الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مغالطات كردية!

احمد حسن _ شاهوز

2011 / 6 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


المرحلة التي تمر بها سوريا وغربي كردستان أفرزت بعض التوجهات التي يتطلب تقيمها بشكل واقعي وعدم الانجرار وراء أمور من شأنه أن تخلق اضطرابا في الوضع الكردي وتعيق توحيد الصف الكردي وبدونه سيكون من الصعب أن يتمكن الشعب الكردي من تحقيق متطلبات هذه المرحلة.
المراقب لبعض التوجهات سيرى أن التهجم على حزب الاتحاد الديمقراطي يحتوي على مغالطات توحي بأنها مقصودة في كثير من الأحيان ونابعة من منطق ضيق يرفض كل شيء له علاقة بحزب العمال الكردستاني وقائده عبد الله أوجلان بدون مبرر حقيقي مقنع، خاصة في مثل هذه المرحلة التي يعمل فيها حزب الاتحاد الديمقراطي بكل قوته لتطوير نهج نضالي ديمقراطي يطرح حلا عادلا للقضية الكردية ويحقق الديمقراطية لسوريا المستقبل.
المغالطة الأولى مسألة العلاقة مع حزب العمال الكردستاني، حيث يجهد البعض للترويج بأن حزب الاتحاد الديمقراطي تابع لحزب العمال الكردستاني ويجب أن يخلص نفسه من الأسر وتلك العلاقة ويحقق حريته؟! فأساسا حزب الاتحاد الديمقراطي تأسس وناضل وحقق شخصيته المستقلة استنادا إلى فكر ونهج القائد عبد الله أوجلان، والحزب ينتظم استنادا على الجماهير الكردية التي قدمت وما تزال تقدم التضحيات وفق فكر ونهج القائد ولا يمكن لأية قوة أن تزعزع إيمان هذه الجماهير بحركة الحرية الكردستانية وقائده. ومن هذا المنطلق فان القول بان حزب الاتحاد الديمقراطي أسير ومرتبط وما شابه من الألفاظ التي تعبر عن حقد تجاه نضال الحرية والديمقراطية في كردستان يشكل اكبر إساءة واحتقار لتضحيات الآلاف من شباب الكرد في جبال كردستان التي كانت وما تزال رمز الشموخ والإرادة الكردستانية الحرة والمستقلة. دماءهم وحدت كردستان شعبا ومجتمعا وجغرافية، بدماء شهدانا العظام تحققت وحدة عظيمة بين كافة أجزاء كردستان، هذا تم بنضال حزب العمال الكردستاني وفكر قائده الذي منذ اللحظة الأولى اعتبر كردستان واحدة ونضال الحرية في كردستان لا يمكن تجزئته ، هذا واقع يتم معايشته في كردستان منذ عشرات السنين وتم تقديم الكثير من التضحيات لتحقيق هذه الوحدة الوطنية. لكن هناك من يدعونا لفك الوحدة والانجرار إلى الألاعيب وترهات اللاافكار التي تروج لها مراكز معروفة من قبل الجميع. في الكثير من ظروف تطور الثورة الكردستانية ظهرت آراء وأفكار تقول نعم للكرد ولا لحزب العمال الكردستاني أو نعم للكرد ولا لعبد الله أوجلان وحتى اللحظة ما يزال رئيس الوزراء التركي يطلب من حزب السلام والديمقراطية أن يقطع علاقاته مع حزب العمال الكردستاني(طبعا القصد واضح). كل تلك الألاعيب باءت بالفشل وحتى أن بعض المساكين الذين صدقوا أقاويل الأنظمة التي تلاعبت بهم أصبحوا في حالة يرثى لها ولم يعد لهم أي اعتبار لدى الكرد وحتى لدى الأعداء ايضا فعلى سبيل المثال لا الحصر (عثمان) يظهر كل يوم ويرجو من اردوغان تقبله ويقول انه مستعد لخدمته بكل وفاء، لكن حتى العدو ايضا لا يرضى بأن يستخدمه خادما لديه؟! الخلاصة سابقا والآن ايضا نفس المراكز تدعو إلى نفس الأمر ولكنها اكبر كذبة والشعب الكردي أصبح في حالة يمكنه قراءة ما هو الصالح وما هو الطالح في كل ما يطرح.
المغالطة الثانية هي السعي إلى تلطيخ سمعة حزب الاتحاد الديمقراطي ورئيسه السيد صالح مسلم من خلال التساؤل كيف جاء ولماذا جاء وما يريده هذا الحزب ولماذا لا يقول كذا ولا يفعل كذا؟ كلنا نعلم الظروف التي تمر بها سوريا والوضع الكردي وخاصة وضع حزب مقتدر مناضل وله جماهير كثيرة وقوية في مجمل المناطق الكردية كحزب الاتحاد الديمقراطي من الطبيعي جدا سيكون له ثقله ويحسب له الكثير من الحسابات في مثل هذه المرحلة. فإذا كانت مخاطرة ايضا فانه من الواجب التواجد بين الجماهير في مثل هذه المرحلة وان مسألة الاعتقال والملاحقة وما شابه تصبح موضوع يتطلب طيه من قبل الدولة السورية التي تسعى الآن بكل الأشكال إلى تحقيق توازن بين توجهاتها كدولة وبين مطالب الشعب ولست هنا بصدد دراستها ولكن في مثل هذه الظروف التي تطلق الدولة سراح المعارضين وتقوم بإصدار عفو يشمل حتى الإخوان المسلمين تلك الجماعة التي تراها الدولة السورية العدو الأول والموازي للصهيونية في العداء لدولة البعث السورية فإذا لماذا يثار مثل هذه التساؤلات وعنوة يتم ربط عودة السيد صالح بالنظام السوري, وهذا أمر بعيد عن الحقيقة وما صدر ويصدر عن حزب الاتحاد الديمقراطي يوميا من تصريحات تظهر عدم تساهله مع النظام، كان وما يزال موقفه ثابت من جهة ترجيح كفة الشعب والمطالب المشروعة له في مثل هذه المرحلة.
