الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شكرا لكم ياطغاة الارض ! فلقد زرعتم في ضمائر شعوبكم بذرة الثوره

ناديه كاظم شبيل

2011 / 6 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


شكرا لكم ياكل طغاة الارض ! فلقد زرعتم في ضمائر شعوبكم بذرة الثوره
لو درسنا تاريخ الشعوب قاطبة ، القديم منها والحديث ، لوجدنا ان لكل شعب حاكم مستبد ، ظالم معتوه يعيث في الارض فسادا كما أي لص او قاطع طريق او شرير . لا بد وان يكون هنالك فرعون اله ، يأمر الشعب بالركوع اليه وتقديم القرابين والنذور لنيل رضاه ، وفي معظم الاحوال تكون تلك القرابين شموسا مستنيرة تأبى الظلم والحيف فتتسامى من السماء الدنيا لتحلق في السماء العليا حيث الخلود الابدي.
هنالك سؤال يفرض نفسه ، ترى كيف استلم هؤلاء المرضى العصابيون سدة الحكم ، ولا اريد ان اعدد اسماءا ، فاسماء الطغاة محفورة في ضمير التاريخ ، فخلف كل ثورة شعبية او ردة دينيه ( ولا اقصد هنا دين محدد والا لما اختلفت المذاهب في كل الاديان ، وكل مذهب يعتقد مريدوه انهم الصواب بعينه وسواهم الخطأ بعينه )، حاكم طاغيه ، نعم قد يطول صمت الشعوب زمنا كأنه الدهر (تبعا لعنجهية حاكمه) ، ولكن بذرة الثورة التي غرسها الطغاة في وجدان الامة تنمو وتزدهر لتنبثق ثورة عارمة تتوهج معلنة عن نفسها وعن بداية عهد جديد ، وكلما كانت القرابين اغلى واطهر كلما ازداد وهج الثورة ، الى ان تطّهر الارض بالدماء الزكيه .
وقد تحرق تلك الثورات الاخضر واليابس ، وقد تعتصر حتى الاجنة في بطون الامهات ولكنها قادمة لا محالة ومعلنة عن نفسها عاجلا ام اجلا ، الى ان ينبثق عهد العدالة التي تزن البشر بميزان واحد ، وتدين الحاكم قبل المحكوم ، نعم فخلف كل جريمة ، قانون مريض يحتاج الى علاج مستمر الى ان يقف المجتمع سليما معافى ، وتكاد الجريمة ان تنعدم او تصبح شاذة بحيث يرفضها المجتمع ويحاول علاجها بالدواء المناسب.
لعبة كرة القدم لعبة قديمة جدا ، يقال انها من ابتكار المصريين القدامى ، ثم انتقلت الى باقي دول العالم وطوّرها الانجليز وجعلوا لها قوانين واحكاما حتى يمكن تداولها بين المدارس ، الحكمة من لعبة كرة القدم هو وجود هدف في ساحة اللعب ، يسعى كل لاعب من كلا الفريقين ومن مكانه الخاص وبكل اخلاص لادخال اللعبة فيه ، وقد يصل اخلاص البعض منهم درجة الاستماته ، وقد حصل ان توفي بعض اللاعبين في ساحة الملعب نتيجة لارهاق شديد في القلب .
اما الجمهور فدوره اشعال جذوة الحماس في ضمير اللاعب ، فترى خلف كل فريق جمهور مجنون ، يصرخ ويهتف ويلوح بالاعلام ويحمل اسماء وصور لاعبه المفضل ، وتسمع صرخة مدوية بعد كل هدف يصوبه احد الهدّافين فتنهال عليه او على جهاز التلفاز القبل الحارة السخية ويحمل على اكتاف اللاعبين ، وفي المقابل ترى الوجوم والحزن لحد البكاء باديا على قسمات وجه الفريق الخاسر والخيبة على وجه مدربه.
كذلك هو حال الشعوب ، فلكل شعب هدف عظيم هو التصويب الصحيح لاختيار القائد المؤهل لحمل الوطن والمواطنين في ضميره وقلبه ووجدانه، والا فانه او عضو البرلمان او الوزير لا بد من تنحيته في حالة تعبه او فشله في احراز هدف يشفي غليل الامة المتعطشة الى كل بر .
ولا بد للشعب من ان يعبر بصدق وحماس عن رأيه بلا خوف من سجن او تعذيب ، لينطلق معبرا عن رأيه بمظاهرات سلمية ديمقراطيه ان كانت حكومته تؤمن بالديمقراطية وتمارسها حقا .والا فلتكن مظاهرات مستمرة غاضبة ، تحت شعارات صريحة واضحة باسقاط الحكومة الدكتاتوريه الظالمه وابدالها بحكومة تلبي احتياجات الشعب وتسير الى الامام في نشر العدالة والديمقراطية والرقي .
ولا يمكن ان يحصل ذلك دفعة واحده ولكن ، باستمرار وبلا ملل او تعب او يأس ، حتى يأخذ العدل الاجتماعي مجراه الطبيعي وتختفي كل مظاهر الفساد الاجتماعي ، وتصبح الرشوه والمحسوبيه والطائفيه افة غريبة عن المجتمع المعافى السليم ، ويحاكم علنا كل من تسول له نفسه بمخالفة القانون العادل ومحاكمة كل مسؤول علم وتغاضى ايضا ، كي يكونوا عبرة لمن لا يعتبر .
الانتقاد الموجه الى لعبة كرة القدم انها تثير الشغب وتحدث الضوضاء والخصومات ، حتى ان احد ملوك بريطانيا امر بالغائها لتلك الاسباب ، ولكن للنصر نشوة تعقبها صرخة معبرّه، ترى الى تستحق لعبة القدم ذلك ؟ وكذا لعبة الحياة .


.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الدبلوماسية الأمريكية: أي أمل لغزة ولبنان؟ • فرانس 24


.. هاريس - ترامب: أيهما أفضل للعالم العربي والمنطقة؟




.. تونس: ماذا وراء حبس -صنّاع محتوى- بتهم أخلاقية؟ • فرانس 24 /


.. ما أسباب توقيف طالب فرنسي في تونس بقرار من القضاء العسكري؟




.. تونس: السجن أربع سنوات ونصفا لناشطة تونسية على إنستغرام بتهم