الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خلافاتنا محاولة لاحباطنا:

خالد عبد القادر احمد

2011 / 6 / 20
القضية الفلسطينية


في اغلب ما قرأته لكتابنا عن خلاف الدحلان عباس, وجدت نفسي امام منهجية الشعر الجاهلي التي تمدح او تذم فقط, ولكن بمقالات المدح والذم لا قصائدها, وليس الفرق كبير. فقد كان لشعراء الجاهلية مبرر عدم وجود قضية وطنية تشغلهم, ولا علاقة مواطنة مع نظام وسلطة وتمثيل سياسيا, فقد كانت المسائل جهوية اجتماعية, فما هو مبرر كتاب المدح والذم, وهم يعيشون معاناة المجتمع الفلسطيني.
اذا كان المفترض ان القيادة تتولى تمثيل المجتمع سياسيا, فان كتابنا واقلامنا هي الممثل الثقافي لمجتمعنا, وهي المدخل الفعلي لمراقبة اداء القيادة السياسية, فهل تحدد دور هذه النخبة الثقافية واقلامها بالمدح والذم والانحياز بين شخوص القيادات السياسية,
ان نخبتنا الثقافية تخطيء تقييم دورها اذا اعتقدت للحظة انها لا تتحمل غير مسئولية تاريخية عن ما ال اليه وضعنا الفلسطيني, ولنتذكر اننا نعيب على القوى والاحزاب الفلسطينية التي وجدت قبل هزيمة 1948م ونعتبرها شريكة القيادة السياسية في حمل مسئولية هذه الهزيمة, ونعيب عليهم انهم تحولوا الى زلم لهذه القيادة السياسية اكثر مما كانوا ندا لها في تحمل مسئولية النضال.
ولو اخذنا عبرة مما حدث ويحدث في مواقع الانتفاض الشعبي كمصر وتونس...الخ, لوجدنا المحاسبة الثورية لا تنحصر في القيادة السياسية بل وتطال نخب اخرى كالثقافية والاقتصادية وغيرها, وحتى في حوارنا الداخلي نجد ان ردنا على بعض المثقفين...القدامى... يذكرهم بماضيهم السياسي, وبمسئوليتهم عن مهادنة الاخطاء السابقة حين تموضعوا كزلم امام القيادة السياسية واستنكفوا عن اداء مهمة تصويب رؤية ومنهجية القيادة السياسية, وايضا اتنكفوا عن محاسبة شفافيتها.
فلا يخفى علينا ان تامين مصير المجتمع الفلسطيني من حيث هو وجود وهوية وحرية مواطنة واستقلال وسيادة قومية, انما هو رهن المنهجية السياسية في ترتيب اولوياتنا في الصراع, وحتى اللحظة ثبت بالنتائج لا النوايا, ان القيادة التي حددت اولوياتنا في الصراع لم تضعها في مراتبية سليمة, والاصح ان نقول ان مرتبة المصير الفلسطيني في الصراع كان دائما في المرتبة الثانية, يتقدمه تقديسنا لشخوص الرموز القيادية, حتى بتنا نضحي بوضعنا في الصراع حفاظا على مذبح الحفاظ على وجاهة وقدسية الرمز القيادي, حتى رفعناه لمرتبة النبوة ونزهناه عن الخطأ والمحاسبة, وتجاوزنا من اجل ذلك تحديد من يتحمل مسئولية الفشل والعجز الفلسطيني المستمر عن التحرر والانتصار؟
على العكس من ذلك منهجية عدونا الصهيوني, التي لا مقدس فيها إلا حرصه على الانتصار في الصراع, انتصاره الذي ياخذ شكل افناءنا والقضاء علينا,
اليوم نجد تجسيدا جديدا لهذا التناقض المنهجي في الصراع, حيث يتوجه عدونا حاشدا كل امكانياته المتفوقة اصلا والمعززة بدعم واسناد اقوى مراكز الاستعمار العالمي, محاولا منع توجهنا الى هيئة الامم المتحدة لنيل اعترافها بحقنا في دولة فلسطينية مستقلة, ومحاولا احباط صدور مثل هذا القرار عن هذه الهيئة الدولية, اما قيادتنا فانها وفي امسية التوجه الى الهيئة الدولية _وفي توقيت يثير الشك_, نجدها تفجر خلافاتها الداخلية خطيرة الوزن.
كمواطن يهمه الوضع الفلسطيني في الصراع فان توقيت تفجير هذا الخلاف والخطر الذي يحمله يدعونا للشك ان منهجية التوجه للجمعية العامة للامم المتحدة لاستصدار قرار بالاعتراف بحقنا في دولة مستقلة, ليست موضع الجدية اللازمة من قبل القيادة الفلسطينية, وانا اعتبرها تفجيرات جانبية مهمتها شد الانتباه عن موقعامن مواقع الصراع الرئيسية مع العدو, يؤكد على سلامة هذا الاستنتاج التسريب الراهن لتصريحات عن وجود استعداد فلسطيني لقطع مسار التوجه للهيئة الدولية والعودة للتفاوض المباشر مع الكيان الصهيوني, خاصة وهو استنتاج على درجة انسجام اعلى مع تكرار التصريح الفلسطيني حول منهجية اللاعنف و التاكيد على ان خيار التفاوض هو الاول والثاني والثالث....الخ,
ان ترتيب الاولويات هذا واطلاق هذه التصريحات وتوقيت تفجير الخلافات الداخلية, يتوج مسار من العمل على اعادة صياغة بناء وهيكل المؤسسات الفلسطينية الاساسية, كمنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية, وكذلك اعادة صياغة البنية التنظيمية لحركة فتح, بما يتناسب والتخلص والقضاء على وجود اليات وخيارات الاخرى غير الية وخيار التفاوض واللاعنف, وهوخيار ومنهجية ارتبط باسم السيد محمود عباس شخصيا دونما استفتاء ولا تفويض شعبي بل من خلال اللعب والتحايل على صياغة البرامج الانتخابية فحسب, والعمل على استبعاد رموز الخيارات الاخرى واستبدالها برموز خيارات التفاوض واللاعنف,
لقد كان يمكن استيعاب موقف اللجنة المركزية لحركة فتح من محمد دحلان, لو انه ينطوي على انحراف سياسي خارج اطار منهجية السلطة ومنهجية حركة فتح, اما وقد انحصر اتهامه في فساد مالي واخلاقي, فلتفتح اذن جميع ملفات عضوية اللجنة المركزية بما فيها ملف السيد محمود عباس, فلا يحق لنخبتنا الثقافية, ان تحاكم فقط الاتهامات الموجهة لمحمد دحلان وتتعامى عن الاتهامات التي يوجهها لمحمود عباس, واذا كان المقصود وجه العدالة فحسب, فقد بات امام اللجنة المركزية لحركة فتح اتهامات متعددة ومتهمون متعددون, ويستوجب ذلك من المؤسسات القيادية في حركة فتح ان تكون ممثلا للعضوية لا ممثلا لوجاهة بعض القيادات فحسب,
ان الاهم من كل ذلك هو تولد احساس بان هناك محاولة فلسطينية لاجهاض مسار استصدار قرار من هيئة الامم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة, وان هدف اجهاض هذا المسار هو خلق حالة احباط فلسطينية تبرر لرموز خيار التفاوض واللاعنف العودة للمفاوضات المباشرة مع العدو, بل ويبدو ان اعاقة وعرقلة المصالحة بالاصرار على اسماء وزارية محدد يصب ايضا بنفس الاتجاه, والا فما معنى الاصرار على ارضاء الاطراف الاجنبية على حساب القناعات والمصالح الاساسية الفلسطينية, وما ضمانة ذلك, هذا اذا كان في تاريخ تجربة علاقاتنا بالاطراف الدولية والاقليمية وخاصة الولايات المتحدة الامريكية ما يمنح هذه الضمانات الوزن والثقة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -سأهزم دونالد ترامب مجددا في 2020-.. زلة لسان جديدة لبايدن |


.. في أول مقابلة بعد المناظرة.. بايدن: -واجهتني ليلة سيئة-




.. فوز مسعود بزشكيان بانتخابات الرئاسة الإيرانية بنحو 55% من أص


.. القسام تنفذ غارة على مقر قيادة عمليات لجيش الاحتلال بمدينة ر




.. -أرض فلسطين بتفتخر بشعبها-.. غارات الاحتلال لا تزال تحصد أرو