الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرجل الميساني وحقوق نظرية الفوضى الخلاقة

رحيم الساعدي

2011 / 6 / 19
العولمة وتطورات العالم المعاصر


الرجل الميساني وحقوق نظرية الفوضى الخلاقة
د.رحيم الساعدي
تتشابه غرائز الإنسان لان مشغلاته واحدة ، فالحسد والحقد ولغرائز واحدة ولهذا تتشابه في كثير من المواقف ردود الفعل البسيطة والمعقدة بين فرد وآخر أو بين دولة وأخرى أو امة ومثيلتها . و يمكننا من هذا القياس تبني استهجانا واحدا ثابتا يعتمد على نبذ أي سلوك أو فعل يتسم بالخطأ لرجل حضري أو ريفي في الشرق او الغرب ، في أوربا أو أمريكا أم في اسيا وغيرها وفي أي مكان في الأرض .
ومناسبة الحديث المتعلق بالغرائز والحاجات الواحدة هو نظرية سياسية أخذت مديات فكرية وتطبيقية في الساحة العالمية تلك المتعلقة بالفوضى الخلاقة التي ولدت من رحم الحاجة الغربية وتداعيات السيطرة والاستغلال ، ولا غرابة انها ولدت قبل ذلك من رحم الحاجة الجنوبية في ميسان جنوب العراق ، فيحكى بهذا الصدد ان رجلا استدان مبلغا من المال وعجز عن رده لأصحابه ، وإذ سأله احد اقربائة عن استراتيجيته في سداد الدين الكبير اجاب وهو الذي لم يطلع على ماهية العلوم المستقبلية او المناورات السياسية ولم يعرف المناهج التي ترتبط بشكل مباشر بأصحاب التمويه والتدليس ، قائلا وملوحا بأمنياته بان تحدث كارثة ما ، والدلالة هنا تشير الى توقعه بحدوث حرب بين القبائل او يحاول تصنيعها – لان تفكيره السلبي يقود الى تلك الحقيقة – عندها سيختلط الحابل بالنابل وسيؤدي ذلك إلى جملة من الخيرات التي ستتوفر منها موت الذين استدان منهم أو إمكانية النهب لبعض الأموال والسداد أو ربما يعفى من الدين لسبب أو آخر . إنها غرائز بدائية لرجل بسيط وفقير ومحتاج ، ادخر بعض العذر له ولحاجته ولقلة حيلته ، ولكنه صاحب نظرية على أي حال فهو صاحب نظرية الفوضى الخلاقة أو الفوضى المثمرة والتي نسبت إلى أمريكا وتبجحت بها كوندليزا رايس طويلا !!!.
والفرق بين الايديلوجيتين ان أمريكا الغنية تطبق هذه النظرية من اجل العبث وجعل شعوب الأرض بمثابة حقل تجارب تستعيض بها عن جرذانها التي اعترض على آلامها منظمات حقوق الإنسان في أمريكا وأوربا في حين ان الحاجة والسذاجة هي ما دعت ذلك الرجل الجنوبي البسيط إلى هذا التبني الموغل في الغرائزية والاعتماد على الفعل المستقبلي الممكن ، على ان هذا الرجل لا يقوم مطلقا برسم سيناريو تداخلي يمثل فخا للشعوب أو انه وضع للإحداث القادمة المؤدية إلى الخراب خططا منهجية ، بل ان كل ما فعله هو الركون إلى فعل القضاء والقدر وبعض الحتميات التي تتطلع إلى الخراب ولا تستعجله وكل ذلك في قرية بسيطة ، وأنا على يقين اننا اذا ما خيرناه بسداد ديونه وهلاك مدينته أو بلده فسوف يرفض .
وهذا ما لا تجده في الدول العظمى التي تنصب الطغاة وتستعجل حصادهم ، فالولايات الأمريكية العظمى لا تتوانى عن وضع وصنع أزمة ما لجماعة ما لمسالة بسيطة فضلا عن صنع الأزمات للدول وأظن بان لديهم وزارة خفية هي وزارة الأزمات وما يحصل في العراق منذ عشرات السنين سببه أمريكا التي تستبد وتستعبد الدول بدوافع غرائزية منها العبث والتجربة والنفع ، وهي تفعل ذلك لا لسد حاجتها فتلك الحاجة كما هو معلوم لا تنتهي أبدا .
ان كل ذلك يقودنا إلى تبني فهمين لغرائز الدول ، اوالى مفردتين الأولى هي شذوذ الغريزة لدى تلك الأمم المستبدة والثانية تتمثل بتطوير غرائز تلك الدول لتتفوق على الغرائز الحيوانية بحكم تطعيمها بالأساليب العلمية الحديثة والتطور العلمي والتكنولوجي ، فينتج على هذا الأساس مزيج من السلوك والتصرف يصطبغ بالغرابة والشذوذ فهو لا يمت إلى الآدمية ولا إلى الغريزة بصلة ، وهو لا يتوافق مع التصرف الغرائزي البسيط للرجل الميساني الذي طبق تلك النظرية وله قصب السبق مع انه لم يغادر منطقته (المشرح ) طوال حياته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كل شئ في حركه والزمكان عنصر هام في الفهم والت
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2011 / 6 / 20 - 09:37 )
تحيه مخلصه وحميمه ياابن الاخ د رحيم
عسى ان يكون صدرك رحبا لما ساءقول ربما قاسيا
افرحتني جدا بالدال التي تحملها ولو انني لاادري في اي مجال علمي او مهني
جميل منك ان تكتب وان تكتب معنا تريد ايصال راءيك ولانك اتحت المجال للتعليق معناها تؤمن ب راءي الجماعة خير من راءي الفرد
والتطور يحدث بتفاعل الاراء والافكار
انا سعيد لاني انتمي لنفس العائلة التي انت منها
وهذه ظاهرة حميدة لاحظنا عند السواعد منذ قرابة السبعين سنه
فاءول المتعلمين بل واول التحديثيين واول المناضلين التقدميين في لواء العماره كانوا من السواعد وهذه ظاهرة حميده ولها اسبابها الموضوعية والذاتية
للعمارة واهلها وتقسيم العمل الاجتماعي في الانتاج وبدايات الخدمات التي كانت
قبل قرن وخصوصا في الريف هي قراءة المكاتيب وكتابة الرسائل
واتذكر وانا في حوالي العاشرة كنت-اختطف من نساء مبرقعات لاكتب لهن رسائل غرامية للحبيب اللامكانية للقائه والمكتوب نصف المقابله والان كل شئ يتم بالنت وبلا اي وسيط
في تعليقي اليوم اريد على عجل ان اشير لموضوعين ونصف
النصف ان نترك التسمية البعثية ميسان ونتغنى بالعمارة
الزمان والمكان صنو الحركه والغرائز


2 - د.صادق الكحلاوي
د.رحيم الساعدي ( 2011 / 6 / 20 - 12:37 )
سرني تعليقك دكتور ، اما التعليق على الموضوعين ونصف فقد رايت النصف ولم ارى الموضوعين
اما النصف فقد تعلق باسم ميسان التي هي العمارة وكونه تسمية البعثيين فاقول ، لا قبل ان ياتي هؤلاء فان اسمها ميسان ، ولكن الاحب الينا بالطبع هو العمارة وهي بلدتي على اي حال وباي تسمية كانت .


3 - الشعارات الخلابة
مريد نادر ( 2011 / 6 / 20 - 21:55 )
لتلك الأسباب جاءت الأديان والقوانين لتكبح وتضبط الغرائز. ولكننا نعيش الآن في شريعة الغاب. الدين فكوا ألغازه وخرق القوانين يجري بكل صفاقة ولا تطبق على سارقي دول وأراضي وتهجير شعوب بأكملها على مرأى من كل دول العالم المتبجحة بتطبيق القانون والعدالة عندما تحاكم الآخرين واختراقه عندما يمس مصالحها.
تلجأ دول شريعة الغاب بخلق فوضى خلاقة لها تخلصها من عبء وصعوبات السائد بأرخص التكاليف وبذلك يتهيأ جو جديد مطواع مستسلم غير قادر على المقاومة تحلبه وتستعبده ولامانع أن تهدم كل ماحولها. هي نظرية ثعلبية غادرة غير مباشرة تضرب على الوتر الحساس وتمس السلبيات وتحقن الشعب لينتفض فعلاً بوجوب التغيير. ملعوب ينجح على الشعوب العاطفية التي تندفع بحمية لتثأر من الأزمات المفتعلة. لقد شبهتها بالكنة زوجة الإبن التي تحقن زوجها ضد أهله فينتفض دفاعاً عنها وفي النهاية يخسر أهله المحبون الحقيقيون الذين يريدون مصلحة ولدهم بينما تستأثر هي به وتبعده عن محبيه. تربيتنا الدينية عندما تجاوزت الحدود وتطرفت قادتنا إلى هذا الإندفاع العاطفي بدون تحكيم عقولنا. علينا أن نأخذها بجدية ونلاننجر وراء شعاراتها الخلابة

اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا