الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لكي يستعيد المواطن سلطته

حافظ آل بشارة

2011 / 6 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


عندما يستهلك البلد عمره في الازمات السياسية ، ويلوذ الجميع بالصمت ، ويغيب قائلو كلمة (لا) فذلك مؤشر خلل تأريخي ، الضحية الوحيدة للازمات هو المواطن ، فهو لا يفقد حقوقه فقط بل يستخدم كأداة في صراع الساسة ، فالذين يبحثون عن حمام دم مرعب يحتل واجهات الاخبار لتركيع خصومهم يختارون المواطن ليجعلوه اداة لابادة جماعية ، والباحثون عن تأييد جماهيري يلمع صورهم يختارون المواطن ليصفق ويهتف ، والباحثون عن ضحية يريدون التحدث باسمها يختارون المواطن ، بهذه الاجندة الاسطورية يجري تقسيم الشعب الى معسكرات خروفية قطيع يصنع التأييد لجهة وقطيع يقتل لتخويف جهة وقطيع يوضع في خانة المظلوم لكي تتاجر بمظلوميته جهة ، اللعبة لعبة جهات وليست لعبة شعوب ، انها فلسفة استخدام المواطن في مأموريات مهينة ربحها للساسة وخسارتها عليه ، في العراق يمكن للمواطن العراقي ايقاف هذه المهزلة باستخدام النظام الديمقراطي الذي جاء لحفظ كرامته وليس لتنصيب اباطرة جدد ، ومع ان الديمقراطية تعني سلطة الشعب الا ان ثمان سنوات من الديمقراطية في العراق ادت الى تعزيز سلطة الجهات وابتلاع المواطن وامتهانه ، يجب ان يستعيد المواطن سلطته ، والقضية تحتاج الى مشروع وخطة واطار ثقافي جديد ، الشعب ليس حزبا يمكن توجيهه بالاوامر والبلاغات بل هناك آلية اسمها الرأي العام وهو دواء سحري يصنعه المثقف ويتعبأ به المواطن ، تعبئة ايجابية هدفها تنصيب المواطن ملكا كما كرمه الله ، المطلوب جهود حثيثة فالرحلة طويلة ، المواطن والمثقف الرسالي كلاهما اليوم يقفان على ابواب الدولة ويستجديان ، المواطن يهين نفسه وهو يقتحم مكاتب المسؤولين حاملا تحت ابطه عريضة وقصة مأساة تحمل جميع انواع الانتهاكات التي يتعرض لها ، يهان عبر التفتيش والتهميش والاحتقار وطرق الابواب ويمني نفسه بحل وهو يجلس في صالة الانتظار لكنه كمن يركض وراء سراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء و فاقد الشيء لا يعطيه ، في العالم العربي هناك استبدال للانظمة ، يقدم المواطن دمه لاستعادة كرامته وسلطته ، في العراق ايضا يجب انعاش نظرية الاستبدال السلمي ، النظام الديمقراطي مسروق ومسخر لخدمة طبقة سياسية قل فيها الصالحون فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ، والزمن ليس زمن ابطال القيم النقية ، والمشكلة ليست في فساد فلان او انحراف علان بل في تخلف منظومة التفكير السلطوي ، يحتاج العراق ثورة لتفعيل آليات النظام الديمقراطي وتغليب سلطة المواطن ، يجب ان يدخل المواطن في الصراع على السلطة ولكن لاستعادة سلطته هو ، عندما ينجح المثقفون في تعبئة الراي العام بهذا الاتجاه فقد انجز المهمة كاملة ، واصل القصة ان يقتنع المواطن بأنه هو مصدر الشرعية للساسة ومانحها وليس العكس .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستشرق إسرائيلي يرفع الكوفية: أنا فلسطيني والقدس لنا | #السؤ


.. رئيسة جامعة كولومبيا.. أكاديمية أميركية من أصول مصرية في عين




.. فخ أميركي جديد لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة؟ | #التاسعة


.. أين مقر حماس الجديد؟ الحركة ورحلة العواصم الثلاث.. القصة الك




.. مستشفى الأمل يعيد تشغيل قسم الطوارئ والولادة وأقسام العمليات