الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آخر رسالة من مواطن عادي

أحمد بسمار

2011 / 6 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


إلى الرئيس بـشـار الأســد
وإلى الـمـعـارضــة السورية

يا سيادة الرئيس
شاهدت وسمعت خطابك ظهر هذا اليوم الإثنين 20 حزيران 2011.
وبالرغم من أنني فكريا وسياسيا, بحكم غالب تجارب حياتي الشبابية وذكرياتي السورية, متشائم إيجابي, ترددت قليلا أمام بعض المقاطع من هذا الخطاب. ولكن بحكم ما تعلمته سنينا طويلة في أوروبا, واعتناقي للفولتيرية,أسمع وأفهم و أصـدق كل ما قلت, وأعطيك كل ثقتي, نظرا لما تعطيه للطرف الأخر المسمى المعارضة, بأشكالها الهيتريكتولية (Hétéroclyte)المختلفة. بما أنك فتحت باب الحوار معهم ومع جميع المواطنين. وأنا مواطن عادي من جميع المواطنين. بالطبع منهم الموالي, ومنهم المعارض, ومنهم المحايد. المحايد الذي لا يرغب الهروب من الدب حتى يـقـع في الــجــب!... على اعتبار وأنت حتما لا تجهل كيف كان البلد في العقود الماضية..وخاصة بما يسمى ـ عامة وتسهيلا ـ الديمقراطية والحريات العامة.

أفتح معك وصل الحوار والثقة, بكل فولتيرية معقولة. أي حوار الرأي والرأي الآخر. وليس قتال واصطدام الرأي والرأي الآخر. بلا صراخ, ولا تهجم ولا دم. بكل احترام وتفهم للآخر. مبسطين الجدل بشكل مفهوم للواحد مع الآخر. مبعدين كل أنواع التعصب ومحاولة انتصار الواحد على الآخر. لأن هذا الوطن لنا جميعا. لا لفئة فوق فئة أخرى. لا لأكثرية ضد أقلية, ولا لطائفة ضد طائفة أخرى. لأننا كلنا بلا استثناء ننتمي لطائفة واحدة لا تتمزق ولا تتجزأ ولا تتفرق ولا تتحارب.. وهي الوطن السوري والأمة السورية.والتي سنعلو بها وبما حملت من حضارات وإبداع عبر التاريخ, ورغم كل ما عانت من أزمات وجراح.. وعواصف قاتلة وعتمات ورياح..وندخلها اسـويـة من جديد في الأسـرة الإنسانية.. ونفخر بها أينما وجدنا.. ونقول نحن من هذا البلد.. نحن من سـوريا التي علمت العالم أولى رسـوم الكتابة وأول أبجدية عممت التواصل بين البشر.

يا سيادة الرئيس.. أنتظر منك, وأنا المواطن العادي, أن تلملم جراحنا. وأن تداوي أحزاننا وأسانا. أن تفتح أبواب المصالحة على مصراعيه. وأن تعود الأخوة والحب والصداقة والثقة بين أبناء هذا البلد الذي أعطاك جراحه وآلامه وحبه.

سـوريا لا تحب الأعاصير. سـوريا بلد البحر الهادئ والأكسيجين النقي والحب والشعر وكأس عرق في مطعم هادئ على شـاطئ اللاذقية. شعب سوريا الحقيقي لا يحب العنف ولا الدماء ولا الصراخ ولا المنفخة. عشنا قرونا طويلة بتآخ وانسجام بين جميع الطوائف.. بلا تفرقة أو تمييز أو كراهية.. عشنا معا الفقر والغنى.. عشنا الحرمان والظمأ.. وفقدان الحريات.. ولكننا عشنا معا.. دائما عشنا معا.. حتى تدخلت أفاعي الطائفية.. ورغم أننا طردناها جماعيا.. ولكنها تركت آثار سمومها وتذوقها بعضنا وصار أفعى...

أنا لا يمكن أن أصدق أن أي سوري, ومهما كانت اتجاهاته ومعارضته للسلطة وعداؤه لها, لأسباب خاصة أو عامة أو اجتماعية أو سياسية أو وراثية, يمكنه أن يقبل في حالتنا اليوم أي تدخل أجنبي عسكري أو غيره في بلدنا. بعدما رأينا الخراب الشامل الذي هيمن على العراق ولبنان وليبيا وغيرها. يمكننا أن نحل مشاكلنا وصعوباتنا واختلافاتنا اليوم, ورغم كل ما جرى وسقط من ضحايا. يمكننا أن نــجــد الحلول المناسبة لعودة الهدوء والعقل والحكمة والسلام لبلدنا. رغم الصعوبات وضيق الحلول...علينا تجاوز كل الصعوبات حتى يبقى الوطن...
لا يمكن أن أقبل لآي طرف كان حل القتل والقنص والتهويل والترهيب. السوريون شعب مسالم من أقدم التاريخ. وكيف نقبل أن نتقاتل بيننا البعض, بدلا من الحوار. بشار الأسد يفتح لنا باب الحوار على مصراعيه اليوم.. لــنــســمــعــه.. لنتحاور بين بعضنا البعض. بين معارضة إيجابية بناءة وبين سلطة تقبل أن تغير جميع أخطاء الماضي. حتى نبني معا وطنا جديدا نعلم فيه أبناءنا أولى دروس الحريات العامة والديمقراطية التي لم نتعلم ولم نعرف مبادئها الحقيقية الصعبة في أي يوم من الأيام...

رغم تشاؤمي الإيجابي.. أريد أن آمل.. أن يعود الأمل بعد كل هذه العواصف التمزقية الهدامة التي هيمنت على بلدنا يا سيادة الرئيس.. وأن يتحقق ما وعدت بـه وما تأمله أنت وأنا وكل من يحب هذا الوطن الكبير وشعبه الطيب الصامد...

وإلى نساء ورجال المعارضة. في الداخل والخارج. أنتم بلا شـك تحبون هذا الوطن, ولا تعارضون من أجل أية مصلحة شخصية. إذن إقبلوا الحوار والصدر المفتوح. لسلامة الوطن. حتى يحيا الوطن. ويعود له الأمن والطمأنينة والعيش المضمون وخيرات اقتصاده التي جمدت في هذه الأشهر الثلاثة من هذا التسونامي الغير معتاد..................

كلنا نحب هذا البلد. ولا نريد لـه الموت والخراب.. لأنه يستحق الحياة.. وشعبه يريد أن يعيش, كما تعيش جميع شعوب الأسرة الإنسانية...

ولــتــحــيــا ســوريـا خالدة إلى الأبد.

أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال ابكاني
Rime ( 2011 / 6 / 20 - 20:05 )
استاذ احمد
عندما كنت اقرأ المقال و ارى طريقتك في الدفاع عن البلد و اهل البلد وايمانك الكبير بان سوريتنا اقوى و ابقى من كل ما يحصل الأن و ما نراه يؤلم العين و القلب
اعدت الي بعض الأمل لأنني بدأت احس اننا في دوامة و اننا ذاهبون الى اللامكان و ان عودة الامور الى طبيعتها في سوريانا هو ضرب من الخيال
اتمنى فعلا ان تعود سوريا مثل ما عهدناها سوريا قهوة الصباح مع اغاني فيروز و رائحة الياسمين الدمشقي و الورد الجوري
ولك منى اصدق التحيات


2 - شكر وتحية
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 6 / 20 - 20:27 )
إلى الآنسة ياسمين ورد
Facebook
أشكرك على مشاركتك الطيبة متمنيا لبلدنا عودة الهدوء والطمأنينة والتآخي بين جميع فئاته...
وحتى نلتقي...لك أطيب تحية مسائية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة


3 - رد إلى الآنسة ريـــم
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 6 / 20 - 20:34 )
عزيزتي الغالية الآنسة ريــم
أشكر على مداخلاتك التي عودتني على صحتها وصفائها وحكمتها.
وحتى نلتقي...لك أطيب تحية مسائية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة


4 - معك بالقلب
محمد بن عبدالله ( 2011 / 6 / 20 - 22:54 )
من مصر أعضدك قلبيا..فما آلت إليه (ثورة الشباب المباركة) في مصر و تسلط الاسلاميين من سلفيين وجهاديين واخوان وعجلان أقوى إنذار بالكوارث التي ستطال سوريا الحبيبة إذا ما نجح المهيجون


5 - وعن الحوار؟؟؟..تساؤل
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 6 / 21 - 08:04 )
لدى قراءتي للحوار هذا الصباح, لاحظت أن غالب الكتاب, شاركوا في رفض الحوار مع بشار الأسد. مصرين على استمرار حالة عدم الاستقرار الذي يهيمن على البلد, مفضلين تطورا على الطريقة الليبية, مما يدفعني إلى التساؤل : هل يفكر هؤلاء السادة اليوم بمصير هذا البلد في حال استمرار رفضهم لآخر أمل في الحوار المعروض. هل فـكـروا بخراب البلد وتشتيت شعبه. لماذا لا يتحاورون ولو لآخر مرة..علنا نجد حلا ديمقراطيا معقولا يؤمن سلامة البلد وشعبه وحرياته المطلوبة...استمرار رفض الحوار والنقاش..يدل على غاية (مخبوءة) في نفس يعقوب!!!...
مؤكدا للجميع بأنني لست ملتزما ـ قطعا ـ لأي طرف من الأطراف..سوى خلاص سوريا من الأذى والخراب والموت...............
بالانتظار.........للجميع تحيات مهذبة حزينة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة


6 - تـحـيـة و شــكـر
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 6 / 21 - 08:15 )
السيد محمد بن علدالله
أشكرك صادقا على مداخلتك الطيبة, آملا لشعب مــصــر ولشعب سوريا كل الاستقرار والأمان, وخاصة الوصول إلى ديمقراطية حقيقية وحريات إنسانية, كما تتمتع بها كافة الشعوب المتحضرة.
وحتى نلتقي...لك أطيب تحياتي المهذبة.


7 - سوريا غير
رعد عراقي ( 2011 / 6 / 21 - 20:56 )
سوريا ليست العراق -اولا سوريا بلا نفط انتجت اخلاق واقعية قائمة على التواصل والحلول الوسط-شعب سوريا شعب يملك نوعا ما غيره على وطنه ويرمن نوعا ما ان هناك دولة واحدة للسوريين بلاباطنيات طائفية او احقاد عرقية -لذا اعتقد سوريا ستنجو ستنجو وستتطور وستتمقرط تدريجيا بلاعنف ولادمار او تشرذم-سوريا ليست العراق -سوريا فيها خصائص حب الوطن رغم العسف الذي سيختفي تدريجيا بالعمل الجاد والحجة والحوار

اخر الافلام

.. متداول.. أجزاء من الرصيف الأميركي العائم تصل شاطئا في تل أبي


.. قطاع الطاقة الأوكراني.. هدف بديل تسعى روسيا لتكثيف استهدافه




.. أجزاء من الرصيف الأمريكي الذي نُصب قبالة غزة تظهر على شاطئ ت


.. حاملة طائرات أمريكية تصل إلى كوريا الجنوبية للمشاركة في تدري




.. طلاب فرنسيون يحتجون من أجل غزة بمتحف اللوفر في فرنسا