الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نزار عبدالله سكرتير اللجنة المركزية لاتحاد الشيوعيين في العراق في حوار مفتوح حول: مستقبل الحركة الشيوعية واليسارية وأحزابها في العالم العربي والعراق في ظل المتغيرات الراهنة.

نزار عبدالله

2011 / 6 / 19
مقابلات و حوارات


أجرى الحوار: جمال احمد
من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة, وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على الانترنت من جهة أخرى, ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء, تقوم مؤسسة الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام.
حوارنا - 57 - سيكون مع الاستاذ نزار عبدالله سكرتير اللجنة المركزية لاتحاد الشيوعيين في العراق حول: مستقبل الحركة الشيوعية واليسارية وأحزابها في العالم العربي والعراق في ظل المتغيرات الراهنة.


1- بعد التغيرات الكبيرة التي طرأت على الشرق الأوسط ، ماهي رؤيتكم لمستقبل الحركات الشيوعية واليسارية بشكل عام؟ هل ان تلك الحركات قادرة على خوض غمار التحدي وهي متشرذمة وتفتقر إلى التنسيق والتحالفات السياسية والتنظيمية القوية سواء على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي؟
يبدو بانه من السابق لاوانه التكهن بمستقبل الحركة الشيوعية واليسارية في خضم التغييرات العاصفة او لنقل في خضم تسونامي العالم العربي والشرق الاوسط وامواجه العاتية.
الكثير من العوامل تجعلنا متفائلين وهناك عوامل عديدة اخرى تدفعنا الى التشاؤم والاعراب عن القلق.
لاانوي ان اكرر ماقاله الكثيرون عن الدور الايجابي الذي لعبه الشيوعيين واليساريين في خضم الاحداث الراهنة، ولاشك بان الحركة اليسارية والحركة الشيوعية بشكل عام انفتحت بوجهها آفاق رحبة شبيهة بالتي تحدث عنها ماركس في الثامن عشر برومير لويس بونابارت عندما قال "هنا الوردة فلترقص هنا". ان الاحداث الوردية التي وقعت في العالم العربي يجعلنا ان نرقص لها، وهي فرصة مواتية لتدخل تلك الحركات التأريخ من اوسع ابوابها، في ظرف يتحدث الجميع فيه عن الانسان وقدراته وغاياته وصنعه للتأريخ عبر المسيرات والانتفاضات والثورات وتعميق مضامينها الديمقراطية الحقة وغيرها وهي فضاءات تستطيع فيها الشيوعية التحليق والطيران في سماءها السبع.
ولكن هل سيحصل ذلك؟ اعتقد بانه من السابق لاوانه التكهن بانتهاء "العصر المظلم" للحركة اليسارية والشيوعية، لاسباب عدة اهمها:
1. لاتزال الحركة الشيوعية القديمة في العالم العربي تعاني من الهجمة التي تعرضت لها الحركة الشيوعية ومن تداعيات انهيار "التجربة الاشتراكية" في الاتحاد السوفيتي ودول اوروبا الشرقية، وتسعى الكثير من مكوناتها بصعوبة بالغة الى الخروج والتخلص من التركة الثقيلة للاحزاب الاستالينية الموالية للمعكسر القديم في الحرب الباردة، ولاتزال الاجواء باردة بالنسبة لها.
2. توقفت الحركة الشيوعية التقليدية (اليسار الشيوعي القديم) عن النمو في العقود الفائتة وبخاصة عقب انتهاء الحقبة الاستعمارية وظهور الدول القومية العربية الاستبدادية وتوطيدها وتصعيد الصراع العربي-الاسرائيلي، ان تخلي الطبقة الوسطى عن ثوريتها وانسداد الافاق الثورية للحركة الشيوعية وتبني السياسة الذيلية للحركات القومية ودخولها في تحالفات معها واختيارها التهميش والاقصاء السياسي او النهج التصفوي في حالات اخرى (الحزب الشيوعي المصري نموذجا) مع ما صاحبته من انحسار المد الاشتراكي على الصعيد العالمي علاوة على نكسة اليسار والشيوعيين في الثورة الايرانية ومااعقبه من احداث في العراق وافغانستان كل تلك العوامل ساهمت بشكل او بآخر في احداث فراغ سياسي قاتل استغلته حركات الاسلام السياسي ببراعة فائقة لكسر ظهر خصمها التقليدي. ان ظهور الاسلام السياسي كردة فعل على الاوضاع السائدة وكتعبير عن حالة الانحسار والتراجع والتقهقر والاحساس بالذل والمهانة في الاوساط العربية وفي نفس الوقت كاعتراض ديني وروحي على العالم المادي الرأسمالي والامبريالي (العالم الذي لاقلب له ولاروح فيه حسب تعبير ماركس الشاب) وضعت الحركة الشيوعية واليسارية التقليدية بين مطرقة النظام الاستبدادي السائد وسندان الحركات الاسلامية بمختلف اشكالها وتلاوينها. هذه الاوضاع مجتمعة لم يسمح بنهوضها من جديد ولم تحرك ساكنا باعادة اصطفاف اليسارالشيوعي التقليدي في دول اوروبا الشرقية او في دول مثل ايطاليا والمانيا.
3. لم يشهد العالم العربي الا بشكل طفيف وجزئي وهامشي انبثاق وبزوغ حركة شبيهة بحركة "اليسار الجديد"، الحركة التي انطلقت في مطلع ستينات القرن المنصرم في الدول الاوروبية وتقدمت بوتيرة متصاعدة ابان الثورة الطلابية سنة 1968 وما اعقبته من احداث غيرت الكثير من سمة وملامح دول شمال الكرة الارضية، فرغم كل التغيرات الايجابية التي حدثت في اوروبا وامريكا في مضمار مراجعة وتجديد وشحذ الماركسية واستنهاضها الفكري والسياسي في مجال التأريخ والسياسة والاقتصاد وعلم النفس وغيرها من المجالات الحية فاننا لم نشهد انعكاساتها -مع الاسف الشديد- في العالم العربي، غدا هذا العالم واحة معزولة ساكنة، تراقب بعين الشك والريبة والحيرة احداث سياتل وجنوا ودافوس وريو دي جانيرو وغيرها. في الوقت الذي كنا نشهد في بعض دول الجنوب مثل دول امريكا اللاتينية بزوغ حركات يسارية شيوعية واشتراكية جديدة ومساهمات ايجابية في هذا المجال وتعقد فيها المنتديات والمؤتمرات وتحتضن الحركات المناهضة للعولمة ومنتدياتها وغيرها من الفعاليات، في المقابل لم نشهد ولم نلمس في العالم العربي تطورا مماثلا يكون على مستوى تلك الاحداث.
ولاانكر بانه في خضم البحث عن بدائل اخرى ظهرت مساعي ومحاولات لانطلاق وظهور حركات شيوعية ويسارية جديدة في العالم العربي اسوة باليسار الجديد باوروبا في عقد الستينات وغداة احتجاجات 1968، الا انها بالكاد تلفظت انفاسها وبقيت اسيرة في قوقعات تنظيمية وحركات نخبوية ومحرومة من قاعدة عمالية واجتماعية متجذرة مناسبة تحولها الى قوة اجتماعية قادرة على التغيير والتحدي. اما ظهور بعض التشكيلات والفرق الاشتراكية الجديدة في الآونة الاخيرة او الفرق التي تسمي نفسها قوى مناهضة للعولمة الرأسمالية المتوحشة والتي يمكن تسميتها رعيلا ثانيا للحركة الشيوعية والماركسية او بـ"اليسار الجديد" او المتجذر" كما يسميها البعض، باعتقادي لازالت تنقصها الديمومة والتجذر وبعيدة عن التحول الى حركة اجتماعية جماهيرية قادرة على التغيير الديمقراطي والثوري.
4. على صعيد الحركة اليسارية اجمالا وبسبب تعثر النضال الديمقراطي وغلبة الاستبداد وانسداد مخارج التنفيس الاجتماعي لم تظهر حركات يسارية متجذرة اسوة بالدول الديمقراطية الحديثة، العالم العربي خال تقريبا من احزاب يسارية عمالية او احزاب من طراز الاحزاب الاشتراكية الاصلاحية المنضوية تحت لواء "الاشتراكية الدولية" الراهنة، الوضع سيء بالاجمال بالنسبة لهذا النوع من اليسار. اعتقد بان صعود الخط البياني للانتفاضات الراهنة ستوفر فرصة اكبر لظهور هذه الحركات اليسارية وستلجأ قسم من الطبقات الحاكمة والطبقة الوسطى اليها بغية نقد الاوضاع القائمة وتغيرها باتجاه الاصلاح والتحسين وتحقيق نوع من العدالة الاجتماعية في اطار النظام الرأسمالي يتحمله الاجراء والشغيلة والمحرومين.

بعد تلك المقدمة التوصيفية العامة ارى بان الحديث عن مستقبل الحركة الشيوعية والاشتراكية واليسارية يتطلب فهم الضرورات الراهنة من وجهة نظر الطبقات العاملة والمحرومة وكذلك الوعي بضرورة معاداة الرأسمالية وبناء مجتمع جديد يقضي على الاستغلال وتسوده الحرية والعدل والمساواة، وهنا ساتوقف عند اهم النقاط التي اعتبره هاما لتجاوز النواقص والسلبيات وضروري لانطلاقة الحركة وتقدمها في خضم الانتفاضات والثورات الراهنة:
1- المستقبل كمصدر لالهام الحركة: الحركة الاشتراكية بحاجة ماسة الى رؤية ستراتيجية تستلهم من المستقبل كي لاتقع ضحية الظرفية والحركية الراهنة، وهنا وفيما يتعلق بالطابع العام الاستراتيجي لايسعني والا ان اقتبس من ماذكره ماركس حول طابع الثورات العمالية والبروليتارية الحديثة: "أما الثورات البروليتارية كتلك التي تحدث في القرن التاسع عشر، فهي، بالعكس، تنتقد ذاتها على الدوام، وتقاطع نفسها بصورة متواصلة أثناء سيرها، وتعود ثانية إلى ما بدا أنها أنجزته لتبدأ فيه من جديد، وتسخر من نواقص محاولاتها الأولى ونقاط ضعفها وتفاهتها باستقصاء لا رحمة فيه، ويبدو أنها تطرح عدوها أرضاً لا لشيء إلا ليتمكن من أن يستمد قوة جديدة من الأرض وينهض ثانية أمامها وهو أشد عتوًا، وتنكص المرة تلو المرة أمام ما تتصف به أهدافها من ضخامة غير واضحة المعالم، وذلك إلى أن ينشأ وضع جديد يجعل أي رجوع إلى الوراء مستحيلاً وتصرخ الحياة نفسها قائلة بصرامة: هنا الوردة فلترقص هنا."
2- الانخراط في الثورة: الرؤية الاستراتيجية لاتكفي وحدها، ينبغي توفر الارادة والجرأة والتصميم لدخول الثورة وتعلم حركيتها، لقد قالت روزا لوكسبورغ في اواخر حياتها بان الثوريين عليهم ان يدخلوا الثورة لتعلم الثورية، مثل الشخص الذي اذا اراد تعلم السباحة عليه ان ينزل في الماء، ومن يتهيب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر. بما ان المسيرة الثورية لم تتوقف لحد الان، رغم تراجعها وانحسارها في بعض الدول، فان الحركة عليها ان تدرك بان مصيرها ومستقبلها مرهونة بهذه الدرجة او باخرى بمصير الانتفاضات الراهنة والثورات المتفجرة، ويتوقف على مدى الانخراط فيها وفهمها لديناميكيتها من وجهة نظر الطبقة العاملة والشغيلة والمحرومين، ومدى ادراكها للطبيعة الدائمة للثورات الاجتماعية المعاصرة.
3- مشروع للاصلاح والتغيير الديمقراطي الشامل: في ظل الظروف الدولية والاقليمية السائدة ورغم الالهام والتصميم والارادة لايمكن ان نتوقع في الحقبة الراهنة حدوث ثورة شاملة تقضي على النظام الرأسمالي والامبريالي الراهن وتشرع على الفور في بناء نظام جديد على انقاضه.. ينبغي توفر المستلزمات والشروط الموضوعية والذاتية لذلك. ان احد الشروط الاساسية هي الاتفاق على مشروع سياسي تغييري وديمقراطي شامل كفيل بضمان الحرية وتحقيق اصلاحات جذرية وتعميق المضامين الديمقراطية والثورية في العالم العربي.
تسعى كل القوى المحافظة والدول الامبريالية والقوى الرجعية انصار الانظمة البائدة الى تغييرات شكلية فوقية لاتمس جوهر النظام الاستغلالي وتعيق العملية الديمقراطية وتقضي على المطالبات الحرة في مهدها، المشروع المضاد ينبغي ان يتركز على معاداة النظام الرأسمالي.
ان الاتفاق على مشروع كهذا بين مختلف الفصائل الشيوعية واليسارية والاشتراكية والمنظمات النقابية والتشكيلات المناضلة في خطوطه العريضة دون الخوض في التفاصيل والمفردات الجزئية التي تفرق ولاتوحد ويختفي الشيطان فيه كما يقولون هو خطوة هامة وحيوية في هذا المضمار..
4- اهمية العمل المشترك: الاحداث والتغييرات الجديدة هي قبل كل شيء فتح للابواب، ومد لجسور النهضة والتواصل والتفاعل بين الفصائل والقوى اليسارية والشيوعية والاشتراكية المختلفة في ظل احداث لاتحمل ابدا صبغة محلية او قومية او حتى اقليمية، في ظل نهضة حقيقية تشهده العالم العربي وشعوبه.
التغييرات الجديدة فتحت آفاقا جديدة حيث اخرجت الجماهير كل تنظيم وكل طرف من عباءته، واصبحت الساحة مفتوحة لكل الاتجاهات الفكرية والسياسية والتنظيمية المختلفة، وبدا واضحا بان الحركة الشيوعية واليسارية والاشتراكية منقسمة على نفسها وهي تضم اطيافا واقساما مختلفة داخل كل بلد وعلى صعيد العالم العربي على السواء، وهي تعاني من نقص في الهوية، معظمها توصف بانها شيوعية او اشتراكية اما الكلمتان فهما فضفاضتان تحملان الكثير من المعاني والتفسيرات وبخاصة في عالم معولم اقل مايقال عنه انه ضبابي مضطرب فكريا وسياسيا.
ولايختلف اثنان على ان التحديات التي تواجه مصير الانتفاضات والثورات الراهنة لهي اكبر بكثير من قدرة اي تنظيم شيوعي او يساري على حدة بل هو اكبر من قدرة كل التنظيمات الموجودة الراهنة مجتمعة، لذلك ومن هذا المنظور فان الاعتقاد باهمية وضرورة العمل المشترك امر لامناص منه وبدأ يدركه الكثيرون بما فيها التنظيمات الاكثر تعصبا وتنابذا.
هذا من جانب ومن جانب آخر فان الواقع الانقسامي للحركة الشيوعية واليسارية والاشتراكية على الصعيد الاوروبي والامريكي انعكست بدوره على واقع الحركة في العالم العربي بكافة اطيافها، حيث يسعى كل قسم من تلك الاقسام الى كسب ولم شمل انصاره وايجاد موطيء قدم له في الدول الثائرة والتنسيق شبه معدوم في اغلب الاحوال بينما تشتد الخلافات بينها بين حين وآخر. وبعبارة واحدة غياب مرجعية اممية مشتركة على الصعيد الدولي وعدم وجود التنسيق الكافي بين المرجعيات الاشتراكية الدولية المختلفة اثر سلبا على واقع الحركة الشيوعية والاشتراكية في البلدان العربية.
امام هذا الواقع من الضروري ان نؤكد على :
أ‌- اعتبار التعددية السياسية والحزبية والشيوعية امرا واقعا لامحالة سواء داخل كل بلد او على صعيد العالم العربي على السواء.
ب‌- اهمية تفعيل الحوار الجاد والبناء بغية وضع وترسيم خطوط عريضة سياسية مشتركة والتمحور حولها، ومنها الانطلاق نحو ترتيب البيت الشيوعي والاشتراكي ورفع مستوى التنسيق بينه وصولا الى عقد تحالفات سياسية وتنظيمية وعملية مشتركة. وكذلك توسيع دائرة التحالفات والتنسيقات لتصل الى الفصائل اليسارية الاخرى مثل التيارات اليسارية الاصلاحية والليبرالية والعلمانية او حتى التيارات الدينية المعتدلة.
ت‌- اهمية وضرورة ايجاد تنسيق سياسي مشترك فيما يتعلق بالعلاقة مع القوى الاشتراكية والمرجعيات الاشتراكية الاخرى مثل الاممية الرابعة والاشتراكية الثورية و.......الخ وغيرها او مع مختلف التنظيمات والقوى اليسارية الاخرى التي لاتنضوي تحت اية مظلة تنظيمية دولية واقليمية.
ث‌- في عصر المعلوماتية وعالم المرئيات الكاسح فان القوى اليسارية والشيوعية تحتاج اكثر من غيره الى تأسيس منابر اعلامية مشتركة بغية ايصال صوتها ونشر افكارها ومواقفها، واعتبره شرطا ضروريا لتفعيل دورها وتأهيلها لخوض غمار التحديات التي تواجهها..

ولدى التمعن في اداء الكثير من التنظيمات والفصائل الشيوعية والاشتراكية الراهنة في العالم العربي يبدو لي بان المستقبل شديد القتامة بالنسبة للكثير من الفرق والمكونات والمجاميع الشيوعية التقليدية القديمة، وتحديدا الاحزاب الشيوعية القديمة الموالية للاتحاد السوفيتي ومثيلاتها، الكثير منها تعيش في الماضي وتعيش على فتات امجادها البائدة ولم تحطم اصنامها ومستمرة على ممارسة طقوسها القديمة، لذلك فان آفاق التطور مسدودة بوجهها حتى وان حدثت مئة انتفاضة وعشرات من الثورات الاخرى ولم تهدأ براكين العالم العربي ابدا، مالم تحدث مراجعات اساسية في الهوية والرؤية السياسية والمنهجية وتجديدها ولم تندمج مع نضال الطبقات الثورية والشرائح الاجتماعية المحتجة والمعدومة فانها ميت لامحالة وقد دلت الاحداث الاخيرة على شيخوختها وحتمية موتها واطلقت القوى الشابة طلقة الرحمة على رؤسها. باعتقادي ان معظم تلك الاحزاب راحلة وخارجة من التأريخ بغير رجعة اما البقاء فهو للاصلح حسب التعبير الدارويني، البقاء هو لمن تعلم الحرية وتحمل قدرة التكيف وحسن من ادائه ومن هيكله ورؤيته وصورته ونقطة ارتكازه الاجتماعية والطبقية.
يبدو لي بان المستقبل هو للرعيل الثاني في الحركة اليسارية والشيوعية الناهضة الجديدة التي تؤمن بشكل او بآخر بضرورة معاداة الرأسمالية وبدائلها وبضرورة حرية الطبقة العاملة من نظام العمل المأجور والملكية الخاصة البرجوازية والغاء النظام الطبقي والذي يناضل بلا هوادة في سبيل الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية.


2- كيف تنظرون الى العمل المشترك وخارطة الأحزاب الشيوعية واليسارية في العراق واقليم كردستان؟ وكيف تقيمون دور الطبقة العاملة والنقابات؟ وهل ان التغيرات التي حدثت في المنطقة يمكن توقع حدوثها في وسط وجنوب العراق واقليم كردستان مثل مسلسل المظاهرات الكبيرة والانتفاضات الجماهيرية ؟


 توجد في العراق احزاب شيوعية ويسارية شتى، بغية فهم خارطتها وفهم واقع ومستقبل العمل المشترك فيما بينها لابد لي التطرق الى مكوناتها الرئيسة لتوضيح الصورة وحل اشكالية العلاقات ومستقبل العمل المشترك فيما بينها..
الحزب الشيوعي العراقي الذي كان من اكبر واقوى الاحزاب الشيوعية في العالم العربي و اقدمه يعود تأسيسه الى سنة 1934، مذ ذاك لعب الحزب الدور الابرز بفضل سياسات قائده الفذ الرفيق "فهد" في الساحة العراقية، طوال الحقبة الاستعمارية كان الحزب يمثل اقصى اليسار ويقود بشكل ثوري حرب التحرير ضد الاستعمار البريطاني، وعقب الاستقلال سنة 1958 كان قاب قوسين او ادنى من الظفر بالسلطة السياسية، فشل في ذلك وتحول الى اداة لخدمة تشكيل دولة وطنية عسكرية بقيادة عبدالكريم قاسم يدعم المعسكر السوفيتي، رغم مساعي بعض قادته لاسترجاع التراث الثوري للرفيق فهد اضحى ضحية لسلطة العسكر وبخاصة اثر انقلاب البعث الذي نفذ بقطار امريكي سنة 1963، اسهمت الاحداث الداخلية وكذلك انشقاق المعسكر الاشتراكي (روسيا والصين) في حدوث اهم واكبر انشقاق في تأريخه حيث قسمه الى نصفين قسم باسم الحزب الشيوعي والاخر باسم الحزب الشيوعي-القيادة المركزية". اثر استلام البعث لمقاليد السلطة في انقلاب 1968 اختار الحزب الشيوعي التحالف معه وتحول مرة اخرى وبشكل اسوء من ذي قبل الى اداة لبناء دولة قومية عسكرية بقيادة البعث بادعاءات اشتراكية زائفة، دفع الحزب الشيوعي اكثر من غيره ضريبة سياسته هذه ولم يبق امامه في مواجهة مطرقة البعث سوى اختيار سندان المنفى والهرب الى الجبال للحفاظ على وجوده التنظيمي في حدود الادنى، اما نصفه الآخر اي الحزب الشيوعي-القيادة المركزية راح ضحية الارهاب البعثي ومات ببطء.
لم يستخلص الحزب الشيوعي في الجبال وفي المنفى دروس الهزيمة وسار على سياسة تحالفاته ولكن هذه المرة مع الاحزاب القومية الكردية وذاق فيها المرارة تلو المرارة كان ابرزها مجزرة "بشت آشان"، مذ ذاك يحب ان ندور ونبحث عن وجوده في اطار هذا التحالف او ذاك حيث فقدت بوصلته ووجوده ككيان سياسي يمتلك المنهجية الماركسية ويتمتع باستقلالية سياسية.
عقب انتفاضة آذار سنة 1991 في اقليم كردستان العراق انقسم الى حزبان الشيوعي الكردستاني والشيوعي العراقي. وعقب الاحتلال اختار بخجل تكريس سلطة الاحتلال وسار مع الموجة واصبح سكرتيره عضوا في مجلس الحكم البريمري الطائفي يبارك ويتصافح مع المحتلين ويقعد على احد كراسيه المخصصة للقوميين والطائفيين بامتياز.
مارس الحزب الشيوعي حيال غرمائه من الشيوعيين والاشتراكيين الجدد سياسة النبذ والاقصاء واخفاء رأسه في التراب مثل النعامة لكي لايرى ولايراه الآخرون. رغم وجود مبادرات على مستوى فروعه ومؤشرات وبوادر ايجابية هنا وهناك الا ان تلك السياسة لاتزال تطبق بحذافيرها.. وقد مر بانشقاقات جديدة في صفوفه آخرها تمثلت في انشقاق كتلة عنه باسم "كتلة تصحيح المسار" من القسم العراقي وجماعة اخرى انشقت عن قسمه الكردستاني لتشكل حزبا جديدا يحمل اسم الحزب اليساري الكردستاني حيث يعتبر نفسه ماركسيا بنفس وطني..
اما في كردستان العراق فان الحركة الشيوعية في الاقليم كان لها وضع خاص منذ البداية ويبدو بان وقائع واحداث ونهضة اليسار الجديد في هذا الاقليم ليس معروفا بما فيه الكفاية لمعظم الشيوعيين واليساريين في العالم العربي (ويبدو هذا واضحا في الرسالة الجديدة التي وجهها سلامة كيلة الى الشيوعيين العراقيين المنشورة في مجلة "الافق الاشتراكي" في موقعه الالكتروني). ولذلك لايسعني الا ان اشرح واتطرق الى نهضة اليسار الشيوعي الجديد بشيء من التفصيل لتوضيح الصورة ليس الا.
مرت الحركة الماركسية الجديدة في اقليم كردستان بعدة محطات اولها كانت تشكيل العصبة الماركسية اللينينية الكردية المعروفة "باسم كومةلة-العصبة" في خضم حركة الشعب الكردي لتقرير مصيره وبغية التصدي لـ"اتفاقية الجزائر" الموقعة سنة 1975 والخروج من تداعياتها. تشكلت "العصبة-كؤمةلة" الماركسية اللينينية في اواسط سبعينات القرن الماضي، تشبه وتقلد شقيقتها الاخرى في كردستان ايران التي سبقت وجودها حاملة الاسم نفسها اي "كؤمةلة-العصبة".
التنظيمان لعبتا في كردستان العراق وفي ايران دورا مؤثرا في نشر الافكار الماركسية واليسارية الرائجة آنذاك وفي انعطاف المجتمع الكردي في البلدين نحو اليسار والاشتراكية، انضمت "العصبة-كؤمةلة" العراقية فيما بعد بقيادة نوشيروان مصطفى- رئيس حركة التغيير حاليا التي فاز بـ 25 مقعد في برلمان الاقليم في انتخابات 25تموز سنة 2009- مع كتلة "الثوار" بقيادة جلال الطالباني- رئيس جمهورية العراق الحالي- لاتحاد تنظيمي سمي بالاتحاد الوطني الكردستاني. دعت "العصبةـ الكومةلة" الى الماركسية اللينينية ولكنها كانت تطبق النهج القومي والشعبوي فعلا.
تخلت "كؤمةلة" رويدا رويدا بسبب هيمنة الافكار القومية ونكسة الثورة الايرانية والحرب الدائرة بين العراق وايران وهزيمة الحزب الشيوعي العراقي واسباب اخرى دولية عن "الماركسية" في اواسط الثمانينات واضمحلت في اطار الاتحاد الوطني الكردستاني.
الا ان الحراك الشيوعي واليساري الجديد لم يتوقف حيث ظهرت وانبثقت بشكل آخر، وهكذا بدأت المحطة الثانية للحركة الجديدة في الاقليم بتأثير الثورة الايرانية وبتأثير منظمة العصبة-كؤمةلة الايرانية، وعلى اثره تشكلت العديد من التنظيمات والفرق الماركسية الصغيرة في اقليم كردستان وتحديدا في مدينة السليمانية وفي مدينة كركوك.
بينما تخلت "الكومةلة" العراقية عن الماركسية استعاضت شقيقتها الايرانية الماوية بالنهج الماركسي الثوري في خضم احداث الثورة الايرانية سنة1979، وبدلا من التحالف مع القوميين الاكراد اختار التحالف مع الاطياف اليسارية الماركسية الاخرى في ايران (تحديدا منظمة "اتحاد المناضلين الشيوعيين" بقيادة منصورحكمت آنذاك) في اطار مشروع مشترك سميت وقتذاك بحركة "الماركسية الثورية" مستلهمة من تجربة الثورة الايرانية ومن دور الطبقة العاملة فيها وبخاصة حركتها المجالسية والسوفيتية التي ظهرت ابان تلك الثورة. وقد ابدت العصبة دفاعا صارما عن الماركسية لتعطيها زخما هائلا توجت بتشكيل تنظيم شيوعي جديد سمي بـ"الحزب الشيوعي الايراني"سنة 1983.
ان "الماركسية الثورية" في ايران كحركة يسارية شيوعية جديدة رغم تأثر قادتها بشكل واضح بالافكار والابحاث والمفكرين الماركسيين المعاصرين وبتياراتها الرئيسة مثل "الاممية الرابعة" او تيار "الاشتراكية العمالية الدولية" وغيرها من التنظيمات الدولية الاشتراكية الا انها لم تعترف ولم تعتبر اي منها حركة ماركسية اصيلة وسلكت مصيرا خاصا بها دعت فيه الى انطلاق حركة جديدة تستند وتعترف فقط بتراث ماركس وانجلز ولينين لاغيره. في رحلتها ومسيرتها الشاقة تمكنت "الماركسية الثورية" من الاعتماد على الذات وشحذ الكثير من المسلمات والافكار الماركسية الكلاسيكية واعادة ضبط مفاهيمها، وقدمت تفسيرات راديكالية للتراث الماركسي وبخاصة فيما يتعلق بدور الطبقة العاملة في تحرر نفسها بنفسها وفي نقد "التحريفية" والستالينية و"الماوية" و"الشعبوية" بكافة اشكالها وتلاوينها.
عقب فشل الثورة الايرانية وانسداد آفاقها وسيطرة الحركة الاسلامية الشيعية بقيادة الخميني واجهاض منجزات ومكتسبات الثورة ظهرت حركة نقدية فكرية بقيادة منصور حكمت داخل الحزب الشيوعي الايراني تنتقد الاراء والافكار المطروحة السابقة في اطار "الماركسية الثورية" وتدعو الى قبول ابحاث وتصورات جديدة تبلورت في نهاية المطاف تحت لواء "الشيوعية العمالية"، جوهر الحركة النقدية هو رفض جميع الحركات والتنظيمات الشيوعية والماركسية السابقة لا في ايران وحدها بل على مستوى العالم باسره باعتبارها (بما فيها الحزب الشيوعي الايراني بالطبع) احزابا برجوازية او في احسن الاحوال احزابا غير عمالية انبثق في خضم صراعات سياسية واجتماعية اخرى لاتمت بصلة بالصراع الطبقي الحقيقي الجاري بين الطبقة العاملة والطبقة البرجوازية، اما "الشيوعية الحقيقية" فهي حركة موضوعية اجتماعية مستقلة عن تلك الاحزاب والتيارات، انها حركة الطبقة العاملة التي ظهرت في احشاء النظام الرأسمالي كحركة طبقية معاصرة استطاع ماركس وانجلز ولينين التعبير عن تطلعاتها ومصالحها، هذه الحركة قامت بثوراتها في باريس وروسيا وبعد هزيمتها في اكتوبر وبناء رأسمالية الدولة في روسيا انقطعت عن الاستمرارية وتحولت كافة الفصائل والتنظيمات الشيوعية التي جاءت بعد الهزيمة بما فيها الحزب البلشفي نفسه الى تنظيمات واحزاب لحركات برجوازية وبرجوازية صغيرة يجمعهم مظلة واحدة وهي كون جميعها "شيوعية برجوازية".
وخطاب هذه الحركة النقدية للحزب الشيوعي الايراني الذي انبثق بداخله كان يتمحور حول ضرورة الارتكاز على الطبقة العاملة وتيارها الموضوعي "الشيوعية العمالية" والبدء بتغيير ركيزته الاجتماعية عبر عملية سميت وقتذاك بعملنة الحزب (اي التحول الى حزب عمالي) وبعكسه فانه لايستطيع ان يتنفس بدون ركيزته الاجتماعية (اي العمال) والموت مصيره..
تأثرت كافة الفرق والتنظيمات اليسارية في كردستان العراق التي تشكلت في اوساط الطبقة الوسطى المثقفة منذ بداية الثمانينات بـ"الماركسية الثورية" وبافكار وممارسات الحزب الشيوعي الايراني ومقراته المتواجدة في الاقليم وتبنت بلا استثناء كافة اطروحاتها وافكارها (ماعدا تنظيم شيوعي قومي صغير انشق عن الاتحاد الوطني باسم "راية الثورة"). وتأثرت لاحقا بتيار "الشيوعية العمالية" وابحاثها وتفاعلت معها بحذافيرها.. ولم تكن لمثقفي الطبقة المتوسطة في كردستان المنقطعين عن التطورات الماركسية المعاصرة وتفاعلاتها خيار غير قبول تلك الافكاروالترويج لها واتخاذها كبرنامج سياسي وتنظيمي..
ولم تكن السماء صافية بنفس الدرجة المذكورة لتيار"الشيوعية العمالية" في اوساط الحزب الشيوعي الايراني نفسه وبخاصة من قبل القادة والمؤسسين السابقين لمنظمة "العصبة- كؤمةلة" الايرانية حيث ان معظمهم لم تقبل بالابحاث الجديدة واعتبروها عبثية وهدامة لبنيان الحزب ومقراتها وتنظيماتها العسكرية المتواجدة في اقليم كردستان العراق آنذاك.
عندما اخفق تيار "الشيوعية العمالية" في تحويل وتغيير الحزب الشيوعي الايراني الى الحزب الشيوعي العمالي المثالي المنشود وتغير صورته الى "بنية حزبية واحدة" عبر عن عجزه بترك الحزب الشيوعي الايراني وكافة مقراته وتنظيماته في كردستان العراق لتبدأ رحلة الكثير من مناصريه الى الدول الاوروبية حيث استقروا فيها، اما الحزب الشيوعي الايراني الام بقي متمسكا بتراثه الماركسي الثوري ولايزال يحتفظ به.
توج الانفصال عن الحزب الشيوعي الايراني بتأسيس حزب جديد في الخارج باسم "الحزب الشيوعي العمالي الايراني" سنة 1991. والحزب الجديد واجه نفس صعوبات حزب الام القديم ولم يحمل اي جديد عدا الافكار والادعاءات القديمة-الحديثة، اما الافكار والتفسيرات الحديثة التي نادت به بصدد " الشيوعية العمالية" وآفاقها وركائزها اقل مايقال عنها انها تضمنت تفسيرات اصولية متطرفة للماركسية، نظرا للمغالاة في "الشرعية الايديولوجية" واعتبار "الشيوعية العمالية" التيار الحقيقي والممثل الشرعي الوحيد للشيوعية.
وفيما يتعلق بالفرق والتنظيمات الشيوعية الصغيرة في اقليم كردستان والتي تأثرت بتيار "الشيوعية العمالية" يمكن اعتبار اندلاع انتفاضة آذار سنة 1991 نقطة انعطاف هامة في سيرورة تغيرها وتحولها. ان انتفاضة الطبقة العاملة والشغيلة الحرومين في كردستان اثرت بشكل بالغ على تطور الحركة الشيوعية والماركسية في الاقليم، فبينما كانت الفرق الاشتراكية والشيوعية التي شكلتها النخب الشيوعية المثقفة تعيش في عالمه السفلي السري جاءت الانتفاضة الشعبية ( ولم تكن تخلو من مبادرة تلك التنظيمات الشيوعية واللجان الثورية الشيوعية ولجان الانتفاضة) لتخلق واقعا جديدا لها، استقبلت الجماهير العمالية والشعبية مشروع ومبادرة الشيوعيين لتشكيل المجالس الشعبية والعمالية في الاحياء وفي مراكز العمل والمراكز الخدمية بترحيب بالغ لتنطلق حركة مجالسية جديدة بقيادة الشيوعيين في الاسبوع الاول للانتفاضة التي استغرقت ثلاثة اسابيع وتبدأ بمنافسة سلطة الاحزاب القومية الحاكمة.
رغم قمع الانتفاضة من قبل النظام البعثي الا ان الحركة المجالسية وضعت اولى لبنات حركة جماهيرية وتنظيمية جديدة ومستقلة في الاقليم مهدت الطريق لانطلاق وتأسيس العديد من النقابات والتنظيمات العمالية والشعبية الجديدة لاحقا.
نجحت التنظيمات الشيوعية الصغيرة في اول اختبار حقيقي لها ورغم صغر عديدها في كسب الجماهير الشعبية والعمالية لصالحها واستطاعت الدفاع بضراوة وجراءة عن مصلحة الطبقة العاملة والمحرومين والشغيلة ضد النظام البعثي وسعت الى تعميق الانتفاضة والاستمرار في الثورة ومحاسبة المدراء البعثيين الفاسدين الباقين وتحدي سلطة الاحزاب المسلحة القومية التي ركبوا الموجة واسسوا على الفور سلطة بديلة لسلطة البعث المنهارة لتحافظ على الموجود وتدوس باقدامها الحركة المجالسية والمطالب الشعبية وتمد يد العون للنظام البعثي الحاكم.
وثمرة هذا التحول هو تشكل ثلاث تنظيمات شيوعية وتدفق المئات من النشطاء الشيوعيين الثوريين.
رغم اهمية الانتفاضة لم ترحب "الشيوعية العمالية" بقيادة منصور حكمت بها واعتبرتها حركة رجعية جاءت ضمن سياق سلسلة من الاحداث الرجعية اكبر منها بدأت بحرب امريكا ضد العراق سنة 1991 مرورا بطرد الاخير من الكويت ثم اندلاع انتفاضتان احداها في الجنوب والاخرى في شماله. رغم ان هذا الموقف جوبه بالرفض في البداية من قبل اغلب التنظيمات والنشطاء الشيوعيين الا ان الصمود لم يستمر الى النهاية، النفوذ والهيمنة الفكرية لمنصور حكمت في الحركة الشيوعية الفتية التي كانت تنقصها النضوج والارادة الذاتية والتجذر الطبقي والاجتماعي استطاعت ان تحسم الموقف لصالح هيمنة افكار تيار "الشيوعية العمالية"، وتحفز رحيل قادة التنظيمات الشيوعية البارزة الى خارج العراق بغية تشكيل قيادة مشتركة مع منصور حكمت لتتوج لاحقا بمشروع تشكيل حزب جديد بين التنظيمات الثلاثة البارزة في الاقليم باسم الحزب الشيوعي العمالي العراقي في شهر تموز سنة 1993.
وقد جاء مشروع تشكيله في وقت لم تكن توجد تنظيمات شيوعية اخرى (فيما عدا الحزب الشيوعي العراقي ومجموعة صغيرة اخرى شكلوا تنظيما صغيرا باسم العصبة) على صعيد العراق، وكانت الحركة في الاقليم نفسها في طورها التأسيسي والمبادرات الخلاقة والتنافس الطبيعي بين مختلف اطيافها سيد الموقف، كانت تحمل الحركة بالطبع امراضا نموها وامراضا اخرى تعود الى فكرها وبنيتها الايديولوجية حيث كان كل طرف يدعي الشرعية الايديولوجية ويدعي تمثيلها الحقيقي للشيوعية العمالية، الا ان تلك الامراض كان من الممكن تفاديها وعلاجها في خضم التطور الطبيعي للحركة ذاتها. جاء مشروع الحزب لتوقف تلك العملية ويقوم باجهاضها في مهدها.. في وقت لم تستطع قادة التنظيمات الثلاثة بسبب شدة خلافاتها السياسية والفرقية من الجلوس حول مائدة مفاوضات واحدة بغية التفاهم المشترك تدخلت "الشيوعية العمالية" على الخط ودعت في رسالة خاصة من قبل منصور حكمت الى تشكيل حزب شيوعي عمالي جديد في العراق يتمحور حول "ابحاث الشيوعية العمالية" ويقبل بالمرجعية، بعد مناقشات وجدالات فرقية وعصبوية حادة وبضغط من قبل منصور حكمت وانصاره وافقت واستجابت قادة التنظيمات على المشروع الجديد، الولادة كانت عسيرة وغير طبيعية وجاءت اثر عملية قيصرية. تأسس الحزب وفق آلية المحاصصة التوافقية بين التنظيمات الثلاثة الرئيسة وتم تنصيب 10 اشخاص انيطت بهم مهمة الاعلان عنه وتشكيل لجنته المركزية مع توجيه الدعوة الى الشيوعيين الاخرين للتوقيع على الاعلان.
عقب اعلان الحزب الجديد اصبحت مصير كل الحركة بكل تلاوينها واطيافها بيد اقلية حزبية تمارس سلطة مركزية واسعة ممهدة السبيل الى بيروقراطية وتكريس اوليغارشية حزبية، لم تستطع الاحداث اللاحقة وتمرد معظم قاعدة الحزب على تلك الممارسات سنة 1995 من تدارك وعلاج الموقف وسيادة ديمقراطية حزبية في حدودها الادنى.
ان المكاسب التي تحققت في العراق لتيار "الشيوعية العمالية" رفعت بدوره من شدة وحدة الانتقادات اللاذعة لسائر التيارات والاحزاب اليسارية والشيوعية والاشتراكية الاخرى الى درجة بلوغ مرحلة نعت واتهام جميعها وكل التجربة التي خلقتها بانها شيوعية برجوازية او برجوازية صغيرة صرفة واعتبار انبثاق هذا التيار كانه دعوة جديدة وبداية لعصر جديد مشرق تمثل الاستمرارية لمسيرة انقطاع دامت اكثر من 70 سنة لتراث ماركس وانجلز ولينين فقط. هذه التفسيرات الاصولية للماركسية والحركة الشيوعية قطعت صلة تيار "الشيوعية العمالية" مع كافة الفصائل والتنظيمات الشيوعية والاشتراكية الاخرى على الاقل في العراق وايران، والاستمرار في بناء السور الصينى كان له مردودا عكسيا تمثل في الانعزال الخانق والانطواء في عالم خاص به، ولم تخرجه منه النشاط العلني التام والمؤتمرات المفتوحة ونشر صورالقادة والابحاث الجديدة حول "الحزب والسلطة" و"الحزب الشخصيات" وغيرها.
ومن الناحية التنظيمية استندت احزاب "الشيوعية العمالية" على نظرية "بنية حزبية واحدة" التي ترجمت تنظيميا بضرورة التمسك التام بخط الشيوعية العمالية ونبذ قيام التكتلات والانقسامات السياسية والفكرية بداخلها. ان الاستثناء الذي اقره مؤتمر الحزب البلشفي سنة 1921 اصبحت قاعدة تنظيمية مستقرة داخل احزاب الشيوعية العمالية.
بهذه الخصوصيات والسمات ونتيجة لتصورات سياسية وتنظيمية خاطئة وتفسيرات اصولية للماركسية والحركة الشيوعية اخفقت تجربة "الشيوعية العمالية" في توحيد الحركة وفي التجذر الاجتماعي ودخلت في ازمة مستعصية كانت نتيجتها وانعكاساتها الضمور والتآكل التدريجي لاحزابها وتحول تنظيماتها بشكل تدريجي الى فرق نخبوية تضم نخبا شيوعية حرفية سرعان ما لاتتفق بين صفوفها وتنقسم على نفسها وتنشطر الى احزاب وتشكيلات اخرى متناحرة فيما بينها تحمل جميعها نفس الهوية والاسم الا انها منقسمة فيما بينها وتتبع وتعترف فقط بمرجعية قائدها الكاريزمي منصور حكمت دون غيره.
اما المحطة الثالثة والتيار الثالث فقد بدأت بتجربة اتحاد الشيوعيين في العراق.. بدأ التنظيم كامتداد نقدي لتجربة الحركة الشيوعية العراقية اجمالا والشروع في انطلاق حركة يسارية جديدة، نقطة الشروع كانت الانفصال عن الحزب الشيوعي العمالي العراقي سنة 1996 كرد فعل على نواقصه التنظيمية والسياسية في اقليم كردستان، والشروع بعرض رؤية سياسية جديدة للاوضاع السائدة في العراق والاقليم تختلف في الكثير من نواحيها عن رؤية تيار "الشيوعية العمالية" السائد، ثم العمل على ضوئها لانبثاق وبناء تنظيم او حزب جديد، تطورت لاحقا لتؤكد على "الهوية الماركسية" بدلا من هوية "الشيوعية العمالية"، وعلى اثره تبدأ رحلة البحث عن هوية ماركسية معاصرة تمخضت في نهاية المطاف عن تبلور خط سياسي ماركسي جديد يؤكد تمسكه بالماركسية بشكل عام ويدعو الى تحديثها وشحذ افكارها فيما يتعلق بميادين عدة، ويؤكد على تبنيه التعددية السياسية الماركسية ويدعو الى اطروحة "العمل المشترك" فيما بين مكوناته.
لم تستطع تلك التجربة ايضا من انقاذ مايجب انقاذه من الحركة الشيوعية العراقية، وواجه ويواجه صعوبات بالغة من الناحية التنظيمية في التجذر والارتكاز على الطبقة العاملة والطبقات المحرومة الاخرى، ومساعيه في ترتيب البيت الشيوعي وفي بناء تجربة حزبية جديدة واجه اخفاقات عديدة كان آخرها تجربة اتحاد اليسار في اقليم كردستان.. لم يتمكن من اقناع الكثيرين من الشيوعيين بضرورة شروع تجربة جديدة بسبب اخفاقات الماضي وعدم وضوح الرؤية المستقبلية، تلقى ضربات في الرأس وتخلى عنه بعض القادة المؤسسون، واجه صعوبات مالية بالغة وخانقة، لايمتلك منابر اعلامية فاعلة ومؤثرة ....الخ.
على ضوء ماسبق ذكره وتوضيحه فان العمل المشترك بين هذه المكونات والتيارات الثلاثة المختلفة وتنظيماتها وبين غيرها من المجموعات والافراد صعب للغاية، كما ان الحديث عن تشكيل حزب يضم اغلب المكونات المذكورة امر يستحيل تحقيقه في ظل الاجواء الراهنة، لكون مستوى التنسيق والتحالف والعمل المشترك معدوم بين كتلها او في ادنى مستوياته.
عليه ومع تقديري لرسالة الرفيق سلامة كيلة في هذا المجال ودعوته الى اعادة تأسيس الحزب الشيوعي العراقي وبناء حزب مقاوم لابد من القول بان الدعوة صادقة الا انها لم تأخذ بعين الاعتبار خصوصية الحركة الشيوعية العراقية من شماله الى جنوبه، واني اعتبر الدعوة الى تشكيل حزب واحد موحد في ظل هكذا ظروف لامستجيب لها نظرا للتباين الحاد في التجربة والخلفية واختلاف الاجيال وفي وجهات النظر ونظرا لقوة وتجذر ومقاومة التقاليد العصبوية المغروسة في الحركة.
ولايمكن باية حال من الاحوال التغلب على تلك المصاعب عبر آليات ميكانيكية تجميعية او عبر الدعوة الى المقاومة ومناهضة الاحتلال وغيرها. لايعني ماذكر خيبة امل ونبذ العمل المشترك بقدر ماهو توضيح لواقع خاص يمر به الحركة الشيوعية العراقية. باعتقادي لايوجد اي مبرر لعرقلة العمل المشترك بين مختلف المكونات المذكورة سوى وجود وسيطرة التقاليد العصبوية والاستعلائية والفرقية الضيقة، هناك دوما نقاط اساسية مشتركة فيما بينها ويمكن ترك النقاط الخلافية التفصيلية للتفاعل والتفاهم وتطور الحركة ذاتها.
اما بخصوص دور الطبقة العاملة والنقابات ودون الخوض في التفاصيل اود ان اذكر بان واقع الحركة الشيوعية واليسارية انعكست سلبا على واقع الطبقة العاملة وحركتها المناضلة. ان الطبقة العاملة العراقية لاتزال تعيش تحت وطأة الدمار والحروب والاحتلال وتدفع ضريبة الحروب المدمرة وتخريب الصناعة وهلاك الزراعة ومعظم قوة عملها عاطلة عن العمل، وهي تعاني من مخلفات البعث وسياساته المجرمة بحق الطبقة العاملة والشغيلة وجاءت سلطة المحاصصة الطائفية والقومية البغيضة لتكرس الواقع المذكور. الآن فان الحركة النقابية في العراق ضعيفة للغاية ومكبلة لحد الان بقوانين نظام البعث البائد التي تحرم التنظيم النقابي في القطاع العام، اما النقابات المتبقية فان وجودها واسمها استغلت من قبل الاطراف والاحزاب الحاكمة خدمة لمصالحها واهدافها التي لاتمت بصلة بالطبقة العاملة، ولعل الحركة الاساسية التي قامت بها الطبقة العاملة العراقية واثرت على مجرى تطور النضال النقابي في العراق هي حركة عمال النفط في الجنوب العراقي، رغم استغلال الحركة من قبل التيار الصدري الا انها لاتزال شعلة لسائر الشرائح العمالية الاخرى. رغم وجود استثناءات هناك وهناك فان الصورة العامة هي واحدة في عموم العراق من حيث ضعف وتدني مستوى النضال النقابي فيه، لم تتأسس طوال السنوات المنصرمة نقابات عمالية مستقلة ولم تكن للنقابات الموجودة دورا فاعلا في عملية الاعتراض والاحتجاج العمالي، وبدوره لم يسمح الاحتلال الامريكي بانبثاق حركة نقابية نشطة بل وجهت لها "ضربة استباقية" عندما اغارت على مكتب اتحاد نقابات العمال في العراق.
وامام واقع كهذا فان الحديث عن مجالس او اتحاد للنقابات العمالية في عموم العراق او عن اتحاد عام يضم نقابات ومجالس حقيقية موجودة في اماكن العمل وفي المعامل لاصحة لها وتلك الاسماء عبارة عن واجهات تنظيمية لاحزاب تسخر كوادرها هنا وهناك في العمل النقابي خدمة لاحزابها ومصالحها الحزبية الضيقة.. رغم تحقيق مكاسب هنا وهناك الا انها لاتعبر عن روح ومضمون حركة نقابية مستقلة بحد ذاتها.
وفي اقليم كردستان تراجعت الحركة العمالية ايضا منذ اواخر التسعينات وتوقفت نموها، وفي المقابل تطورت منظمات المجتمع المدني وجمعيات ضاغطة وجرائد اهلية ونشطاء مدنيين والغلبة كانت للاحتجاجات التي تحمل الطابع الشعبي والاجتماعي مع تضاؤل الحراك المهني العمالي، وضمور بعض التنظيمات النقابية المستقلة. لاتوجد حاليا نقابات عمالية مستقلة في الاقليم ما عدا لجنة نضالية متعددة مثل لجنة نقابة ذوي المهن الصحية في الاقليم.
اما النقابات الموجودة فانها تابعة للاحزاب الحاكمة والجهات المتحالفة معها تعمل تحت مظلة "نقابة عمال كردستان" وهي تضم فقط عمال القطاع الخاص وبعض الدوائر الحكومية، وقانون منع التنظيم النقابي وكذلك قرار رقم 150 لسنة 1987 الصادر من قبل مجلس قيادة الثورة المنحل نافذ لحد الآن..طوال السنوات المنصرمة اختار معظم الناشطين النقابيين العمل في اطار تلك التشكيلات التابعة التي تدافع بشكل او بآخر عن سلطة الاحزاب الحاكمة وتقف في صفها في اي معركة مهنية تنشب بين العمال وبين ارباب العمل..
بالنسبة للشق الاخير من السؤال اود القول بانني لااعتقد بان مايجري في تونس ومصر وسوريا واليمن وغيرها يتكرر حدوثه في العراق على الاقل في الامد القريب، حيث ان للبلد سماته وخصوصياته، وقد عانى الكثير من الويلات والحروب والدمار والخراب وبالكاد خرجت منه.
ان الحالة العراقية الخاصة لاتنطبق عليه النظريات القديمة حول توفر الشروط الموضوعية للوضع الثوري من عدمه، ان الجماهير العراقية في الاسفل لاتريد الحالة القائمة وغير راضية عن اداء الطبقات الحاكمة والدولة العراقية وعن سلطة الاحتلال الامريكي وفي الاعلى نرى عجزا تاما عن تلبية الحد الادنى من المطالب والطموحات الشعبية، ورغم ذلك فان الوضع غير ثوري ولاتوجد تحركات جماهيرية ثورية عارمة لقلب الاوضاع القائمة، حيث ان الاوضاع الثورية تتطلب فعل ثوري من قبل الجماهير وخبرة ووعي وتنظيم ورؤية ستراتيجية بعيدة المدى، بالتأكيد هناك احتجاجات شعبية ومظاهرات هامة وقمع لها و... الخ ولكن لم ترتقي بعد الى مستوى حركة جماهيرية شعبية مستقلة في ظل حالة ثورية قائمة.. 

3- كيف تنظرون الى دور اتحاد الشيوعيين في العراق في ظل الاحتجاجات المتصاعدة وفي ظل المتغيرات الجديدة؟ هل انتم راضون عن دوركم؟ وكيف هي العلاقة مع الإطراف اليسارية والشيوعية الأخرى؟ وماذا عن دور المرأة وخاصة في الهيئات القيادية للاتحاد؟

ان الاتحاد بوصفه منظمة سياسية شيوعية نشطة في الاحداث كان له رؤيته ودوره في خضم المتغيرات الجديدة في الساحة العراقية، على مستوى التنظيم شارك الاتحاد في اولى المظاهرات التي انطلقت تأييدا لاحداث تونس ومصر في مدينة السليمانية في شهر شباط المنصرم وفي الاحداث التي تلته، ثم دعت اللجنة المركزية كافة تنظيمات الاتحاد الى المشاركة في يوم الغضب المصادف 25شباط على مستوى العراق اجمالا، كما دعت اللجنة المركزية كافة فروع التنظيم الى انخراط لجانها وافرادها وكوادرها في تشكيل قيادات ميدانية شيوعية مع الشيوعيين واليساريين الاخرين بصرف النظر عن الانتماءات التنظيمية او الحزبية بغية تنظيم المظاهرات وتعزيز وتقوية الاحتجاجات، وعلى مستوى الافراد كان لكوادر واعضاء الاتحاد الحضور الفاعل في الكثير من المظاهرات والاحتجاجات في المدن العراقية وتحديدا في مدينة السليمانية وكركوك وفي بغداد وغيرها. ونتيجة لذلك تعرضت كوادر واعضاء الاتحاد الى الملاحقة من قبل السلطات الامنية.
وبالطبع لسنا براضين عن دورنا في ظل المتغيرات الراهنة وهناك بالطبع شخصيات ولجان اخرى منخرطة بحركية وفعالية اكبر من الاتحاد ولانحسدهم على ذلك بل ننظر اليها بتقدير واعتزاز كونها تصب في صالح الحركة الشعبية والاحتجاجية..
ومااود قوله هنا هو واقع ان الحركة اليسارية والشيوعية تدفع الان ضريبة انحسارها وتقهقرها في السنين المنصرمة، رغم ان الظروف مؤاتية للعب دور فاعل وقيادي في تنظيم وقيادة وتوسيع رقعة الاحتجاجات الشعبية والعمالية الا ان الحركة بشكل عام بما فيها الاتحاد نفسه ليست مستعدة على الاطلاق للعب هذا الدور، فمثلا لم يتمكن الاتحاد ولا البقية الباقية من الشيوعيين والنشطاء اليساريين المستقلين او المنتمين الى سائر التنظيمات الشيوعية الاخرى من تحسين المستوى التنظيمي للطبقة العاملة وحشد طاقاتها في الاحتجاجات والاضرابات الجارية، فحضور العمال والقادة النقابيين ضعيف للغاية وهم موجودين كافراد في الغالب وهذا يشكل عقب آخيل كل الحركة في العراق وفي اقليم كردستان على السواء..
بالطبع شهدت كردستان العراق نهضة جماهيرية واحتجاجات ومظاهرات كبيرة في مناطق واسعة منها (نصف الاقليم تقريبا) الا ان تلك المظاهرات لم تنطلق كحركة ثورية عارمة بغية رحيل السلطة بل كانت في البداية بغية المطالبة بالتغيير ومحاربة الفساد ومعاقبة مسؤولي المجازر المرتكبة بحق المتظاهرين في يوم 17 شباط والاحداث التي تلته التي قتلت فيها اكثر من 8 اشخاص وجرح المئات.
لاتوجد في كردستان العراق دولة ولاتوجد حتى شيء يشبه الدولة من قريب او بعيد، والنظام السائد عبارة عن تحالف حزبان رئيسيان يتقاسمان الثروة والنفوذ والسيطرة ويوزعان الادوار فيما بينهما بالتساوي احيانا وعلى حساب الشعب وسائر قوى المعارضة في احايين اخرى.
هذا النظام الحزبي الفريد والحكومة التي انبثقت منه باسم حكومة الاقليم يتمتع بدعم امريكا ودول المنطقة مثل ايران وتركيا والحكومة العراقية ولاتوجد اجندات اقليمية لرحيلها او حتى ترقيعها، وعلى صعيد الاقليم نفسه لم تختمر ولم تتبلور بعد بدائل اخرى معتبرة لها حيث ان التحالف المعارض (حركة التغيير وحركتا الرابطة الاسلامية الاخوانية الجماعة الاسلامية الموالية لايران) لايحظى على الاطلاق بتأييد عامة الجماهير الكردستانية بسبب الثقل الاسلامي فيها، وكذلك لايحظى بدعم امريكا واعوانها.
وعلى ضوء تلك الحالة الخاصة كان الاتحاد يرى بان الحركة الجماهيرية تطالب بالحرية وبالعدالة الاجتماعية وتقسيم عادل للثروة، ولكن لم تكن مستعدة لرفع سقف مطالبها الى الرحيل مثلا، ودفع الاحداث والمظاهرات بهذا الاتجاه (وقد اراد التحالف المعارض القيام به ودعا تيار "الشيوعية العمالية" اليه بنوع آخر) اجهاضا لها وقد يؤدي الى الفلتان الامني ونوع من الفوضى الامنية والعسكرية شبيهة باحداث ليبيا واليمن، وهذا السيناريو كابوس عاشته الجماهير في الاقليم ابان الحرب الاهلية والاقتتال الداخلي التي اندلعت بين الحزبان الرئيسيان سنة 1994 واستمرت لمدة اربع سنوات تلته التقسيم الاداري للاقليم بين الحزبين وتمزق اوصاله حدوده الغربية المحاذية لايران عبر سيطرة الجماعة الاسلامية وحركة انصار السنة الارهابية على منطقتي حلبجة وخورمال.
لذلك لم ننادي بالرحيل وكنا نحذر الاخرين من مغبة الوقوع ضحية التطرف والانفعال السياسي والحركية التي لاطائل تحتها حيث ان البلاتفورم السياسي المشترك الذي وقعنا عليه مع الحزب الشيوعي العمالي الكردستاني وجهات اخرى كان الهدف منه ايصال تلك الرسالة والتمحور حول بديل واقعي يفتح بوجه اليسار والشيوعيين آفاق المرحلة الراهنة لا ان يسدها..
رغم ان التحشدات الجماهيرية في كردستان العراق كانت تقدر بعشرات الالاف من الاشخاص في بعض الاحايين وكنا نشارك بفعالية فيها الا ان الاتحاد لم يصب بحمية الازدحام وسعى في خضمها الى ترسيم آفاق حركة جماهيرية طلابية وعمالية باتجاه تحقيق تغييرات جذرية واساسية في نظام الحكم السائد وتحقيق المطالب الانية للجماهير مثل محاربة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية وزيادة نسبة دخل الفرد من مجمل الناتج القومي الاجمالي للاقليم وغيرها من المطالب العادلة الاخرى. وعلى ضوئه دعا قبل كل شيء الى ترتيب البيت الشيوعي واليساري ومنه انطلق واكد على ضرورة العمل المشترك بين مكونات اليسار على اسس موضوعية واقعية وكان ثمرته البلاتفورم السياسي المشترك الذي سرعان مافشل بسبب الاختلاف الشديد في الرؤية السياسية والتنظيمية للاوضاع الراهنة.
اما حركات الاحتجاج في بغداد وسائر المحافظات الاخرى فانها تنقصه الخبرة والقوة والدفع الجماهيري، واطلاق المبادرات من قبل القوى الشابة والتنظيمات والنخبة السياسية المثقفة والنشطاء المتحمسين او اللجان الاحتجاجية لم تقابله حتى الان حراك جماهيري ونقابي مهني وشعبي نشط وبسببه لم تتحول الحركة الى حركة اجتماعية ضاغطة مستقرة وصاعدة، ومايجري حقيقة هي حركات ضاغطة تنقصها التجذر والبعد الاجتماعي وهي ليست بديلة للحكومة الطائفية والقومية الراهنة. لم تتبلور في رأي بديل سياسي شعبي يحظى بدعم الجماهير الثائرة ويدفعهم الى تقديم تضحيات جسام له والدخول في المواجهات المصيرية بغية تحقيقه.. ان الجماهير العراقية واعية وتعرف وتدرك بدقة مكامن قوتها ودرجة ضعفها. اذا اراد المرء تحقيق ذلك ينبغي التعويل على دور وثقل الطبقة العاملة وتنظيماتها ودور الشباب والمرأة وغيرها بغية تجذر الحركات الاحتجاجية الراهنة وتوسع راديكاليتها وتنامي فعاليتها.
رغم اهمية التحديات وحماسنا للتغييرات الا اننا لسنا على عجالة من امرنا ويجب ان لايغفل عن بالنا واقع التوازنات السياسية والطبقية والاجتماعية الراهنة حيث لايمكن تجاوز تلك الوقائع بالشعارات وبالجمل الثورية، ان واقع الطبقة العاملة والشغيلة والمحرومين هي التي تفرض علينا قراءة موضوعية للاحداث الجارية وتلزمنا باتخاذ التكتيكات التي تراعي وتنسجم مع الواقع الآنف الذكر.
كما ان الاتحاد لايريد تضخيم واستعظام دوره وفق نظرية "الحزب القائد" في هذا المضمار ونروج لبضاعة القادة النجوميين كانهم النجوم والبقية كواكب يدورون في فلكهم. اننا نتحلى بالمسؤولية في هذا المجال ومعنيين بكل النشاطات والفعاليات المنفذة وبنجاحها ولانركز ولانبرز فقط النشاطات التي تنفذ من قبل الاتحاد.
ومن هذا المنطلق فان العلاقة مع سائر الفصائل الشيوعية واليسارية هي بهدف تطوير وانجاح تلك النضالات العمالية والشعبية وتحقيق مطالبها.
الاتحاد كان دوما يؤكد على ضرورة العمل المشترك بين مختلف المكونات الشيوعية واليسارية ويقر ويعترف بالآخر ومنه انطلق لنقد التنابذ العصبوي وكسر تقاليد الجمود العقائدي ومد يد العون والعمل الى سائر المكونات الاخرى من منطلق القناعة وليس الضعف، واليوم علاقتنا مع بقية الفصائل هي ميدانية وعملية في اغلب الاحايين او علاقة غير مباشرة عبر تنظيمات ديمقراطية ومدنية اخرى يضم مختلف المكونات الشيوعية واليسارية.. واشير هنا كمؤشر ايجابي الى تظاهرة الاول من آيار في مدينة كركوك حيث تم تنظيم لجنة خاصة بتنظيم مظاهرة الاول من آيار هذا العام ضمت كافة المكونات اليسارية والشيوعية في العراق تقريبا..
وحاليا للاتحاد علاقات نضالية مشتركة مع حزب اليسار الكردستاني ومع ملتقى اليسار الديمقراطي في النجف ومع كتلة تصحيح المسار ومع حزب الحل الكردستاني ومع الكثير من الشيوعيين والشخصيات اليسارية المعروفة، وعلى المستوى العربي بدأت تتشكل علاقة بدائية مع المكونات الشيوعية واليسارية في المغرب وتونس ومصر وفلسطين حيث جمعتنا لقاء مشترك في مؤتمر الحزب المناهض للرأسمالية في فرنسا في بداية شهر شباط الماضي وفي مؤتمر مرسيليا. وعلى المستوى الدولي بدأت علاقة الاتحاد تتوطد منظمات اشتراكية دولية مثل الاممية الرابعة ومع الحزب المناهض للرأسمالية في فرنسا وغيرها.

بخصوص دور المرأة في الاتحاد يجب القول بان قناعة الاتحاد بالحركة النسوية واعتبارها ركيزة اساسية من ركائز عمله الحزبي والاجتماعي انعكست في نشاطاته وفي توجهاته السياسية وممارساته التنظيمية واثنان من اعضاء لجنته المركزية من اصل تسعة هم من الناشطات النسويات.
ولكن المشكلة لاتكمن في العدد والكوتا النسائية بقدر ماهي متعلقة بجذورها اي واقع وجود وتصعيد التمييز الجنسي في الحالة العراقية الراهنة، ان الاتحاد يواجه صعوبة بالغة في محاربة الثقافة الذكورية والتمييز الجنسي وتذليل العقبات التي تعيق مزاولة المرأة للنشاط السياسي المعارض، هذه العراقيل والتقاليد الرجعية تسد بوجه المرأة منافذ مزاولة العمل السياسي الطبيعي وتطوره وصعوده الى الهيئات التنظيمية والقيادية، لاشك بان هيمنة الاسلام السياسي وهيمنة التقاليد والسياسات الرجعية وبناء دولة مذهبية عقب سقوط النظام البعثي البائد اثرت بشكل بالغ على ذلك. يسعى الاتحاد عبر دعم وتفعيل الحركة النسوية وتنشيط دورها وبخاصة اثناء الاحتفالات بعيد المرأة العالمي في الثامن من آذار الى تذليل تلك الصعوبات.. وبالطبع تختلف تلك العراقيل من منطقة الى الاخرى حيث وبسبب وجود حرية نسوية اكبر في منطقة اقليم كردستان فان الاتحاد لايواجه صعوبة بالغة في توسيع وتطوير المشاركة السياسية للنساء..

4 - كيف تفسرون الدور الأمريكي والامبريالي في أحداث الشرق الأوسط والعالم العربي وبخاصة تدخلات تلك الدول في احداث ليبيا واليمن ومصر وقريبا سوريا؟
نزار عبدالله: على مستوى التجريد ان امريكا والدول الامبريالية الكبرى هي حامية النظام الرأسمالي العالمي وتمارس دور الشرطي الدولي في هذا المضمار، واليوم اذ تهتز اركان سلسلة من الانظمة الرأسمالية الشرق اوسطية الفاسدة بفعل شعوبها وتواجه تمرد الطبقة العاملة والشغيلة والمحرومين ضد حكامها وحماتها فان الدول الكبرى لن تقف مكتوفة الايدي ومطرقتها العسكرية ومنظماتها الدولية (الامم المتحدة، حلف الناتو، صندوق النقد والبنك الدوليين، و....) جاهزة للرد والتدخل السريع بغية اعادة النظام وتثبيت الاوضاع والحيلولة دون انفلاتها وخروجها عن السيطرة. ان الطبقة الرأسمالية العالمية طبقة اممية وهي تقي نفسها من الثورات العمالية والشعبية باقصى ماتستطيع من قوة، وهي كذلك تحمي النظام عبر تدخلها السريع لشبكاتها الاخطبوطية من التصرفات الطائشة التي قد تقوم بها دولة ما للاخلال بالقواعد الدولية المرسومة التي وضعتها تلك الدول لتكريس مصالحها الامبريالية (قيام العراق باحتلال الكويت خير مثال).
وقد اثبتت تجربة ثورة اكتوبر وثورات العديد من الدول الاخرى بان هناك اجماعا دوليا بين الدول الكبرى الامبريالية في هذا المجال وانها تدخل خط المواجهة بشكل مباشر لترويض الدول المارقة او ارهاب الشعوب المتمردة واعادتها الى بيت الطاعة الامبريالي.
لذك فان اجماع الدول العظمى على موضوع التدخل في شؤون الشرق الاوسط وشمال افريقا طوال الشهور المنصرمة صيرورة جارية تلبية لتحقيق تلك المصالح الحيوية الكبرى.
اما الجانب الآخر من الصورة هي المنافسة والتناحر المحتدم بين مختلف الدول الرأسمالية والامبريالية العظمى على تقسيم مناطق النفوذ والهيمنة وتقسيم الاسواق، انهيار بعض الانظمة وتداعي بعضها الآخر ومانجم عنها من تهاوي المنظومة الامنية والسياسية والاقتصادية المرسومة عقب الحرب العالمية الثانية فتحت ابواب الصراع من جديد بين تلك الدول لاعادة اقتسام المنطقة مرة اخرى فيما بينها. والصراع جار على قدم وساق بين ايطاليا وفرنسا وامريكا وغيرها من البلدان حيث نرى بان بعض الدول سباقة في التدخل في بلد ما بينما تتفرج على المجازر الدامية في البلد الآخر.
وهنا يتبين بوضوح بان مايتحكم بالسياسة الدولية وبموازين القوى ليست مباديء حقوق الانسان والديمقراطية المزعومة بل هي المصالح المادية والسياسية والنفطية الكبرى وما التشدق بحقوق الانسان وبالديمقراطية سوى ذريعة وغطاء لشرعنتها.
ولكن وبعد ان هبت عاصفة التغيير التسونامي فاننا نرى تغييرا هاما في سياسات الدول الامبريالية اجمالا وفي السياسات الامريكية تحديدا، يمكن ان نشير الى بعضها كالاتي:
1- تبني سياسة تؤكد على ضرورة التغيير السياسي والديمقراطي شرط ان يبقى تحت السيطرة وان لايخرج ولاينفلت من الحدود المرسومة له. تسعى تلك الدول بالتعاون مع الطبقات الحاكمة في الشرق الاوسط والدول الرجعية المستقرة في المنطقة الى التضحية بحفنة من الخدم الدكتاتوريين وتأييد اجراء اصلاحات وتغييرات طفيفة فوقية بغية حماية اركان النظام واحتواء الحركات الاحتجاجية والشعبية و وقف عجلة الديمقراطية والحرية..
2- رفع المطرقة العسكرية الدولية بغية ارهاب الشعوب المتمردة وتخويف الدول الصغيرة الاخرى في الشرق الاوسط او في العالم باسره لكي تبقى راضخة لاتتدخل في الشؤون التي هي احتكار للدول المهيمنة على مجلس الامن الدولي.
3- تبني سياسة التدخل العسكري التكتيكي والضربات العسكرية العشوائية والمحدودة بغية اطالة امد الصراع وايجاد الشرعية والمبررات له واستخدامها كغطاء ريثما تتوفر قوى معارضة بديلة موالية للدول الغربية (النموذج الليبي).
4- السعي بكل الوسائل الى ايجاد ذرائع لخلق الجيوب الامنية والتدخل العسكري في الدول والمناطق المراد التدخل فيها مثل ايران وسوريا.
5- في غياب البدائل الغير المتاحة الابقاء على الوضع القائم دون تغيير يذكر ودعم الدكتاتوريين والحكام المستبدين للبطش بشعوبها (حالة البحرين واليمن والعراق واقليم كردستان) ولتكن حمامات الدم والمجازر المرتكبة بحق محتجيها عبرة لغيرها.
6- التهيأ للاستحقاقات والاحتمالات المرتقبة من خلال تشكيل قوة خاصة للتدخل السريع باشراف امريكا شبيهة بقوات المرتزقة الليبية في منطقة الخليج والاستعانة بخدماتها على شكل شركات امنية خاصة (مثل شركة بلاك ووتر) لغرض حفظ النظام القرووسطي في الخليج الغنية بالنفط والحيلولة دون خروجها عن السيطرة (وقد افشت جريدة نيورك تايمز سر تشكيل هذه القوة في الخليج).

وقد نجحت تلك الدول في تنفيذ هذه الرزمة من السياسات وفشلت في اخرى، والصراع جار في ظل ظروف دولية واقليمية ومحلية معقدة. ويبدو لي بان هناك حاجة ماسة وعلى ضوء السياسات الدولية المرسومة الى مراجعة شاملة حيث يجب ان تبقى الانتفاضات والاحتجاجات والثورات على الانظمة المستبدة ضمن سياقاتها الصحيحة وفي ظل توازن صحيح للقوى والا فان الدول الامبريالية قد دخلت على الخط ومستعدة لتجييرها لصالحها وقطف ثمارها. على شعوب المنطقة والحركات الشيوعية واليسارية والتقدمية ان تكون واعية بالقدر الكافي لتحول دون تدخل تلك الدول في شؤونها وتتحرك صوب تمردها وثورتها في اوانها وفي حال توفر وانضاج شروطها. 

 5-    يقال بان الرأسمالية تجدد نفسها دوما، هل ان الماركسية كسلاح نظري معاد للرأسمالية لديها نفس القدرة على التجديد وشحذ نفسها في ضوء التطور الكبير والمتسارع في كافة المجالات؟ وهل ان الاحداث الراهنة حبلى بولادة احزاب ماركسية جديدة؟
نزار عبدالله: قلت في لقائي مع موقع الاصوات ( واللقاء منشور بالطبع في موقع الحوار المتمدن) بان الجمود العقائدي ليست سمة من سمات الماركسية الكلاسيكية، ولاهي سمة من سمات الماركسية المعاصرة، انتهى باعتقادي فترة الجمود العقائدي التي فرضتها الستالينية وهيمنة التقاليد الشرقية وان الماركسية كغيرها من النظريات الوضعية تعمل جاهدة للتجديد والتحديث دوما وهي قادرة عليها.
تأتي ضرورة تحديث الماركسية واعادة ضبط وتعريف مفاهيمها من جهة لانها نظرية ومثل اي نظرية وضعية اخرى فان تصوراتها ومفاهيمها تحتمل الخطأ والصواب وان بعضا منها لايتفق اثنان في الدفاع عنها في الحقبة الراهنة وبالتالي فانها شاخت بغير رجعة، ومن جهة اخرى فان ضرورة التجديد والتحديث تفرضها النضال الطبقي و واقع النضال المعادي للرأسمالية.
ان رحلة كسر الجمود العقائدي في الماركسية بدأت من الناحية الفكرية في مدرسة فرانكفورت ثم تطورت الحركة التحديثية في الماركسية في امريكا ومنذ مطلع الستينات في اوروبا وتسارعت وتيرتها ابان احداث 1968 وعقب انهيارالمعسكر الاشتراكي. تحدثت في اللقاء الذي سبق ذكره عن هذه الامور بشيء من التفصيل واود ان اشير هنا الى واقع ان "الماركسية العربية" تخلفت في ذلك ولم تواكب عصرها، لانجد في العالم العربي مجلات واوراق فكرية متخصصة في قراءة وتطوير الفكر الماركسي وشحذ مفاهيمه وترجمة الادبيات الماركسية الحديثة اواعادة طبع القديم منها وهذه الحركة الفكرية توقفت في مجالات عدة. كما ان الاحزاب والتنظيمات الماركسية والشيوعية لم تستطع بدورها مواكبة عصرها واسهامها في انتاج المعرفة الماركسية الحديثة شبه معدوم. ولذلك فان النقص النظري الثوري يجعلنا نواجه المزيد من الصعوبات في النضال المعادي للرأسمالية في خضم التغيرات الجارية في البلدان العربية.
كي لاابتعد عن الاحداث وعن موضوع الحوار اؤكد هنا على اهمية فتح باب الحوار والنقاش حول موضوعان رئيسيان في الماركسية تشغل بال الكثير من الماركسيين والنشطاء الشيوعيين في خضم التغييرات والاحداث الراهنة وهما موضوع الحزب الثوري وموضوع الدولة المرتقبة. الموضوع الثاني لااتطرق اليه لضيق المجال ولتجنب اطالة الحديث على امل تناوله في فرصة اخرى.. اما فيما يتعلق بالاول ولانه طرحت الكثير من المبادرات لتأسيس احزاب شيوعية عربية او احزاب اشتراكية ثورية جديدة والنقاش مستمر والعمل جار لتأسيس بعض منها وهناك دعوات اخرى من قبل بعض الرفاق مثل الرفيق جلبرت اشقر الى تأسيس انماط جديدة من الاحزاب تكون اجتماعية وجماهيرية منفتحة تختلف عن الدارج من الاحزاب الشيوعية والماركسية القديمة عليه فاني مجبر الى ان اتطرق اليه بشيء من التفصيل بغية المساهمة في النقاش وتجديد الرؤية الماركسية.
تحدثت عن هذا الموضوع اواخر سنة 2006 وهنا وبقدر مايتعلق به بالموضوع اكرر بعضا منها مع بعض الاضافات الاخرى:
1- ان ظاهرة تأسيس الاحزاب الاشتراكية والشيوعية في النضال المعادي للرأسمالية كانت لها اهمية بالغة في تطوير النضال الطبقي والاجتماعي حيث لعبت تلك الاحزاب دور السلاح الثوري في نضال الطبقة العاملة وفي ثوراتها ضد الرجعية والبرجوازية سواء على الصعيد المحلي او على الصعيد الاممي عبر تحالفاتها في الاممية الثانية. واثبتت تلك الاحداث اهمية التنظيمات الثورية بغية نشر الافكار الاشتراكية وتوعية الجماهير العمالية والتعبئة الاجتماعية والسياسية، وبمبادرة من الاشتراكيين تأسست ولاول مرة في التأريخ البشري احزابا جماهيرية تؤمن مشاركة سياسية لاوسع الفئات الشعبية والعمالية في العملية السياسية والديمقراطية..عندما جاءت ثورة اكتوبرالعظمى اعطت زخما اكبر لعملية تشكيل الاحزاب الشيوعية الثورية وتبين بسطوع اهمية الاسلحة التنظيمية الفعالة في النضال الثوري.
2- رغم البرنامج السياسي الثوري العام فان الاختلاف في النزعات السياسية والتوجهات الطبقية واعتماد تلك الاحزاب على قواعد عمالية واجتماعية عريضة احدثت في صفوفها تشققات وتكتلات كثيرة تمكنت من معالجتها واحتوائها عبر الاعتماد على آليات ديمقراطية وتحاورية وتنظيمية عديدة، ورغم ذلك لم تمنع تلك الاليات من ظهور التعددية السياسية الاشتراكية والشيوعية في كل بلد على حدة، وبالتالي ظهور نزاع من نوع جديد بين الاحزاب حول احقية التمثيل الطبقي والثوري.
3- سياسيا تأسست تلك الاحزاب على المبدأ التمثيلي وعلى اساس انها تمثل الطبقة العاملة وتعبر عن وعيها ودماغها، وتنظيميا شكلت سلطة هرمية جديدة قائمة على مبدأ المركزية الديمقراطية بموجبه يعطي صلاحيات واسعة لسطة مركزية تقف في قمة الهرم الحزبي. بتطورها تطورت معها ظاهرة التسلط الحزبي والبيروقراطي على الطبقة العاملة، وبنائها الهرمي اعطت لسلطتها المركزية آليات حزبية متعددة للتسلط على اعضائها واعادة انتاجها ثم تحولها الى اوليغارشية حزبية تمسك بزمام السلطة الحزبية وادارتها وفقا لتوجهاتها ومصالحها ولتحل السطة المركزية بذلك محل الحزب وتحل سكرتيرها او مكتبها السياسي محل السلطة المركزية وهلم جرا..وصف تروتسكي هذه الظاهرة بانها استبدالية (يحل الحزب محل الطبقة العاملة) وقام "روبرت ميتشل" عالم الاجتماع الالماني بتشخيص ادق لهذه المفارقة التأريخية حيث ذكر بان القانون التنظيمي للاحزاب السياسية الحديثة ينزع نحو بناء اوليغارشية حزبية يناقض في الجوهر برنامجها وتطلعاتها الديمقراطية الحديثة. وبدورها قبلت روزا لوكسمبورغ المبدأ التمثيلي بامتعاض وانتقدت نزعاتها البيروقراطية المتسلطة على الجماهير العمالية وانزعجت كثيرا من تصرف قادتها. اما نداءات الاناركيين (اي الفوضويين بموجب الترجمة الخاطئة للكلمة) المتكررة حول هذه النقطة بالذات لم تلقى ايضا آذانا صاغية بسبب عمق الخلافات السياسية التي كانت تفرق بين الحركتين المناضلتين..ولما جاءت ساعة الحسم حدثت هزيمة الثورة وخيانة قضيتها على يد احزابها وقادتها في معظم الدول الاوروبية..لم تكن الخيانة سياسية بحتة بل كانت الجرثومة تحملها احزابها.
4- كان النمط اللينينى للحزب نسخة اخرى عن الانماط الحزبية للاشتراكية الديمقراطية، الا ان مايميزه هو التخلي عن نمط الاحزاب الجماهيرية الديمقراطية الدارجة والتوجه صوب تصغير نطاق الحزب والعضوية فيه في ظروف العمل السري وتحويله الى فرقة ثورية مدربة مع اعطاء صلاحيات اوسع لسلطته المركزية وتبني الاحتراف الثوري في هيئاته القيادية واعتماد الانضباط الحزبي الصارم فيه شبيهة بالتنظيمات العسكرية المحاربة بغية القيام بمهمة العمل السري التام وتحافظ على وجود الحزب من الضربات الامنية والبوليسية التي تتعرض له واستعدادا وتحضيرا لتنظيم انتفاضة وثورة مسلحة ضد الاستبداد والنظام القيصري في روسيا.. نجح النمط اللينيني نجاحا باهرا في هذا المجال ولكن حملت معه نفس النزعات الاوليغارشية الحزبية ونفس الامراض التي كانت الاحزاب الاشتراكية الديمقراطية تعاني منها. كان لينين يعي ذلك الامر وقد دعا لاول مرة واثناء ثورة 1905 الى تكيف الحزب مع الثورة الجديدة وتغير توجهاته وانماطه التنظيمية، ثم اعتبر سنة 1909 بان الكثير من افكاره المطروحة في كتابه "ماالعمل" لاتقبل التعميم النظري واعتبره نوعا من المغالاة في تصوير الامور فرضته الصراعات الداخلية للحزب. ولم يستطع الرجل وضع حلول ناجعة للتسلط البيروقراطي في الجهازالمركزي الحزبي بعد الظفر بالسلطة السياسية، او في تصحيح وتقويم علاقة الحزب بالسوفيتات وبالدولة السوفيتية، واخطأ بدعوته الى اصدار قرار استثنائي بالغاء التكتلات في مؤتمرالحزب العاشر سنة 1921 بعد حادثة كرونشتادت. ولم تلقى نداءاته في اواخر حياته وفي وصيته آذانا صاغية الداعي الى تغير هيكلية الحزب ولجنته المركزية بعد الثورة لتصل عديد اعضائها الى 100 شخص، لم تثمر تلك المساعي وجاءت هزيمة ثورة اكتوبر وانحطاطها على يد حزبها في المقام الاول..
5- عندما جاءت الستالينية تحول الحزب البلشفي الثوري الى اداة للتسلط الحزبي الصارم لا على الطبقة العاملة الروسية وسوفيتاتها وحدها بل شمل كافة الاعضاء والقادة البلشفيين على السواء، احتكرت الاوليغارشية الحزبية الجديدة بقيادة ستالين رويدا رويدا كل السلطات واسست اولى لبنات حزب شمولي على انقاض الحزب البلشفي الثوري. ومنه بدأت تجربة الاحزاب الشمولية الستالينية وتسخير الاممية الثالثة لبناءها وتعميمها على المستوى الدولي.
6- سعت كل الاحزاب الاشتراكية والشيوعية في مطلع قرن العشرين الى الظفر بالسلطة السياسية باسم الطبقة العاملة او كممثل لها، وحاولت تسخير برلماناتها ومؤسساتها التمثيلية والتسلط على الدولة القائمة، نتيجة لذلك تحولت الى احزاب سلطوية تدفع عجلة بناء وتعزيز الدول الوطنية في معظم اوروبا. وحده الحزب البلشفي شذ عن القاعدة وسلك مصيرا خاصا به، في البدء اراد اسقاط النظام القيصري والاستيلاء على السلطة السياسية بالتعاون مع البرجوازية والليبرالية وتأسيس نظام تمثيلي ديمقراطي مثل شقيقاتها الاوروبية، ثم غيرت موقفه من السلطة ومن الدولة بعد ظهور جديد للكومونة والسوفيتات وانبثاقها في ثورة 1905، في البداية وقف الحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي والكتلة البلشفية موقفا محافظا بل ومعارضا للسوفيتات المنبثقة من الثورة، حيث اعتبرتها سلطة منافسة تقيد دور الحزب وتعطل دوره، ثم تغير الموقف بتأثير لينين من السوفيتات والمجالس العمالية والشعبية واعتبرت شكل السلطة القادمة للدولة الروسية، رغم اعتراف الحزب البلشفي باهمية السوفيتات الا انه لم يحدد بشكل دقيق شكل العلاقة معها واكتفى باعتبارها ادوات ثورية في الثورة القادمة وشكل من اشكال الدولة المقبلة. مع هزيمة الاوتوقراطية وتطور الثورة الروسية سنة 1917 وظهور ازدواجية السلطة لم يدع الحزب البلشفي الى قيام سلطة حزبية كما يزعم الكثيرون بل دعا الى تحويل كل السلطة الى السوفيتات العمالية والشعبية والى عمل كل الاحزاب المعارضة الاخرى في اطارها.. لم تقبل الاحزاب الاخرى شكل السلطة السوفيتية كشكل من اشكال الدولة وبالتالي لم تعترف تلك الاحزاب (المنشفية والاشتراكية الثورية وغيرها) بالسلطة السوفيتية وبالدولة الجديدة، ممهدة الطريق الى هيمنة الحزب البلشفي وحده على السوفيتات لتبدأ مسيرة التسلط وتقليص سلطانها بتأثير الحرب الاهلية في روسيا وتنتهي باندماج السلطة السوفيتية مع السلطة الحزبية البلشفية وخلقها على صورته اي تحويلها الى جهاز هرمي مركزي بيروقراطي يتحكم بمفاصله اعضاء وكوادر الحزب البلشفي. عند هذه النقطة بالضبط دعا تروتسكي- وقد اخطا في ذلك- الى هيمنة الحزب على السوفيتات والنقابات بينما تصدت له لينين ودعا الى الاعتراف الكامل بالاستقلالية النسبية للنقابات والسوفيتات عن الحزب وتصحيح علاقة الحزب معهما. مع هزيمة السوفيتات وتسلط الستالينية يحول الحزب الستاليني الدولة السوفيتية الى دولة شمولية يقوده حزب واحد يتحكم بها بقبضة حديدية من القمة الى اسفل الهرم.

طوال قرن كامل لم تتغير خارطة الاحزاب الشيوعية والاشتراكية عن الصورة اعلاه، اما الانتقادات الجارية والمراجعات التي حدثت فقد كانت بهدف نبذ الستالينية واحياء التقاليد والتراث الثوري الماركسي والبلشفي، ومع تشكل اليسار الجديد توسعت المراجعات وتعمقت ولكنها مازالت بحاجة الى الارتقاء والتمحيص الدقيق للتجربة بغية تحديث اسس ومفاهيم الحزب الثوري. وقد جاء بعضها لتزيد الطين بلة واقصد تحديدا صيغة الاحزاب الشيوعية العمالية سواء في اوروبا او في المغرب العربي او في العراق وايران.
عقب ماعرضته اعلاه وعقب تذوق مرارة التجربة الحزبية الشيوعية يبدو بانه مامن احد لديه نية لتكرار نموذج الاحزاب الشمولية الستالينية، او اللجوء الى نسخة ونمط الاحزاب الاشتراكية الديمقراطية التي اثبتت التجربة بانها خانت قضية الثورة والطبقة العاملة والطبقات المضطهدة ولاتتلائم مع الواقع السياسي لبلدان العالم العربي، اما التمسك بالنمط البلشفي القديم ومحاكاته دون تمحيص وتدقيق واستخلاص تكرار لنفس الامراض والنواقص القديمة في حقبة جديدة.
عليه ولما تقدم فانني اؤكد هنا على عدة نقاط رئيسية على سبيل المثال لا الحصر:
1- من الضروري التخلي عن المبدأ التمثيلي في بناء التنظيمات الشيوعية والاشتراكية واليسارية الجديدة، الحزب الثوري لايمثل الطبقة العاملة والطبقات الاجتماعية المضطهدة ولايتحدث باسمها، الصيغة المذكورة في "البيان الشيوعي" واضح بما فيه الكفاية واعتمد عليه الكثيرون في هذا المجال: "الشيوعيين لايشكلون حزبا منفصلا في مواجهة الأحزاب العمالية الأخرى، وليست لهم مصالح منفصلة عن مصالح عموم الطبقة العاملة ولاهم يتميزون عن الاحزاب العمالية الاخرى الا في انهم يغلبون المصالح المشتركة للطبقة العاملة ومجمل حركتها، وبالتالي فانهم يشكلون الفريق الأكثر حزما من الأحزاب العمالية في جميع البلدان، وهم متميزون عن سائر جُموع الطبقة العاملة بالتبصّر في وضع الحركة البروليتارية، وفي مسيرتها ونتائجها العامّة." من هذه الافكار يستخلص البعض فكرة الحزب الطليعي، والبعض الآخر فكرة الحزب العمالي الشيوعي، ويستنتج منه الآخرون فكرة رفض الحزب الشيوعي المنفصل وضرورة بناء احزاب عمالية يكون الشيوعيين فريقا وكتلة فيها و...الخ.
2- بما ان التنظيمات السياسية الحديثة تتمتع بنوع من الاستقلال النسبي عن الطبقات والصراعات الاجتماعية فان الاحزاب الاشتراكية بدورها ليست احزابا للطبقة العاملة وحدها، " ان الطبقات المتنافرة، تمزقها تناحرات داخلية، ولاتصل الى غاياتها المشتركة الا عن طريق صراع الاتجاهات والتجمعات والاحزاب. ومن الممكن ان نعترف بشيء من التحفظ بان الحزب هو "جزء من طبقة". لكن لما كانت الطبقة المؤلفة من عدد من الاجزاء – بعضها ينظر الى الامام والبعض الاخر الى الوراء- فان طبقة واحدة تستطيع ان تشكل عدة احزاب، وللسبب نفسه يستطيع الحزب ان يعتمد على اجزاء من عدة طبقات. ولن نجد في كل التاريخ السياسي حزبا واحدا يمثل طبقة وحيدة اذا كنا لانقبل، بالطبع، ان نعتبر الخيال البوليسي واقعا" ( تروتسكي: الثورة المغدورة، فصل: انحطاط الحزب البلشفي). كما ان للتمييز بين مفهومي النضال الطبقي والنضال الاجتماعي اهمية بمكان، نظرا لان النضال الاجتماعي مفهوم اوسع يشمل نضال طبقات وشرائح وحركات اجتماعية مختلفة (نضال الشبيبة والمرأة والاقليات المضطهدة والنضال البيئي و...الخ) فان الاحزاب الاشتراكية هي احزاب النضالات الطبقية والاجتماعية، ولايمكن ان تحتوي على اتجاه سياسي واحد، او تبنى على اساس ايديولوجي. تعدد الآراء والتوجهات السياسية والخطوط والاجنحة والتكتلات امر ملازم للاحزاب السياسية المعاصرة، الاحزاب التي تؤمن بالحرية والديمقراطية الكاملة تستطيع فقط ان تحفاظ على تماسكها التنظيمي والاجتماعي.
3- الحزب اداة تحقيق الحرية والعمل التشاركي الحر، يجب ان يؤسس وفق قواعد واسس وآليات تضمن الحرية والديمقراطية والانتخابات المباشرة لا تناقضه..ولاننا ذقنا مرارة تجربة الاحزاب المركزية الهرمية وخطورة بناء هذا النمط الحزبي الذي يؤدي الى تشكل اوليغارشية حزبية (حكم القلة)، من الضروري اللجوء الى بناء احزاب اتحادية او فيدرالية، تضم وحدات تنظيمية مستقلة بشكل نسبي، تتجاوز تركيز السلطات وتستند على نظام فصل دقيق للسلطات ونظام تقسيمها على اسس لامركزية تقيد فيها بشكل واسع صلاحيات السلطة مركزية، تتمتع وحداتها وفروعها بسلطات واسعة في التسييرالذاتي وفي النضال السياسي والتنظيمي التطوعي الحر. تعمل مابوسعها لتطور قدراتها التنظيمية على المستوى الافقي..
4- الاقرار بالتعددية الحزبية واعتبارها ظاهرة ملازمة للحياة السياسية المعاصرة، فرضتها التطور والنمو المتسارع للوعي البشري (العمال والشغيلة والمحرومين قبل غيرهم)، وزيادة وسائل التعبير وتنوع الاتجاهات وتعقد الحياة البشرية. ضرورة تبني اطروحة "العمل المشترك" والتحالفات بين مختلف الاحزاب والكتل والتنظيمات الشيوعية كوسيلة ناجعة لمواجهة جبهة الرأسمالية واحزابها.
5- تقويم العلاقة النضالية بين النقابات وبين المجالس العمالية والشعبية، احترام الاستقلال التنظيمي لتلك التنظيمات النضالية والاعتراف بها واهمية العمل في اطارها اولا لنشر الافكار والسياسات الاشتراكية والشيوعية ثانيا اللجوء الى النقاش الحر بغية اقناع اعضائها بصحتها ثالثا السعي لاعادة تنظيمها على اسس ديمقراطية مباشرة وتطوير عملها على المستوى الافقي..
6- نقد ومحاربة النزعات السلطوية للاحزاب السياسية الاشتراكية والشيوعية، النزعات التي ادت سابقا الى دمج جهاز الدولة بالسلطة الحزبية، يجب الفصل بين جهاز الحزب وجهاز الدولة والاقرار بسلطة المؤسسات والتنظيمات التمثيلية واهمية توسيع صلاحياتها. ترسيخ تقاليد العمل التطوعي والتشاركي الحر في العمل الحزبي وفي العمل النضالي والاجتماعي.
7- ..................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ليس صحيحا
ليلي كركوكي ( 2011 / 6 / 19 - 11:58 )
للحزب العمالي الكثير من الكوادر النسائية القوية
وانتم ليس لكم احد لان الثقافة الرجولية هي في اتحادكم وليس في المجتع
اذكر لي اسماء كوادر نسائية عندكم انتم مثل الحزب الشيوعي فقط رجال


2 - رد الى: ليلي كركوكي
نزار عبدالله ( 2011 / 6 / 19 - 13:28 )
ان كان للحزب العمالي (واعتقد بانك تقصدين الحزب الشيوعي العمالي) الكثير من الكوادر النسائية القوية فمرحى لانحسدهم على ذلك بل نعتبره يصب في نهاية المطاف في خدمة الحركة النسوية في نضالها للتحرر ودحر الثقافة الذكورية، الثقافة التي هي جزء من الثقافة البرجوازية والاستغلالية المتجذرة في المجتمع الرأسمالي ولها انعكاساتها على الحزب الشيوعي العمالي وعلى اتحاد الشيوعيين وعلى الحزب الشيوعي والمجتمع كافة، علينا جميعا فهم ذلك والوقوف ضده باقصى مايأتينا من قوة. نحن نعتبر انفسنا جزءا من هذا النضال التحرري وسنبقى كذلك.. القاصي والداني يعرف بان اتحاد الشيوعيين وفي مدينة كركوك تحديدا المدينة التي تنتمين اليه (ليلى كركوكي) كيف كان يقوم بتنظيم لجنة الثامن من آذار في كل سنة احتفاءا بيوم المرأة العالمي وكانت الكوادر النسوية للاتحاد سباقة في المبادرة لاجل هذا اليوم وتشاركهم في ذلك كوادر نسوية من الحزب الشيوعي الكردستاني وحزب الحل الكردستاني و الكثير من المنظمات النسوية والتقدمية، وللتذكير فقط ليس الا قامت الرفيقة -فائزة جلال- العضوة في اللجنة المركزية لاتحاد الشيوعيين في العراق باطلاق مبادرة بتنظيم مظاهرة نسوية في يوم الثامن من آذار سنة 2008 لنصرة الحركة النسوية امام مبنى محافظة كركوك حيث تم الترحيب بالمبادرة وعلى اثرها نظمت المظاهرة من قبل اكثر من 30 منظمة مختلفة من المنظمات النسوية ومن منظمات المجتمع المدني وفيها دعت الناشطات النسويات الى تنفيذ وتفعيل اتفاقية سيداو (اتفاقية مناهضة التمييز ضد المرأة). كانت هذه اول تظاهرة تدعو الى تنفيذ وتفعيل تلك الاتفاقية في مدينة كركوك وتقدم مذكرة الى الحكومة المحلية في كركوك والى الحكومة العراقية تطالب فيها بضرورة جعل يوم المرأة العالمي عطلة رسمية واجراء تعديل مدني معاصر في قانون الاحوال الشخصية النافذ و....الخ..


3 - نعقيب
زيد علي ( 2011 / 6 / 19 - 18:41 )
يواجه الشيوعيون منذ انهيار الاتحاد السوفيتي وبلدان اوربا الشرقيه العديد من الاسئله ببعدها النظري والعملي ولعل في المقدمه منه الموقف النقدي لهذه التجارب لمعرفة اسباب انهيارها ناهيك عن ظهور الستالينيه بابعادها السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه والثقافيه والفكريه كما تتصاعد الدعوات الى ا اعادة قراءة الماركسيه بعين منطقها النقدي انتم في اتحاد الشيوعيين في العراق ما هو تقييمكم لتجربة الاتحاد السوفيتي وما هو موقفكم من الماركسيه اللينينيه
الاستاذ العزيز انتم خرجتم من عباءة الشيوعيه العماليه تحت دعوه العوده الى الماركسيه فهل ترون بان الشيوعيه العماليه
تتقاطع والماركسيه
الاستاذ الكاتب
في خضم الوضع المعقد في العراق هل يعد النضال مكن اجل بناء دوله مدنيه حديثه


4 - رد الى: زيد علي
نزار عبدالله ( 2011 / 6 / 20 - 00:56 )
لقد اثرت اسئلة هامة في هذا المجال، دون الخوض في التفاصيل بصدد تجربة الاتحاد السوفيتي يجب ان اذكر اولا: ان ثورة اكتوبر هي اهم ثورة عرفتها قرن العشرين ليست في روسيا وحدها بل في العالم باسره. هذه الثورة كانت ثورة الطبقة العاملة والمحرومين والفلاحين الفقراء، ثورة الجنود التقدميين ضد الاوتوقراطية الروسية.. محطتها الاولى -ثورة شباط- انطلقت باتجاه بناء دولة برجوازية وطنية تقوم بمهام التحول الديمقراطي في روسيا بقيادة البروليتاريا والفلاحين الفقراء من وجهة نظر البلشفيين وبقيادة الليبراليين والديمقراطيين البرجوازيين ودعم الطبقة العاملة الروسية والفلاحين من وجهة نظر المنشفيين. الثورة تعمقت وتجذرت وغادرت محطتها الاولى لتبدأ المحطة الثانية في اكتوبر، اي بناء دولة اشتراكية سوفيتية بقيادة الطبقة العاملة الروسية والفلاحين والجنود لتبدأ مهام التحول الاشتراكي في روسيا..
ثانيا: انتصرت ثورة اكتوبر وتأسست بمخاض و ولادة عسيرة دولة اشتراكية سوفيتية فتية ولكنها تلقت ضربات عديدة في مهدها، صارعت الحياة والموت، حاربته المنشفيين والاشتراكيين الثوريين والسادة الليبراليين في الداخل، و واجهت عدوان 13 دولة رأسمالية متحالفة لاسقاطها، عند خروجها من الصراع كان بالكاد تستطيع ان تقف على قدميها، الطبقة العاملة الروسية انهكتها الحرب والدمار والجوع، ماتت خيرة القادة البلشفيين في الحرب، لم تتمكن سوفيتاتها من النهوض مجددا، لم تسعفها الثورة الاشتراكية المرتقبة في الدول الاوروبية ولا البرامج الجديدة للانتعاش الاقتصادي (سياسة نيب)، الطبقة التي انيطت بها مهمة القيادة وتأسيس مجتمع جديد على انقاض القديم اصبحت جزاء من الانقاض و وجوده موضع تساؤل كبير.
ثالثا: بسبب الحرب والمقاومة والاقتتال الداخلي سيطر العسكريين والجهاز الحزبي البلشفي على معظم مؤسسات الدولة الاشتراكية السوفيتية، حصل اندماج كامل بين الدولة والحزب والنزعات التسلطية للحزب البلشفي واحتكاره للسلطة بيد اللجنة المركزية وسائر فروعه التنظيمية لم تسمح بانتعاش المؤسسات الديمقراطية للطبقة العاملة مثل السوفيتات والنقابات ولجان المعامل المنتخبة. رابعا: الافاق البرجوازية الوطنية الروسية (آفاق المنشفية) كانت حاضرة لدى كل تناول للتحول الاقتصادي في روسيا، الصورة الماثلة للاذهان حول المجتمع الاشتراكي كانت كالآتي: ملكية الدولة لوسائل الانتاج والتبادل والتوزيع، التخطيط الاقتصادي، تنمية القوى المنتجة والتصنيع، و...الخ
اما ما تحدث عنه لينين في اواخر حياته حول الاشتراكية ودعوته الى ضرورة بناء الاشتراكية التعاونية (في مقاله حول التعاون) ذهبت ادراج الرياح بسب هيمنة آفاق البرجوازية الوطنية الروسية التي كانت تحلم ببناء مجتمع صناعي حديث اسوة بالدول الاوروبية وبامريكا في اعقاب سقوط الاستبداد القيصري. بعد طرد المنشفية من الباب دخلت من الشباك.
اذا كان المجتمع الروسي لم يكن مستعدا لبناء الاشتراكية بسبب الهبوط المروع لدور الطبقة العاملة وغموض آفاقها وسقوط حزبها بيد التسلطيين والاوليغارشية الحزبية وانسداد آفاق ثورة اشتراكية اوروبية مرتقبة فانه كان مستعدا لاستغلال الطبقة العاملة بغية تنمية القوى المنتجة وبناء المجتمع المدني والصناعي الحديث وبناء دولة وطنية لتحقيقها، اما هجرة العقول التكنونوقراطية الروسية في المنفى الى الاتحاد السوفيتي الجديد ساهمت بشكل مؤثر في دفع عجلة البرجوازية الوطنية الروسية.
في نهاية المطاف وبسبب العوامل المذكورة مجتمعة تأسست دولة وطنية بقيادة ستالينية تكفلت بمهمة بناء المجتمع الصناعي الحديث وبناء نمط خاص من نظام رأسمالي قائم على التخطيط الاقتصادي وملكية الدولة لوسائل الانتاج والتبادل.
لاتشبه هذه اشتراكية ماركس المبني على الغاء العمل المأجور والغاء الملكية الخاصة (الغاء الملكية وليست تغير صفتها الحقوقية وطريقة تداولها ) ولا كانت تعبر عن تطلعات لينين في بناء اشتراكية تعاونية.
رغم كل ذلك التجربة كانت ناجحة وحملت مظاهر وبعض المكتسبات التي طالما ناضل الاشتراكيون في سبيله. تحققت المعجزة الاقتصادية الروسية، وتحقق الكثير من المنجزات المدنية والسياسية الحديثة واسلوب جديد لتوزيع الثروة والمداخيل يحقق نوعا من العدالة الاجتماعية ونهضة فكرية وعلمية في مجالات عدة..
اما مصطلح -الماركسية اللينينية- فقد خرجت من عباءة التجربة الروسية، هي الايديولوجية الرسمية للدولة في الاتحاد السوفيتي، لاول مرة تتشكل دولة تحمل ايديولوجية وضعية خاصة بها، شبيهة بالدول الثيوقراطية، تدرس في المدارس وتصبح الانحراف عنها خيانة عظمى. وتستخدم كسلاح عقائدي دوغمائي للدفاع عن المصالح العليا الروسية. ان رفض هذا المصطلح لايعني الموقف من لينين بل يعني قبل كل شيء رفض التركة الثقيلة للستالينية في هذا المجال والتشويهات الماوية للماركسية الكلاسيكية تحت غطاء الماركسية اللينينية.
اما بصدد خروج اتحاد الشيوعيين في العراق من عباءة الشيوعية العمالية فانك على صواب بالنسبة لانطلاق بداية الحركة، اما في صيرورتها المقبلة وبخاصة في (الكنفرنس الرابع للاتحاد) شارك في تأسيس واعادة بناء الاتحاد كوادر منشقة عن الحزب الشيوعي العراقي وكودار من القيادة المركزية القديمة وشخصيات شيوعية مستقلة لم يكونوا يوما اعضاءا في حركة الشيوعية العمالية ولاهم يعرفون الشيء الكثير عن التجربة.
وقد قلت في الحوار بان الشيوعية العمالية لها تفسيرها الخاص للماركسية والشيوعية وطريقة تناولها للمفاهيم والموضوعات الماركسية لها طابع خاص لايصح القول بانها خاطئة كليا او صحيحة كليا، انها في نهاية المطاف تفسيرات واعتقد بان القول بان تلك التفسيرات هي الماركسية الاصيلة لاغيرها او ان استبدالها بالماركسية ينم عن خطا جوهري.


5 - نكملة التعقيب
زيد علي ( 2011 / 6 / 19 - 18:48 )
هل يشكل النضال من اجل بناء دوله مدنيه حديثه قائمه على فضل الدين عن الدوله زتكريس مبدأ المواطنه وتعزيز الحقوق والحريات واعادة صياغة الدستور العراقي هاجسكم في هذه المرحله وهل نضالكم هذا خطوه باتجاه العمل المشترك
تقبل تحياتي


6 - رد الى: زيد علي
نزار عبدالله ( 2011 / 6 / 20 - 08:05 )
نعم انه هاجسنا ونعتبر اعادة بناء الدولة العراقية وفق المباديء التي ذكرته بالاضافة الى مباديء اساسية اخرى مثل اللامركزية وتقسيم السلطات والحكومات المحلية في المحافظات وتمحور العمل المشترك بين مكونات اليسار العراقي (الشيوعيين وغيرهم) حول هذه المباديء والنقاط خطوات هامة في الحقبة الراهنة.


7 - تعليق
سعد محمد حسن ( 2011 / 6 / 19 - 19:17 )
البعض من الماركسين يحملون لينين بانه مهد لظهور الستالينيه فيما يحمل اخرون نخلف الواقع الروسي السبب لظهور الستالينيه ما هو تقييمكم للستالينيه


8 - رد الى: سعد محمد حسن
نزار عبدالله ( 2011 / 6 / 20 - 09:52 )

منذ ظهورها في خضم ثورة اكتوبر واحداثها المتلاحقة عبرت الستالينية رويدا رويدا عن آمال وتطلعات البرجوازية الوطنية الروسية في اقامة مجتمع صناعي حديث متنامي ينافس الانظمة السياسية والاقتصادية الحاكمة في الدول الاوروبية وفي امريكا. بسبب ثورة اكتوبر والواقع الجديد الذي فرضته لم يكن بالمستطاع تنفيذ هذه الامال والطموحات الا عبر تسخير الالة القوية للحزب البلشفي وجهاز الدولة المندمج معه، في الوقت الذي لم يكن يوجد بديل آخر متاح استطاع ستالين واعوانه عن طريق التحكم بالحزب وبالدولة التعبير عن تلك الامال والتطلعات، اصبحت الستالينية تعبر بشكل واضح عن مسير خاص ونقلة نوعية لمجتمع متخلف الى مجتمع صناعي مزدهر تتحكم به الدولة بكافة مفاصله وتخطط لبناءه ومستقبله.
تحققت المعجزة الاقتصادية في روسيا بفضل الستالينية وجبروت دولتها مقارنة بالدول الرأسمالية التقليدية في اروبا، في الوقت الذي كانت الدول الرأسمالية الاوروبية تغرق في الفوضى الاقتصادية والازمة وتنمو الفاشية والنازية في احشائها كانت روسيا السوفيتية تنمو بخطوات عملاقة لامثيل له، ساعدته في ذلك غنى وتنوع الموارد الطبيعية في روسيا والغطاء الايديولوجي للدولة الروسية حيث ان الطبقة العاملة الروسية كانت تعتقد بان تضحياتها سوف لن تذهب سدى والجنة الموعودة الاشتراكية ستأتي بعد انتهاء حقبة ماسميت بمراحل الانتقال الى الاشتراكية..
في رأي لم تكن الستالينية ظاهرة شخصية او سيكولوجية او تعبيرا عن عبادة الفرد والشخصية كما عبرت عنه مؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الروسي ايام خروتشوف بل كانت تعبيرا عن آمال وتطلعات برجوازية وطنية وتقدمية في حينه.
وهذا هو سر الانتشار العالمي للظاهرة وتأسيس احزاب شيوعية ستالينية في العالم باسره، هذه الاحزاب لم تكن وليدة الصدفة او نتيجة لتدخل الكرملن والاممية الثالثة فقط بقدر ما كانت استجابة لضرورة سياسية واقتصادية واجتماعية ملحة في بلدانها، اي ضرورة بناء مجتمع صناعي حديث بواسطة تدخل الدولة وجبروتها وانضباطها بل واستبدادها. ومن الطبيعي ان تؤيد الطبقة العاملة والشغيلة والفلاحين (وبخاصة في الشرق الاوسط) في اغلب الاوقات حركات كهذه كونها كانت تعدها بقطعة ارض وبحياة افضل وعدالة اجتماعية وغيرها.
اما بشأن لينين فاني اعتقد بانه كان يحلم باقامة مجتمع اشتراكي يسوده الحرية والمساوة وتلغى فيه الفوارق الطبقية، اما سمة وملامح المجتمع الاشتراكي المقبل وكيفية تحقيق ذلك لم تكن واضحة بما فيه الكفاية وتركت لتطور الحركة الثورية ذاتها وتفاعلاتها المستقبلية ليست في روسيا وحدها بل في العالم باسره، في خضم التجربة ناضل لينين لتوضيح الصورة وانارة الدرب، وقع في تناقضات وادلى بتصريحات متعارضة ولكنه لم يتخلى ولو لبرهة عن احلامه الانسانية والاشتراكية، وانطلاقا منه لم يكن الرجل راضيا البتة وبخاصة في اواخر حياته عن واقع الحزب البلشفي ولا عن الدولة العمالية المشوهة حسب تعبيره ولاعن واقع المجتمع الروسي الجديد حيث دعا الى بناء وانتشار التعاونيات الاشتراكية واعتبره درب تحقيق الاشتراكية الاساسي.. حارب لينين طوال حياته احلام البرجوازية الوطنية الروسية في التصنيع والتقدم والازدهار على حساب الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء واستغلال قوة عملهم، للاسف ان الذي تحققق على انقاض الثورة الروسية هي تحقيق تلك الاحلام في اطار الاستالينية..


9 - طلب متواضع
عماد البابلي ( 2011 / 6 / 19 - 19:18 )
الحزب الشيوعي العراقي بطيفه الحالي هو الصبغة الواقعية للماركسية زفق المتغيرات النيوعالمية الجديدة - كما يدعي هو - لكن هل قامت اطياف اليسار المناهضة لهذا التشكيل بالرد والتصدي على هذه الصبغة الواقعية ؟؟؟ الشيوعية تتقاعد وتتفسخ نحو الأضمحلال دون قيام حركات جادة بالتجديد ، مع وجود فجوة واضحة بين عالمين ، عالم ماركسي سبعيني قديم وعالم جديد ضائع مفكك .. تحياتي لكم وشكرا على هذا اللقاء الرائع ... عماد البابلي / ماركسي مستقل


10 - رد الى: عماد البابلي
نزار عبدالله ( 2011 / 6 / 20 - 10:27 )
اشكرك على التعليق ولدي تعقيب مقتضب:
لقد كان الحزب الشيوعي العراقي يعبر في حينه عن واقعية اجتماعية وعن تطلعات طبقات عدة في المجتمع العراقي بدءا بتطلعات البرجوازية الوطنية التي كانت تدعو الى الاستقلال والتنمية والازدهار الحديث وتحلم به وصولا الى الفلاحين الفقراء واحلامهم بالحصول على قطعة ارض والتحرر من سطوة الاغاوات والمشايخ والاقطاعيين اوالطبقة العاملة التي كانت تناضل في سبيل حياة افضل وتحسين مستواه المعاشي وتعتبر التطور والنمو الموعود من قبل الحزب الشيوعي درب الاشتراكية الموعودة.. انني افهم -واقعية- الحزب الشيوعي بالشكل المذكور في عقد الخمسينات والستينات وبداية السبعينات، وبرأي لم يبقى اليوم شيئا منها غير الرماد.
واني اشاركك الرأي بان الشيوعية التقليدية القديمة تتقاعد واذا اراد البقاء عليها ان تمثل شيئا، ان تفهم الواقع الجديد رغم ضبابيته وغموضه. لااعتقد بان الشيوعية تتعرض للزوال بل انها تعود للظهور بسمة وملامح جديدة، طبعا من السابق لاوانه تحديد سمة وملامح الحركة الجديدة بالشكل الذي وصفنا به الحزب الشيوعي العراقي، ولكنها حاضرة ومتجددة، رغم ان الميت يمسك بالحي الا انها تسعى الى الخروج من كبوتها، ولكن هذه المرة ارتكازا على نضال الطبقة العاملة والمحرومين وتعبيرا عن تطلعاتهم وطموحاتهم في معاداة الرأسمالية وفي بناء مجتمع وغد افضل..


11 - حوار نظري مطول جدا
احلام احمد ( 2011 / 6 / 19 - 21:17 )

الاستاذ نزار تحية طيبة

شكرا جزيلا لحوارك المفتوح مع القراء و القارئات في الحوار المتمدن , و شكرا جزيلا للنبذة التاريخية المفصلة عن الاحزاب الشيوعية و اليسارية في العراق و في كردستان

اعتقد اجوبتك طويلة جدا و يصلح ليكون بحث نظري صرف

اتمنى المزيد من الموفقية لجميع اطياف اليسار في العراق و كردستان وجميع انحاء العالم

احلام


12 - رد الى: احلام احمد
نزار عبدالله ( 2011 / 6 / 20 - 10:31 )
شكرا جزيلا على تعليقك وتنبيهك لي بخصوص اطالة الحديث في الحوار، اعتذر من القراء بسبب ذلك وخصوصا للقراء والقارئات الذين يحبذون الاختصار والاقتضاب.. اشاركك التمني..


13 - هل سيبقى الفكر الاشتراكي على ثوبه القديم!!!
يوحنا بيداويد ( 2011 / 6 / 20 - 00:11 )
الاخ نزار عبد الله
اهلا وسهلا بكم في هذا اللقاء
الحقيقة انا مهتم بدراسة الفكري الاشتراكي منذ زمن بعيد كنظام اقتصادي يفيد المجتمعات البشرية وطبقاتها وارى بقائه كند للراسماية يفيد الكثير للبشرية وكثير من الاحيان اثول سيرجع النظام الاشتراكي وبقوة بعد زمن تحت ضغط الفقراء وثوراتهم كما حصل في الماضي لكن لا بثوبه القديم الذي رأيناه في الاتحاد السوفياتي .

اما ما يعانيه هذا النظام حسب اعتقادي هو ان المشكلة الرئيسية في الفكر الاشتراكي لازال على نفس المباديء وطريقة التفكيروربما التطبيق من ماركس وانكليز و نيلين الذي كان اول شخص من له الفرصة تطبيق الاشتراكية عمليا
بكلمة اخرى مر اكثر من 150 سنة على ظهور حركت العمالية الاشتراكية في اوربا والعالم لكن لازالت صيغة ومحتوى الخاطب وطريقة الفكر والتنظيم هي هي ، اي ازالة الفروق بين الطبقات وتوزيع الثروات بالعدالة. هذه المبادء الاولية هي اساسية وصحيحة من ناحية النظرية لكن تطبيقها عمليا بات من الصعب والدليل انهيار الاتحاد السوفياتي اليوم، ما اود الاشارة اليه هنا كان يجب ان يظهر تجديد اوتحديث للنظرية الفكرية والتطبيقية كي تتلائم مع واقع الحضاري والنفسي والعلمي والانساني في هذا العصر. هذه المشكلة لم يستطيع الحزب الشيوعي العراقي ولا اي حزب شيوعي في العالم ( حسب علمي)ايجاد حلا لها او على الاقل ادراكها او عمل تحديث فيها، الامر الذي ادى في النهاية ان النظام الاشتراكي قوض مصيره بيديه ماعدا الصينين الذين نالوا اعجاب العالم في تعاملهم بصورة واقعية مع تطلعات الانسانية الانية في هذا العصر. وبتأني وبطرق مدروسة.
فما هو ردك على هذه الفكرة؟ وشكرا لك


14 - رد الى: يوحنا بيداويد
نزار عبدالله ( 2011 / 6 / 20 - 12:12 )
في البداية اشد على يدك بسبب اهتمامك المتزايد بالفكر الاشتراكي وبضرورة تجديده، وتحية لقناعتك الراسخة بان الفكر الاشتراكي وافكاره الانسانية غير زائلة وانها ستعود لانها تعبر عن ضرورة..
بخصوص الخطاب الاشتراكي والتجارب الاشتراكية في عصرنا اود ذكر مايلي:
اولا: ثبات المباديء الاساسية في الخطاب الاشتراكي اعتقد بانه يعود الى نقيضه اي بقاء وثبات واقع النظام الرأسمالي المعاصر نفسه كنظام مبني على الاستغلال والفوارق الطبقية والظلم واللامساواة، لانه كما تعرف وعبر عنه البيان الشيوعي فان -طروحات الشيوعيين النظرية لا تقوم قطعا على أفكار، على مبادئ، ابتكرها أو اكتشفها هذا أو ذاك من مُصلحي العالم، إنّها فقط تعبير عام عن الشروط الحقيقية لصراع طبقيّ قائم، عن حركة تاريخية تجري أمام أعيننا-.
وثبات الخطاب الاشتراكي فيما يتعلق بمبادئه الاساسية التي ذكرته يعود الى ذلك قبل كل شيء، وليست هذه سمة فريدة حصرية بالحركة الاشتراكية، ان جميع الافكار والاتجاهات المعاصرة الاخرى مثل الليبرالية والقومية او الاتجاهات الدينية وغيرها تنطلق من نفس الاسس ومبادئها القديمة ولازالت تحتفظ بها، اعتقد بان
الحركة الاشتراكية تغير جلدها مع كل حركة تأريخية هامة في مجرى التأريخ المعاصر وانها اكثر حركية وديناميكية بالمقارنة مع مثيلاتها. اليوم يمارس آلاف الكتاب والكاتبات النقد والمراجعة والتجديد (ويشمل هذا اقلام معروفة في الحزب الشيوعي العراقي ايضا) في العالم باسره ويقومون بانتاج المعرفة الماركسية والاشتراكية المعاصرة، بفضل تلك الجهود فان عجلة الحركة تدور وتتجدد باستمرار.
ثانيا: فيما يتعلق بموضوع التطبيق والاستحالة علي القول بانني لااحصر الاشتراكية في نطاق تجربة الاتحاد السوفيتي او بلدان اوروبا الشرقية او في نطاق التنين الصيني وغيرها، انني اعتبرها حركة تعبرعن نقد واحتجاج الطبقة العاملة والطبقات المعدومة والكادحة ضد النظام الرأسمالي واسسه الاستغلالية وتعبر عن طموحاتها في غد افضل، هذه الحركة اكلت احشاء الرأسمالية وماتزال تأكل احشائها، فرضت نوعا من -الحياة الاشتراكية- على النظام الرأسمالي بخاصة في ظل نمط -دولة الرفاه- في البلدان الاسكندنافية..


15 - من انتم؟!؟
حسن نظام ( 2011 / 6 / 20 - 01:48 )
بصراحة .. هل انت متعاطف مع التروتسكية؟ وهل حزبكم عضو نشط في الاممية الرابعة؟


16 - رد الى: حسن نظام
نزار عبدالله ( 2011 / 6 / 20 - 13:53 )
بكل صراحة يا عزيزى القاريء انني ماركسي، لست تروتسكيا ولكنني اتعاطف مع التروتسكية لكونها احدى التيارات الرئيسة المناضلة في الماركسية ومنخرط بفعالية في النضال ضد النظام الرِأسمالي، لسنا بفرع من فروع الاممية الرابعة وكما قلت في الحوار ان اتحاد الشيوعيين في العراق تربطه علاقة نضالية مشتركة مع الاممية الرابعة ونأمل ان يتوطد هذه العلاقة معها ومع سائر التنظيمات الشيوعية والماركسية المناضلة على الصعيد الاممي.


17 - حزب العمال الكردستاني
سهاد بابان ( 2011 / 6 / 20 - 09:26 )
الرفيق نزار
في تناولكم لموضوعة التنظيمات الثورية و الماركسية في كردستان تجاوزتم الحدود و الى أيران و تحدثتم و بأسهاب عن ظروفها وتجربتها في ذلك البلد.ما يلفت النظر أنه على الجانب الآخر من الحدود و أعني تركيا , شهدت الحركة الثورية تصاعد مهم جدا خلال 30 عاما الأخيرة ,نتج منها ظهور حركة جماهيرية مقاومة و بجبهة جماهيرية وشعبية واسعة في مواجهة أعتى سلطة دكتاتورية شرق أوسطيه و المتمثلة بنظام العسكرتارية التركية الفاشي , وهذه الجبهة و بقيادة حزب العمال الكردستاني ما زالت صامدة ورغم جميع التحالفات الأمبريالية و الصهيونية و الرجعية و هجماتها . و هي من الحركات الثورية النادرة في المنطقة و التي استطاعت كسر حاجز العزلة الجماهيرية و التي تعاني منها الحركات الثورية في المنطقة و هي كذلك نجحت بعملية جذب العنصر النسوي الى العمل الثوري و بشكل ملفت للنظر ما هو تعليقكم ؟ و ما لسبب في عدم الأشارة الى هذه التجربة القائمة و الصامدة بوجه جميع المحاولات الأقليمية و الدولية التي أستهدفت أجهاضها و لم تفلح في ذلك ؟ بينما جرى التركيز على تجارب التنظيمات الثورية التي فشلت في محاولاتها ؟


18 - رد الى: سهاد بابان
نزار عبدالله ( 2011 / 6 / 20 - 16:12 )
ان عدم تطرقي الى التجربة اليسارية والماركسية في تركيا يعود الى موضوع الحوار نفسه، دار الحديث عن الاحزاب الشيوعية والماركسية في العالم العربي بما فيها العراق، ولان الحركة الماركسية الجديدة التي ظهرت في كردستان العراق في عقد سبعينات القرن المنصرم تاثرت وارتبطت بشكل مؤثر بالحركة الماركسية في ايران وتفاعلاتها في الثورة الايرانية لذلك فان منطق الحديث فرضت عليه التطرق اليه باسهاب.


19 - اهذا عرض ندوة بحث ام حوار مفتوح؟
Akram Nadir ( 2011 / 6 / 20 - 09:49 )
مرحبا وتحياتي رفيقي العزيز انني ارى انك وقعت في بعظ اغلاط تأريخية من جانب تعريف الكوملة بقيادة نوشيروان مصطفى وهو بيقول في كتاب مذكراته انها لم تكن ماركسياَ ابداَ وهو كانت سكرتيراَ لمنظمة وانت تقول انها كانت منظمة ماركسية لينينية والان هو مسؤول حركة التغرير(كوران)الم تكن من لازم تشير الى هذا التناقض او كانت عليك الاشارة الى هذه الملاحظة لانها يتجسد عدم طبيقية هذه الحركة القومية في الاصل انت تحسب الكل بالماركسية على اساس تحترم التعددية في الماركسية ليس هناك موضوع التعددية وانما جائت من قاموس البرجوازية القومية الاستبدادية كبديل للحرية وانت الان تكررها عزيزي؟باسم العمل المشترك لا اريد التكلم في التفاصيل ولكن لماذا تقفذ على حركة الاتحاد العاطلين في الكردستان في التسعينات وتتكلم عن الحركة المجالسية في 1991 بشكل هامشي في وقت كان عليك الاهتمام بهذه الحركة الجبارة واساسية في وقتنا الحاضر اكثر من اهتمامك برسالة احد الكتاب اليس هذا تثبت انك مثقف برجوازي اكثر مما تكون مثقف عمالي ومرة تثبت هذا عندما تتكلم عن الاتحادات العمالية الموجودة الان في العراق وتتطرق الى موضوع محسوب عليك وعلى رفاقك في منظمتك رفيقي، وتقول ليس هناك ولا اتحاد عمالي او مجالسي في العراق غير النقابة المدعومة من قبل الحكومة هذا تكرار لاقوال حذف النقابات العمالية الاخرى وموجودة تريد تهميشها او التعتيم عليها مثل الاحزاب الاخرى والسلطة فانا اقول لك بان (الاتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق )موجودة وتبقى قوية ويقوي صفوفها مع كافة الصعوبات الذي انت تتكلم عنها ولا تنبض قلبك لتقويتها بسبب نظرتك المحفلية عزيزي وتتصور بانها لجنة حزبية وليس اكثر وهذا تصور سياسي محفلي لا اكثر فان الاتحاد مع تعتيم الاعلامي على نشاطاتنا من قبل الكل الاحزاب علينا لها اعتبارها بين العمال المناضلين وانت اذا تحسب نفسك من القيادات الشيوعية واليسارية في العراق هل يوماَ من الايام اتيت الى مقرنا حتى الان وتسأل عن اذا كان فرصة تقوية هذا المنظمة المناظلة في اشد مراحلها في قعر الاقتتال والهجوم على كافة الناشطين وبقيت مقرنا مفتوحا في وسط البغداد باسم العمال شامخاَ ولم يترك لاحد ان يمسح اسم العمال وتنظيمها؟اهذا بالنسبة لك بسيط ولكن لي كعامل اناضل في صفوفها مهم واعتبرها مكاناَ يدافع عن حقوقي وحرية تنظيمي العمالي...انك تحاول ضرب الحزب الشيوعي العمالي مثل رفاقك الاخرين في الحزب الشيوعي العراقي والكردستاني وعن طريق التضحية بمنظمتنا العمالية ان تقنع الحزب الشيوعي العمالي بالجلوس معها على طاولة مشتركة الى متى تحاولون التضحية بنا في صراعاتكم مع الحزب الشيوعي العمالي؟اذا ليس هناك اي نقابة مستقلة في العراق وكردستان ما هو ستراتيجيتكم لتشكيلها وتقويتها ؟انني متأكد انتم تحاولون ركوب الموجة الثورية ولكن ممكن هذا الركوب يستفاد منها البرجوازية ولكن ليس لاحد ان يستفاد منها اذا تحاول التكلم باسم العمال والماركسية لانها مسألة طبقية في الاصل وليس الحل في العمل المشترك او ما يشابهه عزيزي كيف الحزب الشيوعي العراقي والكردستاني يستغنون عن الاملاكات والارادات المالية الممنوحة لهم ويشكلون جبهة معكم في حين هم باعوا كل المصالح الطبقية والاجتماعية وتأريخ نضال اعضائهم بسياسات الاحتلال والمجلس الحكم والنقابات الحكومية الطائفية الصفراء كما تعرفها بنفسك اهذا ما تطلبها لتشكيل عمل مشترك على اي حساب واي مصلحة طبقية ....وأخيراَ اقول اذا النظريات ليس متوازية مع العمل الميداني فالكتب الماركسية الموجودة والابحاث المقدمة لشهادات الدراسية العليا في الارشيفات ولكن لم يغيروا شئ من واعنا المعيشئ بقدر كلمة الميدانية (الشعب يريد اسقاط النظام)من هو البديل النظام الرأسمالية غير الاشتراكية اذن فالتوحد الجهود من اجل الوصول نحو تأسيس الاشتراكية العمالية....وشكراَ


20 - رد الى: Akram Nadir
نزار عبدالله ( 2011 / 6 / 20 - 18:03 )
رفيقي العزيز اكرم نادر
قمت باثارة مواضيع كثيرة في تعليقك واني سوف اتطرق اليه تباعا:
اولا: فيما يتعلق بتأريخ العصبة معلوماتك ناقصة بهذا الصدد لان المنظمة اعلنت عن نفسها بانها -العصبة الماركسية اللينينية في كردستان- ولم يكن نوشيروان مصطفى في بداية المشوار سكرتيرها، عقب اعدام قادة العصبة في زنازين النظام البعثي وتفرق وتبعثر الاخرين اصبحت القيادة تقع بشكل فعلي بيد الشخصيات والقادة الاخرين في المنفى بمن فيهم نوشيروان مصطفى، غيرت العصبة بتأثيرهم اسمها الى -عصبة الكادحين في كردستان- نهاية السبعينات، جرى الحديث في الحوار عن تأريخ منظمة خاصة ادعت الماركسية، بغض النظر عن ادعاءات سكرتيره القديم حاليا ومايكتبه في مذكراته (هذه المذكرات التي تشوه الكثير من الامور فيما يتعلق بتأريخ العصبة ذاتها ولايصح الرجوع اليه كمصدر موثوق ومعتبر) حول كونه كان ماركسيا ام لا.
ثانيا: تقول بانني لم اتطرق في الحوار الى تجربة -اتحاد العاطلين في كردستان-، وِلم اقوم بذلك؟، الحديث تعلق بالحركة الشيوعية الجديدة وظهورها وتأثيراتها وتطوراتها وكذلك بدور الطبقة العاملة ونقاباتها في الظروف الراهنة، لم يكن الحديث متعلقا بماض الطبقة العاملة ومنظماتها المناضلة القديمة، وعدم التطرق الى الماضي والى منظمة محددة انتهت وجودها وكنت انت عضوا وناشطا فيها لايعني بانني مثقف برجوازي ونعت كهذا لايمت بصلة بالموضوع مدار البحث..
ثالثا: يبدو انك منزعج حقا من قولي بانه ليست هناك وجود فعلي لمجالس عمالية ونقابات عمالية مستقلة مناضلة. من المؤسف حقا انه لايوجد اتحاد كهذا، كنت اتمنى وجود تلك التنظيمات النقابية التي تتحدث عنها، كنت ومازلت اتمنى وجود مجلس عمالي واحد في العراق يضم مجموعة عمالية يناضل ويصارع النظام الرأسمالي وارباب العمل. ولكن لا تتأسس النقابة بناءا على الرغبة والتمني واتحاد بعض الارادات (الحزبية في الغالب) وتشكيل ما يسمى باتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق ليس حلا ولا بديلا لواقع مر تعيشه الطبقة العاملة والحركة النقابية.. لك الحق ان تفتح مقرا وتحجز مكانا وتدافع عنه، بصفتك ناشط نقابي لك كل الحق ان تسعى الى تطوير الحركة النقابية والمجالسية، ولكن من غير الجائز على الاطلاق ان تتحدث باسم الطبقة العاملة وباسم نقابات ومجالس عمالية لاوجود لها، وتدخل قاعة المؤتمرات الدولية والنقابية وتتحدث باسمها.
كونوا لجنة حقيقية تحضيرية لتشكيل النقابات والمجالس، ولكن لاتسموها اتحادا لنقابات ومجالس عمالية، لانه تجاوز بحق الطبقة العاملة وكونك عاملا او كادرا حزبيا في حزب ما لايخولك ولايفوضك حق التحدث باسم مجاميع نقابية للطبقة العاملة، انه الف باء الماركسية والشيوعية يا رفيقي العزيز.
وموقفنا هذا لاعلاقة له على الاطلاق بالحزب الشيوعي العمالي العراقي، ان نقد ونبذ لتقليد سيء ومضر بحق العمال وحركتهم النقابية. من الغريب تحدثك عن واقع ان كل الاحزاب الموجودة تحاربكم وتمارس تعتيم اعلامي بحقكم حتى من طرف حزبكم الشيوعي العمالي، لاادري ماذا تقصد بذلك ولكنه جديد بالنسبة لي ولااعرف حقيقة وكنه الامر والصراع الجاري بينكم وبين الشيوعي العمالي..
بدورنا نحن لانؤمن بالواجهات النقابية للاحزاب ولانقوم بتغطية اخبارها ونشاطاتها، ان اساس عدم الاعتراف لاصلة له بالحزب الشيوعي العمالي وبصراع الاتجاهات السياسية في الماركسية، بل ناجم عن قناعة سياسية وطبقية محددة. ولانصارع الحزب الشيوعي العمالي على حساب الطبقة العاملة او نقاباتها، نحن من دعاة الوحدة في صفوف العمال ومن دعاة العمل المشترك لتفعيل الحركة النقابية والعمالية وتنشيطها، نقطة الشروع الاولى هي التخلي عن تلك الواجهات والاعتراف بتبعثر قوى الطبقة العاملة وعدم امتلاكها لنقابات عمالية مناضلة ومستقلة ثم تبدأ النقاط الاخرى تباعا. هذا هو حلنا وهذا هو بديلنا.. لنساعد وندعم ونحضر ونعبيء العمال انفسهم لتشكيل نقاباتهم ومجالسهم بدلا من تشكيلها باسم الطبقة العاملة من مجموعة افراد والطبقة براء منه...والاشتراكية التي تتحدث عنها لاتأتي من الفراغ بل هي ثمرة تطور وعي ونضال وتنظيم الطبقة العاملة التي تحرر نفسها بنفسها مع سائر الطبقات الاجتماعية والشرائح المحتجة على واقع النظام الرأسمالي..
وكونك مناضل نقابي اشتراكي يفرض عليك ان تهمك وحدة الطبقة العاملة، ووحدة الشيوعيين والاشتراكيين الموجودين بداخلها في اماكن عمل العمال واحيائهم السكنية، بما فيها قواعد اتحاد الشيوعيين في العراق او قواعد الحزب الشيوعي العراقي الذين لايزالون يفوقونك ويفوقوننا عددا بحكم التأريخ والماضي النضالي. عليك ان تقنع تلك القواعد بامانة ومسؤولية بانك تضع مصلحة الطبقة العاملة فوق كل اعتبار وان تقنعهم بصحة ماتذهب اليه وبمشاريعك لتوحيد الطبقة العاملة.. هذا هو ياصديقي خارطة الطريق في الحركة العمالية والنقابية.


21 - مستقبل الحركة الشيوعية في العالم العربى
سامان محمود ( 2011 / 6 / 20 - 11:42 )
بداية اود اشكر مؤسسة الحوار لفتح هذا موضوع مهم في هذه الحقبة التاريخيه في النضال الحركات الشيوعيه واشكر الرفيق نزار على التقيم الوضع الحركات الشيوعييه في العراق بالواقعية والموضوعيه واود من خلال هذه الحوار القيم اطلب من كافه الاحزاب الشيوعيه وفصائلها الى عمل مشترك بينهم لانه في ظل الاحتلال والامبريالية زالارهاب الاسلامي ويجب علينا كالاطراف الشيوعية واليسارية ندرس الوضع السياسي للشيوعيين بالواقعية والجدية للنوصل للهدف الحقيقي ونشد وكافه الجهود ونواصل الفكر الماركسي الى البر الامان ونقدر ونثمن كافه الجهود التى يبذلها كافه الاطراف من عملا عمل جيد نتقول جيد ومن عمل سي نتقول له سي نصراحة وجديه لنعمل سويه ضد الراسمالية والامبرالية الوحشيه والارهاب الاسلامي


22 - رد الى: سامان محمود
نزار عبدالله ( 2011 / 6 / 20 - 18:30 )
شكرا لك ومعك اؤكد الدعوة الى ترسيم الخطوط العريضة وتحديد الاولويات والتحديات العظام التي تواجه كل الحركة الشيوعية والماركسية باسرها في ظل الاحتلال وتكالب القوى الرجعية والارهابية. لاتعني الدعوة التخلي عن النقد ونقد الآخر وترك الصراع الفكري والسياسي النقدي بين الاطراف والاتجاهات الاساسية في الحركة بل تعني قبل كل شيء التركيز على النقاط المشتركة.


23 - متابعة حول التيار التروتسكي
حسن نظام ( 2011 / 6 / 20 - 14:56 )
طيب يا اخي الكريم... هل تتعاملون مع التيار التروتسكي وامميتهم الرابعة -كتيار مغامر حماسي انفعالي-بموقف نقدي كون التروتسكيين تاريخيا تآمروا على الاتحاد السوفيتي بمساعدة القوى الغربية من جهة واستقبلوا تفكك الاتحاد السوفيتي -مع كل انجازاتها-ببهجة وانتصار، من جهة اخرى! وحولوا شخصية تروتسكي الى نبيّ ابتكر نظرية الثورة الدائمة - الغريبة عن الماركسية- مدعين ان لينين قد سرق افكار وجهود تروتسكي ! ليس هذا فحسب بل ان التروتسكيين المعاصرين في اوروبا الغربية -خاصة- يقومون باعمال -نضالات- انشقاقية وفئوية انعزالية، مقسمين نضالات الطبقة العاملة ويبعثرون جهودها في مصلحة رأس المال!؟.. كمثل االيونان اليوم
يبدو ايضا يا اخي ان تعاطفكم مع الحركة التروتسكية مبنى على قناعة نظرية معروفة.. مفادها: فرضية -رأسمالية الدولة- السوفيتية، الفكرة التي عبرتَ عنها في معرض اجاباتك! ولعل التحليل الماركسي والعلمي الحقيقي، على الصعيد الاقتصادي، يدحض هذا الادعاء -الذاتوي- وفي هذا بالذات نختلف مع -شيوعيي- اليسار المفرط والمغامر، سواء كانوا مجالسيين او عماليين او اتحاديين ، بالرغم من جهودهم وحماسهم الصادقين! نعم الحركة الشيوعية برمتها وبمختلف شيعها، في حاجة الى جهود نظرية جبارة وابتكارات مستحدثة.. وهذا لايمكن-بالطبع- الا بنقاشات وسجالات فعلية، تستند-بالحجة والبرهان والاقتناع الذاتي والصدق مع النفس- الى العلم والمنهجية الماركسية الحقة، انطلاقا من القراءة الصحيحة للواقع-المرّ- وللوقائع الملتبسة لعالم اليوم - خاصة الوضع العرب والشرقاوسطي المعقد-وليس من تجريدات نظرية، موجودة في اذهاننا، محاولين عبثا حطها ،تعسفيا وقسريا، على الواقع


24 - رد الى: حسن نظام
نزار عبدالله ( 2011 / 6 / 20 - 19:54 )
الحوار معك شيق.. باعتقادي الاعتراف والتعاطف مع التيار التروتسكي وتنظيماته شيء لايغني عن ممارسة النقد ونقد الآخر، نقدنا للتروتسكية او لبعض مواقف منظماتها هو بهدف التحسين والحوار وتنشيط وتحفيز الحركة الماركسية والحركة المعادية للنظام الرأسمالي، ولكن يبدو بان نقدك لاينطلق من هذه المسلمات بقدر ماهو تكرار لاتهامات اكل عليها الدهر وشرب، لا اشاركك الرأي فيما يتعلق بالاممية الرابعة وبتروتسكي وبدور المعاصرين منهم في شق صفوف الطبقة العاملة، لانتغاضى عن الاخطاء بالطبع ولكن هذه السمات التي ذكرتها من الخطأ تعميمها واسقاطها على كل التيارات التروتسكية وشيعها المختلفة، تحذرني من الاسقاط النظري وقبلت منك التحذير ولكن عليك الشروع من نفسك ولاتسقط احكامك التجريدية على كل الحركة المسمى بالتروتسكية، لا ادري ماذا فعل التروتسكيون في اليونان مؤخرا ولكن ايا كان ينبغي الاقتناع بضرورة الحوار والنقاش الذي ذكرته في آخر تعقيبك بغية تصحيح مسارات الحركة الماركسية اجمالا وتقويمها. واخيرا انه لشيء صحي تماما ان نقبل ببعض الاحكام او التفسيرات او التنظيرات التي قامت بها الحركة التروتسكية ان كنا نعتبرها ماركسية وملائمة او مقتنعين بصحتها.


25 - الصراحة والصدق جميل ياصاحبي
ازاد- ابو نازدار ( 2011 / 6 / 20 - 18:01 )
الرفيق نزار
تحية واحترام
شكرا على الحوار المفصل واالاطروحات المهمة ولو كنت متشائما جدا حول اليسار العراقي والنقابات العمالية واسقطت الجميع وفي الاخير لكى تطرح في انك انت فقط الصحيح بشكل او اخر، وفي الواقع اثبتت في انك جزء من نفس المدرسة ولم تخرج من اطار تعريف نفسك في مواجهة اليسار الاخر وخاصة الشيوعي العمالي
ورغم طروحات التحديث التى تطرحها فهي تناقض صارخ مع الواقع حيث انت في قيادة الاتحاد لاكثر من 15 سنة وكذلك لم تعقدوا اي مؤتمر في حين غير الحزب الشيوعي العمالي 4 قادة الى الان
الصراحة والصدق جميل ياصاحبي وبدون تطويل نظري ليس فيه جديد او تملق لسلامة كيلة قومي التوجه بغطاء الماركسية او جلبير الاشقر وامميته الرابعه ذو التفكر الضيق الانعزالي
رفيق سابق لك


26 - رد الى: ازاد- ابو نازدار
نزار عبدالله ( 2011 / 6 / 20 - 21:20 )
في الحقيقة يا رفيق ازاد لم اسقط الجميع بل اعترفت بالجميع، وافكاري واطروحاتي ليست نابعة من نقض الشيوعية العمالية وشمع بابها بالاحمر، انها حوارات جادة هدفها تنقية الحركة الشيوعية وتخليصها من امراضها، وبالصراع والنقد تتطور الحركة اجمالا وتتصلب عودها وتنشط دماغها وفي نهاية المطاف تستفيد منها عموم الحركة الشيوعية والماركسية وتصب في مصلحتها. ولست متشائما من قضية التنظيم في الطبقة العاملة ولكن قلقي وهاجسي كبير فيما يتعلق بها، الضعف التنظيمي للطبقة العاملة في الحقبة الراهنة وكما قلت في الحوار يشكل عقب آخيل حركتنا.
وبشأن الممارسات التنظيمية للاتحاد وعدم انعقاد المؤتمر لمدة 15 سنة فهذا غير صحيح البتة ويبدو رفيقي العزيز انك متابع غير جيد، لان البيان التأسيسي للاتحاد صدر في يوم 9/9/1998 اي مضى على وجودنا زهاء 13سنة، خلال هذه المدة عقدنا اربع كنفرنسات للاتحاد (والكنفرنس عندنا لديه نفس صلاحيات المؤتمر) وفي كل مرة تم انتخاب اللجنة المركزية فيها بطاقم جديد.. بامكانك زيارة الموقع الالكتروني للاتحاد للاطلاع على المزيد او البحث البسيط في عملاق البحث الاخطبوطي غوغل لتحصل على كل المعلومات التي تفيدك في هذا المجال.
شخصيا ورغم ان الاتحاد تمسك بالممارسات الديمقراطية في التنظيم الا انني لااعتبر عقد المؤتمرات والكنفرنسات تحديثا او تجديدا بحد ذاته، ان الانفتاح التنظيمي وتجديد وتحديث المباديء التنظيمية اعتبره حاجة ملحة في عصرنا وتطرقت الى هذا الموضوع في حواري بشكل مسهب..
اما بالنسبة لشخصيات ماركسية وشيوعية ذكرت اسماء بعض منها في حواري كان الهدف منه ولايزال احياء تقليد نقدي شيوعي قديم متبع في الحركة الماركسية الكلاسيكية، لايجري الحوار في الخواء وبين الاشباح بل من الضروري اجرائه بين اشخاص واقطاب واقعيين ذو القرار والنفوذ في الحركة، وانطلاقا من هذه القناعة دخلت الحوار المفتوح عبر موقع الحوار المتمدن، ذكرت بعض الاسماء وساذكر المزيد في المراحل المقبلة بقصد تنشيط الحوار وتقدم وانماء الحركة وجلوس اقطابها على مائدتها، ليس هذا تملقا لهذه الشخصية او تلك بقدر ماهو ناجم عن قناعة وسبق اصرار بضرورة الحوار، وسلامة كيلة شخصية ماركسية ذو مواقف وطنية ومن الخطأ تعريفه في خانة الحركة القومية، واتعجب من وصفك لجلبرت اشقر بانه ضيق الافق وانعزالي، يبدو بانك لاتعرف الشخصيات ولاتحمل نفسك عناء التعرف عليهم وقرائتهم حيث لديك احكام جاهزة تسقطها على كل من يبدو بانه لايتفق معك، حيث ان كل متابع لشخصية جلبرت يعرف بان الرجل عكس ماصورته تماما، فهو معروف بانفتاحه المتزايد وخياله الواسع وتجاوزه الانعزالية بخاصة في المجال التنظيمي والحزبي، ان من يدعو الى بناء حزب متعدد المسارات والاتجاهات السياسية لايمكن ان يوصف بانه انعزالي..


27 - نختلف وبصراحة في امور اساس 3
حسن نظام ( 2011 / 6 / 20 - 21:17 )
انا شخصيا مرتبط باتصال مباشر بالانشطة التروتسكية الاوروبية المعاصرة، بمعنى انني في وضع يمكنني من دراسة انشطتهم وطريقة جذبهم للشبيبة -غير الخبيرة-عن قرب، وحشر ادمغتها بافتراءات، مع تجشيع من قِبَل الماكينة الاعلامية لرأس المال!.. هذا على الصعيد العملي. اما على الصعيد التاريخي والنظري فحدث ولا حرج... انا لا ارى في التيار التروتسكي اية ذخيرة فكرية جادة قد تسيل اللعاب..عدا الذاتوية المريضة، على الصعيد الشخصي والمثالية العنترية -البعيدة عن الوقائع -على الصعيد النظري!.. بل اعتقد ان اصلاح حال الشّيع التروتسكية أمر صعبٌ للغاية، ان لم يكن مستحيلا ( مثلهم كمثل المذهب الشيعي -تروتسكي حلّ محل الحسين-اوالدين اليهودي-راجع ملاحظة ماركس)..واكثر صعوبة من حال التيارات المتمركسة الاخرى وحتى اصعب من حال مما انت سميته بالتيار الشيوعي التقليدي القديم، الذي قد يتعافى تدريجيا (مازال اقوى عددا وعدّة مقارنة بالدكاكين المتمركسة الاخرى، حتى في العراق او ايران)، الامر الذي قد يفاجئ تنبؤاتك
آسف على صراحتى المباشرة معك يا اخي.. بالطبع هذا الرأي الحاد تجاه تيار تعتبره انت أصيل وماركسي، لايسعدك ان تسمعه.. ومن حقك ان تعتبره تجريدا وتعميما على تيار مناضل و-ماركسي-!..ووو
على كلٍ.. الخلاف في الرأي -مهما يكن حادا وصريحا - لايفسد للود قضية


28 - رد الى: حسن نظام
نزار عبدالله ( 2011 / 6 / 21 - 12:58 )
اخي الكريم: في الحقيقة لا ادري كيفية ارتباطك او اطلاعك بشكل مباشر بالانشطة التروتسكية في البلدان الاوروبية ولاافهم قصدك في ورود عبارة -حشر الادمغة- و -تشجيع الماكنة الاعلامية للرأسمال- وعن اي راسمال تتحدث، بقية مداخلاتك مفهوم وواضح ولدي تعقيبات عليه.
اولا: انني اتفق معك بان تروتسكي تحول الى نبي وشخصية كاريزمية لدى بعض الشيع في الحركة التروتسكية، انتقادات تروتسكي الديقراطية للنظام الستاليني ولظاهرة ما سميت بعد ذلك بـ -عبادة الشخصية- لم يمنع من تكرار التقليد ذاته في الحركة نفسها.
ثانيا: مضى على انطلاق الحركة التروتسكية والاممية الرابعة اكثر من سبعين سنة! ينبغي لدن الحديث عنها متابعة التغييرات التي طرأت عليها باتجاه غربلة افكارها واطروحاتها وتوجهاتها، على سبيل المثال لا الحصر ان انتقاد بعض الفرق التروتسكية (الاشتراكية الثورية حاليا) للاتحاد السوفيتي في اواسط الخمسينات ووصفها بانها -راسمالية دولة- كان خروجا عن المألوف وتخليا عن بعض الاطروحات الاساسية لتروتسكي نفسه حول طبيعة النظام السوفيتي، كما ان اتجاه -الاممية الرابعة- وبخاصة فرعها الفرنسي الى تشكيل احزاب جماهيرية شعبية مناضلة معادية للرأسمالية هو تغيير لافكار ومسلمات كثيرة استندت عليها الحركة التروتسكية، ان معظم الشيع الرئيسة في الحركة لم تبقى حركة تروتسكية صرفة بل تحمل حاليا هويات ماركسية شاملة ونأمل ان يتقوى هذا الاتجاه في المستقبل.
ثالثا: باعتقادي ان استنهاض الحركة الماركسية المعاصرة بشكل عام يتقدم بمشاركة الكثير من الاتجاهات السياسية والفكرية في الحركة بما فيها بالطبع الاحزاب الشيوعية التقليدية القديمة، ويختلف الوضع من بلد ومن منطقة معينة الى آخر ومن حزب او تيار الى اخرى، حيث ان هناك تيارات ماركسية جدلية ولديها ارتكازات طبقية وعمالية واضحة مستعدة اكثر من غيرها للتجذر ولعب دور فاعل في الحركة. في ايطاليا تمكن حزب -اعادة تأسيس الحزب الشيوعي الايطالي- من تمثيل هذا الدور والنهوض والمشاركة بفعالية في الحركة المناهضة للعولمة والمعادية لسياسات وتوجهات الليبرالية الجديدة، شهدنا تحركات مماثلة في المانيا. ولكي لانذهب بعيدا رأينا في الشهور الاخيرة تحرك الحزب الشيوعي العراقي تحت ضغط قواعده ونهوضه لبرهة عقب مشاركته في الاحتجاجات الشعبية التي ظهرت في العراق وبسببه تعرض الحزب الى الهجوم من قبل المالكي وتعرض مقراته الى الاغلاق وكوادره الى التهديد والاغتيال.
ان النهوض يتوقف على درجة الارتكاز على الطبقة العاملة والطبقات الشعبية المحتجة ومدى الانخراط في الثورة، وعلى التصميم والجرأة والعودة الى الماركسية الاصيلة.. قد يتوفر هذه الشروط في حركة او تنظيم ما ولايتوفر في غيرها، عليه ان كنت معنيا بالحركة ومستقبلها لاتقطع املك بالاخرين، اقنعهم بصحة توجهاتك ولاتعتبر تلك المهمة مستحيلا، في النهاية فان الصراعات الطبقية والسياسية والاجتماعية المقبلة يثبت صحة السياسات والتكتيكات المتبعة لدى كل جهة من الجهات المشاركة..


29 - لنقل انا مخطأ
ازاد- ابو نازدار ( 2011 / 6 / 20 - 21:45 )
شكرا على الاجوبة غير مقنعة
تهربت من سؤال المهم حول انت تكون السكرتير ل 13 سنة كنت مخطأ بدلا من 15سنة اليس في الاتحاد كوادر غيرك ووتتهم احزب اخرى بالجمود التنظيمي واستبداد القيادة


30 - رد الى: ازاد- ابو نازدار
نزار عبدالله ( 2011 / 6 / 21 - 17:07 )
يامتحاوري الكريم/ انك لم تطرح السؤال ولذلك لم اقم بالرد عليك، لااتهرب منه وبما انك اثرت الموضوع والحديث يدور حول الاحزاب وقياداتها ومستقبلها وغيرها من المسائل فان تعقيبي كالآتي:
1- كوني سكرتير اللجنة المركزية لمدة 13 سنة ليس صحيحا، تم احداث المنصب في الكنفرنس الرابع للاتحاد ومذذاك اصبحت سكرتير اللجنة المركزية. وبموجب القواعد التنظيمية للاتحاد يتم انتخاب السكرتير من قبل اللجنة المركزية وباستطاعة اللجنة تغييره في اجتماعاتها الموسعة، (بعكس الكثير من الاحزاب التي تنتخب سكرتيرها من قبل المؤتمر وهو غير قابل للعزل فيما بين مؤتمرين)، صلاحياته مقيدة وادارية وتشريفية.
2- فيما يتعلق بهذه النقطة بالذات هناك تجديد للرؤية والمنظور، لدينا انتقادات كثيرة على ماجرى للاحزاب طرحته في الحوار وبخاصة مايتعلق بنقطة الحوار اي النظام المركزي الحزبي وسلطة سكرتيرها تحديدا، معظم الاحزاب الشيوعية القديمة عانت كثيرا من تسلط السكرتير وسكرتاريته وامناءه الموجودين في كل الهيئات التنظيمية، (الحزب الشيوعي الروسى على سبيل المثال) وهيمنته على اللجنة المركزية والحزب نفسه، ولتجنب ذلك لجأ البعض منها الى انتخابه بواسطة اللجنة المركزية بدلا من المؤتمر، والى تقييد صلاحياته، او احداث فقرة في نظامها الداخلي (قواعدها التنظيمية) تنص على تولي المنصب بشكل دوري من قبل اعضاء اللجنة المركزية، او منعه من انشاء سكرتارية خاصة و...وغيرها من الاجراءات. للاسف لم نرى تغييرا في العراق بهذا الاتجاه، بل ان بعضها سلك الاتجاه المعاكس، فمثلا تم احداث منصب -الليدر-القائد- في احزاب تيار الشيوعية العمالية، وتوسعت صلاحياته ليصبح الليدر السياسي ورئيس تنظيم الحزب، وهيئة الامناء الذي يشكله وصفت بانها القائد التنفيذي اليومي للحزب وتعمل بوصفها طاقم بمسؤولية السكرتير العام..
اعتقد بانه آن الاوان للتغيير، سواء في الاتحاد او في غيره من التنظيمات الشيوعية باتجاه اتباع آليات تنظيمية تجسد الروح الديمقراطي والعمل التشاركي الحر..


31 - فلسفة الحزب
سيروان علي ( 2011 / 6 / 21 - 04:54 )
في البداية اشد على يد العاملين في هذا الموقع المهم للحركة الماركسية (حوار المتمدن)ارجوا ان تتابعواهذا الحوارات مع المفكيرن والسياسين والناشطين في المنطقة للححركة الشيوعية
واشد على يد الرفيق نزار عبدالله على هذا الاجابات القيمة والذي تعودنا في كتاباته العمق و المعرفة والخوَض في التاريخ لتنوير الافق ..ولكن تعودنا ايضا على اطالة كتابتها بالرغم انا استمتع في كل اسطرها.
رفيقي نزار انك تطرقت باجاباتك الى مواضيع حساسة و مهمة جدا و خاصة في الاسهاب التاريخي للحركة الشيوعية في العراق و النقد عبر سرد من الحقائق . التي انا اعتبره جرائة وضرورة ملحة لرؤية ماضينا و لاضهار ماجرى من الحقائق للاجيال المقبلة . والجزء الا خر والمهم و الجديد في هذا الحورا هو التطرق الى موضوع الحزب و السلطة في رؤيا نقدية تاريخية لهذه المؤسسة ..
ومن هنا عندي تساؤلات عن تاريخ الحزب كمؤسسة و كفلسفة وجودها و مكنونهتا
الا تعتقد ان الحزب تاريخيا مربوط بصعود البرجوازية كطبقة الى السلطة ؟. وان هذا المؤسسة في اول امورها كان الجسر لوصول اقلية المجتمع لتسلط حكمه على اكثرية المجتمع؟
ان الصراع بين الفكر الماركسي و الافكار الاخرى المؤيدة للراسمالية هو في مضومنها صراع بين المادية و المثالية صراع بين هاتين التوجهين لتحكم حياتنا و احلامنا . الا تعتقد ان الحزب هو مؤسسة مثالية من حيث تكوينها ؟ لان الحزب تتشكل بين اشخاص حسب ما يفكرون وليس كيفما يعيشون . اي انه بنية فكرية في مغزها الفلسفي و ليس (النضالي). وبعد ان اصبح الحزب كمؤسسة تشكيلة ينسج و يعطي البدائل للحكم و ثم يصبح هذا المؤسسسة هو الحاكم .اليس تعني ذلك ان مؤسسة مثالية يحكم الناس . لانه يمثل مجموعة من الناس اعقل من الاخرين هذا بغض النظر عن الضروف الموضوعية.. اليس ابعاد الحزب من السلطة و جعلها عمل شخصي مثلما اصبح الكنيسة بعيد عن السلطة حلا ثوريا على البرجوازية وعلى التفكر المثالي الذي يحكم على الارض الان عن طريق مشاريع الاحزاب ؟ الا تعتقد ان موديل الاحزاب التقليدية ولت ؟ وماذا رايك حول تشكيل الاحزاب عن الطريق البرامج و ليس الايدلوجيات ؟ وما تحليلك حول ما حصل في الاحداث شباط في كوردستان حيث ان شعب كودستان انتفظ خلال 60 يوما . ولكن كما نعلم لم يتوجه الناس الى الاحزاب و لم يحبذوا العمل الحزبي ؟بالرغم اننا تعودنا بان نرى في الضروف الثورية ان الناس يتسيسون اكثر من اي وقتز


32 - رد الى: سيروان علي
نزار عبدالله ( 2011 / 6 / 22 - 11:09 )
شكرا رفيقي العزيز سيروان، واقدر تحمسك للحوار والمواضيع المطروحة. طرحت في تعليقك مفهوم وفلسفة الحزب، رغم انه لايمكنني التطرق اليه بهذه العجالة الا ان ذكر بعض الخطوط العريضة في الموضوع لعله يفيد المحاور المطروحة.
1- فيما يتعلق بسؤالك الاول يجب ذكر انه في اطار نشوء النظام الرأسمالي وتطوره، حدث انفصال واستقلال نسبي بين السياسة والاقتصاد، ظهر وتطور في احشائه دول وحكومات تستقل نسبيا عن المجتمع وتدعي تمثيلها للشعب ورعاياها، وينبثق بدورها، على الصعيد السياسي والاجتماعي، المهنية السياسية والاحتراف السياسي (رجال سياسة محترفون)، اناس يمتهنون السياسة ويديرون شؤونها، يحملون نفس المزاعم والادعاءات (تمثيل الشعب)، في البدء تتخذ الحركة شكل تكتلات سياسية نفعية ثم تتحول الى احزاب تتمتع بالشخصية المعنوية وتسعى وفق برنامج محدد الى الظفر بالسلطة. عليه فان ظاهرة الاحزاب السياسية المعاصرة تشكلت في صيرورة وغمرة النضال من اجل السلطة السياسية وبغية الظفر بها. ومنذ البدء برزت الاحزاب بوصفها احزابا سلطوية. تسعى لاستلام السلطة وتدعي انها تسخرها لخدمة الشعب..
2- فيما يتعلق ببنية الحزب المثالية ابدأ باسلوب المقارنة، بخلاف النقابات القديمة المتشكلة من افراد وجماعات مهنية ينتمون الى طائفة مهنية او عدة مهن متقاربة تجمهم سقف واحد مشترك جاءت الاحزاب المعاصرة لتتشكل من قبل ساسة محترفون يجمعهم فكر ورؤية سياسية مشتركة مصاغة في برنامج سياسي محدد، مستقل عن الواقع الاقتصادي بحد ذاته، ويتفقون على التجمع بشكل طوعي في اطار تنظيمي مشترك في مجتمع ما، لغاية الظفر بالسلطة السياسية والسيطرة على شؤونها او المشاركة في مؤسساتها، في الظاهر يبدو بان ذلك يعبر عن الارادوية والذاتوية كما اشرت اليه، لكنه في الجوهر تعبير عن ضرورات سياسية وطبقية واجتماعية محددة تجعل الاتفاق في الرؤية وفي توحيد الارادات السياسية امرا ممكنا. وما ان يخرج حزب ما الى الوجود حتى يخرج من ارادة اصحابها وقرار مؤسسيها، يتحول الحزب بعد تأسيسه الى كيان سياسي يتمتع بشخصية معنوية قائمة بذاته، ويبدأ دورة حياته وحراكه وكينونته الاجتماعية، ينتقص بدوره حرية وحركة مؤسسيه بموجب قواعده وارادته، وسرعان مايتحول بدوره الى سلطة مادية بحد ذاته، تمسك بالارادات الحية لاعضائه، ويصبح وجوده مصدر رزق محترفي السياسة في صفوفه.
3- نشاة الاحزاب السياسية البرجوازية وفسلفتها ومفهومها ارتبطت بشكل وثيق بفلسفة السلطة والدولة نفسها، وبسلطة الطبقات الحاكمة الجديدة على المجتمع وادارة شؤونه، لذا كان من الطبيعيى ان تكون احزابا سلطوية تمثل مطامح اقلية من الطبقة البرجوازية الصاعدة لاتقبل التهميش بحكم ثقلها ووضعها الاقتصادي وتريد نيل السلطة والاحتفاظ بها، في البداية لعبت الاحزاب المذكورة دورا هاما وثوريا في تثبيت سلطة الطبقة البرجوازية الصاعدة والتعددية السياسية والحزبية مكنت افراده تلك الطبقة من المشاركة في ممارسة السلطة والنفوذ واحتكار المجال الاقتصادي والاجتماعي عن طريق احزابها. واليوم تلعب تلك الاحزاب دورها كاحد مؤسسات السطة السياسية الحاكمة وصمام امانها، وهي ضرورية لبقاءها، لذلك نرى بان وجود الاحزاب المعاصرة مرتبط بشكل لاينفصم عراه بوجود الدولة وكيانها ومؤسساتها، لايوجد نظام سياسي واحد في العالم المعاصر باسره، على الاقل في الظروف الراهنة، لايعتمد على حزب او على جملة احزاب في وجوده وبقائه، يمكن فصل الحزب عن الدولة ولكن لايمكنك حسبما تقول ابعاد حزب ما عن السلطة مثلما لاتستطيع اخراج السمكة حية من الماء.
4- نشأة الاحزاب الشيوعية مرتبط بمفهوم وفلسفة الحرية، التنظيمات الشيوعية لم تشذ عن القاعدة وتشكلت بدورها على الفكر الشيوعي، التحرري في جوهره، ولكنها تختلف في غاياتها واهدافها ومضمونها عن الاحزاب السلطوية البرجوازية، لايناضل الحزب الشيوعي في الجوهر الى استلام السلطة السياسية بل يسعى الى توفير كافة المستلزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لتحرر الطبقة العاملة وتحرر الطبقات المحرومة من سيطرة النظام الرأسمالي وسيطرة الدولة التي تمارس الاستغلال والظلم والطغيان الطبقي، في الوقت الذي يتحول الحزب الشيوعي الى اداة لبناء الدولة او اداة لاستلام السلطة يكف ان يكون حزبا تحرريا ويفقد ثوريته وجوهره الطبقي التحرري ويصبح حزبا سلطويا بامتياز.
5- لم ينتهي باعتقادي عصر الاحزاب الشيوعية الثورية والتحررية، كل ماهنالك حدث تغير في مفهومها ودورها، لاشك بان الاوضاع العامة المعاصرة لاتجري كما تشتهي الاحزاب السياسية، فدورها التقليدي في ضمور لاسباب عدة اهمها اعتراض وامتعاض الطبقات الشعبية من نزعات الاحزاب السلطوية، ومن الاعيبها الانتخابية وغيرها، وكشف زيف ادعاءاتها بانها تمثل المصالح الشعبية بينما هي في الواقع تمثل سلطة اقلية، ومرد ذلك ايضا يعود الى ظهور انواع جديدة من الارتباطات والتنظيمات السياسية والمدنية والاجتماعية التي لاتشبه الحزب بمعناه التقليدي وتضطلع بدورها في عملية التوعية والتعبئة والعمل السياسي المعارض. اخيرا وليس آخرا يجب الاشارة الى ضعف الاحزاب الاشتراكية والشيوعية نفسها في مجال اظهار جوهرها التحرري والقطيعة مع التقاليد البرجوازية في التنظيم الحزبي وايجاد انماط جديدة حزبية تحررية، تنبذ العقائدية والتعصب الايديولوجي.. وماسبق ذكره يفسر باعتقادي ظاهرة اللامبالاة الحزبية في خضم الاحداث الراهنة وعدم دخول الناس الى الاحزاب افواجا. وينطبق هذه الحالة على العراق او غيره من المناطق..


33 - الماركسية النقدية
سيف الدولة عطا الشيخ ( 2011 / 6 / 21 - 09:16 )
كل التحية لأسرة - الحوار المتمدن-؛ ما أود أن أشير إليه ولو أني لم أطالع الحوار بشكل متأني ,أن الأحزاب الشيوعية في العالم العربي مسؤولة عن ما يحدث في العالم العربي من ضياع وعودة هذا النمط - المملوكي - من السلطة ذلك أنها ومماثلة لمفكري المثال التراثي لم تنتبه للتحولات المعرفية التي طرأت على الوعي الهجين وكانت وكما بدأت دائماً في صراع أيديولوجي تقليدي أي الهجوم المباشر على الرأسمالية الإستعمارية من ناحية ومحاولة إزالة السلطة التابعة لها داخلياً من ناحية أخري وبالإنشغال في هذا الصراع ضعف البناء الفكري في الشباب وأصبح مجرد توابع للقادة المركزيين ونتيجة لذلك وعند الهجوم المضاد وفي الغالب تتم تصفية العناصر العلياء ومن ثم يحدث التشتت والإنهيار ومن ثم يظهر سؤال الحالة وبالضبط هنا تتحرك الماركسية النقدية مصطحبةً معها كامل التفاعل المادي من أجل نقدي كلي مرتبط بآخر ما وصلت إليه الماركسية من وعي سواء لحركتها الذاتية أم للموضوعية التي تغطي كامل الساحة ....وبالطبع فإن هذا العمل يتطلب الوقوف على الإنتاج البشري من معرفةدون تمييز مسبق؛ فقط وللكشف يكون المنهج الماركسي هو دليل النقد.... وشكراً إلي الفراغ من قراءة الحوار بشكل أكثر علمية...


34 - رد الى: سيف الدولة عطا الشيخ
نزار عبدالله ( 2011 / 6 / 22 - 11:17 )
اتفق معك في ضرورة التمسك بالجوهر النقدي في الماركسية واغناء معرفتها دون تمييز مسبق، واتفق معك ايضا بان الاحزاب الشيوعية في العالم العربي لم تتمكن من انجاز المهمات الديمقراطية واستسلمت لقدرها.


35 - ماركسي لينيني ام تروتسكي
عبد الرحمان بن ملجم ( 2011 / 6 / 21 - 10:43 )
كان الحزب الشيوعي العراقي ومنظمة العمل الشيوعي يحظيان باحترام الشيوعيين والماركسيين في العالم العربي بسبب ان الحزب تعرض للاجثتات والقمع في داخل العراق ،كما تعرض للملاحقة والتصفية بخارج العراق خاصة في فرنسا وببريطانيا من طرف مخبرات حزب البعث . السؤال :كيف تقيم تغيير الحزب الشيوعي العراقي من حزب ثوري الى حزب اصلاحي اندمج مع المالكي وعلاوي والبرزاني، حيث يحمل قياديوه ربطة العنق ويلبسون البذلات الفاخرة ويتعطرون بعطر باريس لندن ؟ فاين هي دكتاتورية العمال التي تغنى بها الحزي منذ قاسم ؟
من ناحية اخرى كيف تفسر كون الحزب جاء مثل الشيعة والبشمركة على ظهر الدبابات الامريكية والبريطانية ،وليصبح احد ابواق الاستعمار الغربي الايراني في العراق ؟ اليست هذه خيانة للقيم التي كان يرفعها الحزب في زمان مضى ؟
ثم هل تتصورون مستقبلا للماركسيين في مجتمع محافظ تقليدي عاني الويلات زمن صدام وبعده ،واكثريته شيعة اوسنة اكراد اوسنة عرقيون ؟ نحن في المغرب ورغم تتبعنا للحركة الحزبية العربية ،الا ان الجديد الان يكاد يكون مبهما وغير واضح ، فهل انثم حزب ماركسي لينيني ان حزب تروتسكي كما يشتم من حواركم .
تحيات حارة وشكرا


36 - رد الى: عبد الرحمان بن ملجم
نزار عبدالله ( 2011 / 6 / 22 - 16:03 )
اعتقد بان تأييد الحزب الشيوعي العراقي للاحتلال الامريكي والتحالف مع اعوانه اي القوى الطائفية والقومية البغيضة لاينم عن الاصلاحية حتى، الاصلاحية لاتعني التخلي عن مواقف وطنية، المواقف التي اكسب الحزب ايام الرفيق فهد ومابعده شعبية وجماهيرية لاتحصى في العراق وحظي الحزب كما تقول على اثره باحترام الشيوعيين والماركسيين في العالم العربي. ان هذه السياسات مناقضة لكل مايمثله اليسار في المجال الاجتماعي والسياسي والثقافي، وهو ارتداد عميق عن مبادئه ومواقفه وماضيه بالطبع.
ان الانقسام الطائفي والقومي في العراق وماصاحبه من اقتتال وحرب ودمار تحت سلطة الاحتلال الامريكي وجهت ضربة قاضية لتطور الحركة اليسارية والشيوعية العراقية، ولكن لم تسبب ضياع مستقبله، هناك بوادر جيدة للنهوض سبق وان تحدثنا عنها احد تجلياتها تمثلت بدور فاعل لمكونات اليسار في الاحداث الراهنة، ولكنها ليست كافية باعتقادي، يصعب عليه في الحقيقة التكهن بمستقبل مشرق حيث ان الصراع جار ويتوقف كل شيء على تطور ونضوج الحركة ذاتها ومدى قدرتها على التجديد والتجذر والتغيير..
نحن حزب ماركسي دون مضاف او مضاف اليه، وقد شرحت وجهة نظري حول مصطلح -الماركسية اللينينية- او التروتسكية في ردودي السابقة..


37 - الحاجة الى حوار جدي ومعمق
د. علي روندي - طهران ( 2011 / 6 / 21 - 14:26 )
رفيقنا العزيز
همرزم كرامي
لقد تابعنا باهتمام مساهمتك واجوبتك على المحاوِرالكريم جمال أحمد، التي اتسمت بالعمق والشمولية وبنفسٍ بحثيّ بيّن، وان تخللتها شيئا من التوفيقية في الرؤية و-التلفيقية--كمصطلح-، على الصعيد النظريّ أو الفكري على الأقل!... خاصة في دفاعك المستميد عن تروتسكي والتيار التروتسكي خاصة، بالرغم من تقلبات الدهر، بشكلٍ يبدون فيه وكأنهم (التروتسكيون المعاصرون) مازالوا - لوحدهم- حاملي مصباح -اليقين-، الاشبة بمصباح علاء الدين السحري
في معرض نقاشك ومطارحتك الفكرية مع المتداخلين، خاصة اجوبتك على الرفيق الخليجي - خليج فارس-( نظام) لم تبين بالتفصيل، رؤيتك وفهمك في أمرين اساسيين، كانا ذا شقّ نظريّ بحتْ، الا وهما : فرضية-نظرية- -الثورة الدائمة- وفرضية : -رأسمالية الدولة- السوفيتية.. لا أريد أن أؤكد من انك تبدو من مؤيدي الفرضيتين، حيث ان موقفك كان مواربا بالرغم من تعاطفك مع الفرضين المذكورين، الامر الذي يؤكد الحاجة الى مطارحة منهجية - من جهتك- في سبيل اثبات او بطلان نقطتي الخلاف تلك، وايضا تبيان الجذر-الاسّ- النظري في الحالتين، وذلك بسب كونك المحاوَر في مسألة جد هامة لمعشر الماركسيين كافة... الا وهي.. جدوى العمل المشترك بين مختلف التيارات والاحزاب الماركسية والشيوعية، في هذه المرحلة التاريخية الحساسة بالذات.. ولكن قبل ذلك اوبموازاته - على الاقل- يجب خوض نقاشات فكرية معمقة -ذي جذور نظرية وفلسفية- جادة ومنهجية، بُغية تقارب وجهات النظر الفكرية والسياسية بصدق وصراحة-بعيدا عن التوفيقية والتلفيقية-من اجل العمل المشترك


38 - رد الى: د. علي روندي - طهران
نزار عبدالله ( 2011 / 6 / 23 - 11:04 )
همرزم عزيز على روندي
شكرا على اهتمامك الجاد بمحاور الحوار ومداخلتك المنهجية.
تأخرت بعض الشيء في الرد عليك بسب ردودي على المتحاورين الآخرين.. سالت رأيي فيما يتعلق بنقطتين مثيرتان للجدل، وهنا ساطرح وجهة نظري حولهما باقتضاب:
بالنسبة لفرضية رأسمالية الدولة السوفيتية:
ان الفرضية (ومن الاصح نسميها نظرية) صحيحة في اسسها ومنطلقاتها وهي غير صحيحة فيما يتعلق بالطبيعة السياسية والاجتماعية للنظام السوفيتي، وشرحي لهذا هو كالآتي:
ان الاعتماد على الدولة واستخدامها كاداة لتطور وانماء القوى المنتجة في اطار العلاقات الرأسمالية الجديدة بدأ في المانيا قبل غيرها، سلكت المانيا طريقها الخاص في التطور الرأسمالي، عبر زيادة تدخل الدولة في الاقتصاد والتنمية وممارسة الرقابة والمحاسبة والتخطيط ، الطريقة الالمانية للتطور الرأسمالي (رأسمالية دولة مركبة او مختلطة) كانت موضع اهتمام الحركة الاشتراكية الديمقراطية الالمانية باعتبارها تهيء، في صيرورة انماءها، الشروط الضرورية لبناء الاشتراكية تدريجيا في البلد، وكانت موضع اهتمام الحركة الاشتراكية الروسية على السواء حيث رحبت بتطوراتها و وبنت ستراتيجيتها للثورة الاشتراكية في روسيا على اساسها باعتبار ان المانيا اصبحت على عتبة الثورة الاشتراكية وماان تندلع فيها الثورة ستمد يد العون لروسيا في تجاوز ثورتها الديمقراطية وبدء ثورتها الاشتراكية. حذر انجلز من مغبة الوهم بتدخل الدولة في الشؤون الاقتصادية واعتبارها اشتراكية (في مقالته حول السكن ونقده لبرنامج الحزب الاشتراكي الديمقراطي الالماني سنة1991)، الا ان الحركة الاشتراكية التي كانت تسعى الى استخدام الدولة القائمة لبناء المجتمع الاشتراكي كانت منغرسة بعمق في التجربة، رغم فشل ثورة فايمر الالمانية، بقي النموذج الالماني في التطور الرأسمالي ماثلة في الاذهان في روسيا، اعتبره بوخارين خطوة ضرورية باتجاه بناء الاشتراكية وخطوة اضطرارية ومرحلية من قبل لينين بغية الحفاظ على الثورة ومكتسباتها ووضع العصي في دواليب تقهقرها، ونظرا لان روسيا نفسها دخلت في المنظومة الرأسمالية الدولية بتشجيع الدولة الاوتوقراطية الروسية وبموجب خطط لجذب الاستثمار الاجنبي ومراقبة ومحاسبة دقيقة من قبلها، عليه فان المناخ الروسي واقتصاده الممركز في بتروغراد وموسكو كان مهيئا لتدخل الدولة السوفيتية بشكل صارم في تنظيم الاقتصاد الروسي وتوجيهه. دافع لينين عن النموذج في مقاله حول المجاعة وكيفية التصدي لها وفي مقاله حول الضرائب او في كتابه مرض اليسارية الطفولي في الشيوعية، واعتبره خطوة اضطرارية (ضرورة مرحلية) لامناص منها في الاوضاع السائدة آنذاك.
طبقت روسيا رأسمالية الدولة في زمن لينين دون اعتراض يذكر، لكون الدولة سوفيتية اشتراكية وليست دولة الرأسماليين واليونكر الالماني لم يكن النموذج مدعاة للخوف في هذا المجال. تعثرت تطبيقه بشكل كامل بسبب السياسة الاقتصادية الجديدة (نيب)، ثم رجعت روسيا -بسبب انعدام بدائل اخرى- الى تطبيقه بشكل صارم عقب سنة 1929وبنيت رأسمالية صناعية وطنية بتخطيط وتسلط واشراف الدولة السوفيتية. وقد شرحت ذلك في تعقيبي رقم 4 والرقم 8...
المفارقة الاساسية هنا تتعلق بطبيعة الدولة والنظام الاجتماعي السوفيتي، حيث ان المجتمع الروسي شق طريقه الى الرأسمالية بطريقته الخاصة، لم يشهد البلد خلال عملية تطور الرأسمالية الصناعية في روسيا انقسامات طبقية شبيهة بالتي ظهرت في احشاء النظام الرأسمالي الليبرالي، ولا زيادة في الفوارق الطبقية التي شهدناه في سائر الدول الاوربية، والدولة السوفيتية لم تكن دولة الرأسماليين، ورغم التسلط البيروقراطي لم تشكل البيروقراطية الحاكمة والمتسلطة طبقة رأسمالية في مواجهة الطبقة العاملة والطبقات الاجتماعية الاخرى، وهذا ماشخصه تروتسكي حين قال بان الحكام الجدد البيروقراطيين لايشكلون طبقة بحد ذاتها في روسيا، وبسبب قوة وزخم الثورة الاشتراكية الروسية استمرت تناقضات البينية الفوقية مع البنية التحتية لعقود طوال، استطاعت الثورة ان تحافظ على مكاسبها ومنجزاتها لفترة اطول، ولم تستطع الحكام الجدد اجهاضها بسهولة في اطار النظام الستاليني. هذا هو فهمي للطبيعة المركبة والخاصة للنظام السوفيتي في روسيا، وهو يتعارض مع بعض المسلمات الاساسية لانصار نظرية -رأسمالية الدولة- السوفيتية. وبعض الانتقادات التي لاترى شيئا في التجربة غير البرجوازية ورأسمالية دولة وغيرها.
بخصوص نظرية -الثورة الدائمة- وموقفي منها:
بداية اود القول باننا نعيش في وضع تحتاج كل المفاهيم الاشتراكية الدارجة الى اعادة ضبطها وشرح موقفك بشأنها، والمصطلح المذكور من اهم المصلطحات المثيرة للجدل في هذا المجال. ساطرح وجهة نظري حوله بايجاز:
1- في بداية الحوار اقتبست نصا من ماركس، باعتقادي ان هذا النص يوضح طابع الثورة الاشتراكية المعاصرة، الثورات التي تستلهم من المستقبل وتجتاز مراحلها وتحارب وتصارع اعدائها في مد وجذر حتى تصل الى غاياتها وتقطف وردتها. ومن هذا المنظور فاننا نعيش في حالة ثورية دائمة، غايتنا وهدفنا الاساسي هي الوصول الى الاشتراكية واخضاع كل الاهداف الثانوية الاخرى (مثلا المطالبة باصلاحات ديمقراطية محددة او تشكيل دولة ديمقراطية ومدنية حديثة و....) الى الهدف الاستراتيجي الاساسي. بالاستناد على نظرية ماركس وماعرضه تروتسكي في الثورة الدائمة وما اكد عليه -الاناركيين الشيوعيين- في اكثر من مناسبة فان الثورات الاشتراكية المعاصرة لاتقبل المراحل والحدود واذا توقفت في محطة معينة لبرهة فهي بقصد بلوغ اخرى.
2- واقع الثورة الروسية اثبتت بان تروتسكي كان على حق، نظرية تروتسكى في -الثورة الدائمة- ثبتت صحتها في الاطار الستراتيجي، الثورة الروسية كانت منذ بدايتها ثورة اشتراكية، وهي غير محكومة بالاقتصادوية او بفرضية عدم نضوج روسيا لثورة اشتراكية ناجحة بحكم تأخرها الاقتصادي.
3- تطور ثورة شباط الروسية وتجذرها اقنع لينين بضرورة مواصلة الثورة على الدرب الاشتراكي واقناع البلاشفة بذلك، جاءت ثورة اكتوبر كثورة اشتراكية واثبتت صحة ما تنبأ به تروتسكي.
4- عندما وقعت الثورة الاشتراكية في روسيا بات الاهم كيفية المضي بها الى بر الامان، توقفت الثورة العالمية، على روسيا مواصلة الدرب الاشتراكي لوحدها، تبقى في محطة الانتظار او تبدأ بالبناء الاشتراكي دون تأخير ومواربة. وهنا يعجز تروتسكي عن طرح بديل معتبر لتطور الثورة الروسية ويقوم باعادة صياغة الثورة الدائمة بشكل يربط مصير الثورة الروسية بالثورة العالمية ويوسع من اطار نظريته ليشمل كل البلدان المستعمرة وشبه المستعمرة بعد حاثة الصين سنة 1927 ويؤكد على طابع الثورة الاشتراكية العالمي وضرورة قيادة البروليتاريا لكل الثورات الراهنة.. لم يحظى هذه الافكار بنجاح ولم يستطع ان يوضح كيفية بناء الاشتراكية في روسيا وترسيم طريقتها، ولم يحظى بقبول حركات التحرر الوطني في البلدان المستعمرة وشبه المستعمرة..استطاع خصوم تروتسكي طرح بديل معتبر (رأسمالية صناعية وطنية) لم يكن اشتراكيا بالطبع ولكن ظاهريا يثبت بطلان نظرية تروتسكي.
5- تثبت الاحداث اللاحقة بان الصياغات الجديدة للنظرية لاتنسجم مع تطور الاحداث المقبلة وعليه مراجعتها وتمحيصها.. لم يستطع الرجل ذلك ولم يحظى بفرصة للقيام بها على ضوء المستجدات والمتغيرات الحاصلة. ولكن انصاره ظلوا يرددون نظريته في الثورة الدائمة كانها حل سحري لكل معظلات الثورة الراهنة ومفتاح فك اسرارها، ولم يفهموا جوهرها وكيفية استخلاص روحها.،فمثلا بحجة تطبيق نظرية الثورة الدائمة ضدالامبريالية الامريكية والعالمية دعمت الحركة -الاشتراكية الثورية- القوى الرجعية الاسلامية وتيار مقتدى الصدر بذريعة انها مقاومة ضد الهيمنة الامبريالية، وباسمها هم وغيرهم يساندون حزب الله او حتى النظام الايراني باعتباره معادي للامبريالية. هذه ليست بتمثيل لثورة اشتراكية عالمية واممية انها كاريكاتور هزلي للنظرية نفسها.(ان كنت منزعجا من تلك المواقف فنحن كذلك يامحاوري العزيز.)
6- استنادا على ما ذكرته اؤمن بان طبيعة الثورة الراهنة هي ثورة اشتراكية اممية في كل بلدان العالم وان باستطاعة بلد واحد ان تقوم بثورته الاشتراكية حتى ان كان متخلفا شرط تمتعه بقدر معين من التضامن الاممي وقوة اقتصادية معتادة وحجم سكاني لاباس به وقدرة معينة على المقاومة و...الخ.. في منظوري للاشتراكية لااعتبر كوبا مجتمعا اشتراكيا ودولتها دولة اشتراكية ولكن استطاع بلد صغير ان يبقى صامدا ويمضي في دربه رغم معارضة اعتى الدول الامبريالية لخياره ولنموذجه. هذا يدل على ان الاشتراكية يمكن تحقيقها في بلد بحد ذاته، ولايوجد سد منيع بوجه حركة بناء التعاونيات الاشتراكية والسوفيتات الشعبية والعمالية، ونظام للتسيير الذاتي في المعامل والمصانع والمزارع ونظام الرعاية الاجتماعية، انه امر ممكن شرط التخلي عن الافكار الاقتصادوية او تصور الاشتراكية وكانها جنة موعودة مثالية.
افيما يتعلق بالعمل المشترك طبعا رؤيتي توفيقية في الموضوع لانه يتعلق بالعمل نفسه حيث لايمكن الخوض في طرح كهذا دون التحلي برؤية توفق بين الاتجاهات السياسية المختلفة وتؤطرها..لااعتقد ان العمل المشترك يحتاج الى الخوض في النقاشات والخلافات الاساسية الفكرية بين مختلف المكونات ولكن اعتقد بان الاقتناع بضرورة العمل المشترك الميداني في خضم الصراع السياسي والطبقي والاجتماعي الجاري كفيل بوضع النقاط على الحروف وحل الكثير من الاشكاليات النظرية التي تعيق التقارب فيما بينها.. فيما يتعلق باطروحة العمل المشترك تحديدا اكرر ماقاله ماركس بان خطوة عملية واحدة خير من دزينة من البرامج..


39 - حول تاريخ الحركة الشيوعية و التعصب
سمير نوري ( 2011 / 6 / 22 - 03:22 )
صديقي العزيز نزار تطبق في طروحاتك منهج منظمتك منذ انشقاقكم من الحزب الشيوعي العمالي لحد اليوم ، انكم تركتم صفوف الحزب المذكور و سميتم انفسكم الشيوعية العمالية و بعد سنتين غيرتم اسمكم الى العمال الشيوعيين و بعد فترة الى اتحاد الشيوعين و حسب الأخبار انكم اردتم ان تغيرو اسمكم الى الحزب اليساري هذا خلال فترة قصيرة من الزمن و فقط اردت ان اقول ان منهجكم هجين بين افكار التيارات الرئيسية ضمن الحركة اليسارية العالمية بالعراقي يسمونها -هريسة- خليط من الشيوعية العمالية و التروتسكية و الشيوعية التقليدية و لهذا القاريء لا يفهمك بسهولة . ولكن في المحصيلة النهائية انك لم تخرج من اطار اليسار او الشيوعية التقليدية في نقتطين 1- حول الثورة الأشتراكية وانكم كأكثرية التيارات الأخرى في وجهة نظركم لا يزال الثورة الأشتراكية بعيدة المنال او ليس الآن و لا يزال هذه المرحلة مرحلة الديموقراطية و الأصلاحات الأقتصادية و السياسية .2- في نضالكم تقومون بتشكيل الجبهات من اليسار الى اليمين من ضمنهم الليبراليين و الأسلام المعتدل ( يا ترى ما هو الأسلام المعتدل )و ما هو الفرق بين جبهتكم و الجبهة التي تشكلت في سنة 1957 لاسقاط نوري سعيد في العراق.
عزيزي نزار بحثك طويل و تطرقت الى مواضيع كثيرة و للجواب عليهم يحتاج ان نكتب اكثر من الذي انت كتبت و لكن اليوم اكتفي فقط بنقطتين :
الأول : حول تاريخ الحركة اليسارية و المجاميع اليسارية في العراق انك المفروض تكون منصفا و تتحدث عن التيارات و الخطوط السياسية و النضالية الموجودة لانك انت نفسك طرحت تاريخ الحركة اليسارية و طرحت بعض الأسماء و نسيت و او لم تريد ذكر اسماء ومنظمات تاريخهم لم يكن يساعدك ان تصل الى الأستنتاج التي انت اردت ان تصل اليهم. انك ربط تاريخ الحركة اليسارية في كردستان العراق بالكوملة و نوشيروان مصطفى اتمنى هذا يكون خارج نطاق العلاقات الدبلوماسية التي تجري الآن في كردستان . لان المنظمة التي انت كبرته كثيرا انتهت تاريخها اليساري في نهاية السبعينات بعد ان اعدمت شهاب و انور وجعفر و بعد قتل شاسوار جلال بعد صراعه مع الطالباني وبعد اضمحلال ذالك المنظمة داخل اتحاد الوطني و ولكن كان هناك منظمات يسارية جديدة برزت اواخر السبعينات و انكم لم تذكرو اسم اي واحد من هذه المنظمات و لم تذكر اي منظمة يسارية في حقبة الثمانينات و علما اكثرية الكوادر اليسارية في كردستان العراق برزوا كشيوعيين و يساريين في حقبة الثمانينا هم احياء يرزقون! المنظمات التي ناضلت في ذالك الفترة اهمهم اتحاد نضال الشغيلة و الفصيل الشيوعي جريدته العمل( كار) و بعد ذالك التيار الشيوعي و ( برزة)و ( دسته ي بيشروان) و كان هناك منظمات تبرز تارتا و تختفي تارة اخرى . و لكن ارتباط الحركة بنوشيروان مصطفى و كوران وابراز اسمائهم كانهم لهم تاريخ اليسار في حد ذاته تعتبر النقص في الأنصاف و برأي انكم اردتم ان تقولون للعالم بان الحركة تبنت بين ليلة و ضحاها الشيوعية العمالية و لم تمر بمرحة اكثر من عشرة سنواة من النضال الداخلي في صفوف الحركة اليسارية و في حين كان هناك تيارات عالمية في الحركة اليسارية في كردستان العراق كالترتوسكية و الماوية و الجيفارية و الأبانية و لكن كلهم تراجعوا امام الشيوعية العمالية و النظرية الثورية و البرنامج الثوري لهذا التيار و لحد اليوم هذا التيار هي التيار المهيمن على الساحة و لا يزال انكم ترددون تصورات منصور حكمت حول الثورة الروسية و اسباب انهيارها و ولكن بدون روح ثوري.و اذا تطرق الى التيار الشيوعية العمالية كان من المفروض تتحدث عن الأجنحة الموجود في الساحة العراقية و لانك انك وقعت نفسك في الحديث عن تاريخ اليسار العراقي و المفروض تطرق الى المواضيع بامانة و ليس كما يحلوا لك .
ثانيا: انك تتحدث عن التعصب و وتنتقده و لكنك تبينت انك متعصب اكثر من الآخرين و تتحدث عن العمل المشترك و لكنكم انتم ايضا تركتم قضية كردستان و الأحة التي طرحت هناك و كان نقطة ايجابية للعمل المشترك و قيادة النضالات الجماهيرية هناك . و لكن نحن دخلنا الائحة بروح رفاقية و نضالية و شاركت ثلاثة اجتماعات معكم و حتى لم تذكر اسم حزبنا كاحد الأطراف المشاركة في حين نحن اصدرنا بيانا مساندة و شاركنا في الأجتماعات و حاولنا ان تصل الأصوات اليساريةالى العالم عبر القنوات الأعلامية و خاصة تلفزيون ( كنال جديد) البرنامج الكردي و اجرينا لقائا مع احد كوادركم . وبعد ذالك ارسلنا لكم وثيقة للتباحث حول تشكيل الحكومة المؤقتة في كردستان لا انتم و لا الحزب الشيوعي العمالي الكردستان لم تنطقوا بكلمة واحدة حول ذالك الوثقة و نحن لم ننشر الوثيقة لحد الآن و كنا ننوي مناقشتها معكم و الوصول الى نتيجة سياسية و برنامج سياسي مشترك . و الآن انتم بين كل جملتين تتحدثون عن العمل المشترك . يا ترى تقصدون العمل المشترك مع اليسارين ام مع الليبراليين و الاسلام المعتدل. هذا البلاتفورم التي كثيرا من اليساريين ايدوها و كانوا يريدون يدخلوا ضمن بودقة سياسية في كردستان العراق انكم لم توضحوا للناس لماذا توقف عن العمل و كيف توقف و لماذا لم تخبروا المجتمع بما يجري بينكم حتى نحن لا نفهم المشاكل بينكم و بين الأطراف الأخرى و ما هو دور الاحزاب القومية الذين في السلطة و الذين في المعارضة على افشال هذا الخطوة و لماذا لم تبينوا للمشاركين في هذا البلاتفورم الموقف ماذا تسمي هذه التعامل ، اني كنت واحدا من المشاركين في الأجتماعات و كان عددنا لا يجاوز عشرة اشخاص لماذا لم توضحوا الموقف برأي انكم طرفا من خلق اجواء عدم الثقة


40 - رد الى: سمير نوري
نزار عبدالله ( 2011 / 6 / 23 - 21:56 )
رفيقي العزيز:
اني ارى دخولك في الحوار علامة جيدة، بادرة من البوادر الايجابية، اقدر لك ذلك واشد على يدك، حبذا ان يحذو حذوك آخرون، ويبدأوا الحوار بروح مسؤولة ومنطق حديث وآفاق منفتحة، والاعتراف بوجود الرأي الآخر..
قلت في الحوار بان اتحاد الشيوعيين منذ بدء تأسيسه الى يومنا الراهن مر بمراحل عصيبة، وقلت بانه في طور تأسيسه وانبثاقه الاولي بدأ كرد فعل، وعانى كثيرا في رحلة البحث عن الهوية واستقر على الهوية الماركسية دون مضاف او مضاف اليه وعلى بناء تنظيم ماركسي شيوعي. اما بالنسبة لمحاولة تغيير اسمنا حسبما سمعت فقد كان هذا مشروع تشكيل الاتحاد اليسار في كردستان (وليس في العراق باسره حيث ان تنظيمات اقليم كردستان كان ضمن المشروع المذكور) مع حزب اليسار الكردستاني بغية ترتيب البيت الشيوعي وبناء تجربة حزبية جديدة، لم ننفي ولاننفي قط باننا مستعدون دوما في سبيل مصلحة اكبر وتنظيم اكبر واكثر فاعلية التخلي عن اطارنا التنظيمي الحالي وقد عبرنا عن استعدادنا الكامل لذلك. انه علامة ومؤشر ايجابي على انفتاحنا التنظيمي الواسع ولايدل البتة على التعصب او ماشابه..
بالنسبة لقناعتنا بالثورة الاشتراكية من عدمه في الحقبة الراهنة لاادري من اين جئت بهذا الاستنتاج يا رفيقي، على طول مدار البحث ومنذ بداية الحوار طرحت اهمية الافاق الثورية والانخراط في الثورات الراهنة بافاق اشتراكية، واكدت على ضرورة المشاريع السياسية التي تؤدي الى تعميق الاصلاحات الديمقراطية، حيث ان الاعتقاد باننا لسنا على عتبة ثورة اشتراكية الان وبشكل فورية لايعني التخلي عن المباديء الثورية، بدون التغيير الديمقراطي وتحسين المستوى المعاشي للعمال والكادحين وغيرها من الاصلاحات والتغييرات لايمكن التقدم نحو الاشتراكية.
والحديث عن التحالفات حدث ولاحرج، في مضمار العمل المشترك اكدت على اهمية ترتيب البيت الشيوعي والاشتراكي اولا ثم الحركة اليسارية ثانيا ثم توسيع الدائرة الى الحركات اليسارية الاصلاحية والتيارات الدينية المعتدلة.. لم اقصد الاسلاميين تحديدا حيث ان العالم العربي فيها تيارات دينية مسيحية واسلامية وغيرها وهناك العديد من تلك التيارات تتصف بالاعتدال وضروري ايجاد لغة للتواصل والتنسيق والعمل المشترك وبخاصة في معركتنا الهامة والحساسة والاجتماعية العريضة اي معركة العلمانية وفصل الدين عن الدولة، اذا كانت هناك تيارات دينية تؤيد تلك المعركة وتتعاون معنا (كما تعاون المسلمون في الهند في سبيل الظفر بالعلمانية) فانها ستكون خطوة هامة صوب التغيير الديمقراطي.. كن منصفا ياصديقي لم اتطرق البتة الى جبهات من اليسار الى اليمين!
فيما يتعلق بتأريخ الحركة اليسارية الشيوعية في اقليم كردستان تقول بانني لم اذكر اسماء تنظيمات اخرى، لم يكن انوي كتابة تأريخ الحركة الشيوعية في حوار كهذا بل التطرق الى اهم تنظيماتها الظاهرة والمؤثرة، اما التنظيمات التي تحدثت عنها فقد ظهرت واختفت وكانت تنظيمات صغيرة ابان عقد الثمانينات، وعدم تطرقي اليها ليس له علاقة البتة بايمائك بان لدينا علاقة دبلوماسية مع حركة التغيير بقيادة نوشيروان مصطفى، واذا قرأت بامعان ماقلته سيتضح بان الموضوع ماهو الا سوء فهم لااكثر، قلت بان تخلي الكومةلة بقيادة نوشيروان مصطفى عن الماركسية في نهاية السبعينات لم يؤثر على مسار الحركة الشيوعية (ان الحراك الشيوعي واليساري الجديد لم يتوقف حيث ظهرت وانبثقت بشكل آخر، وهكذا بدأت المحطة الثانية للحركة الجديدة في الاقليم بتأثير الثورة الايرانية وبتأثير منظمة العصبة-كؤمةلة الايرانية، وعلى اثره تشكلت العديد من التنظيمات والفرق الماركسية الصغيرة في اقليم كردستان وتحديدا في مدينة السليمانية وفي مدينة كركوك).
ووفي هذه الحقبة ظهرت تلك التنظيمات التي ذكرتها في التعليق وذكره مفيد لكل قاريء متابع ومهتم.. ولم اذكر بان تبني -الشيوعية العمالية- من قبل هذه المجاميع ظهرت بين ليلة وضحاها، اليك ماكتبته (تأثرت كافة الفرق والتنظيمات اليسارية في كردستان العراق التي تشكلت في اوساط الطبقة الوسطى المثقفة منذ بداية الثمانينات بـ-الماركسية الثورية- وبافكار وممارسات الحزب الشيوعي الايراني ومقراته المتواجدة في الاقليم وتبنت بلا استثناء كافة اطروحاتها وافكارها (ماعدا تنظيم شيوعي قومي صغير انشق عن الاتحاد الوطني باسم -راية الثورة-). وتأثرت لاحقا بتيار -الشيوعية العمالية- وابحاثها وتفاعلت معها بحذافيرها..).
تقول في مكان آخر بانك تردد ما قاله منصور حكمت عن الثورة الروسية واسباب انهيارها، في البداية لم يكن منصور حكمت وحيدا لدى تناوله تجربة الاتحاد السوفيتي وكان معه مجموعة من الرفاق الآخرين (الذين انشقوا عنه فيما بعد) ساهموا في بحث التجربة بشكل اعمق واوسع من حكمت، ثانيا: بالنسبة لي اذا كان تيار -الشيوعية العمالية- قدمت تفسيرا لتجربة شيوعية معينة لاغرو اذا اقبله حرفيا، ليس هذا عيبا وقلة شأن كما تتصور. اذا كُنت مقتنعا ببحث ما وتفسير ما واعتبرته ماركسيا فاني اقبله على الفور حتى صدر ذلك من اعدائي. بالاضافة الى ذلك اعتقد ان من يقرأ بتأني ماقلته عن الثورة الروسية ومآلها ودور الحزب الشيوعي البلشفي فيها وطبيعة النظام السوفيتي ويقارنه بتصورات حكمت ورفاقه يدرك الفرق على الفور.
اما بالنسبة لعدم ذكر اسم حزبكم اي الحزب الشيوعي العمالي اليساري في الحوار وذكر اسم الحزب الشيوعي العمالي الكردستاني فقط عندما تحدثت عن توقيع -البلاتفورم المشترك لنصرة الحركة الاحتجاجية في كردستان- فانك على حق كل الحق وآسف على ذلك وعلما كان هناك مجموعة اخرى (تيار رةوةند) وقع على البلاتفورم ولم اذكر اسمها، ومئات من الشخصيات رحبت بالمبادرة، ولكن فشله لم يكن نابعا من التعصب او انعدام الثقة كما تقول بقدر ما كان ناجما عن اختلاف بَين وحاد في الرؤية السياسية للاحداث التي كانت تجري امامنا، والوثيقة التي تحدثت عنها يبدو بانها كانت ثمرة رؤية بان مايجري هو رحيل السلطة الحاكمة في الاقليم، نحن لم نكن نؤمن بذلك..
واخيرا ان موقفنا حيالكم ليس فيه اي تعصب، وذكرتم اكثر من مرة بشكل غير مباشر، لدن تطرقي الى موقف الشيوعية العمالية كنت اكرر مفهوم -الشيوعية العمالية واحزابها- في الاشارة الى كثرة التنظيمات التي تتحدث باسمها في بلد واحد او بلدين واختصارا للتعبير، بالنسبة الينا ان تيار الشيوعية العمالية بمختلف اطرافها لديها نفس الاطروحات والتوجهات وخلافاتكم كانت ومازالت مجهرية. اعذرني على الصراحة، انني لا ارى فرقا بينكم، كلكم تقولون -شيوعية عمالية- وتعترفون بمنصور حكمت كقائد لكم، وتكررون نفس السياسات والعبارات والمصطلحات التي اعتدتم عليها وبنفس الاسلوب والنغم والنَفس بالكاد يعرف القاصي والداني خلافات بينها. هذه الخلافات المجهرية كان ومازال قابلة للحل في اطار تنظيم واحد، لوكان هناك قدر من الانفتاح والحرية والليبرالية في صفوف تنظيماتكم، وتجنبتم الصراع على منصب الليدر-القائد الاعلى- في احزابكم الشيوعية العمالية بعد موت منصور حكمت، والصراع الذاتوي على الزعامة الواحدة والموحدة، لكنتم الآن، بغض النظر عن الحجم، جسدا تنظيميا واحدا، حزبا بعدة رؤوس، طائرا بعدة اجنحة.


41 - على الشيوعيين ان يبدأوا الان
مهدي المولى ( 2011 / 6 / 22 - 11:23 )
لا شك ان انهيار ما يسمى بالمعسكر الاتشتراكي جزافا مهد للشعوب التحرك بحرية بدون قادةبدون زعماء لان الشعوب تخلصت من ضغوط هذه المعسكر اوذاك
نعم الان بدأت مرحلة جديدة الى مرحلة ماركس الى تأسيس الاممية الاولى وهذه المرحلة فتحت المجال للشعوب الحركة الواسعة التي استطاعت ان تطيح باعتى الانظمة الدكتاتوريات بطريقة سلمية شعوب ترفض الانظمة الدكتاتورية المستبدة وتصرخ لا نريد الدكتاتورية فتنهار هذه الانظمة وهذا ما حدث للشعب الايراني وشعوب المعسكر الاشتراكي وشعوب المنطقة العربية نعم تستطيع الشيوعية ان تحلق وتساهم في تبديد ظلام الراسمالية اذا فهموا المرحلة الجديدة اسبابها اساليبها ادواتها ماهي القوى المحركة لها
وهذا يتطلباولا وحدة الشيوعيين واليساريين والاشتراكيين والديمقراطيين في جبهة واحدةموحدة ذات نهج وبرنامج واضح وشفاف
ثانيا نسيان الماضي بسلبياته وايجابياته والبدأ في خطة مدروسة وواضحة
ثالثا اعتبار ترسيخ الديمقراطية ودعمها الهدف الاول في هذه المرحلة والاعتراف لا يمكن بناء الاشتراكية الا اذا خلقنا قيم ديمقراطية سلوك ديمقراطي قادة ديمقراطيون ليس من اجل السياسة بل في العلاقات الاجتماعية بين ابناء الشعب
رابعا علينا ان نعي ان هذه الانقسامات هي السبب في ضعف الحركة الشيوعية واليسارية
خامسا ان يبتعدوا عن عبارات المقاومة والقتل فهذه اساليب اللصوص واهل الظلام
سادسا اعتقد ان الحزب الشيوعي العراقي هو الحركة الوحيدة الذي يسير في طريق الصواب
والصحيح ولو كل الحركات الشيوعية وقفت معه في العملية السياسية لحقق الشيوعيون مكسبا مهما واصبح لهم دور في قيادة الشعب وفي ترسيخ الديمقراطية
سابعا على الحركات الشيوعية واليسارية ان تلتف وتتجمع حول الحزب الشيوعي والا تتحملون كل ضعف في الحركة الشيوعية ومسؤولية ما يعاني الشعب وخاصة العمال والفقراء وكل المهمشين


42 - رد الى: مهدي المولى
نزار عبدالله ( 2011 / 6 / 23 - 22:42 )
بالنسبة لضرورة الانطلاق والعمل الشيوعي اؤيد ماذهبت اليه علينا ان نبدأ من جديد او نكمل مابدأناه، ولكن كيف وباية طريقة فاني اختلف معك في هذا المجال، ان الحزب الشيوعي العراقي لايسير في طريق الصواب يااخي الكريم، ببساطة ليس له قضية، خسر القضية الوطنية بتحالفه مع الاحتلال والقوى الطائفية والدينية ولايعتبر نفسه صاحب قضية تحرر الطبقة العاملة.. اذن الى اين يسير وكيف نسير معه؟ الى احضان الاحتلال والطائفية ام ماذا؟
لم نرفض العمل المشترك ولا سياسة التحالف الانتخابي وتشكيل قائمة شيوعية او يسارية مشتركة، ولكن قبل ذلك يجب ان نوضح ماذا نريد واين نسير، لانك في ظل العملية السياسية المشوهة والمحاصصة القومية والطائفية البغيضة عليك ان تتحرك من موضع الاستقلال السياسي لبناء حركة جماهيرية لاطائفية مدنية وعلمانية بغية التصدي للقوى الطائفية والقوى الرجعية المهيمنة على الساحة، وبخلافه فانك ضائع وتائه لاتستطيع فعل شيء، حذرنا الحزب الشيوعي اكثر من مرة من مغبة الاستمرار في درب الهاوية، ولامستجيب، ومن يخرج عن قضيته ويخسرها فانه يتحمل وزرها..


43 - طريقان : التعامل مع الواقع.. او اعطائه ظهرك
حميد خنجي ( 2011 / 6 / 22 - 17:28 )
تعقيبا على المتداخل رقم 35 وجوابكم اخ نزار، فيما يتعلق بموقف -حشع- واتهامكما اياه بالتعاون او حتى التعامل مع القوى الموجودة على الارض ( الاحتلال والقوى الدينية الشيعية والقومية الكردية).. وما يثير السخرية من أن قادة -حشع- يلبسون الكرفتتات ويتعطرون..الخ..!! وقد فاته ( المتداخل المذكور) ان النظافة والهندام شئ جميل ... وقد كان هكذا مظهر مؤسسي الفكر الاشتركي- ماركس انجلز ولينين - حيث نادرا ما نرى صورهم بدون الكرفتتات واللياقة المظهرية... هذا من الناحية الشكلية او الشكلانية، وهو رأي متطرف موتور يعبر عن المغالاة وعدم فهم المتطلبات وفن التعامل السياسي..الخ
أما من الناحية الموضوعية او الاساسية في الأمر الأهم، الأمر أو الرأي الذي عادة ما يتكرر كعلك قديم ومعلوك، وهو -تعاون- أوبالاخرى تعامل -حشع- مع القوى المذكورة!.. فان كل مرحلة لها متطلباتها واحيانا انت - كلاعب سياسي ماهر-مجبرٌ ان تتعامل مع الشيطان ( أخاك مجبرٌ لا بطل) لظروف ظرفية خاصة ومعقدة.. والتاريخ الوطني والنضالي والانساني ملآى بالامثلة المعتبرة، لمن يريد أن يعتبر
يعنى.. يا اخوان .. في تلك الظروف الاستثنائية جدا وغير المسبوقة، مباشرة بعد العملية القيصرية المركبة - الاحتلال والتحرير- لخلع أعتى نظام استبدادي: فاشية صدام وزمرته.. ماذا تتوقعون من مجموعة صغيرة متناثرة - كوادر حشع- وهم راجعين من الجبال والمنافي والسجون والبيوت المغلقة، ماذا تتوقعون أن يفعل واي موقف يتخذ؟!؟.. يتعامل مع الواقع الاليم والمرّ -بفن الممكنات- ويكون مجبرا ان يتعامل مع القوى الموجودة على الارض- من موقع الندّ بالطبع- أو يعطي ظهره للواقع؟! و ما اسهل ذلك :- اللآموقف-! ولكن الاصعب هو التعامل مع مظاهر الواقع المتعددة والمعقدة، بمرارته وقسوته، وليس التعامل مع الجمل الثورجية الموجودة في اذهاننا
لا يحق لي الدفاع فحسب عن مواقف ّحشع او غيرها من القوى.. قد تكون هناك سوء تقدير في موقف من المواقف.. ولكن بشكل عام، حسب وجهة نظري الشخصية المحايدة، تعامل حشع مع الواقع العراقي الصعب، في ظرف تراجع الوعي الاجتماعي الى درجة غبر مسبوقة في تاريخ العراق الحديثـ - سيادة الوعي الديني المذهبي والكوردي القومي التامة في هذه المرحلة، تتسم ( تقديرات حشع) بالنضوج أكثر بمراحل من القوى اليسارية الحادة الاخرى


44 - رد الى: حميد خنجي
نزار عبدالله ( 2011 / 6 / 24 - 00:02 )
حمل عنوان تداخلك التعامل مع الواقع وتحدثت عن تعامل الحزب الشيوعي العراقي مع الواقع الخاص في العراق وجرى الحديث عن فن الممكنات وغيره..
لاتكمن المشكلة في زيف الابهة السياسية الذي وقع فيه الحزب الشيوعي العراقي في دهاليز الحكومة العراقية الطائفية والقومية بل جوهر المشكلة يكمن في -واقعية- الحزب الشيوعي وتعامله مع الواقع الذي تحدثت عنه، هذه الواقعية السياسية التي ليست سوى الاستسلام لارادة الاحتلال والقوى الطائفية والقومية.. اما التعامل مع الواقع بفن الممكنات فهو ضرب من الاذعان للواقع البائس الذي تحدثت عنه، فن الممكنات يتعلق بالاسلوب التكتيكي ولا علاقة له بالمباديء، لايتضمن المساومة على المباديء، لايتضمن طمس الاستقلالية السياسية.
ماذا جنى من سياسة الممكنات هذه؟ لنفرض بانها واقعية وتعاطي عقلاني مع الواقع المعطى، ولنرى الى اين وماذا جنى من تلك السياسة طوال 8 سنوات الفائتة؟ هل عبر واجتاز من ممكن الى ممكن ثم نحو الممكن المطلوب؟ ام لازال يراوح مكانه ويسير نحو السراب.. ياصديقي ان الذي فعله وطبقه هو سياسة استسلامية كيفــها الحزب مع الحدود والممكنات التي رسمه له المحتلون والطائفيون، طمسوا بكل وقاحة استقلالية القرار والخيارات السياسية المستقلة لديه.
نحن نفهم الواقعية ولسنا بفاقدي البصيرة او مغامرين سياسيين ولكن _ولافرق هنا بين مجموعة كبيرة او صغيرة، نرفض الاستسلام والاذعان لقوى طائفية ومذهبية تسرح وتمرح في المجتمع العراقي، نرفض الانجرار وراء رهانات سلطة طائفية وقومية. ان اختيار هذا الموقف من جانبنا صعب للغاية لانه يمثل السباحة بعكس التيار الجارف، اما الحزب الشيوعي العراقي اختار الطريقة الاسهل، اختار الاستسلام والتكيف واللاموقف، وشتان بين الموقفين.


45 - هل نحن شيوعيون حقا
خلدون ( 2011 / 6 / 22 - 22:25 )
اخطأت الاحزاب الشيوعية في اروبا بأن اختزلت افكار ومباديء الشيوعية في احزاب معينة حيث ان هذه الاحزاب سخرة مباديء الشيوعية لخدمتها وليست العكس اما الاحزاب الشيوعية العربيةفقد اصبح اعضاؤها من عتاة الشيوعيون واكثر شيوعية ممن تجذرة عندهم افكار الشيوعية خلال مئات السنين دون علمهم ان معرفتهم بمباديء الشيوعية هي سطحية وتخدم في الغالب مطالب سياسية فالاحرى بنا ان نكون احزاب وليدة مجتمعاتها دارسة وفاهمة مباديء الشيوعية بشكل عام لكي تكون جزء من ثقافتنا وليست كلها فالرأسمالية استفادت من مباديء الشيوعية والاشتراكية ولا مشكلة في ذلك فمباديء الشيوعية هي فكر انساني عالمي لايمكن اختزاله في حزب او دولة ماء فهي اكثر من ذلك بكثير


46 - رد الى: خلدون
نزار عبدالله ( 2011 / 6 / 23 - 11:06 )
هل نحن شيوعيون حقا؟ سؤال وجيه تماما


47 - لامستقبل لها
عبدالله عبدالرحمن ( 2011 / 6 / 23 - 11:02 )
أرى أنه لامستقبل لها لأن الله خالق الكون وهو أصدق قائل من أى أحد آخر رضى من رضى وأبى من أبى وأنكر من أنكر (سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر) فالمستقبل للإسلام إن شاء الله عز وجل


48 - رد الى: عبدالله عبدالرحمن
نزار عبدالله ( 2011 / 6 / 24 - 17:02 )
عن اي اسلام تتحدث؟ يبدو من خلال مداخلتك انك من المتطرفين ولاتقبل الرأي الآخر، ان الاحداث الراهنة اثبتت بان الحركات الاسلامية عليها ان تراجع حالها قبل غيرها، واليوم اذ نراجع وننتقد تنظيماتنا واحزابنا بلا رحمة فهو بقصد التطوير والتقدم وانماء الوعي الحر والديمقراطي، بهدف تطوير ثقافة انسانية حرة جديدة، نحن رغم كل الامجاد الكبيرة كمونة باريس وثورة اكتوبر ودورنا الاساسي في تقدم وانماء المجتمعات الحديثة وتطوير الثقافة الانسانية المبدعة والخلاقة لانزال غير راضين البتة من دورنا ومازال علينا الكثير للمساهمة في بناء مستقبل مزدهر ومشرق للانسانية، على الاقل تعلموا منا ومن الآخرين، تعلموا الاعتدال في الرأي والموقف.
لازلتم منهمكين ومن منطلقات عقائدية بتشكيل احزاب سياسية اسلامية يقف في هرمها زعيم الامة الاسلامية والامير والشيخ والقائد الروحي كانهم خلفاء الله على الارض، منهمكين في صراع الائمة والامراء واصحاب العمائم، و...... ان حالكم لهو اسوء بمئات المرات من غيركم. والبلدان التي سيطرتهم عليها او كان لكم الباع الطولي في تدميرها باسم الاسلام ومسقبله تحول الى خراب في خراب ( افغانستان، السودان، الصوما والعراق و..).
اذا كنت من المتحاورين عليك قبل كل شيء عدم اطلاق الاحكام العامة، تفهم ضرورة العصر، حاورنفسك والاخرين وتخل عن هذه العقائدية الجامدة، اذا كنت لاتتعلم من الشيوعيين والتقدميين تعلم على الاقل من تجارب الحركات الاسلامية المعتدلة في اندونوسياو ماليزيا وتركيا وغيرها.
شئت ام ابيت فان الاحداث الراهنة اثبتت انكم تلهثون وراء قطارها، واليسار والشيوعيين واقفين في المقدمة.


49 - مقدمة المحاورة جيدة جدا
خالد سليمان حمه ( 2011 / 6 / 24 - 01:36 )
ان مقدمة المحاورة جيدة جدا لجر الكثير من الذين يعتبرون انفسهم دعات الاشتراكية والشيوعية للمحاورة لصالح الحركة العمالية لكن للاسف ان المحاوريين لم يخترقوا جدار التخندق لاحزابهم وتنظيماتهم والوقوف بجرائتكم بقول الحقيقة حول الوضع الراهن للحركة العمالية ان الحركة العمالية في البلدان العربيية لم تقودها طبقة عاملة واعية بالاشتراكية العلمية بمعنى الكلمة بل هناك من يقومون بنصب انفسم لقيادة تلك الحركة مجموعات مثقفة مطرزة افكارها بنظريات اشتراكية وماركسية في حين لاخر ,انما اذا وعت الطبقة العاملة وتمكنت ان تنظم نفسها وانجبت قوادها الحقيقيين من اجل قلب النظام الرأسمالي سوف تكنس جميع هؤولاء الذين يتشبثون بنضال هذه الطبقة
تمنياتي لكم بالموفقية في الحوار


50 - رد الى: خالد سليمان حمه
نزار عبدالله ( 2011 / 6 / 24 - 17:15 )
انني اتفق معك بضرورة تطوير الحركة العمالية وتنظيمها وتوعية العمال بالتحديات الكبيرة التي تواجههم، ولكن هذه الوظيفة تقع على عاتق الحركة الاشتراكية والشيوعية لتقوم بها بشكل صحيح و وفق آليات طبقية صحيحة، نحن اذ ننتقد دور البعض فالهدف ليس النفي او الانتقاص من دور هؤلاء وتضحياتهم، الهدف هو تهيئة المستلزمات الضرورية لاستنهاض الطبقة العاملة بمشاركتهم و مشاركة غيرهم من الشيوعيين والاشتراكيين هذا امر ممكن وضروري في المرحلة الراهنة، وبالتأكيد ان نضوج الحركة العمالية ونضوج تنظيماتها ونقاباتها كفيل بعلاج امراض نموها.


51 - رؤيتان : ماركسي واقعي.. وعدمي فوضوي
حميد خنجي ( 2011 / 6 / 24 - 15:04 )
اخي نزار عبدالله المحترم
تمنياتي لكن بالتوفيق في نضالاتكم
في معرض اجابتك على مداخلتي الاولى صدقني يا اخي اني لم افهم ما ترمي اليه بالضبط... مجموعة من التناقضات في الرؤى والافكار المتناثرة، غير الممنهجة (الانتقائية بأسوا اطروحاتها).. وإلا قل لي وداعتك ...هبّ انكم رشحتم انفسكم الى البرلمان العراقي الحالي وحصلتم على مقعد او مقعدين!..هل ترفضونها ام تكونوا مجبرين للتعامل - بفن الممكنات مع الاستقلالية التامة-مع بقية القوى الموجودة من دينية وقومية ... الخ؟! ام تتخذون سياسة انعزالية تامة في هذه المسألة او تلك!!.. والله انا لا أفهم موقفكم الغريب - والمواقف الشبيهة-فيما يتعلق بمشاركة - حشع- في حكومة - بريمر- الانتقالية؟!.. فهل كان المطلوب منهم الابتعاد والانعزال او المشاركة على أمل- قد يتحقق وقد لا يتحقق- اختراق ما في مصلحة التقدم وطرح ومناقشة القوانين، هذا اذا لانحسب ان البرلمانات البرجوازية - البرجوعشائرية- يجب الاستفادة منها و استغلالها من قِبل قوى التقدم في سبيل الدعاية لنفسها على أقل تقدير... هذا موقف لينيني كلاسيكي وعملي واضح، ليس في حاجة الى نقاش وتفلسف زايد
انت تعرف ان القوى المناهضة للدكتاتورية البائدة، جميعا او جُلّها بما فيها -حشع-، كانت تنسق وتجتمع في لندن وغيرها من الحواضر مع الامريكان وغيرهم في سبيل مدّ يد المساعدة للتخلص من شر النظام السابق. وبالطبع ان كل قوة سياسية ( الغربية ايضا) لها اهدافها الخاصة من العملية ولكنها تلاقت مصلحتها المرحلية على نقطة الاستفادة من القوة الغربية الضاربة لدحر نظام، الذي لم يكن بالامكان التخلص منه بدون الدور الغربي والامريكي بالذات.. هذا كان بالضبط الهدف المرحلي تلك. ولكن حتى الشعارات والُّسبُل اختلفت من قوة الى اخرى.. حيث ان شعار -حشع- كان معروفا وهو : -لا للحرب لا للدكتاتورية !- ولكن الاحداث مشت حسب مشيئة الامريكان وفُرض الامر الواقع وتحررت العراق من اعتى دكتاتورية في تاريخها ولكن بثمن الاحتلال بالطبع، حيث بدات مرحلة جديدة- غير مسبوقة- لم يكن يعرف تداعياتها أحد، حتى الامريكان، خاصة فيما يتعلق بتقهقر الفكر والوعي الحداثيين والسيادة التامة لوعي ديني-مذهبي وقومي كوردي-عشائري تقليدي( هذا مازرعه النظام السابق في حنايا المجتمع)، الأمر الذي مازال سمة الوضع العراقي الراهن! ومن هنا السؤال اليوم؟!.. الكيفية الفُضلى للتعامل مع هذا الواقع وكيفية وضرورة العمل المشترك مع كل القوى التقدمية المتناثرة والضعيفة اصلا: من يسار ووسط ويمين-ذي منحى انتاجي صناعي.. هذا هو السؤال الذي يستحق الوقوف عنده وليس ما اذا كانت مشاركة -حشع- في الحكومة الانتقالية كان صائبا او خاطئا؟! حيث ان الزمن قد تجاوزها


52 - رد الى: حميد خنجي
نزار عبدالله ( 2011 / 6 / 24 - 21:51 )
رفيقي العزيز: حوارك ساخن وشيق والمواضيع المطروحة بالغ الاهمية بالنسبة للحركة اجمالا ..
ان ماطرحته يا رفيقي يجبرني على العودة الى الوراء قليلا فقط بهدف الاستيضاح لاعود في نهاية اجابتي اطوي صفحة الماضي لكي لايعكر اجواء الحوار وبهدف التوصل الى نتيجة وتجاوز مايسمى بـ -الفن للفن-..
رفضنا الحرب على العراق، وكنا نردد دائما وبكل صراحة وشفافية لا للحرب الامريكية ونعم لاسقاط الديكتاتورية، وهذا الشعار شبيه تماما بشعار الحزب الشيوعي وبالكاد اختلف معه، ولكن لم تكن المشكلة متعلقة بالشعارات بقدر ماكان يتعلق بمضمونها وكيفية تحقيقها، حيث كنا نؤمن بان اسقاط الدكتاتورية عبر الحرب والتدخل الامريكي هو اجهاض للحركة الثورية في العراق بهدف اسقاط النظام وليس تطابقا او تلاقيا (حتى بشكل مرحلي ايضا) بين مصلحة تلك الحركة وبين المصالح الامبريالية كما تزعم. كنا نعتقد بانه يمكن التخلص من النظام الديكتاتوري الصدامي عبر رفض التدخل الامريكي وعبر رفع الحصار الاقتصادي الذي يمكن العراقيين من التنفس صعداء ويؤدي الى تعميق ازمة النظام على المستوى الداخلي وخلق مناخ ثوري وتوفر مستلزمات سياسية واجتماعية لقيام ثورة او انتفاضة شعبية ضد النظام على الشكل الذي نراه بالضبط في سوريا ضد النظام البعثي حاليا، كان بالامكان التخلص من صدام بطريقة ثورية لولا التدخل الغربي المستمر وحصاره الاقتصادي الذي اجهض واستنفد طاقة الشعب العراقي الثورية.. هذا اولا، ثانيا وفي حقبة مابعد صدام طالبنا بمحاربة الاحتلال وتأسيس حكومة مدنية وعلمانية حديثة باشراف دولي ودعينا كل القوى الشيوعية واليسارية الى العمل المشترك من اجل تحقيق تلك الغاية وكنا نعرف بانه كان هذا صعبا ولكن كان الممكن-المطلوب.. وقد قاطعنا الانتخابات التي جرت لانتخاب البرلمان المؤقت في يناير 2005 لاننا كنا نعتقد بانها ستؤدي الى انطلاق الوحش الطائفي والمذهبي ومآله الخراب والحرب والاقتتال الطائفي والمذهبي، ويمكنك الاطلاع على البلاتفورم السياسي للاتحاد لهذا الغرض.. لم نقاطع الانتخابات من منطلق عدم قناعتنا بالديمقراطية والعملية الانتخابية وماشابه بل لانها كانت ستنجم عنها انبثاق برلمان طائفي وقومي ومذهبي لاصلة له بالديمقراطية وكنا نعتبر قوى اليسار ضعيفة ومشتتة في حال مشاركتها في عملية كهذه ستفقد اعتبارها وسمعتها مصيرها المزيد من التهميش والعزلة..
نعم نعتقد باهمية وضرورة الانتخابات وتوسيع دائرتها ولكن كل انتخابات وليدة ظروفها وملابساتها ومن الواجب تحديد موقفك منها على ضوء اهدافها وكذلك قدرتك وطاقتك على خوضها. لايتعلق جوهر المشكلة بالمشاركة في الانتخابات بحد ذاتها، تكتيك المشاركة مفهوم و واضح، المشكلة هو عدم قدرة الحركة الشيوعية والعراقية من خوض غمار التحدي فيها، احيانا لاتشارك في انتخابات محددة لعدم توفر امكانيات وطاقات سياسية وتنظيمية معينة لخوضها، هذا لايتعلق بان الانتخابات ديمقراطية وشرعية ام لا، رغم تحفظنا على ذلك ولكن هنالك الكثير من الانتخابات الديمقراطية التي تجرى ولاتشارك فيها الحركات اليسارية في الغرب لا لشيء الا لكونها ضعيفة وغير قادرة على تحمل وزرها. باعتقادنا لم تكن الحركة الشيوعية واليسارية بذاتها مؤهلة للعب تلك الدور وكان عليها ان تقوم اولا : 1- بترتيب البيت الشيوعي واليساري لهذا الغرض وتكون قائمة يسارية مدنية عامة مشتركة مستقلة بكل الطرق الممكنة، 2- تتبنى برنامج سياسي متميز لمحاربة حكومة المحاصصة الطائفية والقومية والرجعية واعوانها من سلطة الاحتلال الامريكي من خلال الانتخابات ذاتها.. 3- ...
عليه ولما كان الحزب الشيوعي دخل غمار المعركة وحيدا في انتخابات يناير 2005 كنا نأمل ان يفوز فيها ولكن تبين بانه فاز بمقعدين فقط لاتليق بدوره ومكانته السابقة، اما في الاقتراع العراقي الثالث لغرض تشكيل برلمان دائم توجه نحو اليمين ودخل مع قائمة العلاوي ولفيف من القوى الرجعية في الانتخابات في خطوة اعتبرناه تقهقرا كبيرا الى الوراء بالمقارنة مع الانتخابات السابقة، ولدى محاولته لتجاوز اغلاطه في انتخابات مجالس المحافظات وتشكيل -مدنيون- كنا من اوائل المؤيدين للتشكيلة وكنا اول فصيل شيوعي يؤيد التوجه ويدعو الى تفعيل هذا النوع من التشكيلات وبدورنا قمنا بتشكيلة مشابهة -لجنة تنسيق القوى الشيوعية والماركسية العراقية- كخطوة تعزيزية في هذا الاتجاه ولكن لم نلقى اي ترحيب من قبل الحزب الشيوعي العراقي نفسه، والنتيجة معروفة حيث ان الحزب لم يحصل على اي مقعد سواء بسبب سوء القانون الانتخابي او بسبب تدني مستوى شعبيته.
بالاضافة الى ذلك حاولنا استغلال كل فرصة ممكنة للمشاركة في الانتخابات (مثلا المشاركة في انتخابات 2010 النيابية في دائرة محافظة كركوك) شرط توفر الاستعداد والطاقة المناسبة لهذا الغرض والحصول على مكاسب لا ان نخرج منها -بخفي الحنين-.
يااخي نقدنا موجه الى البراغماتية السياسية للحزب على حساب مبادئه وتوجهاته الوطنية وسياسة تحالفاته مع القوى اليمينية، هذا واضح وضوح الشمس لايمكنك حجبه بالغربال، المطلوب مراجعة هذه السياسات قبل كل شيء..
ولكن كما قلت دعنا من الماضي ولنطوي صفحاته لنتعلم من التجربة ولاندع الميت يمسك بالحي، الاهم من كل ذلك هو الممكن المطلوب في الحقبة الراهنة بين مختلف الاتجاهات الاساسية في الحركة الشيوعية العراقية، المطلوب تعزيز العمل المشترك بين اليسار والشيوعيين وفق برنامج سياسي عملي هادف ومتميز يهدف الى انبثاق حركة جماهيرية ديمقراطية لاطائفية تسعى الى تغيير الواقع القائم بالوسائل الديمقراطية الحديثة بما فيها بالطبع الطرق الانتخابية، الشرط الجوهري الاولي والاساسي هي تكوين قائمة مشتركة مدنية وعلمانية تقدمية تشارك بجراة وتحدي في الانتخابات المقبلة.. وفي حال عدم تشكيل تحالف كهذه تحظى بشعبية معينة فان المشاركة الانتخابية لن تنجم عنها غير اليأس والقنوط والتقهقر ومن الافضل اعداد العدة لذلك ولايعني هذا الانعزالية والعدمية بقدر ماهو السعي الى الحشد والتعبئة ليس الا..
واخيرا وليس آخرا تعزيز دور الشيوعيين واليساريين في الاحتجاجات الشعبية الراهنة يعتبر اولوية اساسية من اولويات الحركة..


53 - على الشيوعي ان يدخل معركة الديمقراطية
مهدي المولى ( 2011 / 6 / 24 - 15:57 )
عزيزي يجب ان تكون وحدة الحركة الشيوعية واليسارية والديمقراطية وفق نهج ويرنامج واضح وشفاف ويجب ان يكون من اولى مهمات هذا البرنامج هو نجاح العملية السياسية وترسيخ الديمقراطية ونجاح هذه المهمة هي السبيل الوحيد لتحقيق كل ما يطمح اليها اي شيوعي واعتقد ان الحزب الشيوعي وضع تلك المهمة امامه وسعى لتحقيقها وهذه مهمة ليس سهلة انها معركة الديمقراطية من اشرس المعارك لكنكم للاسف الشديد تخليتم عن تلك المعركة ولو وقفتم مع الحزب الشيوعي العراقي لحققنا يعض التقدم
هذا هو مستوى شعبنا الفكري وهذا وضعه هل تريد ان نقتله نعم علينا ان نغيره هل تريد ان نقتل الطلباني والبرزاني والجعفري والمالكي والحكيم والصدر وعلاوي والهاشمي والدليمي فهؤلاء شعب وضعهم اي مواجهة مسلحة مع هؤلاء في مثل هذه الظروف يعني الانتحار والموت فلا مجال امام الحركة الشيوعية غير معركة الديمقراطية العملية السياسية السلمبة وهنا تتوضح حقيقة الشيوعي واقول الحزب الشيوعي لم بخسر بل العكس هو الفصيل الوحيد الذي يعطي للحركة الشيوعية الصورة الصحيحة انا اسالك يا عزيزي ما ذا فعلتم انتم وما هو دوركم ومن يعرفكم وما هو تاثيركم في ما يحدث في العراق ارجوا ان تجيبني بشفافية وبدون تشنج عزيزي هناك واقع علينا ان نقر لا يمكن حرقه ولا يمكن القفز عليه اي محاولة من ذلك يعني النهاية لنا فلابد من مسايرتها وفي نفس الوقت العمل على تغيرها ورفعها الى الاعلى
عزيزي تستطبع ان تحكم بالقوة كما حكمت احزاب شيوعية يسارية وفرضت نفسها بالقوة عن طريق الثورة المسلحة لكنها فشلت وكان فشلا قاتلا ليس لهذه الاحزاب وحدها بل للفكرة الشيوعية لهذا يتطلب رفع مستوى الشعب العمل على نجاح العملية السياسية وترسيخ الديمقراطية وهذا يتطلب منا الاعتراف بالامر الواقع وبكل ما هو موجود من افكار واراء ووجهات نظر وعادات وقيم وعلينا ان نتقرب الى الذي هو اقرب ونتعاون معه لاجتياز مرحلة حالة اما اذا اعتقدنا نحن الاحسن ونحن الافضل وهؤلاء هكذا وهؤلاء هكذا تق لا تجد لا مكانا في الساحة حتى لا تجد من يسمع صوتك وبالتالي تموت


54 - رد الى: مهدي المولى
نزار عبدالله ( 2011 / 6 / 24 - 22:06 )
محاوري العزيز::
قلنا سابقا باننا لسنا بمغامرين سياسيين ولكن عليك ان تعرف كيف تدخل تلك العملية الديمقراطية التي تتحدث عنها وباية قوة وطاقة وفي ردي السابق اكدت على ضرورة حشد الطاقة لذلك والتعبئة التامة له، اما موضوع الثورة فان جوهرها ديمقراطية تحررية وسلمية ولكن البرجوازية والقوى الرجعية تفرض العنف عليك وانك مجبر للدفاع عن النفس ان تلجأ اليه في حدود لايتجاوز الحق المذكور، وموضوع فشل الثورات لاتعود الى انها كانت مسلحة بل لدى كل ثورة دينامية خاصة بها واسباب فشلها او نجاحها ينبغي ان تدرس بشكل ملموس وفق المنهج الجدلي والماركسي..
لقد اجبت بكل شفافية في حواري وفي ردودي على الاسئلة التي طرحتها (انظر رد رقم 52) عن اسئلتك ولاداعي ان اكررها..


55 - Superioriy of free enterprise system
Sami Elhassani ( 2011 / 6 / 24 - 21:16 )
The author still lives in the past. Socialism and communism are unpractical theories and are against human freedom and dignity. The demise of the Soviet Union in a very short time is a stark proof of that. Both are good to study in books only. On the other hand, the advances in human history was, is and will be a concrete proof of the validity of free enterprise system where individuals have freedom of thoughts, work and compete.


56 - رد الى: Sami Elhassani
نزار عبدالله ( 2011 / 6 / 25 - 22:58 )
تتحدث عن الاشتراكية والشيوعية كانها اخفقت بشكل كامل وتتعارض مع الحرية والكرامة الانسانية، ولكن لنتسأل قبل كل شيء ماهو هدف الشيوعية والاشتراكية؟ دعني اورد اقتباسا من البيان الشيوعي: -باستطاعة الشيوعيين ان يلخصوا نظريتهم بهذا الصدد وفي هذه الصيغة الوحيدة وهي: القضاء على الملكية الخاصة. وياخذون علينا، نحن الشيوعيين، اننا نريد محو الملكية المكتسبة شخصيا بالعمل، هذه الملكية التي يصرحون انها اساس كل حرية وكل نشاط وكل استقلال فردي-، ومن هذا المنظور وعلى نفس النغمة جئت تزعم بان التملك الحر والاقتصاد المبني عليه متطابق مع الطبيعة والكرامة الانسانية. نعم انك تردد ماقاله الآخرون قبل مئة وستين عاما ضد الافكار الشيوعية، وتريد الاستفادة من انهيار تجربة محددة بهدف دحضها واعلان نهاية التأريخ في العالم العربي كما قال متداخل كريم . لقد سبق وان تحدثت عن تجربة الاتحاد السوفيتي في الحوار، اما بصدد تناقض الشيوعية مع الطبيعة البشرية دعني اقول لك باختصار بان القضاء على الملكية الخاصة ليس فيه اي تناقض مع الطبيعة البشرية المزعومة وان الشيوعية رغم كل اخفاقاتها حققت تقدما في تحقيق هدفها ومازالت تناضل في سبيله وتقدمت بخطوات هامة في هذا المجال، استطاعت ان تتحرك وتهاجم الملكية الخاصة و روح التملك والجشع الرأسمالي، تمكنت من اعادة توزيع الملكية في بعض الاماكن بشكل تحقق نوعا من العدالة الاجتماعية، وتقلل من الفوارق الطبقية والهوة الشاسعة بين المعدمين والمتمتعين بنعمات تملك وسائل الانتاج والتوزيع والتبادل، جرت كل ذلك باساليب مختلفة سواء عبر فرض الضرائب التصاعدية او تبني اجراءات رادعة اخرى فرضتها على الدولة بغية كبح جماح طبيعة الملكية الخاصة وحريتها في الاستغلال وشرب غليل ضحاياه، وتمكنت الثورة الاشتراكية في روسيا بالاضافة الى كل ذلك من سحق الملكية الخاصة البرجوازية والرأسمالية الفردية اليبرالية التي تزعم بانها تنسجم مع الطبيعة والكرامة الانسانية، اعادت توزيع الملكية وحققت عدالة اجتماعية واسعة. ان تمركز وتركز الملكية في النهاية في يد الدولة ومؤسساتها كانت خطوة باتجاه تقليص الفوارق الاجتماعية والحقوقية في تلك البلدان واستفادت منها الدول الاسكندنافية ايضا لبناء لبنات اهم تجربة في حياة المجتمع البشري حتى الآن اي نموذج دولة الرفاه. هذه المكاسب العامة للبشرية نحن نعتبرها مكاسب اشتراكية تناقض حرية التملك والمنافسة في الاقتصاد الحر الرأسمالي.
اننا لن نحصر التجربة الاشتراكية وافكارها كما تفعل بالضبط في تجربة الاتحاد السوفيتي او المعسكر الشرقي، رغم ان هذه التجارب ايضا لاتعني رفض الافكار الاساسية للاشتراكية والشيوعية. اننا نرى بان المجتمع الراهن حقق تقدما هاما، بفضل نضال الاشتراكيين والشيوعيين في سبيل العدالة والرفاه والقضاء على الملكية الخاصة، ومازال امامنا في قاطرة التأريخ محطات اخرى كثيرة..


57 - مامفاكش...على 140مليارسنتيم...ومانايضش .....
دوحيد داوود ( 2011 / 6 / 25 - 00:02 )
الاستاد الفاضل صوتك سمع ووصل لدائرة العليا...كما اريد ان اسمعك صوتي لتسمعه لدائرتكم الصغرى...نهبوني ...و سرقوني...وعلى الرشوة بغاو اقتلوني...مامفاكش ...مامفاكشعلى 140مليارسنتيم وعلى موت كمال العماري مانيضش...مانيضش.../انها ابرز شعاراتي التي رفعت بمناسبة المسيرات السلمية من اجل الكرامة و الحرية و العدالة الاجتماعية...لحركة 20فبراير النبيلة...التفاصيل بصفحتي على حزب الفيس بوك////واعود بك الى اشكالية الهوية ومازلت اتدكر طرحي لمجموعة من الافكار و التسائلات و الاجابات بخصوص التعريف الحقيقي لهوية الانسان...للحوار المتمدن الدي بالمناسبةاشتقت الى اهله و احبابه و قرائه وكل من يحب السلام من اجل مستقبل الاجيال الصاعدة و القادمة و هدا هو بيت القصيد الاستاد الفاضل و الرفيق في الكفاح القلمي و الفكري لكي نموت و نحن رؤوسنا مرفوعة الى الاعلى عوض العيش كعبيد ...وتحرر الانسان من العبودية رهين بالكود الوراثي لفصيلة الدم التي تحدد هوية الانسان و ليس الفراش كما هو بالمعتقد ...بمعنى مبسط ليس المعتقد هو الدي يحدد هوية الانسان بناء على ماهو علمي و جينولوجي و بيولوجي...وعندما تتحرر المراة من قيود الرجعية التي تساهم في طمس هوية الانسان مما يتولد عنه جيل يمثل نواة دولة وسط دولة مجهولة الاسم و النسب و العرق...حتى تكتمل الفرجة لدوي الاختصاص على مستوى الاقمار الاصطناعية ...وبالتالي لم يعد يحتاج المنتضم الدولي للاقمار البشرية من اجل المعلومة و التي غالبا ماتكون مزورة المضمون و الجوهر لكبث مجموعة من النزوات المشبوهة من اجل المصلحة الخاصة ...وعليه فحقوق المراة و الطفل رهين بتغيير قانون الحالة المدنية بالاعتماد على الكود الوراثي في النسب و ليس الفراش كما همو بالمعتقد ...و من هنا نقول باننا بالفعل قمنا بخطوى اولى من اجل التغيير الدي هو رهين بتنضيم الاسرة و تحسين النسل ...فلا يعقل ان تجد داخل اسرة واحدة مجموعة من الكودات الوراثية عوض كود وراثي وحيد كما هو مؤكد علميا ...يجب محاربة المسكوت عنه بجميع الثيارات الفكرية سواء كانت دات طابع ديمقراطي او اشتراكي او علماني او يساري لان من الاختلاف نصل الى الائتلاف و هدا هو مصدر الثورة الكونية والتي لاتعتير فيها الثورة العربية سوى جزء بسيط من هده الثورة التي انطلقت بفضل الشرفاء من الجنس الادمي لاسقاط الصراع العربي اليهودي المسيحي الفارسي من اجل السلام الدائم على اساس قرابة الدم بغض النضر عن المعتقد او الاديولوجية او اللغة او العرق ...انها الافكار التي ستعيد بناء الامم المتحدة مع اعادة هيكلة مجلس الامن و اعادة النضر في التركيبة المؤلفة للمحكمة الدولية لهاي ...وتفعيل الشرطة الدولية بقوة القانون الجنائي الدولي ...ليبقى السؤال كم من الوقت ان افترضنا سلك هاته المنهجية كمرجع للثورة الكونية السلمية ...ليكون الجواب هو مدى استعداد الجميع بتقبل ثقافة حب الاعتراف بالاخر بعيدا عن التشدد العاطفي و الديني و العرقي و اللغوي ... فعندما يصل الفرد اينما كان جغرافيا الى مستوى السلام انداك نقول باننا امنا مستقبل مقبول لاجيالنا الصاعدة و القادمة كبنية استراتيجية للمستقبل...اريد معرفة عربدة موتي عليكم ان كان لكم واسع الصدر لتقبل متاهاتي الجنونية اخي في الكون وليس في الدم فحسب ...


58 - ابشروا ... فوكوياما العرب
حسن نظام ( 2011 / 6 / 25 - 01:55 )
من الممكن للسيد سامي الحساني ( لاحظوا مداخلة 55 ) ان يدعي انه فوكوياما العرب! لكنه كان من الافضل ان لايرطن بالافرنجية


59 - شكرا على النقاش المهم
جميل يوحنا ( 2011 / 6 / 25 - 09:50 )
استاذ نزار
السلام عليكم
أفكارك الجريئة تتطابق بشكل كبير مع أطروحات -اليسار الللاكتروني - التى طرحها السيد رزكار عقراوي في حواره مفتوح قبل اشهر
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=239626
هل توافق على ذلك؟


60 - رد الى: جميل يوحنا
نزار عبدالله ( 2011 / 6 / 25 - 23:17 )
باعتقادي ان موقع الحوار المتمدن يمكن اعتباره تجسيدا للنهضة اليسارية الجديدة في العالم العربي، تحدثت كثيرا في الحوار عن ضرورة النهضة وتأخرنا لعقود عن اللحاق بحركة اليسار الجديد التي شهدتها معظم الدول الاوروبية الغربية في عقد الستينات حيث تم اطلاق الكثير من المراكز والمجلات الفكرية والسياسية للتكفل بالمهمة.. ان موقع الحوار المتمدن اوقد شعلة النهضة اليسارية الجديدة في المجال الاعلامي بقوة وعلى الراغبين في الاستمرار توسيعها الى المجال الحزبي والتنظيمي والفكري الحر.. والحوار المذكور هو ثمرة تلك الجهود المبذولة واتمنى مشاهدة المزيد منها..


61 - The gentleman #57
Sami Elhassani ( 2011 / 6 / 25 - 10:45 )
The idea of Alhewar is to be objective and not personal. What does language has to do with it. It defeats the purpose of defending The Communist doctrine of being Universal. Still the question remains -why did the Soviet Empire collapsed in such a short time.-


62 - رد الى: Sami Elhassani
نزار عبدالله ( 2011 / 6 / 25 - 23:25 )
لقد اجبت عن سؤالك في الحوار وفي اجاباتي على المتداخلين.. فقط اضافة بسيطة ان الاتحاد السوفيتي لم تنهار في فترة قصيرة كما تزعم، وتسميتها بانها دولة امبراطورية ناجمة عن سوء قصد للنكاية بها.


63 - دون عنوان
خليل فرحات ( 2011 / 6 / 25 - 12:32 )
ما يدعو إلى اليأس وإن كان اليأس من أهل الضلالة هو الحديث عن الأحزاب العربية بأنواعها التي أكد وجودها بشكلها المنفرط أنها لا تحسن العمل السياسي وبالتالي ليست صالحة لأن تحكم هذا الإنسان العربي الذي أكدت ثقافته بأنه لا يحسن العمل الحزبي لأنها ثقافة ليس فيها ما يؤسس للدولة بل فيها فقط ما يؤسس للسلطان وإن تعددت أحزابه بتعدد شعاراتها وعناونها تبقى ليست أكثر من مجموعات يرأسها أفراد


64 - رد الى: خليل فرحات
نزار عبدالله ( 2011 / 6 / 25 - 23:31 )
هدف الحوار هو ضرورة تجديد النمط والعقلية الحزبية السائدة وبخاصة لدى الاحزاب التي تدعي التقدم في الفكر وتسعى الى الحرية والعدالة والمساواة وقلع النظام الرأسمالي الاستغلالي من جذوره، ولقد انتقدنا النزعة السلطوية في الاحزاب السائدة واكنا على ضرورة تعزيز وتقوية النزعة التحررية في الاحزاب الشيوعية العربية القائمة او في عملية ولادة الاحزاب والتنظيمات الماركسية واليسارية الجديدة..


65 - معذرة للاستاذ نزار
محمد الرديني ( 2011 / 6 / 25 - 22:17 )
الا تعتقد ان تبرير عدم التكهت بمستقبل الحركات اليسارية في العالم العربي ازاء تسونامس الذي يهز المنطقة هو نوع من التبرير المضحك لاني اعتقد ان اي حركة يسارية لاتستمد قوتها الا من التسونامي او الهزات السياسية كما احب ان اسميها
اما اذا ظللنا على هذه الحالة من التبريرات قسنقرأ الفاتحة على كل حركة يسارية قادمة وربما قرأت الفاتحة منذ سنوات
معذرة مرة اخرى فالحرص يتوجب في بعض الاحيان صراحة مزعجة
تحياتي


66 - رد الى: محمد الرديني
نزار عبدالله ( 2011 / 6 / 25 - 23:53 )
لقد كنا متشائمين من الواقع البائس للحركة الشيوعية واليسارية القائمة في العالم العربي قبل عدة سنوات ونقدنا اللاذع كان بهدف تجاوزها، ومع بوادر النهوض ثم انطلاق الحركة بشكل مؤثر في خضم تسونامي الشرق الاوسط والعالم العربي اوقدت شعلة الامل تضيء الدرب، ولكن لااؤمن بحتمية التقدم والنصر، بالنسبة لي كل شيء يتوقف على الصراع والكفاح البطولي والجراة والتصميم في تقدم ودفع الحركة، يلوموني القراء لصراحتى المزعجة والبعض يحبذ اطلاق البشرى السارة، اما بالنسبة لي تخليت عن التأريخانية والتقاليد التي تؤمن بان التأريخ جار لصالحنا وان كل الاحداث تتجه باتجاه السقوط المحتوم للرأسمالية ودورنا بسيط فقط ان نعجل سقوطها ليس اكثر!، ان الرأسمالية اثبتت بانها تجدد نفسها وتحسن من ادائها وعلى المناهضين لها ان يتخلوا عن التبشير ويستعدوا للصراع ويعدوا العدة لها وان عجلة التأريخ لاتعرف الرحمة ابدا...


67 - Historical Facts
Sami Elhassani ( 2011 / 6 / 26 - 01:32 )
1. The enslaving of more than 10 countries from Eastern Europe to East Asia and south to Armenia and Otherbygan for over 60 years qualifies the soviet union to be labeled as an Empire.
2. The collapse of of the Soviet Union happened in less than a year (1989). By comparison, it took over 4 years for the Ottoman Empire to fall.

My best regards


68 - رد الى: Sami Elhassani
نزار عبدالله ( 2011 / 6 / 26 - 21:47 )
لدي ملاحظات كثيرة على كلمة الامبراطورية السوفيتية واستعباد الشعوب التي تتحدث عنه لمدة 60 سنة وكأنك تتحدث عن الامبراطورية الروسية قبل ثورة اكتوبر العظمى، هذه الثورة التي غيرت ملامح كل الامبراطوريات السابقة الى الابد، فضحت سياسات تقسيم العالم بين القوى الامبريالية الكبرى وافشت اسرار الاتفاقيات المشؤومة مثل اتفاقية سايكس بيكو. واستطاعت لاول مرة ان توحد اكثر من مئة قومية بشكل طوعي واختياري في اتحاد لجمهوريات سوفيتية، رغم عودة القومية والحركات الانفصالية وكذلك انفصال الجمهوريات وتفككها الى دويلات صغيرة الا ان التجربة جديرة بالدراسة والامعان لكل من يريد ان يفتح عيونه ويتعلم من التأريخ بغية تطوير البشرية وبناء مجتمع بشري عالمي خال من الصراعات والامبراطوريات..
بامكانك ان تقارن كما شئت ولكن الاهم من كل ذلك هو النظرة الى التجربة بعيون ناقدة وفاحصة وليس بغرض النكاية او الرفض التام، في النهاية وفي الوقت الذي لم تتمكن تركيا من العودة الى الساحة الدولية كلاعب دولي مؤثر فان الدب الروسي السائب (حسب قول رونالد ريغان في بداية الثمانينات) خرج من تحت الانقاض يسرح ويمرح في الغابة حاليا و على اعدائه الحساب له الف حساب !


69 - حشك
عبدالله اربيلي ( 2011 / 6 / 26 - 06:54 )
ركزت كثيرا على حشع ولم تتطرق الى مواقف قيادة الحزب الشيوعي الكردستاني الانتهازية المشارك في حكومة البارتى واليكيتى وهادي محمود الناطق باسمها
هل ان البارتي واليكيتي ارشى اي اشترى بالفلوس قادة حشك وحشع وهاولاتي نشرت فضيحة حول رواتب هائلة يتلقونها قادة هذا الحزبين ولذلك اصبحوا انتهازين وبدون اي موقف بل ناطقين باسم حكومة الاقليم الفاسدة


70 - رد الى: عبدالله اربيلي
نزار عبدالله ( 2011 / 6 / 26 - 21:22 )
هذه الملاحظة التي اثرتها يدل على الدقة والاهتمام والتأني، في الحقيقة نظرتى الى الحزبان الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني تختلف كثيرا عن بعضها البعض، رغم ان الحزب العراقي باعتقادي لايزال يحتفظ ببعض حيويته ولم يستنفد كل فرصه للمراجعة والنقد والتجديد الا انني اعتبر الكردستاني فوت الكثير منها.. لقد تمكنت الحركة اليسارية الشيوعية الجديدة تهميش دور الحزب الشيوعي الكردستاني وهمينت على الشارع السياسي اليساري في الاقليم، لم يراجع الحزب الشيوعي الكردستاني نفسهخلال 20 سنة الماضية ولم يتمكن من تغيير سياساته وفوت الكثير من الفرص لاجل ذلك، في النهاية وقع بشكل مخزي في شباك السلطة القومية الحاكمة وهو غير قادر على الانفلات من عقده.، ولايملك اي خط للرجعة. آمل ان لايلقى العراقي نفس المصير.


71 - ماذا حصل لتحالفكم
Ahmad Ali ( 2011 / 6 / 26 - 07:03 )
قبل سنوات تحالفتكم مع كتلة المسار في الحزب الشيوعي العراقي وتنظميات هامشية مثل مجموعة صباح زيارة!!
اين وصل التحالف؟؟


72 - رد الى: Ahmad Ali
نزار عبدالله ( 2011 / 6 / 26 - 21:32 )
علاقتنا مع كتلة تصحيح المسار- الحزب الشيوعي العراقي كانت جيدة في بداية انشقاقها عن الحزب الشيوعي، ولكن هذه العلاقة لم تصل الى مستوى انشاء تحالف، تطورت الى حد تشكيل -لجنة تنسيق القوى الشيوعية والماركسية- وبدورها لم تستمر الا لشهور، لم يكن للاتحاد وليس لديه الان كذلك اية علاقة مباشرة او غير مباشرة مع الحركة المسمى بالتيار اليسار الوطني العراقي الذي يقوده صباح زيارة الموسوي في الخارج (من سوريا)..


73 - القران المجيد كتاب الله دستور المسلمين بصوره خاصه
هاشم ( 2013 / 6 / 27 - 23:39 )
القران المجيد هو كتاب الله دستور كامل من الله للمسلمين بصوره خاصه ولكل شعوب العالم بصوره عامه ولا يحتاج الانسان المسلم المومن بان ينتمي الى حزب دستوره من تاليف انسان لم يصل الى الكمال --- حيث بعد مده من الزمن تشاهد سقوط وانهيار هذه الاحزاب في العالم وانتم اعرف بها لعدم صلاحياتها وحقوق الانسان او الشعب او الامه او الدوله ولذلك لم ينجح اي حزب من تاليف اي انسان كان في قيادة الانسان وخصوصا المسلمين اينما يكونوا في العالم لان الانسان هو من خلق الله وان الله له العزة والكمال في نظام حيان الانسان بموجب دستور الله القران المجيد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخر الافلام

.. فيديو: هل تستطيع أوروبا تجهيز نفسها بدرع مضاد للصواريخ؟ • فر


.. قتيلان برصاص الجيش الإسرائيلي قرب جنين في الضفة الغربية




.. روسيا.. السلطات تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة| #ا


.. محمد هلسة: نتنياهو يطيل الحرب لمحاولة التملص من الأطواق التي




.. وصول 3 مصابين لمستشفى غزة الأوروبي إثر انفجار ذخائر من مخلفا