الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الولاء المزدوج

عمر دخان

2011 / 6 / 19
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


تشن العديد من الصحف الجزائرية حربا على الحكومة الفرنسية و بعض الجهات السياسية الفرنسية التي يبدو أنها تفطنت أخيرا لخطر المهاجرين القادمين من الجنوب، و الذين حسب آراء تلك المجموعة يهددون النسيج الاجتماعي و الثقافي للجمهورية الفرنسية، و لم يتخلوا عن ولائهم لبلدانهم الأصلية التي مازال الكثير منهم يحملون جنسياتها و يزررونها بشكل منتظم، إضافة إلى تحويل الكثير منهم للأموال التي كسبوها لبلدانهم الأصلية من أجل إظهار الثراء و التباهي و الذي هو أساس البناء الاجتماعي في بلدانهم الأصلية والذي يؤدي إلى إنعاكاسات سلبيه على الإقتصاد الوطني للبلد المضيف.

لست أدري كيف يمكن لجرائد واسعة الانتشار أن تفهم حرص بعض الأطراف على بلدهم و ثقافتهم و اقتصادهم على أنه عنصري و تطرف، و كيف ترى في أشخاص يحملون الجنسية الفرنسية فقط من أجل استغلالها و من ثم العودة إلى بلدانهم الأصلية دون نية حقيقه لتلك البلد التي تعطيهم المعاشات و بدلات تقاعد لم يكونوا أبدا ليحصلوا عليها في بلدهم الأصلي، كيف ترى في كل ذلك عنصريه، خاصة و أن العالم كله يشهد أن منطقة الجنوب الفرنسي تكاد تصبح عربية بكل سلبيات العرب و انعدام محاسنهم، أولئك العرب الذين فروا من بطش مجتمعاتهم و إذا بهم الآن يريدون بناء نسخ من تلك المجتمعات التي فروا منها في البلد الذي وفر لهم الملجأ الآمن و العيش الكريم.

من يعرفني يعلم أنني لست من المعجبين بفرنسا بشكل عام، خاصة مع تاريخها الدموي الذي ترفض حتى الاعتذار عنه، و إصرارها على تشويه اسم العلمانية و تحويلها إلى ما يشبه الفاشية، و لكن و الحق يقال، بحكم رؤيتي كيف يستغل العرب الامتيازات الفرنسية من أجل نهبها و من ثم العودة إلى بلدانهم، و كيف يحاولون جعل النظام الفرنسي يسير وفق أهوائهم لمجرد أنهم يعتقدون أنهم أقلية، فهم مخطئون تماما، و ليس لديهم أي حق في الشكوى إطلاقا، فللفرنسيين الحق في أن يطلبوا من المهاجرين أن يندمجوا أو يرحلوا، و من حقهم أن يطلبوا منهم عدم تدمير ثقافتهم، و من حقهم أن يطلبوا منهم التخلي عن الجنسيات الأصلية و عن ولائهم لبلدانهم الأصلية، فهم يعلمون كما يعلم أي إنسان واع، أنهم بدون الخطوات السابقة، يصبح المهاجر خطرا على المجتمع الضيف، و لا يمكن له أن يكون مفيدا بشكل كبير طالما أن يحمل الجنسية و لا يحمل الولاء.

عندما تقرر كشخص أن تهاجر إلى مكان ما، و خاصه من الدول العربية إلى الدول الغربية، يجب أن تكون مستعدا للاندماج و الانصهار في المجتمع الجديد، و أن تكون مستعدا لحمل الولاء لبلدك الجديد فقط، أما أن تبقي رجلا في بلدك الأصلي، و ترمي الرجل الأخرى في البلد الجديد، و تعيش و أنت مقتنع أنك هنا لكسب المال و من ثم العودة للاستقرار في وطن لفظك، فأنت لن تحقق شيئا لا هنا و لا هناك، و من حق حكومة البلد الجديد و شعبه طردك من بلادهم لأنك عنصر سلبي و لست إيجابيا، و أمثلة العرب الذين اندمجوا في المجتمعات الغربية و حققوا مناصب سياسيه و اجتماعيه كبيره هي مثال شاهد على ذلك، خاصه في فرنسا و التي وصل فيها ذووا الأصول العربية إلى مناصب وزاريه، و ذلك لأنهم احترموا حق البلد الذي أضافهم و أطعمهم و سقاهم و حماهم، ففرد المجتمع الضيف لهم ذراعيه أكثر فأكثر و جعلهم جزءا من مجتمعه.

