الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكويت وإسرائيل ... الوظيفة والأهداف وأبو الأسود الدؤلي الحلقة الاولى

محمد علي الحلاق

2011 / 6 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


الكويت وإسرائيل ... الوظيفة والأهداف
وأبو الأسود الدؤلي
ح 1
في عام 2001 ، وعندما كنا نعمل في صفوف ما كان يسمى بـــ ( المعارضة العراقية ) ضد النظام البعثي الفاشي على الساحة السورية ، كتبت مقالة في أحدى صحف المعارضة كان عنوانها : ( هكذا ضاع التحرير بين العميد والسفير ) ! ؟ .
والمقصود بالتحرير ( هو تحرير الكويت من قبل الاميركان والقوات المتحالفة معهم ) بعد أنتهاء ما سميت بحرب الخليج الثانية كانون الثاني – آذار 1991 والتي أدت الى أنسحاب الجيش العراقي من الكويت ، والعميد هو عميد الصحافة الكويتية ( عبد الله ألمنيسي ) ، أما السفير فهو السفير الاميركي في تلك الدولة بالطبع . !
كان سبب كتابتي لتلك المقالة هو أستمرار الصحافة الكويتية بكتابة المقالات التي تتشمت وتتشفى بما حصل للشعب العراقي كله بعد تلك الحرب وما كان يعانيه من جوع وقهر وحرمان وموت جراء الحصار الاقتصادي الذي فرض عليه إضافة الى جرائم القتل الجماعي والتنكيل والإذلال التي كانت تمارسها سلطة البعث والدمار والخراب الذي حل بالوطن نتيجة القصف الهمجي الذي قامت به طائرات ما سمي بقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الاميركية ، والتي كان 97 % منها حصل بواسطة الطائرات والصواريخ الاميركية لكل البنى التحتية للعراق وحتى القشرة الارضية للبادية الغربية من النخيب وحتى منطقة الحياد الواقعة في ملتقى الحدود العراقية مع كل من السعودية والكويت ، ولمدة تزيد عن الاربعين يوماً متواصلة . ! ؟
ليس هذا فقط بل أن تلك المقالات التي لمّا تزل مستمرة حتى يومنا هذا ، وحتى بعد الاحتلال البربري للعراق عام 2003 وتغيير النظام ( شكلياً ) ( بعض الرموز فقط ) : ، كانت تلك المقالات تحرض على أستمرار العمل لتدمير العراق كوطن وتفتيته وذبح شعبه وأبادته وتشريده ، بل ومسحه من الوجود ؟ ، وكان يأتي في مقدمة أولئك الصحفيين ( المستكلبين ) ، الصحفي الكويتي المعروف ( أحمد الجار الله ) صاحب المقالة المشهورة ( اللهم إجعلها .. حجراً على حجر ) ويقصد بذلك العراق .
وهو نفسه الذي كان في مقدمة أولئك الصحفيين الذين مجدوا الطاغية ومنحوه كل الالقاب والنعوت الحسنة وجعلوا منه بطل الأمة وفارسها المغوار وأملها المرتجى .. ! ؟ وذلك إبان الحرب العراقية – الايرانية وقبل أن يقدم على أحتلال الكويت . ! ! ؟ .
أوردت في مقالتي تلك قصة من تراثنا العراقي الغني والغزير حول موضوعة ( الجار ) ، كان بطل تلك الحكاية هو الصحابي ( أبو الأسود الدؤلي ) تلميذ الأمام علي بن أبي طالب وأحد مؤسسي علم النحو عند العرب .
تقول الحكاية ، أن أبا الأسود كان يسكن حياً من أحياء مدينة البصرة ، غالبية سكانه يختلفون مع توجهه العقائدي والفكري ، فكانوا يرمونه كل ليلة بالحجارة ، فما أن يصبح الصبح حتى يبادره جاره فيقول له (( إيه أبا الأسود رماك الله البارحة بحجرٍ ؟ فيرد عليه أبو الأسود مبتسماً : (( لا والله لم يرمني الله ، بل أنتم رميتموني ، لو رماني الله لأصابني ، لكنكم لم تصيبوني )) ! ! ؟ .
وبسبب تكرار تلك الحادثة كل ليلة ، قرر أبو الأسود الأنتقال الى مكان آخر ، أكثر أمناً وأحسن جورةً . ! وفي صبيحة أحد الأيام حمل أغراض داره البسيطة على ظهر حمار ورحل ، وهو في طريقه الى محل سكنه الجديد ، صادفه جاره ، فقال له الجار : (( إيه أبا الأسود ... بعت دارك )) ؟
فأجابه أبو الأسود : (( لا والله ما بعت داري .. لكني بعت جاري )) ! ؟ .
وأكملت مقالتي تلك بمخاطبة الكويتيين قائلاً لهم ... : أننا سوف لن نعمل كما عمل أبو الأسود حين حمل أغراضه وأنتقل الى محل سكن آخر .. أكثر أمناً وأحسن جورةً .. ! ؟ .
لسبب بسيط وهو أنه ليس لدينا أية نية بترك وطن الآباء والأجداد .. العراق المفدى ، ولأن قضاء الله وحكم الجغرافية ، قد قررا أن نكون جيراناً للأبد ، ولا نريد هنا أن نقول أمر آخر عن ( كاظمة ) التي كانت وعلى أمتداد التاريخ هي ( مدافن بني تميم ) اللذين ما زالوا يسكنون البصرة ، من أبناء عمومة الشيخ والاستاذ الشهيد (( كنعان )) رحمه الله ، الذي أغتاله الطاغية المقبور ، ولا أن نقول حتى أن أسم ( الكويت ) هو تصغير لأسم ( الكوت ) وهي مدينة عراقية ، هي اليوم مركز محافظة واسط . !
ولا عن سجلات الأحوال المدنية ( الجنسية ) لقضاء الزبير التابع لمحافظة البصرة في الثلاثينيات والاربعينيات من القرن العشرين المنصرم والتي تؤكد ( عراقية ) حتى ( آل الصباح ) ! ؟ لكننا نعيد القول بأننا باقين في وطننا ، ولا أظنكم أنتم أيضاً تنوون الرحيل الى مكان آخر ، على الرغم من أن الغالبية العظمى منكم ، رجالاً ونساءاً ، شيباً وشباباً ، ينامون على حلم ، هو أن يصبح الصبح عليهم ، فيجدون أن ( كويتهم هذه ، قـــــد أضحت ، ضاحيــــــة مـــــن ضواحي فيلادليفيا أو كاليفورنيا أو لاس فيغاس ، فــــــي بـــــلاد ( المحررين ) من أولاد العم سام ، ليقضوا حياتهم هناك بالرقص على أنغام الجاز وأقامة حفلات البوب والروب الماجنة في حانات وبارات ( حماتهم من كاوبوي قوات المارينز ) ، أحتفالاً دائماً بتحرير ( كويتهم ) ! ؟ . تماماً كما فعلوا ذلك في ملاهي بيروت وشارع الاهرامات في مصر ليلة 28 شباط – فبراير من عام 1991 . ! ؟
لقد بات معروفاً لدى الناس جميعاً بأن حكام الكويت وبطلب وأمر من الادارة الاميركية قد تآمروا لجر النظام العراقي السابق الى أحتلال أمارتهم ومن ثم الى الحرب التي قامت على أثر ذلك ، كخطوة أولى لأحتلال العراق وتنفيذ ستراتيجيتهم لأعادة السيطرة والهيمنة المباشرة والكاملة على هذا البلد ، بعد أن كان يدار بالنيابة من قبل البعثيين الفاشست .
والتي ابتدأت بعد أنتصار ثورة 14 تموز 1958 العظيمة ، وحيث كانت خطواتها الاولى الانقلاب الدموي في 8 شباط 1963 الأسود .
كما وأن الولايات المتحدة بصفتها الوريث الامبريالي للكولينالية البريطانية في هذه المنطقة من العالم ، فلقد حلت محل الامبراطورية العجوز ، تطبيقاً لنظرية ( إملاء الفراغ ) و ( مبدأ آيزنهاور ) المعلن في عام 1953 والذي جرى تنفيذه بعد الانسحاب البريطاني من الخليج العربي في عام 1972 . وبمعنى آخر فلقد حصد الأميركان ما كان زرعه الانكليز هنا من ( خبائث ) وما أسسوا من ( شرور ) طيلة حكمهم لهذه المنطقة التي امتدت لأكثر من 150 سنة . !
وقفة : [ كما حصد ويحصد فرسان العملية السياسية التي جاء بها الاحتلال الى العراق ، ما زرعه و أسسه البعثيون الفاشست طيلة أربعين سنة من حكمهم تقريباً ، من فساد وخراب للوطن والنفوس ] ! ! ؟ .
عودة : ومن تلك التركة الاستعمارية التي ورثها الاميركان ، كانت هذا الكيان المصطنع ( الامارة – المحمية ) وعملوا على تفعيل الوظيفة وتحقيق الهدف الاستراتيجي الذي وجدت من أجله ، منذ إعلان الانكليز الحماية عليها في ثمانينات القرن التاسع عشر وأقتطاعها من ولاية البصرة التي كانت تابعة عند ذاك للدولة العثمانية ( الرجل المريض الذي كان يعيش سنوات إحتضاره ) .
وللحديث بقية .....

