الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجرمون همُ المتاجرون بآلام الشعب

ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)

2011 / 6 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


" حَدّث العاقل بما لا يُعقل فإن صدّقَ فلا عقل له . "

حاشا أن أكون مدافعاً عن المجرمين الإرهابيين القتلة ، الذين إرتكبوا المجزرة التي كانت ضحاياها المشاركون في زفة بنت الدجيل . إعترف المجرمون بأفعالٍ يندى لها جبين الإنسانية ، وبإسم الدين ، وأنّهم كانوا يؤدون الجهاد الإسلامي بقتل جميع الرجال والأطفال وإغتصاب وقتل جميع النسوة المشاركات في العرس وبالتالي إغتصابهم العروس بعد أداء الصلاة ، في حرم الجامع ثم قتلهم لها وزوجها ورميهما في النهر . لا ينتمي إلى الإنسانية مَن يشفع لهؤلاء ، وقد إعترفوا بجرائمهم ، والإعتراف سيد الأدلة .

إن كانت وسائل الإعلام الرسمية تعرض علينا هذه الأيام مسرحية إعترافات المجرمين ، مقرونة بنشر ملصقات جدارية في شوارع بغداد بكثافة تجمع أياد علاوي ببعضهم ، فإن العاقل يدرك أنّ وراء الأكمة ما وراءها ، ويدعوه إلى التساؤل عن أسباب إثارة هذا الموضوع الآن وبعد خمس سنوات من إرتكاب الجريمة ، إذ أنّ الجريمة كانت قد وقعت في عام 2006 وتم إلقاء القبض على رموز العصبة الإرهابية ، وكشفت أسرار الجريمة بتفاصيلها من إعترافاتهم في ذلك الوقت . فما الذي دعى الجهات المسؤولة إلى التكتم على كل ذلك خلال الخمس سنوات الماضية ، وما الذي حدث الآن ليجعل الحكومة تنشر هذا الغسيل القديم بهذه السعة ؟

منذ ساد الفكر الصدامي التآمري في ممارسة السياسة كانت عملية الإحتفاظ برهائن القوى السياسية الأخرى هي الورقة التي يلعب بها جميع الأطراف العاملة في الساحة السياسية . وإننا نذكر مناسبات التفاوض حول حل القضية الكردية ، إذ كان يسبقها تبادل رهائن بين الطرفين لتكون ضمانة على سلامة الوفدين المتفاوضين . وقد صادف أن إحتفظ صدام حسين بالرهائن كورقة ضغط على الطرف الآخر ، وحين لم تلبّى مطاليبه قام بإعدام الرهائن . هذه الأفكار الجهنمية الصدامية لا زالت تمارس كورقة ضاغطة لإبتزاز التيارات السياسية الأخرى . ومن الواضح أن المخاض الذي تمر به العملية السياسية بعد الإنتخابات العامة في السابع من آذار 2010 ، وما تبع ذلك من تآمر بعض القوى السياسية بلملمة صفوفها لتكوين كتلة سياسية أكبر من الكتلة السياسية التي فازت في الإنتخابات ، والإلتفاف على حقها الدستوري في تشكيل الحكومة ، فإن نفس العقل التآمري إستمر في منع إلتئام الوحدة الوطنية . وهذا ما أوصل التفاهم إلى طريق مسدود ، وبالتالي لجأت الحكومة ، وقد أصبحت بين مطرقة كتلة أياد علاوي وسندان الشعب المنتفض في ساحة التحرير إلى إستخدام ورقة الرهائن إستخداماً مزدوجاً . أولهما محاولة إسقاط أياد علاوي سياسياً بربطه بشخوص متورطة بمجزرة عروس الدجيل . وثانيهما إدخال عناصر من أزلام رئيس الوزراء بين المتظاهرين في ساحة التحرير والمطالبة بإعدام المجرمين علناً في ساحة التحرير ، بقصد حرف تلك المظاهرات عن جوهر مطاليبها المعلنة إبتداءً .

نحنُ ، كعراقيين غيورين على قيمنا الإجتماعية والإنسانية نستهجن أفعال تلك الزمرة الإرهابية المجرمة . وكأناس نؤمن بالقيم الحضارية ، نعلم أن إيقاع القصاص بأولئك المجرمين هو من مسؤولية القضاء العادل . ولكن شخص رئيس الوزراء ، قد أراد المتاجرة بهذه القضية . المتاجرة لكسب أكبر تنازل من الجهة التي ينتمي إليها هؤلاء المجرمون . المتاجرة بأعراض عراقيات بريئات وارواح أطفال أبرياء و رجال لم تكن لهم جريرة سوى المشاركة في عرس . خمسُ سنوات تسوّف من قبل الحكومة لأسباب غير مبررة ، مكشوفة لدى العاقلين . خمسُ سنوات لا يساق فيها المجرمون إلى المحاكم . والآن ، ولغرض في نفس المالكي ، تتسابق وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة لنشر إعترافات المجرمين ، من دون الإشارة إلى المسؤولين الذين طمروا المعلومات طوال هذه المدّة .

تُرى هل نظل نقصر إلصاق الإجرام بأولئك الإرهابيين فقط و ننسى مجرمين يحكموننا وهم المتاجرون بآلام الشعب ومصائبه من أجل أن يحتفظوا بكراسي الحكم ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماهو الهدف الحقيقي للحوثيين من استهداف السفن؟ فواز منصر يجيب


.. ترامب يعود إلى مبنى الكابيتول لتوحيد الصف الجمهوري | #أميركا




.. إطلاق صواريخ من غزة على جنوب إسرائيل وتفعيل القبة الحديدية


.. مراسلة الجزيرة ترصد تطورات التصعيد بين حزب الله وإسرائيل جنو




.. خليل العناني: قرار مجلس الأمن الدولي بوقف حرب غزة عقد مسار ا