الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المواطنة .. أديان / مذاهب وقوميات ( عراقية )

نوزاد نوبار مدياتي

2011 / 6 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لم يكن العراق البلد الوحيد الذي تكثر به العرقيات الاثنية والاصول الدينية وتفرعات المذاهب واصولها التاريخية ولم يكن البلد الوحيد الذي فيه اكثر من قومية واحد بل العراق نموذج بسيط من نماذج اخرى فيما لو تمت مقارنته مع الصين مثلاً والتي فيها البوذية والطاوية والمسيحية والاسلام ؟
إن هذا التعدد سواء إن كان ديني بمذاهبه او قومي هو اشبه بطاولة طعام يقدم فيها عدة اصناف من الاغذية والتي تكون اكثر كرماً من طاولة طعام تحتوي على صنف واحد سواء جاء هذا الصنف عمداً وجوراً كـ ( ايران أوالسعودية ) او جاء من باب الصدفة وإن قل نظيره ؟!
إن الامكانية من وجود المختلفين في الاديان والاعراق غالباً ما توفر بيئة حرة ديمقراطية بمساحة اوسع من امكانيات البلدان ذات الاتجاه الواحد ( المنغلقة على نفسها ) وان هذا التنوع من السهولة جداً استخدامه كسيف ذو حدين والذي عن طريقه اما تذبح الامة أوتعيش حرة ، لذلك ومن خلال استعراض بسيط بما تمر به الامة العراقية ( كتعبير عن التنوع الديني والعرقي والقومي والذي يوفر مناخ جميل ورشيق لانشاء هذه الامة ) نجد ان الاديان والاعراق والمذاهب والقوميات تستخدم كسيف ذو حد واحد تارة يذبح بها الشعب واخرى الشعب يذبح نفسه بذاته ، وهذا مما جعل تلك الطاولة الجميلة التي فيها اصناف متعددة من الطعام بوجه قبيح او يقبح وان كان الجوهر رائعاً وإن المستفاد الوحيد من تقبيح شكل هذا التنوع هم المتصارعين باسم هذا التنوع وباغلب اشكالهم الانتهازية ، وهنا من الضروري ان نشير الا ان الصراع الحزبي هو صراع مفكول دستورياً ولا خلاف عليه بقدر الخلاف على آلية الصراع واستخدام المواطن كاداة لهذا الصراع والمعلوم جداً ان المواطن العراقي غالبيته تعد مسلوبة الارداة تحت تاثير الدين ( المذهب ) او ( القومية ) و إن هذا الأستلاب جاء نتيجة لتراكم مواريث تاريخية وازمات متعددة مروراً بالعصر الحديث والتي تعد اهمها انعدام الثقة بين مكونات الوطن والتخوف من الاخر
كان ومازال المذهب ( بشقيه ) مصدر صراع للاسلام منذ وفاة رسول المسلمين محمد النبي حتى يومنا هذا ، وإن هذا الصراع ومن المؤسف مازال ممتد حتى القرن الواحد والعشرون الذي وصل العالم لما وصل اليه من تطور وانفتاح على الاخر وإن بقينا بنفس المجال فيكفينا ان ناخذ من الاتحاد الاوربي خير مثال لاندماج الامة وتكوين ذلك الاتحاد العظيم بكل مجالاته سواء ان كانت اقتصادية او انسانية .
إن الولاء للقومية او للمذهب هو الوتر الاساسي الذي تلعب عليه الاحزاب ، وان هذا الولاء غالباً ما يوضف لتسيير البشر وفق اجندات الحزب ومصالحه الشخصية وغالباً ما تكون هذه المصالح بعيد جداً عن مصالح الوطن او المواطن ( مع احتمال وجود الاستثناءات التي لابد منها ) وسبق وإن اشرنا ان الاحزاب مادامت تتصارع بحقوقها المشروعة فهي لها الحرية بان تستخدم كافة الايدلوجيات لكسب عاطفة المواطن ، لكن المشكلة الحقيقة في المواطن نفسه ومدة استيعابه للاخر المختلف ، إن فكرة المواطنة تنصهر في بودقة واحدة لا تتجزء ( المفترض ) تبدأ باحترام المختلف فكرياً وتنتهي بالتعامل الوطني والانساني معه وإن اي خلل بهذه المنظومة تعني ثمة خلل بالمواطنة بصورتها الشاملة سواء ان كان المختلف يحسب على الاقلية او الاكثرية .
اليوم وبعد ان تمكنا من وضع عجلة القطار على مسارها الديمقراطي والمفترض ان نلتحق بالامم الاخرى ونترشق انسانياً برشاقتها مع الحفاظ على اصولنا من تقاليد شرقية تبدا بالعائلة واصولها وتنتهي بالحرية الجملية ، لابد من ان ننثر كل غبار الازمنة الماضية ونبدأ بالانفتاح على الاخر وعلى ذواتنا ، فإن كانت القومية او الدين ( المذهب ) الذي اليوم يقتل او يتقاتل لاجله او بسببه كثير من الابرياء وان التمسك حد التزمت والعديم للمرونة لهذا الولاء هو الشفرة التي لغاية هذه اللحظة يجهلها اغلب العراقيين ، فالعراق وطن يهدد كل يوم بالانهيار ان لم نقل كل لحظة تمر على العراقيين وهم في غفلة وجهالة من تراجع وطنهم الف خطوة مع كل خطوة يحاول البعض المتفتح ان يدعمها ، وان الاستمرار باستعلاء الدين او المذهب او القومية على الاسس الوطنية وبالتالي المواطنة هو استمرار للصراع بين طيات الشعب واستمرار للعرقية والاثنية والطائفية وان هذا التوضيف للطائفة والذي يعد توضيف سياسي ( قديم / حديث ) يستغل لاجل المصالح السياسية ماهو الا لجعل الشعب حطب لنيران الاحزاب واستمراراً لهم خاصة بعد ان يكون المواطن هو الارض المناسبة والمناخ المناسب لتقتات الاحزاب الانتهازية منها فسادها وطغيانها ، ان مفهوم المواطنة هو مفهوم واسع وشامل وعلى كل من يجد في نفسه غير اهل لذلك عليه ان يعلم إنه لا يستحق ان يكون احد اطياف هذا الوطن ولا ان يكون عمداً للعراق فاما ان نجعل العراق فوق ما نعتقد به او ان نبقى بهذا المستنقع وعلى الجراثيم ان تنتشر دام مضادها قد فقد من الضمير ( الوطني ) !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا