الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الامة العراقية ... مضطهدة دائما ً ياصاح!!!

عبد الزهرة العيفاري

2011 / 6 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الامــة العراقية ... مضطهدة دائما ً ياصاح !!!
( نقاش مع الاستاذ مهدي قا سم )
الدكتور عبد الزهرة العيفاري
لقد نشر الاستاذ مهدي قاسم مقالا ً قصبرا ً في " صوت العراق" الغراء في 20/6/ 2011 بعنوان : الامة العراقية ؟ ... اين هي يا صاح ؟؟! . ولا اخفي على الاستاذ الكريم مهدي قاسم انه بعد قراءتي للمقال قــد تولد لدي احتمال انه جلب انتباه طائفة ليست قليلة من القراء ايضا ً . وبذات الوقت رأيت مناقشة هذا الموضوع الهام مع الاستاذ مهدي على صفحات الجريـدة نفسها ، فلعلنا نلتقي بارائنا في نهاية النقاش . ونود ان نبين قـبل كل شيء ان موضوع الأمة قد يناقش في ضوء علم الاجتماع وربما في مجال السياسة والتاريخ . ولذ لـك فهو يتصل مباشرة بالحركات السياسية الكبرى . الا انني لا اجد ضرورة للغوص في لجج لا يتحملها المقال المنشور بالرغم من اهميته وقيمته العلمية . الامــر ومــا فيه ان الشعب الذي يضم بين جناحيه قوميات وطوائف متعددة لابد ان يكون مرشحا ً ليصبح امــة تزين صدرها اوسمة اثنية متباينة الالوان . الا اننا في هذه الاثناء نواجه حالة تفرض نفسها بدون استئذان من احد . اذ قد تتوفر للامة ظروف تجعلها ضاربة في القوة والعنفوان وذات مواقع وطيدة في اروقة المحافل الدولية او لربما يصيبها التقهقر تحت ضربات المصائب والملمات السياسية او الاقتصادية او الاثنين معــاً . وهنا تأتي نتائج حتمية الوقوع يدفع ثمنها الجمهور ــ الشعب . ذلك ان هذه الحالة الاخيرة باعتبارها تمثل الوسط المادي السلبي الذي يملي تأثيره على ذلك الجمهور ولكن ليس بالضرورة ان تكون " نبرة الحديث عن فكرة الامة العراقية ساذجة ومضحكة " بل ان النكوص والضياع وما الى ذلك هي اشياء قد تجبر ذلك الجمهور على الشعور بالخذلان والاحباط . ولكن مع ذلك لا يجب ان تصبح هذه الظاهرة سببا ً يجعلنا نعتبر من غير الجائز التحدث عن الامة العراقية باعتبارها " لا توجد اصلا ً " !!! . او ان الــعــراق مهدد بالتقسيم والانقسام " بفعل عدم الولاء الوطني الأصيل " . في الواقع اذا سمحنا بتمرير هذا الاستنتاج فنكون قد القترفنا الكثير من الظلم ازاء جمهورنا الوطني !!
ولكن لوان الاستاذ مهدي تناول الكيانات السياسية وحملها ذنوبها الحقيقية في ضياع وتضييع الناس عند اغراقهم في بحور التناطح السياسي وتدويخهم بقعقعة كراسي السلطة وتخويفهم بالانقلابات والحرب الاهلية لوجد العــلة التي تشكو منها الأ مـــة كلها . اذ ليس خاف ٍعلينا جميعا ً ان المواطنين خائفون من احابيل بعض الكيانات السياسية والدينية و فلول النظام البائد وخلاياه النائمة !! بمعنى ان سماء العراق اليوم ملبدة بغيوم سوداء تنذر بكوارث لا احد يعرف مداها . كما لا نبريء ساحة الحكومة التي لا نراها تتخذ سيا سة الحزم والشدة تجاه الاعداء و الارهاب تحديدا ً كعلاج تتبعه الدول كلها !!! واذا ما اردنا قياس الولاء الوطني لدى الجمهور فيجب الانصات الى مطالبة المواطنين الدائمة بالحزم والشدة من جانب الحكومة تجاه المجرمين ـــ الارهابيين !!! .
و الوعي الوطني ليس ضحلا ً. ولا يعاني من الهشاشة ! . بدليل ان العراقيين فضلوا حياة التشرد ومهانة الغربة ابان حكم الطـغـات منذ سبعينات القرن الماضي وسكنوا دول الشتات . لا لشيء بل لكي لا يتنازلوا عن ولائهم الوطني امام الدكتاتورية !! ولكي يحافظوا على صلتهم بتربة الوطن التي اعتبروها شرفا ً تليدا ً لهم . في حين اكثرهم لا يملك سقفا ً في هذا الوطن ليسكن هو وعائلته تحته ، بل ولا يــمــلـك ( طابوفة ) واحدة في هذا الوطن . ثم ان العراقيين في دول الشتات وصل تعدادهم الخمسة ملايين انسان بالرغم من ان اغلبهم لا يدين بأي خط سياسي ثوري او شيوعي بل فقط لكي يحافظوا على شرف المواطنة العراقية والولاء للوطن فقط . ثم ماذا تعني المقابر الجماعية بهذه الكثافة ؟ ان مأساتنا بسبب حكم البعث وقعت على رؤوس كل العراقيين ابتداء من العمال الى التجار ومن الفلاحين الى المزارعين الكبار . الكل بذل ضريبة الدم اكراما ً للوطن . وحتى ان التوجه السياسي العراقي الوطني ينبغي ان يتجه الان الى التأكيد على السلم الاجتماعي والمصالحة الوطنية بكل جزئياتها ولصا لح كل فئات المجتمع . والاتجاه لتطوير وتنمية الثروة الوطنية والرفا ه العام وذلك بجانب نبذ الصراع الدموي والتناطح بين الفئات الاجتماعية . ثم جعل الهدف هو بناء العراق كأ مـــة !. وذلك بفضل وجود هذا الولاء الوطني الاصيل .
وامام كل هذا لا يجوز لنا ان نقيس جمهورنا بمواطني ( ذلك البلد " ؟ " ) الذين بالامس كانوا يتناطحون ويتبارون بشحذ السنتهم بكلمات الوطن والشعب ، بينما عندما قام قادتهم باسقاط بلادهم في احـــد الايام الباردة ، وفي وضح النهار ، رأيناهم كيف تراكضوا الى نزع جلودهم الحمراء واعلنوا براءتهم من الماضي القريب لوطنهم . وعند ذلك رأينا كيف ان ابناء الأ مـــة العراقية يتميزون بالولاء للوطن بصورة مشرفة .
اما موضوع الانحيـــاز الى العشيرة والقبيلة فظروف العراق بينت في فترة من الزمن القريب جدا ً ان القبيلة والعشيرة حافظت على عوائلنا من الضياع والاسفاف عندما كان نظام الطاغية يطارد ويقتل الرجال في الحروب او يدفنهم في المقـابر الجماعية وهم احياء . ان العشائر العراقية تختلف جذريا ً عن عشائر موجودة في دول اخرى مجاورة . وعلينا العمل على دفع الحكومة الى تأسيس المراكز الثقافية والتعليمية في الارياف حيث تسكن العشائر العراقية . ولا يجوز النظر اليها بعين الاستصغار .
واخيرا ً استميح الاستاذ مهدي قاسم عذرا ً حين اذكره مرة اخرى بالجمهور العراقي الذي يعاني الضغط النفسى بل والبوليسي ــ الارهابي من بعض الكيانات السياسية والميليشيات . اي انه يواجه الاضطهاد والعنف الذي يوا جهه في كل مكان وحتى عـند مراجعته للدوائر الحكومية . اضافة الى عدم الثقة بالاجراءات الحكومية في الدفاع عن المواطنين وخاصة اولئك الذين ليس لهم غطاء عشائري احيانا ً . واخيرا ً ماهو واجنا ككتاب واعلاميين ومتعلمين امام هذه المشكلة واسبابها ؟؟؟ !!! .
الدكتور عبد الزهرة العيفاري 23/6/2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم المعارضة والانتقادات.. لأول مرة لندن ترحّل طالب لجوء إلى


.. مفاوضات اللحظات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.. الضغوط تتزايد عل




.. استقبال لاجئي قطاع غزة في أميركا.. من هم المستفيدون؟


.. أميركا.. الجامعات تبدأ التفاوض مع المحتجين المؤيدين للفلسطين




.. هيرتسي هاليفي: قواتنا تجهز لهجوم في الجبهة الشمالية