الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مافيا رجال الأعمال.

طارق حجي
(Tarek Heggy)

2011 / 6 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


* رغم العورات العديدة لنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك ، إلا أن خطيئته الكبرى تمثلت في تكوين تلك العصابة من بعض رجال السلطة وبعض رجال الأعمال ، وهي العصابة التي كانت قاطرة الفساد(والإفساد) خلال السنوات العشر الأخيرة من عهد الرئيس المخلوع. وكما كتبت في عشرات المقالات التي نشرت قبل 25 يناير 2011 ، فإن إشراك رجال الأعمال في الحكم كان جرماً هائلاً. فرجال الأعمال غير مؤهلين (بحكم مصالحهم) لقيادة المجتمع ، وغير مؤهلين في نفس الوقت لمراعاة الأبعاد الإجتماعية التي هي عصب مهام الحكم. وفى إعتقادي ، فإنه لا يمكن الكلام عن رجال أعمال شرفاء إشتركوا في الحكم ابان تلك الحقبة السوداء . فرجال الأعمال الشرفاء هم فقط الذين إلتزموا بحدود أدوارهم كرجال أعمال ولم يتواجدوا بسفينة العصابة التي كونها نجل الرئيس المخلوع . وأجزم من خلال معرفة شخصية أنه لم يكن بين رجال الأعمال الذين كانوا أعضاء في عصابة نجل الرئيس المخلوع أي شريف . فالشرفاء (كما أسلفت) هم الذين لم يخرجوا خارج حدود كونهم رجال أعمال فقط . ومن الضروري اليوم الحذر كل الحذر من أية محاولة لرجال أعمال للإشتراك في الحكم ، إذ ان هذا لن يؤدي إلا لكوارث مجتمعية، ففسيفاء تكوين رجل الأعمال تجعله مهتما (وهذا حقه) بتعظيم عوائد إستثمارته وأعماله . وهو هدف شريف في حد ذاته ، ولكنه يجعل من صاحبه شخصا غير مؤهل لقيادة المجتمع . إذ تتطلب هذه المهمة توازنات وإعتبارات أخرى عديدة غير تعظيم المردود الإقتصادي.



· ومن الجدير بالذكر أننا خلال السنوات العشر الأخيرة من حكم الرئيس المخلوع كنا بصدد طبقتين من رجال الأعمال . طبقة كانت تسمى بكبار رجال الأعمال وطبقة أخرى كان يشار إليها بتعبير رجال الأعمال فقط. ولاشك عندي(بالوثائق والأرقام) أن الطبقة الأولى أي طبقة أولئك الذين كان يطلق عليهم طبقة كبار رجال الأعمال أنما كونت ثروات أكبر بكثير من طبقة رجال الأعمال العاديين. وأعلم يقيناً ( ومن خلال المعرفة الشخصية ) أن كل هؤلاء ( أي كبار رجال الأعمال ) قد كونوا ثرواتهم الطائلة بوسائل هي من ناحية وسائل سياسية ومن ناحية أخرى لم تكن متاحة لغيرهم من رجال الأعمال ( غير المتصلين بالسلطة والمعتمدين عليها). وهؤلاء بالذات هم من يجب الحذر الشديد منهم اليوم، لأنهم ما ان يشتركوا بشكل أو بآخر في الحكم إلا ويبدأوا الفساد الكبير كما يبدأوا الدوس بالأقدام على الإعتبارات الإجتماعية التي لا يمكن ان يراعيها هؤلاء المتعطشون لتعظيم ثرواتهم بكل وأي وسيلة .



· والحديث عن جنايات وجرائم طبقة كبار رجال الأعمال إبان السنوات العشر الأخيرة من عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك لا يكتمل دون ذكر دورهم المخرب في تقديم ورعاية مشروع توريث النجل رئاسة مصر . فهذا المشروع كان من بنات أفكار مجموعة كبار رجال الأعمال أثناء تلك الحقبة السوداء ، بل ويعرف كثيرون (من بينهم كاتب هذه السطور) من الذين كانوا على علم بمجريات الأمور الشخص الذي قدَم هذا المشروع الكئيب وكذلك أسماء الذين رعوا وساندوا وأيدوا وروجوا لهذا المشروع المهين لكرامة وتاريخ هذا الوطن . لقد أنفقت الملايين على هذا المشروع الذي كان أحد أهم أسباب سقوط العهد الأسود . وكان هناك مكتب للعلاقات العامة في الولايات المتحدة الأمريكية أنفقت عليه ملايين الدولارات للترويج لتلك الفكرة العطنة.



· وكشخص أتيح له بحكم إعتبارات عديدة أن يعرف تلك الطبقة الفاسدة والمفسدة ( طبقة كبار رجال الأعمال ) فإنني لا أستطيع ان أكتب عنهم دون ذكر خوائهم الثقافي والمعرفي بل وإفتقارهم لكل مكونات ومفردات وآليات العمل المؤسسي ناهيك عن جهلهم المطبق بتقنيات علوم الإدارة الحديثة وعلوم الموارد البشرية . وقد كان ذلك طبيعياً ، إذ ان هؤلاء وجدوا انهم أمام آليتين للعمل وإدارة العمل: الآلية الأولى ، هي آلية العمل المؤسسي بتقنيات علوم الإدارة الحديثة وعلوم الموارد البشرية. أما الآلية الثانية فهي العلاقات الحكومية (وأساسها الفساد والرشوة والمشاركات المحرمة والمجرمة) . ومعلوم ان كل أفراد طبقة كبار رجال الأعمال أثناء تلك الحقبة السوداء قد اختاروا الآلية الثانية أي استعمال العلاقات مع اركان الحكم لانها كانت الأجدى كما انها كانت الأسهل والأنسب لتكوينهم الضحل وتهافت تكوينهم المعرفي والثقافي. وليتذكر كل من يشارك فى الحياة السياسية فى مصر (الآن ومستقبلا) أن الشعب المصري لم يمقت ويحتقر أحدا (بعد الرئيس المخلوع وزمرته) كما مقت واحتقر تلك العصابة ممن كان يشار إليهم بكبار رجال الأعمال، وأن عودتهم (ولو جزئيا) للمشاركة (بأي شكل وبأي درجة) فى الحكم ستشعل غضبا ثوريا (مشروعا ومبررا) بحجم وغضب أروع أحداث تاريخنا كله ، وأقصد تلك الثورة الرائعة التى إقتلت شجرة عصابة النجل (عصابة السلطة والثروة) من الجذور ورمتها فى مقلب نفايات التاريخ - طارق حجي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وصلت مروحيتان وتحطمت مروحية الرئيس الإيراني.. لماذا اتخذت مس


.. برقيات تعزية وحزن وحداد.. ردود الفعل الدولية على مصرع الرئيس




.. الرئيس الإيراني : نظام ينعيه كشهيد الخدمة الوطنية و معارضون


.. المدعي العام للمحكمة الجنائية: نعتقد أن محمد ضيف والسنوار وإ




.. إيران.. التعرف على هوية ضحايا المروحية الرئاسية المنكوبة