الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوة لتآلف وطني يشمل الجميع

محمود محفوري

2004 / 11 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


" من أجل الوطن وباسم الوطن"

نعم ستنتصر سوريا وينتصر شعبها بكل فئاته نقولها بكل ثقة ووضوح رغم كل الصعوبات التي تواجه الوطن. ستنتصر بالجهود الخيرة لكل أبنائها. تنتصر بالغيرة على الوطن والشعب. تنتصر بالرغبة في التغيير والإصلاح. تنتصر بتعاون كل القوى السياسية والجمعيات والأحزاب والشخصيات الوطنية المستقلة من كل الأطياف الشعب السوري دون استثناء لأحد. تنتصر بمساهمة أول الأمر بإصدار قانون وطني للجمعيات والأحزاب يسمح بقوننة هذا التعاون وجعله علني فعال يستطيع أن يعبيء قوى الشعب كلها للنهوض بالوطن والانطلاق به من جديد إلى رحاب العالم المتقدم الراقي.
إن ما يوحد الجميع أعظم بكثير مما يفرقهم من توافه اجتهادية عابرة. فالوطن والشعب خالدان خلود الحياة أما المفاهيم والنظريات والمعتقدات السياسية فهي متغيرة تغير هذه الحياة. فليوحدنا ما هو أبقى على حساب ما هو عابر مؤقت.
لا بد من انطلاقة جديدة تقتدي بالتجربة التي مر بها شعبنا في الخمسينيات من القرن الماضي من تصاعد للمد الوطني الديمقراطي الذي شاركت فيه جميع أطياف الشعب السوري من البرجوازية الوطنية حتى القوى القومية والماركسية والدينية يحزوها الأمل بصيانة الاستقلال والحفاظ على مصالح الشعب. وتكللت جهودها بنجاح باهر رغم كل الصعوبات. إن هذا الطيف الاجتماعي السياسي لا يزال موجودا بأشكال مختلفة وعلينا أن نستنهضه بكل الوسائل مغلبين مصلحة الوطن والشعب على كل مصلحة أخرى.
نعم يحذونا الأمل وتدفعنا الرغبة ببناء وطن سمته الانضباط والاجتهاد وعنوانه التقدم الاجتماعي والاقتصادي ورائده العمل السياسي الديمقراطي الذي يقوم على الجميع دون إقصاء لأحد من أبناء هذا الوطن الغالي.
يجب أن لا يخفى على أحد أن منطق التاريخ يبين أنه مهما اشتدت الأزمات تجد مخرجا وهو مخرج إيجابي، ذلك لأن الأزمات التي تعصف بالأمم لا بد أن تدفع القوى المستنيرة الرائدة إلى البحث عن ذلك المخرج. إن هذه عملية موضوعية بالدرجة الأولى قبل أن تكون رغبة ذاتية. فالقوى الخيرة قدرها أن تتلاقى وتتعاون لتجد مخرجا يحل الوطن عبره أزماته التي تولدها الحياة بشكل طبيعي بمساهمة أبناء الحياة. فالشعب والوطن أولا وقبل كل شيء ومن أجله يبذل أبناءه الغالي والرخيص ولا حاجة لبرهان ذلك.
لا بد من تحريك المشهد الوطني الساكن أمام عالم يغلي بلا توقف ولا انقطاع. غليان يقوم على تسارع التطورات الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية والفكرية وبالتالي الاجتماعية. إن ما تسببه تكنولوجيا المعلومات يخلق واقعا عالميا جديدا مدهشا وغاية في الغرابة تحولت فيه كثيرا من المفاهيم التي اعتبرت لزمن طويل ثابتة غير قابلة للتغيير إلى مفاهيم افتراضية متغيرة.
هاهو انتقال المعلومات يوحد العالم والشركات الافتراضية التي نشأت حديثا على شبكة الانترنت تسوق بآلاف المليارات سنويا متخطية الحواجز الجغرافية والزمنية واللغوية والعرقية والدينية والمعتقدية، وها هو العامل عن بعد الذي يجعل جزء من طبقة عاملة وطنية لبلد ما تساهم مباشرة في تراكم الثروات المادية لأمة أخرى - قد تكون معادية – دون ان تذهب إلى بلادها وتقيم في أراضيها ليترتب عليها ولها ما يترتب من حقوق وواجبات. فنحن أمام عالم جديد تتغير فيه مفاهيم المواطنة والحدود الجغرافية والسياسية والزمنية ومفهوم السيادة.
ما يحصل من تغيرات خطيرة وعميقة في عالم اليوم لا بد ان يدفع كل وطني غيور إلى المساهمة بجهوده الثمينة في الحراك الوطني السياسي لإقناع الجميع دون استثناء بالعمل المشترك من أجل الوطن ومستقبل الشعب بعيدا عن المواقف المسبقة التي تعيق نشوء حركة وطنية شاملة وعظيمة تدفع بوطننا إلى الأمام ليأخذ مكانا يليق به وبمستقبل أبنائنا وأحفادنا.
لا بد أن يقتنع الجميع أن للجميع من أبناء الوطن دورا هاما في مصير وطنهم. فكما يساهم الجميع بشكل أو آخر في تكوين الثروات المادية الوطنية كذلك يستطيع أن يساهم الجميع بشكل أو آخر في اغناء الفكر الوطني الذي يدعو إلى انطلاقة جديدة متجددة من أجل الشعب والوطن الغالي على قلوب الجميع. فلنرفع صوتنا جميعا ونقول نعم لتكاتف كل السوريين من أجل نهضة جديدة.

د. محمود محفوري: رئيس المكتب السياسي في حزب النهضة الوطني الديمقراطي السوري
[email protected]

9 تشرين الثاني 2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة : هل طويت صفحة الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. هل يستنسخ حزب الله تجربة الحوثي في البحر المتوسط؟ | #التاسعة




.. العد العكسي لسقوط خاركيف... هجوم روسي شرس يعلن بداية النهاية


.. أمير دولة الكويت يعلن حل مجلس الأمة وتعليق بعض بنود الدستور




.. الحرب في غزة تحول مهرجان موسيقي إلى ساحة سياسية | #منصات