الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يتخاصم الكبار، يحترق الصغار

اميرة بيت شموئيل

2004 / 11 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


اثناء المناظرة الاولى للرئيس الامريكي جورج بوش وغريمه كيري، سألوا بوش عما استفادت منه امريكا بشنه الحرب على العراق في الوقت الذي كان الاجدر به ان يحارب الارهاب ويتعقب بن لادن ومجموعته، قال بوش:" على الاقل ابعدنا الارهاب عن بيتنا"!!!!!. نعم بن لادن والقاعدة لم تعد توجه ارهابها لامريكا.
هذا الجواب لابد وان يذكرنا بكلمات ونستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا، بعد خروج العالم من الحرب العالمية الثانية، ومحاولة الدول الاوربية ، خاصة، لايجاد حلول ابعاد شبح الحروب المدمرة عنها حيث قال للشعب الاوربي نيابة عنه وعن حلفائه ومنافسيهم الاوربيين:" لا نستطيع ان نعدكم بعدم تكرار الحرب بيننا، ولكننا نعدكم بابعادها عن بيتنا ( اي اوربا)!!!!.
منذ ذلك الحين دأبت اوربا ( خاصة بريطانيا وفرنسا) على تصدير حروبها المختلفة الاشكال والاسباب الى العالم الخارجي ، وطبعا كان للشرق الاوسط حصة الاسد، نظرا للتخلف المدقق المفروض عليه من قبل حكامه وسياساتهم الدكتاتورية الجاهلة.
وسيرا على المخطط ذاته ( ابعاد الحرب عن البيت) قامت بريطانيا وفرنسا وامريكا ايضا بابعاد شبح الارهاب والقاعدة عن بيتهم و... بالاتفاق مع القاعدة نفسها ورئيسها اسامة بن لادن ليتصارعوا على ارض العراق، القابع تحت ظلم واستبداد الرئيس الرجعي المتخلف عقليا صدام حسين وزمرته المجرمة.
جواب الرئيس بوش للامريكان، اكد اتفاق الخصمين ( قوات التحالف والقاعدة) على تحويل صراعهما الى العراق ولكن ... كيف تم ذلك؟؟
قبل دخول قوات التحالف، تسلل العديد من مقاتلي القاعدة الى العراق، مع دخول الدروع البشرية لحماية المستشفيات ودور الاطفال وغير ذلك ، وبقت تحت رعاية وتمويل الزمرة الصدامية التي استغلت ، ومازالت، الاموال التي سرقتها من الشعب العراقي ( ظهرت الكشوفات لاموال بن لادن انه لم يمول قاعدته) ثم دخلت قوات التحالف ، وهكذا ظل الطرفان يتدربان ويعدان العدة للتحارب والاقتتال على ارضنا.
قد لايدرك غير العراقيين، ان المؤسسة الصدامية قد تفننت باشعال الحروب والصراعات القومية والدينية في العراق على مدى سنين عديدة، نظرا للتعتيم التام الذي فرضه صدام على الاعلام العرابي والعالمي بشرائه للعديد من الذمم في هذا المجال، ولكننا نحن العراقيين ندركها جيدا لاننا عشنا مراراتها مرارا وتكرارا، والصراعات المتلاحقة اليوم ما هي الا نتائج تربية المدرسة الصدامية المتخلفة والتي ظهرت واضحة للعالم اليوم، بعد ان دخلت وسائل الاعلام العالمية والعربية الى اعماق العراق.
ان قضية تفجير انابيب النفط والمؤسسات المهمة لانعاش اقتصاد العراق ، ما هي الا وسيلة لمنع الواردات المالية من الوصول اليه، وخطف العراقيين واجبار اهاليهم على دفع الاف الدولارات لاطلاق صراحهم، ما هي الا وسيلة لجمع المال من الشعب بالقوة واعادة تجسيد الخوف من البعث والذي يحاول العراقيين محوه من ذاكرتهم للنهاية. فكلنا يتذكر كيف ان السلطة الصدامية كانت تجبرنا، وبمختلف الطرق، على التبرع بالاموال والمجوهرات ولاكثر من ثمانية سنوات، بالرغم من الزج بابناءنا في حروبه العدوانية على ايران. كذلك تفجيرات الدور والعتبات المقدسة وضرب رأسمال العديد من المواطنين وممتلكاتهم. كذلك هنالك ظاهرة اغتيال الشخصيات العراقية السياسية والدينية، خاصة والعراق على ابواب الانتخابات الجديد، فصدام الاجرام قد اشتهر باغتيال الشخصيات التي لا تتفق معه واستغلال هذا الاغتيال لتوريط الاخرين به. هذه هي بصمات الزمرة الصدامية التي مازالت تسيطر على المال العراقي المسروق والقرار.
الى جانب الزمرة الصدامية، هنالك بعض الشخصيات السياسية والدينية ممن تعودوا على التربية الصدامية واخذوا يتصرفوا كصدام على الساحة العراقية بعد ان وجدوا الساحة ملائمة لاظهار امراضهم المتخلفة، وهذا ليس بخافيا اليوم، خاصة بعد ان قامت وسائل الاعلام المحلية بالنشر عن العديد منهم وقد تم طرد البعض منهم من مسؤوليته .
اما بصمات القاعدة فتؤكدها السيارات المفخخة وسواقها المتشردين الملثمين الذين يفخروا متشدديهم بتفجيرهم لانفسهم ولابناء الشعب العراقي من المدنيين والمسالمين من الاطفال والنساء والمسنين ، وقد تم القبض على العديد منهم وفضحت جنسيتهم الغير عراقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لمحة عن حياة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي


.. بالخريطة.. تعرف على طبيعة المنطقة الجغرافية التي سقطت فيها ط




.. شاهد صور مباشرة من الطائرة التركية المسيرة -أكنجي- والتي تشا


.. محاكاة محتملة لسقوط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في م




.. أبرز حوادث الطائرات التي قضى فيها رؤساء دول وشخصيات سياسية و