الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هولاء
حسن يوسف عبد العزيز
2011 / 6 / 20الادب والفن
هولاء الذين يمنحون للحياة طعما ومعنى
ربما تكون قد قابلت احدهم على محطة المترو
وانت فى حاله اكتئاب
ربت على كتفيك بيديه
ونظر فى عينيك بحنين غريب
وكانك احد ابنائه
ثم قال لك وهو يبتسم
غدا سيكون اجمل
ثم رحل
ربما تكون تلك السيدة التى جلست بجوارها فى القطار
وانت قادم من معسكرات الجيش
اقتسمت معك الطعام والماء
وحين نمت وشاهدت ارتعادك من البرد
خلعت جاكتها الجلدى ووضعته على جسدك
لم تسال نفسها من تكون
من اى بلد
باى دين تدين
لوحت لك بيديها
ثم ودعتك بابتسامه عريضه على باب القطار
ورحلت
ربما يكون ذلك الرجل العجوز
الذى قابلته فى احدى طوابير الخبز الطويله
كان العرق يجرى على جنبات وجهك
مد يده فى جيبه واعطاك منديلا
كان اخر منديلا فى العلبه
سالت نفسك وقتها لم يؤثرك على نفسه
ثم التفت لتشكره
فوجدته قد غاب فى الزحام
ربما تكون تلك السيده ذات الملامح الريفيه
كانت تجلس على الرصيف المقابل للجامعه
تبيع المناديل والمسابح والاقلام
كانت تبتسم رغم هجير الصيف
تبتسم رغم البرد القارس
كانت تمنحك ابتسامتها الامل فى الغد
كنت كلما تشترى منها
ترفع يديها بالدعاء لك
رغم انها لا تعرف حتى اسمك
ربما يكون ذلك الفتى
بملابسه الرثه وشعره الكثيف
كنت فى البدايه تتأفف من منظره
من طريقه نطقه للكلمات
من الفاظه البذيئه
فى المظاهره وقف حاجزا بين هراوة العسكرى
وبين جسدك
تحمل ضرباته الغبيه عنك
لم يفكر من تكون
باى ايدلوجيا تؤمن
باى مذهب تعتقد
ابتسم وهو يودعك فى مشهد النهايه
قائلا سلام يا صديقى
هولاء الذين يمنحون للحياة طعما ومعنى
يرحلون بلا ضجيج
لا تعزف الموسيقات العسكريه فى جنائزهم
لا يعلن الحداد الوطنى
ولا الحداد القومى
لا ينشر النعى على صفحات الجرائد
يرحلون ويتركون فراغا كبيرا
هم يرحلون من الحياه
ويتركوننا نحن الذين قد رحلت منهم الحياه
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل
.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة
.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات
.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي
.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل