الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهرجانات

فليحة حسن

2011 / 6 / 22
الادب والفن


• مهرجانات
كنت دوماً متحمسة لحضور المهرجانات الشعرية ،إيماناً مني بان المهرجان ماهو إلا محك يعرف به الشاعر مدى ما وصل إليه إبداعه قياساً بما هو مطروح فيها من شعر، غير إني كثيراً ما كنت أرى جمهور تلك المهرجانات يتفاوت حضوراً بين اليوم الأول والأيام التالية حتى ينتهي المهرجان بقراءة الشعراء لبعضهم البعض ، فكثيراً ما يحرص المقيمون لتلك المهرجانات على إحضار جمهور غفير- بأي صورة من الصور- لإرضاء المسؤول أو من يقام المهرجان برعايته ،
فإذا ما غادر هذا المسؤول القاعة وكثيراً ما يبدو المسؤول متململاً في جلسته يوزع نظرته بين ساعة معصمه والسقف حتى إذا انتهتْ الكلمات الترحيبية وبدأتْ القصائد بالانسياب من مضان بوحها، اعتذر بتراكم مشاغله وغادر تاركاً جمهوره – جمهور يوم الافتتاح - ينسحب تدريجياً بعده ،
و الملاحظ إن غالبية هذه المهرجانات أو كلها تقام في قاعات وفنادق مغلقة،
فلا تخرج القصائد من أفواه منشديها حتى ترتطم بالجدران و ترتد إليهم كالصدى،
ولا ادري ِلمَ دوماً أتخيل الأسواق الأدبية التي كانت تقام سابقاًكـ(سوق عكاظ، سوق مجنة،سوق ذي المجاز، دومة الجندل ،هجر، عمان ، الشحر، أبين،حجر اليمامة، حضرموت، صنعاء، حباشة ، ألابلة، لق ، الانبار، الحيرة ، صحار ، دبا ، دما " السيب "، آدم )، والتي كانت تقسم من حيث إقامتها الى موسمية وثابتة ، والتي يصفها الباحثون ويعدّوها (ساحات ثلاث : ساحة اقتصادية بالمعنى البسيط، وساحة اللقاء الأدبي شعر وفكر، وساحة اللقاء الاجتماعي ) وأتخيل ما كان يجري بها فقد احتفظتْ لنا ذاكرة التأريخ بصورة تظهر الشعراء وهم يتبارون في إنشاد قصائدهم والخطباء في صياغة خطبهم ويتقاسم التحكيم في كلا الأدبين النابغة الذبياني وقس بن ساعده الأيادي،
وكيف كان يحضرها(النساء والرجال ممن له ذوق في الأدب )،حتى إن سوق عكاظ (يعدّ سوقاً عاما ً يفد إليه الناس من أطراف الجزيرة العربية كلها) ،بالرغم من طول عقده فهو( يبتدئ في واحد ذي القعدة وينتهي في عشرين من كلّ سنة)
ولست هنا في موقف المطالب بإعادة الأسواق الأدبية الى حالها السابقة إلا فيما يخصّ الجمهور، فقد صار من الأمنيات بالنسبة لي أن أرى جمهوراً حقيقياً متتبعاً للمشهد الأدبي حاضراً في ما نقيمه من مهرجانات،
ولا أجانب الصواب حين أقول بان ذاكرتي لما تزل تحتفظ بوجوه الحاضرين المتكررة في كل مهرجان ، ومرة انتابني شي من الفرح وأنا أرى وجهاً جديداً يتابع وبحماس ما تقرأه إحدى الشاعرات فدنوت منه وسألته : " هل تعرف الشاعرة ؟ قال : - اجل أنا سائق الخط الذي أقلها من الدائرة الى البيت، وأردف قائلاً أتعلمين لأول مرة اعرف إنها شاعرة ؛"
إذن الى متى نبقى نحجم أفراحنا ولا نخص بها من يستحق بأن ننثره عليه خصوصاً وان كلمة مهرجان في أصلها الفارسي تعني عيد ،
أقول ليتنا نوسع من دائرة أعيادنا فننطلق بها الى المتلقي ،ولا نثقل عليه عناء الحضور فنزوره في معمله ،مزرعته ، جامعته ، مدرسته ، ومجمعاته السكنية ،
فنصنع من لغتنا جسراً يوصلنا الى الآخر ويربطنا به ، لان اللغة كما يقول Anthony Robbins في كتابه (Awaken the Giant Within)
(كي توقظ العملاق في الذي في داخلك) ، اللغة إمّا جسر وإما حائط!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان محمد خير الجراح ضيف صباح العربية


.. أفلام مهرجان سينما-فلسطين في باريس، تتناول قضايا الذاكرة وال




.. الفنان محمد الجراح: هدفي من أغنية الأكلات الحلبية هو توثيق ه


.. الفنان محمد الجراح يرد على منتقديه بسبب اتجاهه للغناء بعد دو




.. بأغنية -بلوك-.. دخول مفرح للفنان محمد الجراح في فقرة صباح ال