الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسقاط الإصلاح...!

لقمان محمد

2011 / 6 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


في جمعة دامية أخرى من جمعات التحدي والكرامة، دخلت ثورة الحرية السورية شهرها الرابع، وقد تعدى عدد الشهداء ال1500 شهيداً، وتجاوز عدد المعتقلين ال 10000 معتقل، والنازحين والمهجّرين ال 10000، لكن مع ازديادٍ وإصرارٍ في أعداد المنضمين للتظاهرات السلمية المطالبة بالحرية، في جميع أرجاء الوطن السوري، من درعا جنوباً إلى قامشلو وعامودا شمالاً، ومن بانياس وحمص وحماة غرباً إلى ديرالزور والبوكمال شرقاً، ولاننسى أيضاً دخول حلب على خط المقاومة والتظاهر لأول مرة، وذلك تحت شعارات " الشعب يريد إسقاط النظام " و" سورية بدها حرية ".
في المقابل مازال النظام السوري يصعّد من استخدام لغة العنف وممارسة القمع ضد المتظاهرين المدنيين السلميين والعُزّل، حيث يقوم بتطويق المدن والمناطق المطالبة بالحرية ويمارس فيها أفظع الجرائم من قتل واعتقال وتهجير، وحتى اتباع سياسة الأرض المحروقة تجاه الشعب. أي تقوم شبيحة ومرتزقة النظام باستخدام كافة الأساليب الوحشية من تنكيل لإخماد نار الحرية التي تزداد اشتعالاً مع كل يومٍ يمر.
هذا هو المشهد السوري، ومايجري في سورية أمام أنظار العالم أجمع. حيث الموقف و الضغط الدولي لايتعدى الكلام وبعض القرارات التهديدية المطالبة بالإصلاح أو التسريع من عملية الإصلاح التي لم تردع النظام، ولم يأخذها على محمل الجد، والدليل على ذلك تمادي النظام في ارتكاب مجازر بحق الشعب. وحتى الدول الأقليمية لم تتعدى اعطاء النصائح والإرشادات للنظام للقيام ببعض الإصلاحات. بالطبع كل هذا يتم وسط صمتٍ عربي متخاذل، خاصة الجامعة العربية.
إذاً الشعب يرى بأنه لا حرية بدون إسقاط النظام، ولاكرامة بدون رحيل رأس النظام.
والنظام يقول ليس لدي حلول أو خيارات سوى القتل والإعتقال والتنكيل، وعليّ وعلى أعدائي!!!
الموقف الدولي والإقليمي يطالب بضغوطٍ " مخملية و خجولة " من النظام القيام بالإصلاحات.
هل القوى والمنظمات الدولية تؤمن حقاً بامكانية قيام النظام المافياوي بالإصلاحات اللازمة؟؟؟
هل بنية النظام الشبيحي قابلة للإصلاح؟؟؟
هل من الممكن حقاً أن يقوم نظام البعث بالإصلاحات؟؟؟
مع بدء الثورة السورية وعندما قام رأس النظام بشار الأسد بالقاء خطابه الأول أمام مجلس الدمى المتحركة، واتهم الشعب المتظاهر" بالمندسين " وأن مطالبتهم بالحرية والكرامة ماهو إلا " مؤامرة دولية " ضد " سورية الصمود والتصدي ". من خلال هذا الخطاب يمكن للمرء أن يرى بكل وضوح بأن هذا النظام غير قادر على القيام بالإصلاحات ولاحتى يملك هذه الإرادة. لأن الأعمدة الأساسية التي يعتمد عليها هذا النظام هي :
1- نظام سلطوي عائلي أسدي مع الاعتماد على الجانب الطائفي في سورية و الذي يشكل معه شبكة مافياوية. حيث يحاول هذا النظام العائلي-مافياوي الاستفادة من البنية الاجتماعية الأثنية والمذهبية والدينية في سورية، من خلال نثر بذور الصراع الطائفي والأثني في البلاد وضربهم بعضهم ببعض بإتباع سياسة استعمارية " فرق تسد " وجرّ الوطن إلى مستنقع حرب أهلية. فعندما قامت انتفاضة قامشلو تم اتهام الكورد بالانفصال، والآن يحاول هذا النظام الذي قتل وقمع الشعب الكوردي أن يحيّد دور الكورد في انتفاضة الحرية.
2- نظام و جهاز أمني – عسكري قمعي قوي تحت تحكم الشبكة المافياوية. حيث هناك عدة فروع أمنية مشكلة تحت أسماء مختلفة تتحكم بحياة المواطن، و وضع قيادات الجيش تحت إمرة قلة من الأشخاص التابعين للسلطة، وتشكيل فرق عسكرية خاصة- بداية من سرايا الدفاع وميليشيات بعثية تحت اسم المظليين والآن الفرقة الرابعة والشبيحة- كلها تشكل مع بعضها زمرة من المرتزقة المنتفعة تلتف حول النظام لتحميه. وتتحكم باقتصاد البلد وتمتص دم المواطن وتسرق ثروة الوطن وتنهب خيراته.
3- تحكم حزبي بعثي مطلق على السياسة والمجتمع والدولة وحتى كل مفاصل الحياة الاجتماعية. فحزب البعث يحكم البلاد منذ خمسة عقود بقانون الطوارئ، لذلك لاحياة لأي تنظيم آخر سوى في ظل البعث، وماالأحزاب المنضوية تحت سقف الجبهة الوطنية التقدمية سوى نسخة كاريكاتورية من فكر وتنظيم البعث. حتى أن سعيد بخيتان رفض حتى تغيير المادة الثامنة في الدستور والتي تنص على أن " حزب البعث هو قائد الدولة والمجتمع ". لذلك فهو حزب لايحمل في جيناته الفكرية جينة الإصلاح.
إذاً فهذا النظام يرى بأن القيام بأية إصلاحات، يعني سحب كافة الامكانات من أيدي هذه العائلة، وبالتالي زعزعة أحد أعمدة النظام الأساسية، والتي ستؤدي إلى زعزعة الأعمدة الأخرى وانهيار النظام وسقوطه. لهذا فالنظام القمعي البعثي الشبيحي لايرى سوى طريق مقاومة إرادة الشعب للحفاظ على نفسه. لهذا فهو يمارس أفظع أساليب القتل والدمار في قمع الشعوب المنتفضة، وسيستمر في إراقة وسفك دماء شعوب سورية. وهو غير قادر على ترك استخدام العنف واعادة الجيش إلى الثكنات وسحب مرتزقته الأمنية والشبيحة من الشوارع والتعامل السلمي مع الانتفاضة والثورة، لأنه يرى في ذلك موته وحتفه.
لهذا فلا يمكن للنظام الذي تلطخت أيديه بدماء شعبه أن يقوم بأي اصلاح، وما الطلب من النظام القيام بالاصلاحات، إلا اعطاء هذا النظام مزيداً من الوقت ليقوم بمزيدٍ من قتل الشعب واستمرارية المجازر وتدمير اقتصاد البلد وتخريبه. وما وعوده الاصلاحية سوى لكسب الوقت هذا. وماهذا سوى نهاية جمهورية أسد الشبيحة.
إن الشعب الذي أطلق صرخة الحرية الأولى، قد تحرّر من سجن عائلة الأسد وسياجه البعثي ومزّق قبضته الأمنية الشبيحية، وأسقط نظام الخوف والطائفة، أسقط معه أيضاً طلب الإصلاح، و يرى الشعب نفسه قريباً من الحرية أكثر من أي وقتٍ مضى وهو يسير نحو بناء سورية مدنية وديمقراطية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصطفى البرغوثي: الهجوم البري الإسرائيلي -المرتقب- على رفح -ق


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. تطورات في ملفي الحرب والرهائن في غزة




.. العراق.. تحرش تحت قبة البرلمان؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إصابة 11 عسكريا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية




.. ا?لهان عمر تزور مخيم الاحتجاج الداعم لغزة في كولومبيا