محمد علي الحلاق
كاتــب وباحـــث عراقـــــي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العراق أرض الحضارة
عبد الله محمد صقر ( 2011 / 6 / 21 - 00:11 )
قابلت أكثر من أخ عراقى وصراحة أعجبت بهذا الشغب العظيم , أولا لثقافته العالية , وثانيا لحضارة بلاد الرافدبن , وثالثا لثبات وصبر هذا الشعب العريق ضد كل من أعتدى عليه , أننا كشعوب عربية دائما نتعاطف مع أشقاء لنا ونشعر بمعاناتهم وقت المصائب والضيق , الشعب العراقى سوف يظل رمزا للكفاح ورمزا للبطولة وهو كان ضحية ألعوبة من قبل الشيطان , الان العراق أصبح حرا أبيا رغم أنف المغتصب وسيرجع شغبها أقوى عزة وشموخا بفضل الايادى العراقية التى تبنى بلدها بيدها دون الاعتماد على الغبر , إن شعب العراق الابى سيظل فى وجدان كل مصرى وعربى حر , وسوف تثبت الايام على أن الغراق سيبقى منارة للحضارة والرقى الانسانى بجميع طوائفه وأعراقه وألوانه , يا عراق الغز والكرامة أنتم ستبقون رافعين الهامة والوفاء فيكم علامة , أنتم أهل للعز والشهامة , مهما غارت الاعادى سيرجون ومعهم الندامة , حاملين موتاهم مثل يوم القيامة , يا غراق لا تحزن فأنتم أهل للعز والكرامة .

اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا