الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقطة عراقية ... الجدار الحر

عامر موسى الشيخ
شاعر وكاتب

(Amer Mousa Alsheik)

2011 / 6 / 20
كتابات ساخرة


قرر ذات يوم الوليد العتيد ابن القائد المهزوم (بعون الله) بعدما صار في منصب جديد في زمن اختصار الأمة في رجل واحد لا يتكرر إلا إذا كان خارجا من حفرة وتعتلي خديه لحية هي ( للجن أقرب ) .
أصدر قرارا مفاده أن يبوح طلاب الجامعات والثانويات بآرائهم عبر الجدار الحر وأنتشر ذلك الجدار على جدران الجامعات والمدارس تحت عنوان الجدار الحر أو
( الجدر الحر ) لأنه سوف يطبخ المكتوب عليه طبخة جيدة ، من صفاته أن يكون مرعبا وان الكلام الذي يعلق عليه يكون في ظرف 72 ساعة على مكتب ( الأستاذ ) حتى يتسنى للأستاذ معرفة ما يجري من أحداث داخل أروقة أماكن الدراسة وهذا يعني انه قد خلق داخل كل واحد منا رقيب حتى على نفسه يكتب ، واذكر أن احدهم كتب على نفسه كونه شك في نفسه أنه يشعر بعدم الموالاة للحزب الحاكم ، وتصوروا قداسة ، أهمية ، كارثية وحجم خطورة ذلك الجدار المعلق على جدار حتى أصبحنا امة جدران تضع آرائها معلقة على الجدران ، وبعد ما حدث الطوفان وأزاح الوليد واخرج أبوه من الحفرة زال ذاك الجدار ماديا لكن فكرته بقت متأصلة في دواخلنا ، نعم الجدار زال لكنه معلق في الأذهان وأصبح الكثير منا يبحث عن جدار يكتب عليه ما يريد أو ينتقص من احدهم في كلمة ما أو اعتراه هاجس معين يود أن يبلغ الناس به .. وهناك من الذين لم يجدوا جدران فعمدوا إلى تعليق آرائهم على الرقاب الحرّة التي لا تحرك ساكنا أمام ما يعلق على رقابهم من أقاويل تنتمي إلى مناطق التفاهة فقط لأنها حرّة أصيلة .
نعم بقي الجدار يأخذ مساحة كبرى في العقول والنفوس وبعدا اكبر وأخذ يبحث عن مكان للخروج أو التعبير عن الرأي ، ابتدع الناس جدارهم الخاص وحولوه إلى أكثر سرية لكن بعلانية مفرطة..! ، أصبح الناس يكتبون آرائهم ويمضون لكن أين ..؟
أين أصبح ذلك الجدار ، ما هي مقومات نجاحه ، ومن هم الذين يتلقون معلومات الجدار الذي بقي حرا .
ما إن تدخل إلى أي مرافق عامة وتغلق الباب عليك سوف تفاجأ بوجود جريدة على تلك الباب التي حملت العديد العبارات والكلمات منها ، يسقط فلان الفلاني ، يعيش علّان العلاني ، الحب عذاب ، (ضايج من مرتي) ،( تعبوني الديانه ) ( اريد تعيين )
وفي زاوية من ذلك الجدار تجد ان احدهم قد خصك بشتيمة معينة ، وحدثني صديقي مرة أنه دخل إلى إحدى المرافق العامة وغلق الباب بثقة عالية وعزيمة وشكيمة وإصرار فوجد عبارة تقول ( إنظر خلفك ) فدار صديقي وجهه وقرأ ( دير وجهك ولك ) .
وأنت منشغل بما أنت به ( كي تعبر عن رأيك بالحياة) تتصفح تلك العبارات والشعارات التي أدلى بها معبروا الرأي من قبلك ، يتقافز التساؤل لماذا أصبح الكثير منا يعبر عن رأيه بهذه الطريقة السرية العلنية في الوقت ذاته ، رغم إمتلاكنا جدران وحيطان على الفيس بوك نقول ما نقول فيها..و يتجه بعضنا للتعبير عن آرائهم على تلك الجدارن او (البيبان ) الخاصة بالمرافق العامة ، قد تكون هي قناعة من كُتاب تلك العبارات في أن تصفح تلك الآراء وفي تلك اللحظة فيه شيء من التركيز العالي ، لكن هي أيضا ثرثرة مثل ثرثرة الفضائيات .

نيجاتيف اللقطة
يقول: الشاعر حسين الكاصد

ثرثرة :
مزعج هذا
فقد تحدث كثيرا
لكنه لم يسكب الماء بعد الانتهاء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل