الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كاس وناس وبسط

لؤي عجيب

2011 / 6 / 21
الادب والفن


لم تكن أبداً أفكاراً .. أو تهيؤات .. بل كانت حقائق رأيناها جميعاً.. وسمعنا صوتها عبربكاء الآخرين .. ولم يكن يبعد عنا الموت سوا شارعاً أو شارعين من حيينا .. نحن الذين كنا نسكر سوياً .. ونسوق الحياة بعدميتها ...
كنت أسأل نفسي يومياً قبل النوم .. إلى أي حدٍّ أستطيع أن أجامل إنساناً .. كي أنهي كأسي بسعادة.. أقلّها وأنا أنتشي... وتجول بخاطري أفكار شيطانية أحياناً .. أن أفتح الأبواب على مصاريعها وأعلنها حرباً على الجميع .. لأكشف ما تحمله ابتساماتهم وقهقهاتهم وأحاديثهم من سخف لا يطاق .. وسطحية بليدة ... كما الطبيعة فعلت بالسكان المحليين لهذا المكان ... لكن يعود العقل لتدارك آلامه ..." وهل تقوى على البقاء وحيداً وسط رمال تكسوها الشمس الحارقة.. لا بد لك من قناع يقيك الحر ويبعد عنك الظمأ .. وإن كنت لا ترتوي جيداً .. لكن لا بأس ما دمت تذكر طريق العودة جيداً ..."
نعم ... لقد رأيت الكثير ممن نسوا الإتجاهات .. وسط الطريق ... ... وأذكر كم ساد صمت مخيف ... بعدما سرت نشوة الكأس بداخل جسدي ... حتى حررت تماماً كلماتي من سجنها .. لأفلتها أمام جميع من اجتمعوا في حفلة الشرب تلك ..." لنجعل حياتنا تسودها الإنسانية وليس اليهودية أو المسيحية أو الإسلام .. لأنها الأشمل والأقوى بين البشر... وليكن ديننا.. هوسرنا الصغير الذي نحمل في قلوبنا" ... .. تجهمت جميع الوجوه .... ورفعت كأسي كمحاولة مني لجذب أطراف الحديث .. للخروج من عبارة لم أعرف أنها وضعتهم في مأزق كبير ... ليرد بالنهاية علي أحد الندماء ...
- "لمين هي العبارة ... وهل تؤمن بها فعلاً ؟؟؟"
- "هيدي عبارتي .. أنا يلي كتبتها ... ؟؟؟"
- " بتقصد فيها سخرية .. ؟؟؟ أو .."
- "لا .. لا .. لا ... أنا ما بسخر من أحد .. أنا أحترم جميع الحريات .."
- "بقصد ... سخرية من الفكر العلماني يلي تحمله العبارة .... "
- "صديقي ... .... .... هيدي .. أولاً ليست سخرية ... وثانياً ليست علمانية... بل إنسانية وإن كنت لم ترى هذا الجانب الكبير فيها.. فاعذرني .. فقد أخذت بك الويسكي مأخذها .." وكانت ضحكاتي هي الوحيدة التي علت في تلك اللحظات مع نظرات الريبة من بعض الأصدقاء ..." شو..؟؟ ليش هيدي النظرات ..؟؟؟"
- "الدين هو كل شيء يا صديقي ... وإن خسرت الدين .. أو إيمانك فقد خسرت الدنيا والآخرة .."
- " أنا بدي أكسب الدنيا .. والآخرة مسامح فيها ... هدية مني إلك ..." ضحكاتي تعلو من جديد لكن بأريحية أكثر من جانبي ... وريبة أكبر من جانب الآخرين ...
- "حرام .... حرام ... حرام تكفر ... وإذا هيك رح يساوي فيك المنكر .. مارح تشرب معنا مرة تانية .."
- "والله ما عم أعرف شو عم أسمع.. هل هو سكر أم تخبيص ... كل يلي قلته هو من وحي هي الجلسة اللطيفة ... كاس وناس وبسط .. وكل واحد من ملّه ومن بلد ... وما بعرف شو يلي غيّر اسم الويسكي إلى منكر .. بكل بساطة إذا .. منكر ليش تشربه .؟؟ وليش ... من أصله وجودك معنا ..؟؟؟ "
- "يا أستاذ ... أنا يلي أحضرته.. ولولاي ما كانت جلستكم وما كنا .. عم نشرب..."
- "طيب .. شو المطلوب مني أنا ..."
- "ابعد عن الدين ولا تحكي فيه ... لأن فكرتك التي قلتها ..الكفار فقط يتبنوها .. الدين الإسلامي .. أكبر من أن يكون سر صغير .. ولازم يعم العالم كله...أما الأديان التانية أحكي على كيفك فيها .. شي ما بيعنيني..."
- "أنا ما عم ناقش فكرة الدين ..هيدا رأي انساني.. حتى نوجد حل للمشاكل والقتل يلي عم يصير بالعالم بسبب التعصب للأديان.. خلي الإنسانية تاخد دورها بعيد عن الدين .... وبعدين ...أحياناً الأسرار الصغيرة تحمل معنى الحياة كلها ..."
- "كل المعنى في الحياة.. وكل الحياة للدين ... وكل الدين لمعرفة الرب .."
- " فكرة فلسفية ... بدها قعده خاصة ..."
- "رجاءً بدون استهزاء .. الدين بعيد كل البعد عن الفلسفة ... والهرطقة .."
- " عن الفلسفة .. ممكن ............. بس عن الهرطقة ..لا"
- "واحد علماني كافر ... "
- " كافر.. قبل الكاس أو بعد الكاس ... كاسك ..بصحتك.." ..وعلت ضحكاتي من جديد ... "بعرف أنك ما رح تزعل وتترك القعدة ... و فيه لتر ويسكي مختوم .. وتحرم نفسك منه "
- يعني أنت عم تحاول تستفزني حتى أترك القعدة ويفضالك الجو وتبلع اللتر لوحدك.. أنت والشباب .. بس بعيدة عن شواربك ... كنت تمزح أنت صح .. تمزح ... لأنه شكلك ... إنك أنت مو هيك .." علا صوت ضحكته أخيراً ..." شككتني بحالي وفيك .."
- "خليك شاكك فيني أحسن ... "
- " لا تخليني ..."
- "خلصنا منك ومن ثرثرتك .. وروح جيب الثلج من البراد ... يلا ..."
- "يعني أنت ... "
- " يلا ... وتعال احكيلنا عن مغامراتك مع الشقراء الروسية في دبي أحسن .."
رغم أن الجو تملكته غمامة قاتمة من التوتر .. إلا أن حديثه عن الفتاة الروسية التي يسافر إليها كل حين ليضاجعها ... قد فك عقدة جميع الحاضرين ... وأرخى أساريرهم .. لتعلوها النشوة ... والرغبة ......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: تكريمي من الرئيس السيسي عن


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: نفسي ألعب دور فتاة




.. كل يوم - دوري في جمال الحريم تعب أعصابي .. والمخرجة قعدتلي ع


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: بنتي اتعرض عليها ب




.. كل يوم-دينا فؤاد لخالد أبو بكر: أنا ست مصرية عندي بنت-ومش تح