الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تراث العنف

حميد المصباحي

2011 / 6 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


الحضارات تراكم ثقافة العنف والسلم كدلك,ففي تاريخ الشعوب والدول,أحداث اعتبرت لأهميتها,محطات فاصلة,أو مؤسسة لدولة دات خيارات محددة,غيرت مجرى تلك الحضارة بأكمله,وليست الحروب بين الدول وحدها,ولا الثورات ما يتأسس عليه هدا التراث,بل هناك تصفيات جسدية بين رجالات الحكم وحتى نسائه,بل وأسرهم وقد ينتقل دلك إلى الأحفاد,ممتدا للأتباع,تصير هده المواجهات الخفية وسيلة لاختيار الأتباع والأشياع ومدى إخلاصهم وقدرتهم على التضحية بكل شيء إخلاصا للحكام ودوي النفود في مربعات السلطة,لكن تغير الولاءات وارد,وهناك ردود عليه بوجود فئة خاصة للتأديب والمفاوضة وحتى الحوار,قبل اللجوء إلى العمليات والإجراءات الإستئصالية,أي التعنيف والنفي خارج البلد,بهده الصراعات تتجدد النخب الضيقة في محيط الحكم مند القدم,هده الآلية لاتسمح للتاريخ بالإقتراب منها,فهي محرمة على كل النخب,السياسية والثقافية وحتى المهتمة بالتاريخ وغيره من العلوم المنقبة عن الحقائق,والمسائلة للظواهر السياسية والثقافية وحتى العرقية,لكن المجتمعات التي انخرطت في الحداثة تخلصت من هده الشوائب,
ولم تعد التصفيات واردة في الصراعات السياسية حول السلطة والمكانة,بل وضعت قواعد اللعب,وخضع الكل لها,بعد أ، داق الجميع كارثة غياب القواعد وماجرته على أروبا من ويلات الحروب,وقد عاشتها من قبل,وكانت عائقا لتقدمها ونموها,فما أن بزغ نور العقل,وتراجعت أساطير السيطرة وأدرك الحكام أن مجدهم لايمكنه أن يرتكز على السحرة والمنجمين,الدين يوهمون الحكام بقدرتهم على معرفة الآتي,ويكون دلك مدخلا ليصير الساسة لعبة في يد قراء المستقبل من مشعودين وكهنة,وهنا تنشط آليات المؤامرات بين الأسر الحاكمة أو الطامحة للحكم,فتبدأ عملية بناء ثقافة العنف,الدي يصير وسيلة ناجعة لإثبات الولاء والدفاع ع، أولياء النعم من الحكام,الدين يختبرون أتباعم بالأوامر التي تفرض التخلص من أقرب المقربين لهم كدليل على إخلاصهم وصدق نواياهم السياسية,وهنا يكون تراث العنف آخدا في التشكل,والتطور في خفاء,إلى أن ينفجر عاصفا بالحكام,وهي صيغة غريبة لسقوط أنظمة الحكم بدون أن يتحرك الشارع,الدي يرث طقوس العنف من حكامه,ويستمريها لسنين,ثم يعبر عنها في لحظة ما,فتبدو الثورات كصيغ انتقام قد لا تحدث أي تغيرات مجتمعية اللهم التخلص ممن زرعوا بدرة العنف وتراثه في فكر الناس,مثقفين ومواطنين,وهنا تحدث أكثر الأزمات عمقا وطولا,فقد قال لينيت يوما,ما من قوة كقوة العادة,وهده قاعدة تنطبق على العارف والجاهل,ولا يمكن التخلص منها فقط بالوعي بها,لأنها أعمق في الوعي الجمعي,وحتى التاريخي منه,فإدا كان المواطن العادي,يستفز كل قواه العاطفية في الرفض,والتحامل والدعوة للإنتقام,فالمثقف أيضا يستحضر مخزونه من الكره ويعبر عنه
بلغة العارف والمدرك لما يجب فعله لتنتصر الثورات وتحقق المراد منها وغاياتها,التي سطرها في مسوداته بطلاسمه وحبره السري,إلى أن ينادى عليه,من طرف المتصارعين الكبار,ليعمل في مختبرات العنف اللفظي وربما التوجيهي لما هو جسدي,وينخرط في ثقافة العنف الخفي بعد أن كان في المعلن,داعما أو مناقضا,إن العنف ليس حكرا على الجهال بل هو القاسم المشترك بينهم والعارفين,وهو المشترك أيضا بين الحكام والمحكومين,إنه ثراث أو موروث يتسرب إليه خلسة,يعيه الحكام ممارسة والمحكومون ردا وتمردا في وجوه الكل,وهي اللحظة التي يتحول العنف من موروث إلى تراث فاعل,انتظر اللحظة المناسبة ليعلن حضوره,وانتقاله من كواليس السلط إلى قاع المجتمعات التقليدية,ولدلك كانت الحداثة قضاء على كل أسباب العنف,في الفكر والعرف والسياسة,والدين وكل الطقوس المدلة للغير لفظا أو إشارة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ستارمر يتولى رئاسة وزراء بريطاينا بعد 14 عاما من حكم المحافظ


.. اشتعال النيران في منزل بكريات شمونة شمال إسرائيل إثر سقوط صو




.. ما دلالات تقدم المرشح الإصلاحي بزشكيان على منافسه المحافظ جل


.. هل يرغب نتيناهو بالتوصل لاتفاق بشأن وقف الحرب على غزة؟




.. ما الضغوط التي تمارسها أمريكا لدفع إسرائيل لقبول الصفقة؟