الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صدام المالكي على خطى صدام التكريتي!

رزاق عبود

2011 / 6 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


على الطريقة الصدامية، تصدر صدام الجديد جلسة مجلس الوزراء العلنية، كما كان، صدام السابق يتصدر اجتماعات مجلس قيادة الثورة! على الهواء مباشرة، شاهد العراقيون، تلذذ صدام المالكي بموقع الصدارة، يتحدث، ويوجه، ويقاطع الاخرين. يتحدث باسم كل الوزراء، وباسم الجيش، والشرطة، والمخابرات. ظن نفسه يتصدر مضيف حرامية يتباهى بصولاته، وجولاته. لم يدر في خلده(ربما يقصد) انه يكشف عن ديكتاتورية جديدة، وصلف مشابه، ومكابرة، ودجل، واظهارسطة كان يمتلكها سلفه التكريتي. مائة يوم مرت على وعده بتحسين الاداء، وتوفير الخدمات، ولم يقدم لنا سوى وعودا جديدة، واساليبا قديمة في الدعاية الفجة، والادعاء الزائف، والعنجهية البائسة. يدعو الضباط الكبار الى "الميز"، وكأنه يجلس في مقهى يملكها، و يتصرف كأي چايچي فيها. صدام التكريتي كان يجمع المجلس امام الاعلام ليوجه الاوامر، والنصائح، والتوجيهات الى مجلس قيادة اللعبة. صدام المالكي تصرف بنفس الطريقة. ومثله مثل سلفه، قدم التوجيهات مباشرة الى الوزراء، وكانهم تلاميذ في حوزة الملا نوري. وجه تهديداته المباشرة للشعب العراقي، ولكل من يعترض، لكل من ينتقد، لكل من يخالف، او يختلف فهو المجلس، وهو الدولة. وكما كان صدام يعلم وزرائه، ورفاقه اعضاء القيادتين طريقة الاكل، واستعمال الشوكة، وغسل الاسنان. جلس المالكي يتحدث بنفس اللهجة الى وزراء، وضباط كانوا في الخدمة قبل ان يجره ابوه كالخروف الى المطهرچي. ومثل صدام ظهر صاحبنا مغرم بالترشيق والرشاقة. علم "الرئيس القايد" رفاقه على الرجيم، وتخيف الوزن. اما المالكي فقام بنفسه بهرولتهم صباحا، ومساءا داخل المجلس لكي يترشقوا. ولم تبدو اثار الترشيق على أي منهم. اما الماء الملوث مثل حديثه، والكهرباء المنطفئه مثل عهده. والمياه الاسنه في شوارع العراق مثل جيفة فساد حكومته وحزبه. اما الدواء، والامن، والامان فهذه اقتصرت على رفع بعض الكتل الكونكريتيه هنا، وهناك لوضعها امام المتظاهرين ضد فساد حكومته. اما الحرية التي اختفت، والديمقراطية، التي اقتصرت على مناصريه، ومشاركيه في النهب، والسلب، والفساد، والمحسوبية، والطائفية. فهي بخير، طالما يتمتع بها، هو وحده مع عصابته. كواتم الصوت، التي عادت، وبقوة الى شوارع المدن العراقية لم يتحدث عنها، كي لايكشف ان زوار الفجر، والليل، والنهار هم من مليشياته، التي اصبغ عليها صفة الجيش، والشرطة، والحرس الوطني، وغيرها من المسميات الجديدة القديمة. لم يخجل، مثل صدام، ان يتوجه اليه الضباط الكبار بكلمة سيدي، وهو المدني الهارب من الخدمة العسكرية. أي بلد ديمقراطي يتوجه فيه الوزراء، او قادة الجيش لرئيسهم المدني بكلمة سيدي؟! انها صفة مشتركة مع صدام! لم ينقصه سوى بدلته العسكرية، ونياشينه، ورتبته المزورة.

بدى، وهو يستمتع بصدارة المجلس، يتحدث عن الرشاقة، ومشاكل البلاد تفوق عشرات المرات ما كان يعانيه الناس اثناء الحصار الظالم على شعبنا. كديك في مجلس الدجاج الهرم. ذكرني بالمثل العراقي: "الديچ يمشط النهار كله، وبالليل ينام على الضروگ". ذكرنا بالديك المغرور، صدام حسين بعد اخراجه من حفرته، وهو يترك شعره الاشعث، واسنانه لجندي الاحتلال الامريكي يعبث بها امام ملايين البشر. استفز ديكنا المالكي ملايين العراقيين الذين يفتك بهم الفقر، والجوع، والمرض، والبطاله، وقلة الخدمات، وندرة المحروقات. جلس يتحدث في مجلسه المكيف، المبرد، وكأنه يحكم سويسرا المترفهه، وليس العراق الذي يعبث به الفساد، وتمزقه الطائفية، ويضيع شبابه بين البطالة والفقر، ويلعب اطفاله بالمياه الاسنة. رغم كل تبجحاته، وانجازاته، وانتصاراته الدونكيشوتية على كتل الاسمنت، فلم يشرح لنا، او يوضح لماذا تختطف مخابراته المتظاهرين في "بلد الديمقراطية" من الشوارع؟ ولماذا يحاصر المتظاهرين؟ لماذا يهرب امراء القاعدة بسهولة من سجون جيش صولة الفرسان؟ لماذا تستمر الانفجارات؟ لماذا تستمر التجاوزات على الحدود، والمياه، والثروات، الطبيعية، والفرد العراقي من كل الدول المحيطة بالعراق؟!
مثلما تبجح صدام بالانتصار الكبير بقادسيته العبثية، والبلاد تعيش خرابا مروعا. وبانتصاراته في ام هزائمه، في وقت يوقع وزير دفاعه وثيقة الاستسلام العار في خيمة صفوان. جلس صدام المالكي يتباهى بانتصاراته على الارهاب في وقت تحصد فيه تفجيرات الارهابيين مئات الضحايا يوميا. ويتحدث عن الانجازات الامنية، في وقت تعبث به العصابات بمقدرات الشعب، وتختطف الاطفال، والنساء، وتروع المواطنين. انه منتصر في منطقته الخضراء! آمن في حماية اسياده الامريكان، وضباط صدام القدامي الذين قمعوا انتفاضة اذار1991 وهاهم يخططون لصدام المالكي كيف يقمع، ويروض معارضيه، ويصفيهم جسديا.
"سيدي" ايها الطاووس المغرور! كان سيدك صدام طاغية اهوج انتهى جرذا اختفى في حفرة. وانت ديك من زفت سيحرق العراق، وشعبه بحروب، وخلافات، ونزاعات تعب منها شعبنا.

المظاهرات المسيرة المدفوعة الثمن سبقك اليها صدام، وعلي عبدالله صالح، وحسني مبارك، والقذافي، وبشار الاسد. ولم تات بجديد من اساليب الخداع، والنفاق، والسرقة، والفساد، وخنق الحريات، وقلب الحقائق، وتشويه الوقائع، ومضايقة، واعتقال، وتصفية الخصوم.
الامر المختلف انها تجري باسم الاسلام، واهل البيت، وبدعم ايراني امريكي.
اين ستختفي من الشعب اذا ثار يا صدام المالكي؟؟

رزاق عبود
17/6/2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أين ستختفي من الشعب اذا ثار يا صدام المالكي؟؟
محمد ضياء عيسى العقابي ( 2011 / 6 / 24 - 22:14 )
يقول الكاتب: -إذا ثار الشعب-. لكنه لم يكلف نفسه أن يسأل نفسه : ومتى يثور الشعب؟ ولماذا يثور الشعب؟ متى يثور الشعب والمالكي أعلن أنه سوف لا يرشح نفسه لدورة برلمانية أخرى؟ ولماذا يثور الشعب وقد رفعت حكومة المالكي معدل دخله الشهري من أقل من دولار إلى (240) دولاراً؟ يبدو أن الكاتب لا يعرف عن صدام شيئاً أو يريد التغطية على جرائمه. أطلب من الكاتب أن يجيبني على الأسئلة التالية: هل صدام منتخب (كما المالكي) في انتخابات ترقى إلى المعايير الدولية بشهادة الأمم المتحدة والإتحاد الأوربي وغيرهما؟ هل كان صدام محكوماً بدستور صوت عليه الشعب بحرية؟ أما كان صدام يصدر أي قانون بتوقيع ما يكتبه على قصاصة ورق؟ هل يستطيع المالكي إصدار قانون؟ هل جاء المالكي عن طريق الإنقلاب أم البرلمان؟هل كانت ستبقى هناء أدور وعائلتها وعشيرتها على قيد الحياة لو مجرد نظرت بوجه صدام فما بالك لو عربدت؟ هل قام المالكي بالتطهير العرقي والطائفي والإبادة الجماعية والمقابر الجماعية والتهجير الجماعي خارج العراق وداخله للأكراد الفيليين وأهالي الأهوار وإستخدام السلاح الكيمياوي في حلبجة والأهوار؟ تعلَّمْ قليلاً من الماركسية والصدق؟

اخر الافلام

.. إيران.. محمود أحمدي نجاد يتقدم لخوض سباق الترشح لنيل ولاية ر


.. تقارير تتوقع استمرار العلاقات بين القاعدة والحوثيين على النه




.. ولي عهد الكويت الجديد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح يؤدي اليم


.. داعمو غزة يقتحمون محل ماكدونالدر في فرنسا




.. جون كيربي: نأمل موافقة حماس على مقترح الرئيس الأمريكي جو باي