الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قانون الطوارئ التداولي من صدام إلى العلاوي

محمد الحاج ابراهيم

2004 / 11 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو أن شعب ثورة العشرين لن يُكتب له أن يتخلص من لوثة قانون الطوارئ ،التي تجاوزت الخمسين عاما من عمرها وتزداد شبابا وحيوية مع القائد الجديد لها إياد العلاوي الذي ضخ دم القيادات الشابة ، التي أعلنت حالة الطوارئ حتى إشعار آخر .
هذا الإشعار الآخر هو سر استمرار الطوارئ التداولية في بلدان الطوارئ ،التي أصبحت شعوبها بحكم الميتة لأنها منقطعة عن العالم/ رغم ثورة الاتصالات/ باستثناء القيمين عليها، فهم على تواصل مع الحضارة المفترضة ذات السمة الاستهلاكية من(عروض ، وأدوات تعذيب، وكراسي روسية وألمانية) واليوم يأتينا العلاوي ببديل عن الكراسي الشرقية بأخرى غربية أمريكية أكثر متانة ،لأنه كان ضد الاتحاد السوفييتي يوم كان يصدّر لهم هذه الكراسي، وسجن أبو غريب تطور كثيرا عن سجون صدام، فلم تعد تعرف أنواع أجهزة التعذيب المستوردة وأفانينها حتى اللواط وهذا وللحق لم تستخدمه مخابرات صدّام،والفارق بين المرحلتين، أن المخلوع أعلن حالة الطوارئ أولاً ثم ملأ السجون بالرفاق وغير الرفاق ،بينما الأمير علاوي سجن الناس أولاً من ثم أعلن حالة الطوارئ .
المؤلم أكثر ..أن القوات الأمريكية يوم حاصرت النجف بقيت هذه المدينة وحدها تقاوم، واليوم الفلوجة، وهذا من آثار صدام الذي لم يترك أية فرصة لتشكيل مقاومة عامة قائمة على التنسيق بين أبناء العراق في مدنه وقراه، وبالتالي كان هناك سلسلة من حرب التدمير التي تشنها القوات الأمريكية عليه مدينة إثر أخرى لتقضي على المقاومة التي يسميها الأمريكيون إرهابا.
العلاوي الديمقراطي يعلن حالة الطوارئ كما أعلنها بوش في أمريكا وعلى العالم كله من منطلق من ليس معنا فهو ضدنا، والعلاوي لم يكن أقل من ذلك فهو خاضع لأوامر إدارته التي أوصلته إلى الوزارة الأولى(بريمر) والتي تطبّع بها وبديمقراطيتها المتميزة عن الديمقراطية الغربية بالعنف غير المسبوق والذي كان من نتائجه القضاء على الإرث الثقافي العراقي من لحظات الدخول الأولى لقوات الاحتلال والقضاء على الكائن البشري العراقي إذ بلغ عدد الضحايا حتى الآن 100000ضحية عراقي استنادا إلى تقارير عالميه منذ بدء الغزو وهذا العدد مرشح للزيادة طالما بقيت قوات الاحتلال على أرض العراق يضاف له مليون شهيد قضوا خلال فترة الحصار وأكثر من ذلك تم حصادهم أيام صدام مضافا لهم المهجرين قسريا وهروبا من بطش أجهزة النظام السابق وهانحن أمام مرحلة جديدة من هذه اللوثة التي لم تنته بعد .
أتساءل … ماهو الفارق بين صدام والعلاوي ؟ فأجد الإجابة فرق لا يُذكر،إذ أن المرحلتين مورس بهما القتل والتدمير للمدن والقرى ومن هرب من القتل دخل السجون وبقي المواطن مطلوبا في المرحلتين وهذه اللوثة لازالت ترافق هذا المواطن الذي أصبح بحاجة للاستقراروالأمان في بلده لكن طالما حلّ نظام قمعي مكان آخر وحمل نفس المواصفات لامكان للاستقرار في هذا البلد وكأن قدر هذا الشعب أن يبقى متعبا رغم الثروة التي يملكها والقادرة على تحسين عيشه كما يعيش المواطن الماليزي لكن قدر هذا الشعب أن يُبتلى بحكام ليسوا من جلدته متعطشين للقتل الذي يعكس ثقافتهم ووعيهم المبني على عقد ودونية وثأرية لا يستطيع المواطن البسيط معالجتها لذلك يدفع الثمن غاليا بالقتل والنهب المنظم ووصل إلى مرحلة الكفر بهذه الثروة التي كانت شؤما عليه مقارنة بالدول التي تملك نفس الإمكانيات من هذه الثروة ويبقى متهم بالغنى وهو فقير اقتصاديا ومعدم سياسيا حيث لاعلاقة له بهذه الثروة ولابالمشاركة في قضايا بلده








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معركة ساخنة بين بايدن وترامب؟ | المسائية


.. الإصلاحي بيزشكيان والمحافظ جليلي يتأهلان للدور الثاني من الا




.. ميقاتي: لبنان سيتجاوز هذه المرحلة والتهديدات التي نتعرض لها


.. حماس تدعو الأردن للتحرك من أجل مواجهة مشروع ضمّ الضفة الغربي




.. أبرز التحديات التي تواجه الديمقراطيين في حال أرادوا استبدال