الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
محاولةُ انتحار رقم (1) ..
وفا ربايعة
2011 / 6 / 21الادب والفن
في الصُبحِ - تُولدُ الأشياءُ وتتفَتَّحُ - وأنا أُواصِلُ الانكماشَ حدَّ الذُبول - ألتزمُ سريرَ الضجرِ -هرباً من حُمى الأسئلةِ المُتعدِّدة - أرفعُ ما تبقى من أصابِعِ دهشتي - ولا أبتسمُ كعادتي - عندما أتفرَّجُ على انهياراتي المُتتابِعة - فقط أُواصِلُ التحديقَ بغباءٍ - حتى ينتهي كابوسُ السُقوطِ - مع أنَّني أعلمُ أنَّ الكوابيسَ لا تُباغتُ الذاكرةَ المُنهكةَ في الصباح ..!!
أتغمَّدُ روحي بقليلٍ من الحيرةِ عندما أفترشُ ملامحي في المرآة - والمرايا -صديقُنا المُنافِقُ - والذي يوحي بُخصالِ الكماليّةِ -أتلكأُ في أثرها بحثاً عن فُنجانِ قهوةٍ - يُبدِّدُ ملايينَ الوجوهِ التي رأيتُها اليوم - بالرغمِ من أنني لم أُغادِر غُرفتي مُنذُ الصباح - ولأنَّ البُنَّ - هوَ المخلوقُ الأسودُ قلباً وقالباً - من يفي بوعدهِ على البقاءِ بجانِبي - أُقبِّلُ شِفاهي التي تتلمَّسُ هذا الخليطَ اللذيذَ من السوادِ الذي يُبدي - بِقُربي - نُصوعَ روحِهِ - وصفاءها - وأنا مع كُلِّ ذلكَ - أُواصِلُ التقوقُعَ البلّوريَ في فُقاعتي - وتُدُورُ دُنيايَ عندما أُشعِلُ سيجارتي - وأيضاً لا أبتسم - وحينَ أمتصُّ أحشاءها - تتبسَّمُ وكأنني أمنحُها الحياةَ - وتتوهَّجُ مرَّةً تِلوَ المرّة - أتطلَّعُ على ما تُخلِّفهُ من سكينةِ - تتهادى في وجهي - أكادُ أُقسِمُ أنني أمتلكُ القُدرةَ على العُلوِّ والارتفاعِ - لكنَّ شيئاً ما يَشُدُّني نحوَ الهاويةِ في نفسي ..!
والروحُ فيَّ أُنثىً تحبلُ - أُدركُ أنَّ حملَها أبديٌ لا ينتهي بأيِّ ولادة - أرتشفُ تبعثُري هُنيهةً - وأُحدِّقُ في سقفِ احتضاري - علّني أجدُ ما يبعثُ الروحَ في نبضي من جديد - أَفقِدُ شعوري نحوَ ما يسكُنُني - وأُحاوِلُ الانتحارَ من جديدٍ - بنصٍّ آخرَ - فلا أجرؤُ - على العبثِ بالحروفِ - أتسكَّعُ في أرجاءِ سريري - وأُحاوِلُ البحثَ عن أحدِ أقراطي التي فقدتها أثناءَ مُجوني في الساعاتِ القليلةِ - التي حاولتُ فيها أو ادّعيتُ فيها النومَ - كي أجِدَ ما يَشغَلُ نبضي عن الوقوفِ انتظاراً لوجههِ - أو حتّى لصوتهِ الذي أفتقِدهُ -بالرغمِ من أنَّهُ لا يُفارِقُني - أُدرِكُ أنَّني جُنونُ بحتٌ - ولم أكُن حالةً منهُ في يومٍ من الأيام - أواصِلُ التفرُّعُ في أفكاري - لعلّني أصِلُ إلى دواءٍ يُريحُني من احتضاري - وكُلَّما أسرفتُ في التفكيرِ - أشعُرُ بأنَّ الهواءَ - يتوقَفُ عن الولوجِ إلى كلماتي - وأنا - ممن يخشونَ اختناقَ الكلماتِ في عُروقِهم - قد أصفَحُ عن موتي - لكنني لن أغفِرَ أبداً - أن تحتضِرَ حروفي - فالكلمةُ سديمٌ أزليُّ لا نهايةَ لنهايته - وأنا مُحضُ رقمٍ في السِجلِّ الإحصائيّ للحكومة - ما عُدتُ أُريدُ الحياةَ - ولا أرغبُ في موتٍ يليقُ بشخصٍ أحبَّ الحياةَ - لكنني أحتاجُ لبضعِ ثوانٍ - أُقفِلُ فيها أفكاري ومحاولاتِ انتحاري المُتكرِّة - حتى أُكمِلَ فنجانَ قهوةٍ واحد - بلا ذاكرةِ مؤلِمة وبلا دموع - أُفكِّرُ بوجههِ الذي اضحى بارداً - كفنجانِ قهوتي - الذي أُصيبَ بالصقيعِ - وأنا أكتبُ نصّيَ هذا - وأهمسُ في سرّي لهُ -علَّهُ يسمعُ رجائي - فيعودُ كما كانَ ..!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة الخميس
.. مغني الراب الأمريكي ماكليمور يساند غزة بأغنية -قاعة هند-
.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت
.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً
.. سكرين شوت | إنتاج العربية| الذكاء الاصطناعي يهدد التراث المو