الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتداب الغربي يعود الى العالم العربي

محمد نفاع

2011 / 6 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


*نحن ضد قتل المدنيين وضد التوريث، وضد قوانين الطوارئ وضد الاعتقالات والكثير الكثير غيرها، فهل لهذا السبب تتآمر أمريكا على النظام السوري !!*
*على الانسان الثوري الحقيقي ان يعرف العدو الاساسي له وللانسانية وللشعوب وللكادحين، وامريكا والاستعمار هم هؤلاء العدو، هذه هي البوصلة وعلينا ألا نفقد البوصلة، دكتاتورية بروليتاريا لينين، ودكتاتورية ستالين أشرف بما لا يقاس من دمقراطية اللصوص المستعمرين والخونة . هذه هي البوصلة، وهذا هو المحك .*
أسلوب الانتفاضة الشعبية في تونس ومصر لاقى التأييد والترحيب العارم من كل قوى السلام في العالم، وطبعا نستثني مواقف قوى الشر في العالم وفي طليعتها الولايات المتحدة الامريكية واوروبا وبقية المجرورات، التي بذلت ولا تزال الكثير من التلوّن والالتفاف للركوب على الموجة واظهار التأييد وكأنها ليست لها الضلع الاكبر في تأييد هذين النظامين وغيرهما . وأحد الجوانب المضيئة في هاتين الانتفاضتين هو الاسلوب السلمي دون استعمال السلاح، فاستعمال السلاح كان وقفا على الحكومة، على النظام وهذا شيء في غاية الأهمية من أجل اتخاذ الموقف الواضح في هذه القضية العينية، كذلك لم يكن هنالك استنجاد بالدول الامبريالية ولا حتى تحت مظلة الأمم المتحدة، وهذه هي القضية الجوهرية .
الأمر مختلف الى حد كبير بخصوص ليبيا الغنية بالنفط، حيث ان جزءا هاما من المعارضة طلب التدخل الخارجي، والذي تمثل عمليا بحلف شمال الأطلسي العدواني الاستعماري، وهذا ما كان، وبرأيي كل معارضة تطلب التدخل العسكري الامبريالي هي خائنة لقضية وطنها وشعبها، وحتى للقضايا التي تدّعي انها تناضل من أجلها، هذا ما جرى في ليبيا بالرغم من كل تنديدنا بسياسة معمر القذافي واستعمال السلاح وقتل المدنيين، هذا ما جرى قبل ذلك في العراق، قد يكون الطاغية صدّام حسين قتل عشرات الألوف من شعبه، وهي جريمة، منتهى الجريمة، بينما امريكا المحتلة تتسبب في مقتل مئات الألوف وهي التي جاءت لانقاذ شعب العراق .
كان يوما اسود عندما استجابت الجامعة العربية ودولها للضغط الامريكي من اجل اخراج القوات العراقية من الكويت، وهي تدفع ثمن أخطائها. ولا أملّ ابدا من تكرار موقف توفيق زياد عندما قال امام عشرات الالوف : اذا كانت الولايات المتحدة هي من وراء انسحاب العراق من الكويت فنحن نرفض هذا الانسحاب، مع أننا عارضنا الاجتياح العراقي للكويت . هذه هي البوصلة الصحيحة، ثم كان غزو العراق بحجج كاذبة حول الحرية والديمقراطية وسلاح الدمار الشامل، بينما الهدف هو الابقاء على اسرائيل،الدولة القوية الوحيدة في الشرق الأوسط من اجل تنفيذ السياسة الامريكية، طبعا الى جانب نهب خيرات وحضارة العراق، وهذا هو الدافع بالذات لاستهداف ايران .
هنالك آراء تنجذب مهرولة الى تعابير الدمقراطية !! وانا أدعي ان "دكتاتورية كوريا الدمقراطية"، أفضل بما لا يقاس من ديمقراطية امريكا واوروبا واسرائيل، تجاه الشعوب وتجاه الشعوب العربية والشعب العربي الفلسطيني بالذات، وتجاه شعبها هي . كوريا قدمت المساعدات العسكرية لكل بلد مهدد بالاحتلال او محتل، وامريكا قدمت كل انواع الدعم للمحتلين وفي طليعتهم اسرائيل الدمقراطية .
واقول اكثر من ذلك :هنالك من يحلو له استعمال الستالينية كأمر ملعون منبوذ يفح بالسجن والتعذيب وتقديس الشخصية الخ...
وجاء غورباتشوف ويلتسين وياكوفليف وشفردنادزة وهم دمقراطيون جدا ورأينا ماذا كانت النتيجة، خيانة مطلقة للحزب والوطن والشعب .
والآن الى الوضع في سوريا : نحن ضد مخاطبة المتظاهرين من اجل مطالب عادلة بالسلاح، وضد القتل، ولم نكن اصدقاء حميمين جدا للنظام السوري، لم تكن لنا كلمة عند هذا النظام، ولم ننظم وفودا لزيارة سوريا والتواصل القومي، بالضبط لأننا لسنا محسوبين اصدقاء طيّعين لهذا النظام، هذا الامر الذي نؤيده أنيط بغيرنا، نحن باقون على موقفنا والغير هو الذي تغيّر. وصلتنا ثلاثة بيانات من الحزبين الشيوعيين في سوريا ومن اجتماع الاحزاب الشيوعية في بروكسل،بمشاركة خمسين حزبا من اربعين دولة، ومؤخرا بيان الحزب الشيوعي السوري وأمينه العام الرفيق عمّار بكداش، وقبل ان يصلنا أي بيان اتخذ حزبنا الشيوعي موقفا يتطابق تماما مع كافة الاحزاب الشيوعية، لأننا ننطلق من نفس المنطلق الفكري والسياسي، والاجتماعي والطبقي، أي الماركسية اللينينية .
عندما كنا نشارك اهل الجولان السوري المحتل في عيد الجلاء وذكرى الاضراب الكبير ضد قانون الضم الاسرائيلي الاحتلالي المرفوض، كنا نحيي الشعب السوري، ولا نركّز على تحية النظام السوري من اجل استدرار التصفيق من الحاضرين على الجانبين، وكانت النتيجة اننا "حرمنا" من التطرق الى كلماتنا في التلفزيون السوري، ولم نجد في ذلك خسارة فادحة لنا . بينما الذين كالوا المديح لدرجة الوجهنة من مستقلين وتجمع وحركة اسلامية انقلبوا رأسا على عقب .
النظام السوري أيّد المقاومة اللبنانية البطلة، ووقف ضد مخططات الولايات المتحدة الامريكية بقدر مدى وعيه، وجوهره، وقدرته، وكذلك ايران، وهما من محور الشر بحسب تعريف الاستعمار الامريكي فقط لهذا السبب وليس حرقة على الشعبين في سوريا وايران .
نحن ضد قتل المدنيين وضد التوريث، وضد قوانين الطوارئ وضد الاعتقالات والكثير الكثير غيرها، فهل لهذا السبب تتآمر أمريكا على النظام السوري !! وماذا مع تلك النظم العربية، التي لا توجد فيها ولا ذرة من الدمقراطية، وامريكا تحمي تلك العروش بقواعدها العسكرية المرشومة على ارض هذه العروبة، وطبعا هذه القواعد ليست موجهة ضد العدو الاسرائيلي والكيان الصهيوني المحتل، بل ضد كل من يرفع رأسه وصوته ضد الولايات المتحدة والعولمة وشرق اوسط خانع لأمريكا .
والسؤال : لماذا استعملت بعض مركبات المقاومة السورية أحدث انواع الاسلحة وهي ليست موجودة لدى الجيش السوري وقوات الامن السورية!! كيف حصلت عليها!! عندما تأتي امريكا واوروبا وتركيا وقوى الرابع عشر من آذار في لبنان والرجعية العربية، وعبد الحليم خدّام عبد النظام بالأمس وأيوب القرا وتتفق كلها وتدعو الى تأييد المقاومة، وخاصة حركة الاخوان المسلمين والتي تدّعي امريكا بأنها قوى ارهابية، الا يقول ذلك لنا شيئا!! يجب ان يقول كل شيء .
الا يقع هذا الحماس المنقطع النظير ضد النظام السوري في تناقض مع الماركسية اللينينية، التي رأت وترى ويجب ان ترى في الاستعمار هو العدو الاول والجوهري والاساسي للشعوب!! ان موقف "عليهم" من بعض الرفاق يتناقض مع موقف الحزب، وموقف الحركة الشيوعية العالمية، وموقف الصين وكوبا وكوريا وحتى روسيا في هذا المجال بالذات .
نفس هؤلاء البعض منا أصروا على تأييد موقف بعض الشيوعيين العراقيين الذين استقبلوا المحتل الامريكي بالعلم الاحمر المجيد والورود الحمراء، وعندما كانت لنا مواقف مغايرة هبّ هؤلاء الرفاق وقالوا: مرجعنا هو الحزب الشيوعي العراقي، واهل مكة أدرى بشعابها، فلماذا التنكر الآن لموقف الشيوعيين في سوريا؟ ولكل الحركة الشيوعية، نحن أدرى بشعاب مكة ومصالح اهل مكة، وشعب مكة من بعض اهل مكة عملاء الاستعمار.
نحن نحذر مجددا من خلق "زعامات" مستقلة، شفافة، مائعة، تفقد ثوريتها بواسطة بعض الجمعيات المموّلة من اوروبا وامريكا، هذه الجمعيات الخيرية والتي لها أحيانا الثمن السياسي الغالي، وهذا ما أكد عليه أمين عام حزب الشعب الفلسطيني، الرفيق بسام الصالحي، والاخ عزام الأحمد في اللقاء معهم في رام الله، وانا اقول ذلك بدون تعميم، ولكن هنالك أمثلة صارخة، في الضفة وعندنا وكلها تحت ستار المنظمات غير الحكومية، إن حبّ الظهور بمظهر "السوبر دمقراطي" وبهذا الشكل المجرد هو خطأ فادح . الدمقراطية الغربية جلبت سايكس بيكو، ودكتاتورية البروليتاريا فضحتها، الديمقراطية الغربية خاصة بعد الثورة الفرنسية سنة 1789 أنتجت أخطر وأبشع استعمار، تمثال الحرية ودعاته جلبوا أفدح الكوارث للشعوب.
وها نحن نرى ان الانتداب الغربي يعود الى الشرق الاوسط أيضا بفضل بعض مركبات المعارضة، وطبعا بدافع الاستعمار والاستغلال والهيمنة وليس من اجل الحرية والدمقراطية .
ونسمع من البعض ان "اليسار" السوري مع المقاومة المسلحة!! اليسار في سوريا هم الشيوعيون والناصريون وحتى البعث كما يدّعي، فمن هم هؤلاء اليساريون!! ألا يوجد لدينا البعض من هؤلاء الأفراد وجلّ نشاطهم معارضة الشيوعيين والتحريض عليهم في نشاطاتهم!!
أين هذا العالم الحر من معاناة الشعب العربي الفلسطيني وحقه العادل!! وحقوق الانسان المقدمة له من اسرائيل يوميا!!
وها انا أصل الى استنتاج صحيح على العموم: حيث تقف امريكا واوروبا واسرائيل والرجعية، علينا ان نقف موقفا مجابها معارضا، وكان وسيكون دائما هو الموقف الثوري الصحيح، نحن ضد إطلاق النار على المتظاهرين في سوريا ! وماذا مع إطلاق نار "المقاومة" على الجيش السوري!! ولماذا رفض الحوار الذي عُرض، ولماذا هذا الانتقال "الثوري" جدا في شعارات بعض مركبات المقاومة والتي لم تطالب بداية في اسقاط النظام، بل طالبت باصلاحات، ثم جرى الانتقال هرولة الى إسقاط النظام، اذًا هذا هو الهدف الاساسي لديهم، هذا هو أمر السيد الامريكي، هذه العنعنات نعرفها جيدا على الانسان الثوري الحقيقي ان يعرف العدو الاساسي له وللانسانية وللشعوب وللكادحين، وامريكا والاستعمار هم هؤلاء العدو، هذه هي البوصلة وعلينا ألا نفقد البوصلة، دكتاتورية بروليتاريا لينين، ودكتاتورية ستالين أشرف بما لا يقاس من دمقراطية اللصوص المستعمرين والخونة . هذه هي البوصلة، وهذا هو المحك .
وفي حالة إسقاط النظام السوري من هو البديل !! البديل هو من ترضى عنه امريكا، من أولئك الذين يطلبون التدخل، تماما كما جرى في العراق، وتماما كما جرى في أفغانستان، وتماما كما جرى في كردستان العراق، هناك تسرح وتمرح امريكا ورجال المخابرات من مختلف الدول ومنها اسرائيل كما نسمع. بعض القادة هناك تدربوا هنا، وبعض قادة دولة سعد حدّاد تدربوا هنا هذه هي الدمقراطية الحقة، تقسيم الدول وتفتيتها ؟.
على النظام السوري ان ينتقل نقلة نوعية شاملة في الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بهذا يكسب ثقة الشعب السوري المجيد، ويضع كل ثقله في المعركة ضد الاستعمار .
هنالك أدباء وشعراء، ولا أعمم طبعا، حساسون جدا لقضية الحرية والدمقراطية والتسامح، ووقع هنالك خلاف بين لينين وبين الأديب العملاق مكسيم غوركي وكانت النتيجة حاسمة لرأي لينين باعتراف غوركي، وكم صدق فريدريك انجلز المتواضع الثوري الأممي الذي قال عن نفسه انه الوتر الثاني في الكمان وان المعلم هو كارل ماركس، هذا العملاق الأممي قال: على الأكاديمي ان يتعلم من العامل أكثر مما يتعلم العامل من الأكاديمي، دون أي غمط او استهانة بدور وقدرة ووعي الأكاديمي .
والقضية ليست قضية نقاش بين أجيال، بين الشباب والكهول كما يظن البعض، القضية هي في الموقف من الثوابت الثورية الأممية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بات اجتياح رفح وشيكا؟ | الأخبار


.. عائلات غزية تغادر شرق رفح بعد تلقي أوامر إسرائيلية بالإخلاء




.. إخلاء رفح بدأ.. كيف ستكون نتيجة هذا القرار على المدنيين الفل


.. عودة التصعيد.. غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي على مناطق في ج




.. القوات الإسرائيلية تقتحم عددا من المناطق في الخليل وطولكرم|