام : كم كانت الموارد ؟ كم كانت التخصيصات لكل وزارة ــ حسب مشاريعها ؟ ماهي المشاريع التي دخلت في قائمة الاولويات ؟ وهل وضعت الحكومة امامها تنفيذ الاولويات اولا ً ، ام كانت الاوامر الادارية العشوائية هي السائدة ؟ اين صمام الامان في الاعمال الوزارية لمنع الفساد المالي ؟ ما هي القرارات تجاه المشاريع الصناعية المتروكة في العراء قبل اكمالها وما هو القرار بشأن الاموال التي سرقت عن طريقها ؟ ومن هـم المسؤولون عن هدر تلك الاموال وهي بالمليارات ؟ .... هذه وغيرها من الاسئلة لم تناقش ! وليس لها اجوبة شافية حتى لو اثير نقاش بشأنها ! . وهذا الامر ــ في علم ادارة الدولة ــ ياحكومتنا الموقرة يعني فضيحة ادارية وسياسية وتنظيمية لا تغتفر . سيما وهنا الثقب الذي يتسرب منه الفساد المالي وعمليات الفرهود ( كهدية للمفسدين ) بدون مقابل ، وهنا المرض العضال الذي يعيق ليس فقط التنمية بل ويشل ايــة حــركة لـلبلاد الى امام ! . ولو كانت ادارة الاقتصاد الوطني وكذلك نشاطات الوزارات موضوعة بصورة صحيحة اصلا ً و كما يجب ، لكانت الاجتماعات المكرسة لمناقشة نشاطات المائة يوم تـبـدأ مـن الاسـتـماع الى الـخـطـط الوطنية للوزارات وعلى لسان وزارة التخطيط ( اي الخطط التي يجب ان تصدر مركزيا ً وبمساهمة مفصلة و شاملة من الوزارات ومجالس المحافظات ومصادق عليها من قبل مجلس الوزراء ) مع ذكر الانفاق المرصود لها رسميا ً من وزارة المالية .. واخيرا ً توثيق درجة تنفيذها . فالتخطيط يجعل المواطن المشاهد يتوصل ويقتنع ان الدنيا عندنا بخير . والدولة العراقية اذن تتصرف كأي دولة متحضرة وان ادارتها فعالة والتخطيط فيها سيضمن مكافحة الفساد المالي حقا ً وحقيقة ً . ولكن من المؤسف اننا لم نلاحظ جدية في نتائج عمل الكثير من الوزارات و لا جـدوى اقتصادية على الارض تتناسب مع رغــبــة رئاسة الوزراء . ولا نخفي على دولة رئيس الوزراء علة العلل في هذه الكارثة الوطنية ( ونقولها بصراحة " ابو كاطع " ) ان مستشاريه ــ كمـا يبدو ـــ لم يعجبهم الاستئناس بآراء العراقيين اصحاب الاختصاص حول شئون الاقتصاد والتخطيط ومعا لجة الازمات . علما ً ان هذه العلة تكمن في مجموعة من العوامل التي تفت في عضد رئيس الوزراء وتظهره في صورة لا تتلاءم مع جهوده وطموحاته . ثم تجعله في نهاية المطاف عرضة للنقد والتجريح والتشهير وما اكثر المتصيدون في ساحتنا التي يكثر بها الجهلة والموتورون وطلاب الكراسي والرواتب والمهووسون بالفساد المالي والمعتاشون على الفساد الاداري ..... اما العوامل التي نراها تحتل الصدارة قي قائمة اسباب الاخفاقات المتلاحقة في اعمال الحكومة ، سيما في مجال اعمال الوزارات وبخصوص شحة الخدمات .... فهي كثيرة وبامكان السيد رئيس الوزراء معالجتها اذا ما رآى تنفيذ التوصيات المتواضعة الآتية بصورة مباشرة وغير مباشرة وهي تستهدف الغاء اسباب الاخفاقات التي انهكت بلادنا . مع اني ارجو ان لا يفهم من ذلك اني اسيء الى احد من الناس الذين قد يشملهم التعميم بدون قصد شخصي :
 من الضروري جدا ً اعادة النظر في هيئة المستشارين الذين لديه واختيار مستشارين ذوي دراية وتجارب خاصة في قطاع الاقتصاد والتخطيط والمالية والزراعة والاسواق والاستثمار . ثم اعتـمـاد علم التخطيط والعمل الجاد بموجبه . مع العلم لدى بعض العراقيين مستويات عالمية في التخطيط الستراتيجي يمكن استدعاؤهم اذا ما كانوا في دول الشتات للعمل في البلاد . انهم معزولون عن خدمة الوطن لاسباب قد تكون حزبية او غيرها ، بينما الوطن للجميع . وهذا واجب رئيس الوزراء قبل غيره .
 تكوين هيئة مركزية للتنمية والخدمات ( وهذا اقتراح سابق قدمناه) على ان يترأس الهيئة نائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية لتكون سلطته سارية على الوزارات كافة . ومهمته الرئيسية : الاشراف على آلية وضع الخطط و مراقبة ومتابعة تنفيذها ً والتأكد من سلامة الانفاق الحكومي بشأ نها .
 ابداء اهتمام شديد بالانتاج الزراعي والاستخدام الافضل والعقلاني للموارد المائية والبحث عن المياه الجوفية ورسم خطة بعيدة المدى لتنمية الثروة الحيوانية في البلاد.
 الا نتباه الى مشكلة الاستثمار . اذ بواسطته اخذت البلاد تتحمل اعباء ً وضلالات منهكة وقد اصبح ساحة عريضة للفساد المالكي . وحتى انه بهذا الشكل الذي هو عليه يتيح الامكانيات للاشخاص او العصابات الي تريد مزاولة التخريب . ولا ينكر ان الاستثمار موضوعة اقتصادية جديدة على العراق ، بل وعلى كل البلدان النامية . وله اختصاصيوه ومرجعياته . الامر الذي يحفزنا الى الاقتراح بربط هيئة الاستثمار بوزارة التخطيط مع تحديد برامجها بالاولويات التي تقررها الخطط الاقتصادية مع الالتزام الشديد بمبدأ حماية الانتاج الوطني وتشغيل الثروة البشرية المحلية .
 ان الحكومة مدعوة بصورة شديدة الى استدعاء شركات عالمية كبرى لانتاج الكهرباء باسرع وقت ممكن . اذ ان ضرورة الكهرباء ليس فقط تمليها الحاجة لتزويد البيوت بالضوء بل ان صناعتنا ستبقى معطلة بسبب غياب الكهرباء ! كما ان البطالة ستبقى تنخر مجتمعنا لفترات طويلة . هذا عدا المضاربات السوقية والمهاترات الاجتماعية القائمة بين المواطنين واصحاب المولدات . والحكومة ضائعة بينهما .
( وللمقالة صـلـة ) الدكتور عبد الزهرة العيفاري 18/6/2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل