الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مناصرو الضوصطور و النموذج الاسباني !

محمد المراكشي

2011 / 6 / 23
كتابات ساخرة


يبدو ان بعض المسؤولين المحسوبين على عقلية المخزن في بلادنا كانوا يحصلون على نقطة 0.5 على 20 في امتحان التاريخ ! أو انهم ربما كانوا معتادين على توبيخ الأساتذة صباحا و مساء .. لذلك فهم لا يستوعبون الوضعية التاريخية التي يمر منها المغرب و البلدان العربية،و لا حتى هم مستوعبون لما جره التخلف في التعامل مع مثل هذه الوضعية عبر تاريخ الأمم !
أو لنقل أنهم نسخة طبق الأصل لوزير الخارجية السوري الذي بلغ به السيل الزبى حتى أعلن أنه وقيادته سيعتبرون أن أوروبا غير موجودة على الخارطة !!
أمثال هؤلاء من السياسيين و المثقفين و الطرقيين المعزولين تماما عن الشوارع التي لا يحفظون اسماءها ، يقومون بتعبئة مريضة للدستور الجديد ! لكنهم بدأوا من النقطة الخاطئة وبالاعتماد على مناصرين خطأ !
نقطة البداية الخطيرة و الخاطئة هي ذاك الفرز اللعين الذي يلجأ إليه دائما المخزن و ابواقه ،و الذي يميز بين الناس في كل لحظة تاريخية مثل التي نعيشها حسب ما يسميه الولاء للملكية ! فيصير الناس إما ملكيين أو غير ملكيين ! مع أن الامر الصحيح و العادي هو ان الناس إما مع مشروع الدستور المقترح أو ضده !
إنهم مفتونون بالنموذج الاسباني ،لكن من منطقهم المقلوب ،إنهم يبدون مثل نذُر شؤم !
لو يعلم هؤلاء ما جر على إسبانيا ذاك الفرز في الثلاثينات من القرن الماضي لما كرروا هذه اللعبة القديمة التي لم تعد تستهوي حتى جدتي ! و لم تعد تنطوي على اي إنسان مهما كانت درجة وعيه !
وكما كان الأمر في اسبانيا القرن الماضي ،لا بد من ترسيخ هذا الاعتقاد ،و إذكائه في عقول الناس لا بالنقاش الجاد لأن الأمر أصبح من المسلمات لإتصاله بعنصر القداسة ،ولكن عبر التخويف بل الإرهاب أحيانا ! اين يمكن ان نصنف ما يقوم به "شباب" ينادي بكون الشعب يريد الزطلة* و الفنيد* !؟ و ماذا يمكن أن نعتبر ما تعرض له شباب 20فبراير في المسيرات الأخيرة بالبيضاء و فاس و الرباط و غيرها من المدن من تخويف و اعتداءات !
المخزن و أتباعه و مريدوه لا يعون ما يفعلون ،يواجهون خيرة شباب البلد و نخب مستقبله الواعد بمجموعات من ديمقراطيي القرقوبي و حملة السلاح الأبيض بشكل دائم ! لا يعرفون حتى السبب الذي هم خرجوا من أجله و لا حتى معنى "الضوصطور" الذي يقولون له نعم ! حتى أن بعضهم اعتقد انه اسم مرشح للإنتخابات!
دروس التاريخ القريب تنبئنا بمشاكل هذا الفرز ،و الخطير في الأمر أن اول من انتهك حرمة وتوقير الملك هم هؤلاء المقرقبين و مطرودي المدارس الذين يحملون صوره و العلم الوطني في يد و الشواقر و السكاكين في اليد الأخرى و كأنهم ذاهبون لفتح الأندلس !
دائما أطرح على نفسي ذات التساؤل كلما فكرت في الموضوع او تأملت ،ماذا سيخسر المغرب إن هو ابتعد عن مثل هذه الأساليب و ترك كل من يريد أن يعبر دون مثل هذه السلوكات التي نراها مع كل استحقاق ؟ وماذا سيقع إن ترك الناس للتعبير عن آرائهم دون تدخل الحمقى في تدبير مثل هذه الشؤون عبر تجييش المداحين و البراحين المدفوعي الأجر؟
لكن يبدو أن الأمر أصعب من أن يتحقق مادام هناك بلداء لم يقرؤوا التاريخ ،و لا يعرفون حتى رسم خريطة المغرب على ورقة و يتشبثون بديمقراطية و دستور يفرض فرضا حتى و لو استخدم لذلك "بوقرفادة"* الشهير الذي بلطج كما أراد في شباب التغيير !

ـــــــــــــــــــــــــــــ
الزطلة: مخدر الشيرا(الحشيش)
الفنيد: برشامات مهلوسة(تطرقت له في موضوع:القرقوبي في لسان العرب)
بوقرفادة:اللقب الذي أطلق على اشهر بلطجي اعتدى على شباب 20 فبراير مؤخرا في البيضاء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر