الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابتلاء العراق

محمد الخفاجي

2011 / 6 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


ابتلاء العراق
منذ التاسع من نيسان 2003 ابتلى العراق بساسة ليس لهم علاقة بالسياسة ، فقد تطفلوا عليها ، حيث قال احدهم يصف نفسه انهم سياسيو الصدفة نتيجة الظروف الشاذة التي حلت بالعراق بعد تحريره من اعتى تسلط عرفه التاريخ تسلط الانسان على اخيه الانسان ، ولحد الان لم يعرف التاريخ تسلطا شاذا ومنحرفا عن كل القيم والاخلاق المتعارف عليها بين الشعوب ، كالذي هزم بأيدي اجنبية والتي مكنته طيلة خمسة وثلاثون عاما من وأد كل حركات التحرر في العراق ، فقد تمرد المعتوه على من صنعه وامده بكل مقومات البقاء والاستمرار لتلك الفترة المظلمة في تاريخ العراق ، وهي احلك الساعات ، عانى منها ابناء العراق ابشع صور العنف والارهاب والتسلط والتحدي والتغييب تحت مرآى ومسمع كل منظمات حقوق الانسان والتي انبرت بعد سقوطه لتقتص من ضحايا ذلك المعتوه وتدافع عن جلاديه قبل ان تجف دماء هم ، وكأن منظمات حقوق الانسان لا تعرف مكانا او بلدا سوى العراق لتمارس به نشاطها المشبوه سوى العراق ، ولم تفكر يوما بالضحايا والارامل والايتام الذين ذبح آبائهم وابناءهم واغتصبت نساؤهم في المساجد ودور العبادة ورميت جثثهم في الجداول والانهر والمقابر الجماعية ، وانتهكت كل تلك الاعراض دون ان تحرك تلك المنظمات ساكنا او يهتز لها من ضمير ( ان ملكت ذرة ضمير ) ، والادهى من كل ذلك ان بعض المنظمات التابعة لها وتعمل تحت يافطتها هي من تقوم بذبح الناس بطريقة اللعب على اعصاب ممن عانوا من خلال المتاجرة البائسة للدفاع عن القتلة والمجرمين العتاة واظهارهم كضحايا للمخبر السري ، وقامت الدنيا ولم تقعد للنيل من هذا المخبر الذي اخفى هويته خوفا من ان تصل اليه يد الارهاب الاخطبوطية ، والانكى من كل ذلك نرى بعض ضحايا تلك العصابات هي من تدافع عن قاتليها عندما ضللت بشعارات تلك المنظمات وصدقتها ونست او تناست تلك المظلوميات على ايدي تلك الزمر ، وهي تنبري للمطالبة باطلاق سراح المعتقلين كما يسمونهم بالابرياء ، تلك النغمة التي تعزف على مناجلها دماء الضحايا وخاصة عروس التاجي ، وتطالب باستمرار بضرورة الافراج عنهم ، تحت شعار بائس لم يجني منه العراقيون سوى الموت والعذاب والقهر ، شعار سئم الناس من سماعه ، انه المصالحة ، حيث استحدثت وزارة بأسمها واختير كادرا يتخبط بلقاءاته مع تلك المجامع اداخل وخارج العراق ورصدت لها الاموال الطائلة ، لو صرفت على الضحايا لخففنا من معاناتهم ، ونرى تلك المجاميع التي تسمي نفسها مقاومة للاحتلال هي نفسها لازالت تصدر البيانات وتتبنى عمليات القتل الجماعي في الاسواق والاماكن العامة ولم نرى محتلا قتل كما يدعون ، وكان جل استهدافهم للابرياء ، ذلك الكادر الذي كنا نعتقد بأنهم ضحايا لتلك المجاميع الضالة ، نراهم يعقدون والجلسات والندوات والمؤتمرات الصحفية ليبرروا تلك الجرائم ويفتخرون بزهوا الفاتحين انهم بين هؤلاء ، ويصافحوهم وايديهم لا زالت تقطرا دما ، وهم يدركون من يصافحون ، ويتجاهلون كل هذا من اجل ارضاء بعض المنتفعين من السلطة ، وحلاوة الكرسي الهزاز الذي يجلس عليه هذا او ذاك معتقدين انه دائم ، بئس الكرسي وبئس جالسيه ، وبئس من صافح العتاة من اجل استمرار ذلك الظلم الذي احرق كل شئ في العراق ، فقد شوهت صورة التغيير في التاسع من نيسان تحت يافطات ملئها النفاق والدجل والرياء والمجاملة ، ، فغيروا تلك الوجوه الصفراء ، ورفعوا شعارات التضليل والكذب ، واعتمدوا خداع البسطاء من الناس المغلوب على امرهم بتلك الشعارات التي لا تسمن ولا تغني ، وركض الجهلة والاميون تحت تلك الشعارات ومارسوا ابشع الجرائم تحت مظلتها ، واستطاع هؤلاء المظللين والضالين في ايصال مجموعة شاذة الى مراكز القرار السياسي الفاعل والمؤثر ، حيث وضعوا العصي امام عجلة التغيير ، واصبح العراق يراوح مكانه ، ان لم نقل تراجع الى الخلف عشرات السنين.
حيث نلاحظ ان كثيرا من المجرمين ممن اودعوا السجون في فترة من الفترات افرج عنهم بالعفو العام الذي اصدره البرلمان العراقي في سلة واحدة لتمرير بعض الملفات الساخنة التي تخدم اهوائهم ، وها نراهم يذبحون ويغتصبون ويقتلون الاطفال بدم بارد . ان مشروع المصالحة الا تبرير لتلك الجرائم التي ما انفكت الا وتمادت لتزداد تلك الجرائم عندما يختلف المتحاصصون في كعكة العراق ، واول ضحايا تلك الصراعات هم الابرياء من ابناءنا ، ومن يحصد ثمار تلك الصراعات هم ممن زينت في اعينهم تلك الدولارات الذي لا يجدون مكانا لحفظها ، فقد زادت عن حدها ، لذلك نراهم يتخبطون في تصرفاتهم واعمالهم معتقدين انهم يخدعون الناس ، نقول لهم تبا لكم وسحقا لمصالحكم التي لاتعرف الرحمة بهذا الشعب البائس تلفحه حرارة الصيف في مفترقات الطرق ليستجدي لقمة العيش وانتم تهربون الاموال بلا طائل ، والانكى من كل ذلك ان يصل مستوى المحاصصة الى ساحات التظاهر ، فمنهم من قال ان ساحة التحرير هي ملك صرف لتلك الجهة ولايسمح للشعب ان يمارس حقه في التعبير عن الحوادث المؤلمة ومطالبيه الحقة في انزال القصاص العادل بالمجرمين الذي اوغلوا في دماءنا ، ويطالبوننا للتعبير عن اراءنا في ساحة اخرى وهي ساحة الفردوس ، لان المحاصصة وصلت الى توزيع ساحات الاحتفالات والتظاهر ولم يفكروا يوما بما حل بجرذ العوجه ، فمصير الطغاة واحد وان اختلفت الازمان والاوقات ، ولا ت من مندم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خيم اعتصامات الطلبة تتوسع في بريطانيا | #نيوز_بلس


.. أعداد كبيرة تتظاهر في ساحة الجمهورية بباريس تضامنا مع فلسطين




.. حركة حماس: لن نقبل وجود أي قوات للاحتلال في معبر رفح


.. كيف عززت الحروب الحالية أهمية الدفاعات الباليستية؟




.. مفاوضات للهدنة بغزة مع تحشد عسكري إسرائيلي برفح