الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دلائل العنف المنظم في العراق الجديد

عدنان صالح

2011 / 6 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


نفرح نحن العراقيون البسطاء عندما نشاهد احد ( العواجل ) على شاشات الفضائيات العراقية وهو يعلن عن القاء القبض على مجموعة مسلحة وهي تقوم بعملية زوع عبوة لاصقة ، او عند القيام بمحاولة اغتيال احد ابناء الوطن بأسلحة كاتمة ، اوعند ألقاء القبض على انتحاري اثناء محاولته تفجير نفسه وسط سوق او تجمع .. والفرح شيئ طبيعي في مثل هذه الحالة ، لأن هذا الأمر سيجيب العديد من الاسئلة ، وسيوضح الصورة الحقيقية لصورة مبهمة وغير مفهومة .. من الذي يخطط ؟؟ من الذي يمول ؟؟ من الذي يساند ؟؟ ومن الذي ينفذ ؟؟ هناك عدة نظريات في الشارع العراقي ، وهي بالتأكيد الاصح ، لأن الشارع يعرف اكثر من غيره حقيقة ما يجري على الارض .. النظرية الاولى تقول ان اعمال العنف في العراق هي من اعمال القاعدة ، والمدعومة من أمرائها السلفيين والتكفيريين وامراء حزب البعث في الخارج والداخل ، وهي النظرية المتبناة من قبل وسائل الاعلام الحكومية ، النظرية الثانية تقول أن ما يحدث في العراق هو عمل مخابراتي من قبل جيران العراق ، وعلى رأس القائمة ايران ، وهذه النظرية فيها حجة واضحة ودليل يكاد يكون قاطع ، فقتل الطيارين العراقيين الذين شاركوا في حرب الثماني سنوات مع ايران من اسباب شعبية هذه النظرية . النظرية الثالثة تقول ان هذه الاعمال تقوم بها مجموعات عراقية مسلحة هدفها عدم السماح للذين حاربوا الشعب العراقي مع الجيش الايراني والذين جاءوا مع الاحتلال بتسلم السلطة في العراق بعد نظام يرفع الشعارات القومية ويدعوا الى الوحدة العربية . النظرية الرابعة تقول أن ما يحدث في العراق هو عمل حكومي منظم من قبل احزاب السلطة السلطة المدعومة من ايران ، وبالطبع هذه النظرية هي الاقل حظوة اذا ما اجرينا استفتاء حول قناعة العراقيين بالنظرية الاكثر قبولا .
أن ما حدث في محافظة صلاح الدين مؤخرا يؤكد بالدليل القاطع وبالجرم المسجل بالصورة والصوت ، أن أعمال العنف المنظم في العراق من عبوات لاصقة ، ومن اغتيالات بأسلحة كاتمة ، ومن استهداف مسؤولين بأحزمة ناسفة وسيارات مفخخة : هو عمل حكومي تقوم به أجهزة الدولة الامنية ، فقد حدث قبل عدة ايام أن قامت مجموعة مسلحة مكونة من عنصرين امنيين يعملان في مديرية الشؤون التابعة لوزارة الداخلية في سامراء ، بزرع عبوة لاصقة في سيارة احد المواطنين داخل منزله وفي ساعة متأخرة من الليل في حي معمل الادوية في مدينة سامراء ، واثناء قيامهم بذلك القي القبض عليهما من قبل صاحب الدار ، والذي كان يضع كاميرا مراقبة على سطح الدار ، وما أن ألقي القبض عليهما حتى ادعيا أنهما عنصران امنيان كانا يحاولان ازالة العبوة ، والتي ادعيا انهما شاهدا أثناء واجبهما احد الارهابيين وهو يقوم بالقفز من على سياج الدار وفي يده عبوة لاصقة ، وبالتأكيد ستكون الرواية واقعية ومعقولة جدا لولا وجود التسجيل بالصوت والصورة ، وألقي القبض عليهما على الفور وقدم الدليل القاطع الى عمليات سامراء ، وشعر الناس حال وصول الخبر اليهم بالسعادة والامان .. لكن ماحدث بعد ذلك يبين سوداوية المشهد السياسي والامني في العراق ، فقد تم التفاوض مع صاحب الدعوى المدعو ( أ.غ .س . النيساني ) وبرعاية السيد اللواء قائد عمليات سامراء رشيد فليح الحلفي من أجل غلق الدعوى ضد الارهابي ( أ . البازي ) والارهابي ( م . البازي ) وبتحرك سريع من قبل شيوخ عشيرة المجرمين من أجل اغلاق الدعوى خوفا من الفضيحة وخوفا من ان يفتح الموضوع ملفات اخرى خصوصا وأ مدير الشؤون الداخلية في سامراء من اقرباء المجرمين ويعملان تحت أمرته ..
هنا لابد من التسائل .. على أي مواثيق تبنى العلاقة بين المواطن وبين الحكومة واجهزتها الامنية ؟؟ والاجهزة الامنية ترمي التهم هنا وهناك على الابرياء وتطلق سراح المجرمين وتمهد لهم طريق العنف ، كما حدث للنائب مطشر حسين عليوي قبل ايام حين استهدفه انتحاري بحزام ناسف في تكريت لكن الله انجاه من الحادث ، وبعد التحليل الطبي الدقيق في شخصية المهاجم ، تبين انه من الارهابيين المعروفين في محافظة صلاح الدين وأسمه ( ع . ط . ح ) ومحكوم مؤبد وكان يقضي محكوميته في احد سجون بغداد قبل تنفيذ الحادث .. كيف اطلق سراحه ؟؟ ومن ارسله ؟؟ اصبح الجواب واضحا .
للأسف الشديد أن الوضع في العراق يحتاج الى تغيير جذري ، وليس الى اصلاح ، لأن دولة تنظم اعمال العنف من لواصق وكواتم من قبل قادتها الامنيين في المدن والارياف ، فهي ليست دولة بقدر ماهي مافيات اجرامية ، والحل الوحيد لابد أن يأتي من قبل ابناء الشعب من خلال المظاهرات والعمل على اقامة محاكم لمحاسبة المفسدين ومجرمي الاحزاب الحاكمة ممن ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا طغاة وقتلة لأبناء شعبهم ، الذي لايريد سوى التخلص من مساؤى الانظمة السابقة .
ان نظرية العنف المنظم في العراق هي حكومية حزبية مدعومة من ايران مخابراتيا ، والشعب لن يسكت عنها ، وسيقول كلمته مهما طال الزمن ، ومهما ترسخت سيقان الكراسي ، ومهما امتدت يد الطغاة .. لأن الشعوب الحضارية لن تختار الا الحياة ، ولن تصنع الا السلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذا قدرنا
خديجة حسين ( 2011 / 6 / 20 - 16:59 )
اخي العزيز .. ان مانمر به هو كارثة كبرى اصحابها اصحاب شعارات التحرر والتخلص من الانظمة الفاسدة ، بينما هم يشيدون امبراطورية جديدة عنوانها القتل والترهيب .

شكرا على عرض وافي


2 - فلووس
عبد الرحيم السامرائي ( 2011 / 6 / 20 - 21:37 )
دم + سلطة = فلوس
سلطة + فلوس = دم
دم + فلوس = سلطة
والسلطة تعني كل شيء ، ما عدا الانسانية
هؤلاء هم سياسيو العراق الجديد ، العاري
الاجرب ، ليس الوطن عذراً ، سيدي الوطن ولكن هم خلعوا عنك جلبابك الأنيق
عذراً ابي العراق ، ولكن اسمح لي ان اقول انهم نالوا من عزتك بانتزاعهم لكل ما يمت للانسانية بصلة
ما رأيكم لو اننا ... اوقل لو ، لو عرضنا عليهم ملبغ مقطوع وليكن اي مبلغ ودفعة واحدة يأخذوه ويرحلوا ، اليسم من المربح لنا ان يأخذا أي ملبغ كان ويرحلوا ويتركو لنا العراق فقيراً ولكن خالي منهم
؟؟؟؟؟؟
ارجو الاجابة ممن هم في سدة الحكم والسلطة التي تساوي الدم وافلوس
كم من المال يطلبون ليتركوا لنا العراق
وكافي عاد


3 - اتفاق
ضمياء عامر ( 2011 / 6 / 20 - 22:16 )

يبدو لي ان المطلوب من المواطن في أي بقعة كانت على ارض العراق شمالا جنوبا شرقا غربا
شيعة سنة عربا كردا مسيحا صابئة شبك
عليهم أن يتيقنوا بالدلائل القاطعة
ان كل الذين لهم مكان في الحكومة أو مجلس النواب او اي هيئة حكومية انما لديهم خطة مكلفون بها لتصفية العراق بكل طاقاته خطة وقعوا عليها سواء اكان المالكي او علاوي او طالبانب أو بارزاني او الحكيم او الجعفري أو الصدر أو أو النجيفي أو صالح المطلك او غيرهم وكل ذلك يجري بدعم من التحالف الامريكي الايراني للقضاء على العراق ارضا وشعبا

اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة