الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصلحة العامة الرؤية والمواقف

حسين ابراهيم حسن

2011 / 6 / 22
ملف 1 ايار 2011 - تأثير ثورات العالم العربي على تقوية الحركة العمالية والنقابية



المواقف التي يتخذها الإنسان هى التي تعبر عن رؤيته للواقع الذي يعيشه والتي لا ينبغي بأى حال من الأحوال أن تكون في معزل عن الواقع الذي يمر بالمحيطين به ناهيك وإن كانوا أبناء جيله أو زملائه في عمل أو في مهنة أو حتى جيرانه في الحى الذي يقطن به ... وعلى ذلك فكان لزاماً علينا ونحن نمر بهذا المنعطف الصعب أن نوضح لجموع الزملاء " معارضين ومحبين ومناصرين " الرؤية التي يجب أن يتحرك الجميع من خلالها ألا وهى المصلحة العامة بكل ما تحمل الكلمة من معاني وذلك لأن المصالح الشخصية إذا كانت هى المحرك الأساسي لشخص ما فإنه سرعان ما ينكشف ويظهر وجهه الآخر مع أول بادرة لأزمة من الأزمات سواء كانت ( سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية ) ذلك أنه في هذه الحالة سوف يبادر وعلى الفور بتغليب مصلحته الشخصية على المصالح العامة وهذا هو الذي يؤدي حتماً إلي أن يخفت نجم هذا الشخص ... أما من تغلب عليهم دائماً مواقفهم المحترمة النابعة من مبادئهم الراسخة في الوجدان والتي تُغلب دائماً المصلحة العامة فهم الذين يسطر التاريخ أسمائهم بمداد من نور يضئ لمن يأتون من بعده عتمة دروبهم حين تضيق بهم الدروب ... وهذا الشخص هو الذي ينطبق عليه حرفيا أنه " شمعة تحترق من أجل الآخرين " وخصوصاً إذا كانت أفعالهم قائمة على أرض الواقع وتنطق بما قدموه وفعلوه بالأمس القريب وضحوا من أجله بالغالي والنفيس....أما من لا يجيدون إلا الكلام والفرقعة الإعلامية فهم معروفين للجميع وليس لنا حاجة في أن نلمعهم اكثر مما يلمعون لمعاناً زائفاً طبعاً سرعان ما يذهب أدراج الرياح بمجرد إبتعادهم عن الأضواء والأمثلة على ذلك كثيرة ... وحسبهم مما أقترفوا القول المشهور " خد الشر وراح " .... ولذلك فإن الأشخاص لا يبنون موقفاً ... لكن المواقف هى التي تبني الأشخاص ... فهناك من يـبنيه موقفاً ما وسرعان ما يقوى بنيانه بل ويعانق هذا البنيان عنان السماء ... وهناك من يبنيه نفس الموقف لكنه لا يحافظ على هذا البنيان بتغيير موقفه في أول منعطف خطر يمر به فيهدم ما بنى ويحطم ما شيد.... الحقيقة يا سادة والجميع يعرف أن لكل مرحلة أهدافها التي تسعى من أجلها ... وسياساتها التي تنتهجها من أجل تحقيق هذه الأهداف ... ونتائجها التي يجب أن يلمسها الجميع ...وبنيتها الأساسية التي يجب أن تكون مقـتـنعة تماماً بما تؤيد وتبارك بل وتشارك في تحقيقه على أرض الواقع .......فإذا كان الدافع من إتخاذ موقف معين هو المصلحة العامة فهذا الشخص هو الذي يجب أن نقدم له جميعاً كل الإحترام وأن تُرفع له قبعات الجميع ... ومعلوم للجميع أنك لست وحدك الذي يحدد إن كان بإمكانك أن تكون من يغير من واقع معين أو أن تحاول إصلاح ما أفسد غيرك ممن سبقوك في موقع من المواقع إلا إذا وثق فيك الآخرون وإن شئت فقل أنهم وضعوا ثـقـتهم الكاملة في شخصك بل وطلبو منك وألحوا في الطلب وأرادوا ان تكون فرس الرهان في هذا المضمار الرهيب وأن تكون فارساً وقائداً لهم في ميدان من الميادين – وخصوصاً إذا كان هذا الميدان هو أحد القطاعات الخدميه - لا لشئ اللهم إلا مواقفك السابقة والتي بنت شخصيتك وأسمك وسمعتك وكان دورك فقط ينحصر في الحفاظ على هذه المكانة عن طريق السير على نفس الدرب الذي إتبعته آنفا ... أحبائي الكرام ... إن من أهم الأسباب التي تدفع الأشخاص إلي الدخول في معارك أو منافسة - شريفة طبعا - في أى ميدان من الميادين أحد الطريقين ... أما الأول فهو المصلحة العامة لمن هم على نفس الدرب معك وأما الآخر فهو الشهرة واللمعان الزائف سريع الذوبان ... ومن الجدير بالذكر أنه لا ينبغي أن يفهم موقفاً من المواقف على أنه تحيز لفئة على حساب فئة آخرى ولا ينبغي أيضاً أن نُحمل الموقف بأكثر مما يحتمل ... فإذا كنا شركاء في معركة معينة وأتفقنا على تحقيق أهداف محددة ومعينة وأكرمنا الله تعالى بتحقيقها فهذا لا يعني على الإطلاق أننا شركاء إلي الأبد وذلك لأن هذه المعركة بالطبع سيكون لها نتائج تتكشف من خلالها رؤى جديدة ومواقف يجب إحترامها وأراء يجب الإستماع والإصغاء إليها بل ولابد من الإمعان بالنظر في ما تحمله من وجاهةً في الفكر وبلاغةً في المنطق ... على ألا نغض الطرف عما تحمله بعض هذه الأراء من مجاملات شخصية ومنافع يراد تحقيقها من وراء هذه المجاملات .... وعليه فإن تعديل في الرؤى والتوجهات لا يبنى بين يوم وليلة ... خصوصاً إذا حركت هذا التعديل أهدافاً من شأنها تغليب المصلحة العامة للجميع والتي سبق وأن أشرنا أنك لست وحدك صاحب الإختيار ولكنك يجب أن يتم إختيارك بل والإلحاح في هذا الإختيار لدرجة تصل في بعض الأحيان إلي الزج بك في أتون رهيب ... وهذا بالطبع لسابق مواقفك التي لا يغفلها ولا ينكرها منصف من ذوي البصيرة فضلاً عن مؤيد من ذوي الحكمة " والله ولا حتى معارض من ذوي الضمائر النقية " لذلك يجب أن ندقق في حقائق الأمور ولا نقوم بالحكم على الموقف من زاوية ضيقة وهى زاوية المصلحة الشخصية فقط لأننا في هذه الحالة وبهذه الطريقة في التفكير فإننا نكون من الأنانية بمكان بحيث لا نسمح للآخرين بأن يكون من حقهم أن يختاروا من يشاؤون ويؤيدوا ويبايعوا وأيضا يباركوا من يستحق من وجهة نظرهم أن يقودهم في مرحلة من المراحل ... لذلك يجب أن ننظر إلي الأمور من الزاوية الأوسع والأشمل والتي هى بلا شك وبكل تأكيد زاوية الصلحة العامة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتلال يمتد لعام.. تسرب أبرز ملامح الخطة الإسرائيلية لإدارة


.. «يخطط للعودة».. مقتدى الصدر يربك المشهد السياسي العراقي




.. رغم الدعوات والتحذيرات الدولية.. إسرائيل توسع نطاق هجماتها ف


.. لماذا تصر تل أبيب على تصعيد عملياتها العسكرية في قطاع غزة رغ




.. عاجل | القسام: ننفذ عملية مركبة قرب موقع المبحوح شرق جباليا