الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقد الليبرالية القوّادة-ردا على فايز السايس-

عصام حوج

2004 / 11 / 11
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لقد أثارت ندوة الحوار الوطني الذي أقيمت بدمشق بدعوة من اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين ردود أفعال مختلفة, أبرزها وأكثر حدة تلك كانت من قبل المبهورين بالليبرالية والمبشرين بها في الفضاء السياسي والثقافي السوري, ومن باب المساهمة في الحوار سنحاول مناقشة بعض الآراء والأفكار التي وردت في مقالة منشورة في موقع الحوار المتمدن العد د 1006للسيد فايزالسا يس والمعنونة ب ( لماذا يخشى قدري جميل من الليبرالية )
أولا: ثمة ملاحظة منهجية تتعلق بالطريقة التي تقم لنا الليبرالية بها, إذ تسوّق وكأنها مدرسة فكرية حديثة, لاسيما وإنها تقدم من قبل البعض على إنها بديل الماركسية التاريخي, مع العلم انه لا علاقة لها بما هو حديث, لا بالمقاييس الزمنية ولا بمقاييس تطور الفكر وارتقاءه, وإضافة صفة (الجديدة) إلى اسمها لايعني إطلاقا إنها كذلك, فمن المعروف إنها إيديولوجيا البرجوازية في بواكير نشوؤها وصراعها مع الإقطاع, وإنتاج مجموعة قيم وأفكار متنورة بمقاييس ما سبقها في مرحلة الإقطاع, ولكن مع وصول الرأسمالية إلى مرحلتها الاحتكارية والبدء بتقسيم العالم وبالتالي تدويل عملية الصراع الاجتماعي, أصبحت رجعية على طول الخط, لأنها أصبحت معرقلا للتطور الموضوعي لملايين البشر في أطراف النظام الرأسمالي, وضربت بعرض الحائط قيم الحرية والمساواة والتنوير الليبرالية, وفي المرحلة الراهنة من تطور الرأسمالية- العولمية- على الرغم من انه حتى الصم والبكم والعميان باتوا يدركون ان الليبرالية (الجديدة) بنموذجها الأمريكي لاتسعى إلى السيطرة فحسب, بل تحاول الاستفراد بالسيطرة, والتحكم ليس بمصالح شعوب الأطراف, بل بمجموع التطور العالمي, ومن هنا لايمكن الحديث عن شيء جديد لدى الليبرالية العتيدة, من حيث الجوهر, اللهم إذا كان ازدياد وتيرة النهب, وتمركز وتركز الثروة بيد حفنة من الأثرياء, وتخريب التوازن البيئي المتكون عبر ملايين السنين جديدا, و تفشي الأمراض والأوبئة, وانتشار حمى التعصب العرقي الايجري هذا(الجديد) في ظل التقدم المضطرد للمشروع الليبرالي, أليست كل هذه الوقائع نتاج واقع أورثتها الليبرالية الخلف الى السلف, وبالتواطىء مع ليبراليي العالم الثالث, وعلى كل حال فالرأسمال ومن وجهة النظر السياسية المجردة يحق له أن يفعل كل ذلك, فهو أناني وجشع بطبيعته, وينضح بالدم من قمة رأسه حتى أخمص قدميه, أما ماهو غير طبيعي حقا
موقف بعض النخب الثقافية – ومنهم السيد الفايز طبعا - التي تحاول تسويق هذا النموذج الليبرالي, عبر خطاب ديماغوجي مضلل, إذا تقدم لنا وكأنها المنقذ الوحيد لما نحن فيه من فساد واستبداد, فهل هي كذلك حقا ؟؟
- إذا كان الحامل الاجتماعي للمشروع الليبرالي هي البرجوازية, والشريحة الوحيدة من البرجوازية السورية القادرة على لعب دور فعلي, وإدارة اللعبة الليبرالية في هذه المرحلة هي الكومبرادور, وبعض نخب البرجوازية البيروقراطية, والأحمق وحده يجهل معنى ذلك, وهو إن عملية النهب الجارية منذ عقود, من( تحت ل تحت ) ستخرج إلى العلن بقوة القانون الليبرالي هذه المرة, بمعنى أوضح إنها عملية تبييض رؤوس الأموال المنهوبة, ليصبح الناهب بمرحلة الفساد رجل أعمال محميا بأنظمة وقوانين الكازينو الليبرالي, نحن هنا ( لانقرأالكف ) ولكن للأمور منطقها وعواملها الداخلية والخارجية المحركة لها, عداعن التجربة الحية للبلدان التي سبقتنا في السير على طريق (الفردوس ) الليبرالي تؤكد ذلك, وكم كان الباحث العراقي هادي العلوي على حق, عندما نعت يلتسين – نموذج رجل الدولة الليبرالي _ بالقواد بعد أن حوّل مليون امرأة روسية إلى عاهرات على أرصفة العالم اثر التحولات الليبرالية في روسيا, وخصخصة الاقتصاد, وتشريد ملايين العمال إلى سوق البطالة, وهنا يمكننا القول إن تلك النخب أما إنها لا تدرك حقيقة الموقف وجوهره أو إنها تلعب وبإتقان دور صباغي أحذية الغزاة وبائعي الدم والضمير, لاحظوا الذي يقوله فايز السايس في نقده لموقف الدكتور قدري جميل (( الايكفي مجتمعنا هنة وانكسارات ومحوق, الايكفيه مسخ بور جوازي طفيلي تغذى على دماء المجتمع ورغيف المواطن )) أي إن الليبرالية ستأتي لتنقذنا من البرجوازية الطفيلية هل من معادلة لااخلاقية ومنافقة أكثر من هذه المعادلة؟ أن يتم تصوير موقف الشيوعيين و-قدري- منهم, وكأنهم مع البرجوازية الطفيلية أو المدافعين عنها , ثم أليست البرجوازية الطفيلية- وكما اسلفنا- هي عراب المشروع الليبرالي في العالم الثالث ومنها بلادنا ؟؟
بقي أن نؤكد ان هذا الموقف من الليبرالية لايعني إننا معجبين بالواقع الراهن, الذي نؤكد على ضرورة تجاوزه, ولكن ليس بطريقة فايز السايس, بل عبر أوسع حوار وطني يفضي إلى أوسع تحالف وطني ديمقراطي ليس بهدف تقاسم المكاسب والغنائم والمغانم مع احد بل من اجل كرامة الوطن والتي هي مجموع كرامات المواطنين
-- عصام حوج








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الحالة الرابعة لنزع حجاب المتظاهرات.. هل تتعمده الشرطة ا


.. استشهاد طفلين وإصابة آخرين إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا




.. طلاب جامعة بيرزيت يطردون السفير الألماني من المتحف الفلسطيني


.. نتنياهو: سنواصل الحرب حتى تحقيق أهدافها كافة بما في ذلك تنفي




.. باتيل: إذا لزم الأمر سنحاسب مرتكبي الجرائم بقطاع غزة