الغريب أن كل قرار فرنسي يتعلق بالتشديد على الهجرة و المهاجرين يقابل باستنكار شديد من الجزائريين و الصحف الجزائرية و ربما أحيانا جهات رسميه – و اللذين يحمل الكثير منهم جوازات فرنسيه – و كأن على فرنسا أن تسير شؤونها وفق مصالح مهاجرين أضروا بها أكثر مما نفعوا، و يستغلونها بشكل علني من أجل تحقيق ربح شخصي و في نفس الوقت الحفاظ على الولاء – و هو ولاء وهمي على كل حال – لبلدانهم الأصلية، و تسارع الصحف الجزائرية باتهام كل من تحدث عن هذا الموضوع و لم يكن في صالح المهاجرين مئة بالمئة بأنه عنصري و يحمل فكرا استعماريا، و كأن حماية ثقافة البلد من ثقافة دخيله أصبح عنصريه، أما فتح بلاده لكل من هب و دب ممن يريد استغلال خيراتها و من ثم الهرب نحو بلده الأصلي، فهو إنساني متعاطف مع قضية المهاجرين الحساسة!.

من حق أي بلد في العالم أن يطلب من مواطنيه أن يحتفظوا بجنسيه فقط، و من لديه حنين زائد لوطنه الأم و لا يريدون فقدان جنسيته، فليعد إلى البلد التي هرب منها مستخدما كل السبل القانونية و الغير قانونيه لذلك، و ليستقر في وطنه الأم مادام يحبه بكل هذا القدر، و ليتوقف عن التجارة بالجنسيات و استخدام كل واحده وفق ما يناسب أهواءه و مصالحه فقط. من حق فرنسا أن تحارب من يأتي إلى أراضيها من أجل أن يستغل خيراتها و اقتصادها، و من حقها أن تحارب من يريد فرض ثقافته الخاصة على ثقافة أهل البلد الذين كان ذنبهم الوحيد أنهم فتحوا بلادهم له و لأمثاله، و ليس من حق صحف محلية أن تتحدث في شؤون داخليه لدولة أخرى، خاصة دولة ذات سياده و أعطت الملايين ممن لا يستحقون و لا زالوا يقبضون من خيراتها و هم يعيشون في بلادهم الأصلية في جشع و استغلال واضح.

الحقيقة أن حل الجنسية الواحدة و أداء الولاء لبلدهم الجديد قد يكون مفيدا للشعب الجزائري، و يريحه من المهاجرين (مهاجري الجزائر في فرنسا تحديدا) الذي يمضون العام بأكمله يتغذون على الخبز اليابس و كل هذا من أجل جمع مبلغ من المال يقضون به صيفا في الجزائر يتباهون على بقية المواطنين، و كأن هذا أسلوب حياتهم طوال العام، و كأننا لا ندرك حقيقة البيوت الباليه التي يعيشون فيها و المعيشة المزرية التي يعيشونها طوال العام، و كل هذا لأنهم يمضون العام يحسبون كيف يمكن لهم أن يحققوا أكبر قدر من التفاخر و المباهاة أمام المواطنين البسطاء في الجزائر، و لعل توقفهم عن تلك الزيارات و محاولة الاندماج في مجتمعهم و تحقيق شيء لأنفسهم في بلدهم الجديد ربما يخرجهم من العشش التي يعيشون فيها فقط لأجل التباهي في فترة الصيف من كل عام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: الرجل الآلي الشهير -غريندايزر- يحل ضيفا على عاصمة


.. فيديو: وفاة -روح- في أسبوعها الثلاثين بعد إخراجها من رحم أم




.. وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع


.. جنوب لبنان.. الطائرات الإسرائيلية تشن غاراتها على بلدة شبعا




.. تمثال جورج واشنطن يحمل العلم الفلسطيني في حرم الجامعة