الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الملك المؤمن

محمد خضير عباس

2011 / 6 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


بعد الانتفاضات الاخيرة للشعوب العربية التي ادت اللى سقوط الانظمة الدكتاتورية القمعية الواحدة تلو الاخرى وخوفا من انتقال هذا الخطر الذي بات يهدد عروش حكام الوجبة الثانية من الدول العربية ذات الانظمة الملكية الوراثية قام ملك المغرب مؤخرا بأجراء اصلاحات دستورية تظمنت تعديل بعض مواد دستور المملكة التي تخص تقليص بعض صلاحياته لكي يضفي على نظامه الصبغه الديمقراطية تماشيا مع ما يجري من تغييرفي الدول العربية الاخرى بعد ان كان مهيمن على كل شيئ ولكن الملفت للنظر في هذا التعديل هو ابقائه على صفة امير المؤمنين التي يكنى بها لتضمن له هذه الصفه الدينيه عدم خروج الرعيه عن طاعته أي بمعنى اخر عدم السماح لاحزاب المعارضه والقوى الشعبيه بتنظيم أي تظاهرات اونشاطات تنادي بتغيير النظام الدكتاتوري وفقا لما درج عليه الخلفاء الامويين ومن جاء بعدهم من استغلال للاية الكريمة (واطيعوا الله والرسول واولي الامر منكم )التي وظفها هؤلاء الحكام خير توظيف في بسط سلطانهم والتحكم بمصير الشعوب الاسلامية أنذاك . ان ملك المغرب بعيد كل البعد عن الاعمال والصفات والتي كان يتمتع بها اصحاب رسول الله (ص) الاوائل الذين وصفوا بهذه التسمية . ان هذا السلوك المخادع الذي يستخدمه ملك المغرب وبقية الملوك والشيوخ العرب هو قمة الاستهتار بمشاعر وعقول شعوبهم والتحكم بأرادتهم وقمع كافه الاصوات التي تنادي بالحريات والتغيير وتجريمها على اعتبار ان هذه الافعال تتنافى مع قواعد الدين الاسلامي ان الشعوب العربية التي صحت من غيبوبتها العميقه بعد احساسها بالخديعة الكبرى والتضليل الذي مارسه حكامهم عليهم طيلة العقود السابقة اصبحت هذه الصفات واالتسميات الدينينه لاتنطلي عليهم رغم تسويقها من قبل وسائل الاعلام الحكوميه ومن رجال الدين السائرين والمباركين لنهج ملوكهم ووعاظ السلاطين . ان الشعوب العربيه وبفضل ماوصل اليه العلم من تطور وتقنيه خاصة فيما يتعلق بوسائل الاعلام والاتصال المختلفه المتمثله بالقنوات الفضائية وشبكه الانترنيت والفيس بوك اصبحت تطلع على كل ما تتمتع به شعوب العالم من حريات وحقوق وقد ولى الزمن الذي كان يمسك به الملك بالسلطتين السياسيه والدينيه في ان واحد والذي يعتبر نفسه ممثل الله في الارض
لذلك فعلى الملوك والشيوخ العرب فيما اذا ارادوا البقاء في عروشهم لاطول فترة زمنيه ممكنه عليهم ان يراعوا مصلحه شعوبهم في توفير ابسط حقوق الانسان المقره في دساتير انظمتهم المتنظمنة حق توفير فرص العمل والتعليم والصحه وتوفير من السكن وحرية التعبير والرأي والمعتقد وغيرها لا ان يبرروا اخفاقهم باللجوء الى حماية سلطانهم بواسطه مفاهيم دينيه مضى عليها اكثر من 1400 سنه لمعرفتهم المسبقه ما للدين من تأثير كبير على حياه الشعوب العربية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تغلق -الجزيرة- والقناة القطرية تندد بـ-فعل إجرامي- •


.. حسابات حماس ونتنياهو.. عقبة في طريق المفاوضات | #ملف_اليوم




.. حرب غزة.. مفاوضاتُ التهدئة في القاهرة تتواصل


.. وزير الاتصالات الإسرائيلي: الحكومة قررت بالإجماع إغلاق بوق ا




.. تضرر المباني والشوارع في مستوطنة كريات شمونة جراء استهدافها