الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزرقاوي في الفلوجه كأسلحة الدمار الشامل في العراق

محمد الحاج ابراهيم

2004 / 11 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


سنوات مرت على نظام صدام وهو يناور ويؤكد نفي التهمة الموجهة له حول وجود أسلحة دمار شامل يملكها ويهدد جيرانه بها، وهذه التهمة عززها الأمريكيون ونقلوها إلى الأمم المتحدة لتأخذ شكلها القانوني الأممي ، وإثرذلك تم تشكيل لجان التفتيش عن هذه الأسلحة التي لم يكن هناك دليل واحد لاثباتها، وبعد ذلك افترضوا وجودها وهم يعلمون أن لاأسلحة دمار شامل في العراق، لكن كان هناك قرارا باحتلاله وبالتالي لم يتراجع الأمريكيون عن هذه التهمة التي استمرت بعد دخول القوات الأمريكية وتم التأكد من أن لا أسلحة دمار شامل موجودة فيه لكنها كانت المبرر لهذا الاحتلال ،واليوم تتم فبركة تهمة سلاح تدمير شامل في الفلوجة اسمها أبو مصعب الزرقاوي ،وغدا تُبرّأ الفلوجة العاصية على الأمريكيين من هذه التهمة لكن متى ؟! طبعا.. بعد أن يُقتل منها العدد المقرر في البنتاغون، وبعد أن تدخل القوات الأمريكية المدينة وتفرض عليها ما تفرضه من خلل أخلاقي واجتماعي واقتصادي وبذلك يتم إذلال أهلها الرافضين لوجود الاحتلال، ويحولوهم إلى خانعين وبذلك يرتاح الأمريكيون ومعهم الإسرائيليين من هذه الثقافة المُقاِومة للغزو والاحتلال حتى لا يبقى هناك مواطنا عربيا أو إسلاميا يطالب بتحرير فلسطين وهو الأهم.
العراق هو البلد الوحيد في العالم الذي أخذ الإرهاب فيه وأسلحة الدمار الشامل أكثر من تفسير، والغاية واضحة ،فلدى الأمريكيون مخططات تتعلق بالدول ذات القدرات العسكرية والتقنية المتطورة والتي يمكن أن تهددها في حال حدث صراع عالمي مترافق مع تصعيد عسكري، ومن هذه الدول الصين بمواجهة أمريكا في تايوان ، وروسيا فاقدة الدور في الشرق الأوسط التي لازالت تملك من القوة قدرا لا يستهان به، وإيران والباكستان الدولتان الإسلاميتان الصاعدتان نوويا واللتان يمكن أن تهددان إسرائيل ،وبالأخص إيران حسب المفهوم الإسرائيلي لاستخدام هذا السلاح، لذلك يمكن أن يكون العراق قاعدة متقدمة للولايات المتحدة وإسرائيل بمواجهة هذه الاحتمالات، وعلى هذا لن يكون هناك خروجا لقوات الاحتلال قبل أن تنهي شيء اسمه المقاومة التي تؤرق القوات الأمريكية، ومن يتصور أن الأمريكيون سيخرجون من العراق قبل أن يزرعوا قواعد لهم فيه لهذه الغاية فهو واهم ،وبذلك ماعلى العراقيين ومعهم العرب إلاّ أن يستعدوا لهذه المواجهة ،فإما أن يكونوا عبيدا للأمريكيين واليهود أو أن يختاروا الطريق الأشرف وهو المقاومه ،حماية لأطفالهم وأعراضهم وأراضيهم، لأنه من اليوم الأول الذي أُسست فيه دولة إسرائيل كانت المخططات بهذا الاتجاه ،وقبلنا بكثير حذر منهم ووترمان الرئيس الامريكي الأسبق ،فيا مستضعفي العالم والعرب على وجه الخصوص اتحدوا ،لأن أمريكا مصدر الشرور في العالم أجمع، والثور الأبيض يؤكل اليوم في العراق، وما على الثيران السود إلاّ أن يستعدوا للأكل طالما لم يكن هناك احتجاجا في أي بقعة من بقاع العرب على المذابح في العراق، رغم بلوغ عدد الشهداء من أهلنا خمس وعشرون ضعفا من قتلاهم في هجمات ايلول إن كانت أرقام قتلاهم صحيحة .
لقد جاؤوا إلى العراق على أساس المبرر المفتعل ،رغم الاعتراضات عليهم في معظم المدن الامريكية والبريطانية والعالم عبر مظاهرات الاحتجاج على العدوان، واليوم يتحركون من مدينة إلى أخرى على الأساس نفسه بفبركة أحدث، وسيخلقوا لكل مدينة تهمة لتبرير اجتياحها ،وقتل مواطنيها، حتى لايرتفع رأس العربي بعد اليوم ونصبح عبيد الأزمان القادمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معركة ساخنة بين بايدن وترامب؟ | المسائية


.. الإصلاحي بيزشكيان والمحافظ جليلي يتأهلان للدور الثاني من الا




.. ميقاتي: لبنان سيتجاوز هذه المرحلة والتهديدات التي نتعرض لها


.. حماس تدعو الأردن للتحرك من أجل مواجهة مشروع ضمّ الضفة الغربي




.. أبرز التحديات التي تواجه الديمقراطيين في حال أرادوا استبدال