الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جيفارا.. نور المكان / قصة قصيرة

نهار حسب الله

2011 / 6 / 22
الادب والفن


بَعد أن دَكه الحزن، وقدّه الظلم من كل صوب.. لم يتبق له سوى بعض الكتب العتيقة وصرخات حارقة تتوسل الوجع عله يهجع قليلاً.
عاش دوامة أزمات مُرة، كان آخرها الجوع والعوز اللذان أجبراه على بيع عددٍ كبيرٍ من كتبه الفريدة، بغية تشييد قبور ذويه الذين أرهقه البحث عن أشلائهم بين الركام.
بؤس قاهر وحياة موحشة تلك التي يشهدها اليوم، خاصة وإنه غادر عالم أحلامه الوردية التي تآكلت كما الحديد الذي ينخره الصدأ ويحوله الى ركام تالف بالِ.
وفي تزاحم لحظات الألم المقيت.. شرد فكره مع صورة الثوري الكولمبي الأرجنتيني المولد (جيفارا) التي أستخدمت كغلاف لأحد كتب المكتبة.
سَحب الكتاب من على رف المكتبة.. تصفحَ أوراقه، أمعن النظر في صفحاته، توقف عند حكمة لذلك المناضل.. كانت تقول:
(إن الطريق مظلم وحالك، فإذا لم تحترق أنت وأنا فمن سينير الطريق؟)
شعرَ حينها إنها عبارة مثالية بعض الشيء.. مقولة أدخلته في زحمة من التساؤلات التي تفتش عن إجابة منطقية.
وإذا بجرس الباب الخارجي يمزق استفهاماته برنات متتالية عجولة..
هَرعَ مسرعاً لاكتشاف زائره.. عله بائع الكتب الذي جاء ليقيّم أسعار الكتب المتبقية.
فتح الباب على وجه السرعة... وإذا به يستقبل باحضان وقبلات حارة صديقاً حميماً من ذلك الزمن الجميل.. صديقاً عائداً من أسى الغربة، حاملاً بجعبته ذكريات الماضي المليء بالحب والالفة.
ترافق الصديقان الى المكتبة حيث كانا يجريان نقاشات جادة فيما مضى.. تطلعا معاً لآخر التطورات التي حلت بكل منهما.
فوجئ الصديق وتأثر اشد التأثر لما حل بعالم خله ورفيق دربه.
اطلع صديقه المغترب على حكمة (جيفارا) عسى ان يصل الى نتيجة، ولشدة تأثر صديقه على حاله غابت كل الاجوبة والتفسيرات، مما احرجه واجبره على انهاء الزيارة تحت ذريعة واهية.
غادره.. تائهاً في شوارع بغداد الحزينة، وظل يفتش عن تفسير جاد لمقولة (جيفارا)، ردد في نفسه قائلاً:
- احترقنا مع كل شيء جميل، أهلنا، إخوتنا، أحبائنا، شهداء لا يمكن إحصاءهم من بلدنا وحتى ذكرياتنا صارت سجلات تحت عنوان الألم.. ولم نجد شعلة النور التي كتب عنها (جيفارا)...
ترى كيف كان يفكر اولئك الثوريون؟
كنا ولازلنا نبحث عن بصيص نور حتى لو كان بعيداً إلا اننا لم نجد شيئاً.. وإنما عشنا ظلاماً دامساً حوّل عالمنا إلى عتمة قاتمة.. عتمة يصعب رؤية كف اليد من خلالها...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - هل يوجد جزء ثالث لـ مسلسل وبينا ميعاد؟..الفنان صبر


.. حكاية بكاء أحمد السبكي بعد نجاح ابنه كريم السبكي في فيلم #شق




.. خناقة الدخان.. مشهد حصري من فيلم #شقو ??


.. وفاة والدة الفنانة يسرا اللوزي وتشييع جثمانها من مسجد عمر مك




.. يا ترى فيلم #شقو هيتعمل منه جزء تاني؟ ??