المغالطة الثالثة التي تتعلق بالنهج العملي لحزب الاتحاد الديمقراطي خلال هذه المرحلة، والذي يدحض كل الادعاءات هو إصدار الحزب بيانا سياسيا يظهر فيه توجهه لحل القضية الكردية والعمل من اجل تحقيق التحول الديمقراطي في سوريا منذ البداية. حيث عبر عن آراءه صراحة وقام بإتباع نهج عملي خاص به لكي يعبر عن استقلاليته وإرادته الحرة وعبر عن استعداده للتحاور وفق الثوابت وجهد من اجل تحقيق التقارب والوحدة بين الكرد. فإذا كانت الدولة لا تتعرض للكرد فهذا شيء يخصها ومرتبط بسياستها في هذه المرحلة، لكن المهم بالنسبة للكرد هو نضالهم وسعيهم في سبيل حل قضيتهم العادلة، ومن هذا الجانب عبر حزب الاتحاد الديمقراطي عن استقلالية ونظرة ثابتة ولم ينجر إلى الألاعيب بهذا الصدد سواء التي كانت تحاك من قبل النظام أو من قبل قوى أخرى لا تهتم بأي شكل من الأشكال لحل القضية الكردية بل تعارضه إن لم يكن أكثر من النظام السوري فعلى الأقل بقدره. لذا فان خيار بقاء الكرد كقوة مستقلة تعمل في سبيل حل قضيته يعتبر امرأ أكثر من ايجابي, لأنه ليس هناك أية ضمانات لحل القضية الكردية سواء في هذه الظروف أو فيما بعدها أكثر من نضال الشعب الكردي.
المغالطة الرابعة التي تتعلق بان حزب الاتحاد الديمقراطي لا يشارك في الانتفاضة السورية ، وهذا ما يمكن اعتباره اكبر إساءة للجماهير الكردية التي تناضل في سبيل الحرية والديمقراطية كل يوم وعانت الكثير من الاضطهاد والظلم وعذابات السجون، فالانتفاضة الكردية كانت سباقة وما تزال تحافظ على حيويتها وتركز على المطالب الكردية إلى جانب المطالبة بالحرية والديمقراطية. وان الادعاء بان المطالبة بالحقوق الكردية في مثل هذه المرحلة خاطئ يعبر إما عن سوء نية أو انه لا يتمتع بنظرة ديمقراطية وان كان كرديا فانه يعبر عن ضيق الأفق على اقل تقدير إن لم يكن مقصودا. لأنه إذا أخذنا مثال جنوب كردستان بعين الاعتبار سنرى بأنه رغم الوعود الأمريكية بحل قضية كركوك إلا أنها ما تزال عالقة رغم أن الكرد ربطوا كل آمالهم بالوجود الأمريكي في العراق. والآن أيام الجيش الأمريكي أصبحت معدودة في العراق وما تزال قضية كركوك عالقة وما تزال الديمقراطية في العراق تعاني من الكثير من الذهنيات المتخلفة التي تعيش وفق الأفكار السلفية الأخطر جدا من الفكر البعثي الصدامي الذي أباد الكرد بالأسلحة الكيماوية ولو امتلك أصحاب تلك الأفكار حاليا مثل تلك الأسلحة لما ترددوا في استخدامها ضد الكرد مجددا.
لذا فان مطلب الديمقراطية حياتي بالنسبة لسوريا وخاصة بالنسبة للكرد فكيف يتجاهل الكرد هذا الأمر وكيف لا يسعوا في سبيل تحقيق نظام ديمقراطي في سوريا المستقبل ولكن هذا الأمر يبدأ من الآن ولا يمكن تأجيله إلى اجل غير مسمى وليكن في علم الجميع أن الذي يرفض الآن الاعتراف بالهوية الكردية وهو ما يزال في الخارج ومعارض ليس في يده أية قوة مادية أو سلطوية فإذا حصل عليها غدا فلن يعترف ايضا بالهوية الكردية وهذا ما يمكن اعتباره قمة اللا ديمقراطية وهذا الأمر ما يجب مكافحته والنضال ضده واكبر نضال ديمقراطي في سوريا يبدأ من تغيير النظرة إلى الكرد وتقبل الكرد بهويتهم القومية المستقلة وبتحقيق المساواة من هذا الجانب يمكن أن يتطور الحوار الديمقراطي وان يتحقق نضال حقيقي مؤمن بالحرية والديمقراطية.
ويمكن سرد الكثير من الأمور الأخرى ولكن اعتبر أن ما ذكرته كافي للتعبير عن أرائي بهذا الصدد. والأجدر أن يتم العمل من اجل وحدة الصف الكردي وليس بث الإشاعات وخلق التشويش في أفكار الناس من دون داعي حقيقي. وفي مثل هذه الحالة إن لم يكن الأمر مقصودا وان لم يكن صاحب الغرض من التهجم يعمل وفق مخططات مدروسة تستهدف الحقيقة الكردية فإذا نظرته تحتوي على قصر نظر كأضعف احتمال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط