الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام السوري وخطاب الرحيل

بدرالدين حسن قربي

2011 / 6 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


النظام السوري وخطاب الرحيل 1/3
بدرالدين حسن قربي
يسجل للرئيس السوري بشار الأسد غيبة صغرى كانت عقب خطابه الأول أمام مجلس الشعب بعد اندلاع الثورة الشعبية، كما تسجل له غيبة ثانية أكبر من بعد خطابه الثاني أمام مجلس الوزراء. وهي غيبة امتدت لأكثر من شهرين، ولكنها كما في الأولى كثرت فيها الروايات والتنبؤات وتعددت الاتهامات والشائعات إلى الحد التي جعلت بشار الأسد يشير إليها في خطابه الثالث على مدرج جامعة دمشق قبيل أيام، ليصرف الناس عن أهميتها وخطورتها بقوله: تأخري في الحديث حتى اليوم فسح المجال للكثير من الشائعات في البلد، أنا سمعتها وأنتم سمعتموها، ولكنها ليست مهمة.
وإذا كان قد سُجّل على الرئيس التونسي السابق أنه رحل، وعلى المصري أنه قد تنحّى من بعد الخطاب الثالث لكل منهما، فإنه يمكن اعتبار خطاب بشار الأسد الأخير من هذه الزاوية خطاباً تاريخياً عن حق وحقيقة، لأنه بمثابة خطاب الرحيل لشعب قال كلمته فيه بإسقاط النظام، ليدخل بعدها عاجلاً غير آجل في غيبة بلا رجعة يرتاح السورييون من بعدها إلى الأبد ومعهم غيرهم من الخيّرين مَن كان منهم فوق الأرض، وترتاح عظام من كان منهم تحت الأرض، وأمنيتهم لسورية الحرة الأمن والأمان، وللسوريين الأحرار المحبة والسلام، ودعاؤهم بالرحمة والرضوان لكل الشهداء الكرام، ولأرواحهم جميعاً ألف سلام وسلام.
الخطاب الثالث الأخير رغم تاريخيته، لكنه كان عقيماً كالخطابين الأول والثاني، أهدر ملايين الساعات من وقت الناس بلا جديد، ظهر فيه طبيب العيون مصرّاً على ألا يرى حقيقة مايجري حوله من مستجدات أكّدت خروج المارد السوري من قمقمه متحدياً قامعيه ومستعبديه وسارقيه، وقراره القطعي رحيل النظام، كما أكّد الخطاب ماهو مؤكَّد من أن النظام عصي على الصلاح والإصلاح فضلاً عن اتصافه بالصلف والغطرسة واستغباء الناس، فبدا كاتب خطاب الوداع كأنه أحد الإعلاميين الذين يظهرون على الفضائيات السورية، لأنه جاء على نفس المنهج والطريقة التي يتكلمون بها على الفضائيات إلى الحد التي جعلت خطابات القذافي بالمقارنة معها ورغم بلاهتها تبدو خفيفة الدم وفيها بعض المتعة. أما عن الخطيب، فيبدو أنه قد بذلت له محاولات جمّة، وأعدّت الترتيبات الكثيرة ليظهر متماسكاً وقوياً على الشاشات وأمام الحضور، ممن يعرفون أكثر من غيرهم بكثير واقع الأمر وحقيقة ماتعرض له مقامه في الشارع من المتظاهرين والمحتجين من تكسير للتماثيل وتمزيق للصور، وكلام هشّم هيبته، ونادى بسقوطه ورحيله، مما وصلت أخباره وصوره أنحاء الأرض الأربعة، وما غيابه لأكثر من شهرين ودخوله المسرحي إلى مدرج الجامعة، وخروجه السريع منه، وخوف أن يحصل معه ماكان أثناء خروجه من مجلس الشعب بعد خطابه الأول، ونشفان الريق المتكرر وحركاته المختلفة والخوف الممتد في العينين أثناء خطبة الوداع إلا تأكيد على تأثره وتعبه وتوتره ووقوفه في طريق مسدودة لاخيار فيها إلا الرحيل، وقد أحاطت به خطيئته بما ارتكب من فواحش القتل وفظائع سفك الدماء مما يمكن اعتباره بامتياز جرائم ضد الإنسانية، وذلك رغم كثرة ماقيل في الخطاب عن الآليات المزعومة واللجان التي تشكل بعضها وبعضها الآخر في طريقه للتشكيل أو في طريقها للبحث والعمل، مما فات وقته، وانقضى زمنه.
الخطاب الثالث أو الأخير للنظام السوري، كان أشبه مايكون بطبخة بحص لادسم فيها ولا فائدة، ولكنه الأمل أن يكون هو الظهور الأخير لبشار الأسد وأن لاخطاب بعده، ويؤمئذ يفرح السورييون ومعهم كل أحرار العالم بإنجاز الاستقلال الثاني لسورية أرض البطولات بعد أن قضي على المجرمين والقتلة وسفّاكي الدماء بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين.
يوتوبات كانت عقب الخطاب الثالث والأخير:
http://www.youtube.com/watch?v=S0r_fITgQCM&feature=youtu.be
https://mail.google.com/mail/?shva=1#inbox/130b5fa5d365821a
https://www.youtube.com/watch?v=sVKaHH610FM








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج