الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدكتور النابلسي والتطابق مع المرجعيات مااشبه الليلة بالبارحة

ليث الحمداني
(Laith AL Hamdani)

2004 / 11 / 12
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


أرتسمت امام ناظري وأنا أرى د.شاكر النابلسي في برنامج ( الاتجاه المعاكس ) على فضائية الجزيرة صورة مسوؤلي الحزبي في السبعينات الراحل د. حميد بخش وهو يصر على( تثقيفنا) بما جادت به ( مرجعيته السوفيتية ) من ان الاتحاد السوفيتي دخل افغانستان لبناء الاشتراكية ، وحين كنا نواجهه بالنظرية بعدم امكانية بناء الاشتراكية في بلد لاتتوفر فيه مقوماتها كان يرد علينا بانها (المصالح الاستراتيجية للمعسكر الاشتراكي ) ، مع الفارق طبعا ان د. بخش رحمه الله كان يحدثنا في السبعينات حين كنا ننتظر المجلات والجرائد المسموح دخولها للعراق اسبوعا او اكثر لنعرف مايدور في العالم الذي لم يكن يربطنا به سوى اجهزة الراديو ، بينما يتحدث الدكتور النابلسي في عصر الاتصالات والانترنيت حيث يطلع المرء على مايريده ومايحدث حوله في دقائق . فالدكتور النابلسي احد وجوه مايسمى ب ( الليبرالية الجديدة ) تحدث عن الادارة الجمهورية الامريكية وقال مامعناه انها نحت منحى جديد باتجاه احداث تحولات في نظرتها للتغيير في الدول العربيةباتجاه الديمقراطية ، واستشهد بحرب ( تحرير الكويت ) باعتبارها الخطوة الاولى وماتبعها كان خطوات في هذا المجال واخره التدخل الامريكي في العراق لاطاحة نظام صدام حسين الدكتاتوري بذريعة امتلاكه اسلحة الدمار الشامل ، ورغم انني اعرف مسبقا بانه سيسارع باتهامي بانني من اسرى نظرية ( المؤامرة ) وهذه اصبحت حجة لاحتواء أي مناقشة ، الا انني اصر على ان اساله اين كانت الادارة الجمهورية في المراحل التي سبقت احتلال صدام للكويت، وماكان موقفها من نظامه القمعي ليتفضل ويحدثنا عن دعم الادارة نفسها للدكتاتور ومنحه القروض لتمويل صفقات السلاح وبشكل غير قانوني ولااعتقد انه وهو المتابع لم يقرأ شيئا عن فضيحة فرع مصرف ( ديلافورا ) في اتلانتا وهي واحدة من عدة فضائح ولكنها كانت الاكثر اهتماما من اجهزة الاعلام الامريكية، كان ذلك يجري وصدام حسين يذبح شعبه بلا رحمة ، فهل يعقل ان يكون هناك جناح جمهوري يدعم صدام وجناح اخر يدفع باتجاه تحولات في المنطقة نحو الديمقراطية ، ولماذا ظل الرموز الذين دعموا صدام حسين في الادارة التي اطاحت به بعد ان انجز مهماته ولم يعد له أي دور(رامسفيلد وتشيني مثلا) ، واذا كان هذا قد حصل فهل هذه ادارة ام مافيا راسمالية مدعومة من شركات عملاقة وتعمل لمصالح هذه الشركات وليس من اجل تحولات ديمقراطية كما حاول ان يصورها . .
قضية اخرى تثير الانتباه في حديث الدكتور النابلسي هي محاولته الايحاء للمشاهدين بان ( اليمين المسيحي الصهيوني موجود في عقول محاوريه ) أي انه محض خيال ، وهو موقف يذكر بديماغوجية اليسار في السبعينات حين كانت مواقفه تتطابق مع مواقف المرجعية السوفيتية فيلوي عنق الحقيقة لخدمة موقف المرجعية وبالطريقة نفسها تعامل الدكتور في نفي وجود المسيحية الصهيونية التي كتبت عنها المئات من المقالات في كبريات الصحف الامريكية والكندية والاوربية وهي نتاج عقول تتعامل مع تكنولوجيا المعلومات باحدث وسائلها وليس نتاج العقل العربي الذي يراه الدكتور متخلفا وغير واقعي ، من حق الدكتور النابلسي ان يدافع عن الرئيس الامريكي ومشاريعه وبفم ( واسع ) كما قال فهذا خياره ، ولكن ليس من حقه ان يضحك على عقول مشاهديه و( يتثاقف ) براسهم بنفس الاسلوب الذي تعتمده واجهات التخلف الثقافية في دفاعها عن التيارات الاسلامية السلفية المتخلفة .
في الستينات والسبعينات كان الرفاق المسؤلين يتهموننا بالليبرالية حين نتحدث بجرأة خجولة عن اخطاء النظام في دول المعسكر الاشتراكي ، ايامها كان ماتبقى من رموز الليبرالية العربيةمتمسكا بالثوابت الوطنية رغم اعجابه بتجارب الغرب كان يعيش على ارث وطني اوجدته احزاب ليبرالية وطنية اجهض العسكر مشروعها للتحول الديمقراطي ولكن من تبقى من رموزها ظل متمسكابالثوابت التي وضعها رموزه في العراق وابرزهم الراحل الكبير كامل الجادرجي ، اليوم تتطابق مواقف ( الليبرالية الجديدة ) مع ( مرجعيتها الخارجية ) الى درجة يصبح فيها كل ماتفعله الادارة الجمهورية الامريكية هو خير للبشرية واقراوا معي ماكتبه الدكتور بمناسبة فوز الجمهوريين في الانتخابات الاخيرة ( مبروك للرئيس جورج بوش هذا النجاح الساحق في الانتخابات الرئاسية ، ومبروك للحزب الجمهوري هذا النجاح الساحق في الكونغرس بمجلسيه النواب والشيوخ وهذه المرة الاولى في تاريخ امريكا يحقق الحزب الجمهوري هذا النجاح الساحق في الرئاسة والكونغرس هذا النجاح الساحق هو نجاح السياسة الامريكية الخارجية وخاصة في الشرق الاوسط ألخ ) ومااشبه الليلة بالبارحة و الا تذكركم هذه ( الجنجلوتية ) بما كانت تنشره الصحف العربية في السبعينات والثمانينات عن سياسة الزعيم المحبوب جدا العظيم جدا كيم ايل سونغ !! انه الاسلوب ذاته في التطابق المقرف ، ونصيحة للدكتور وجماعته سموا انفسكم ( المحافظين العرب الجدد ) لانه الاكثر ملائمة لنهجكم ولكي تكونون اكثر مصداقية امام انفسكم وامام الاخرين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصام في حرم جامعة أوكسفورد البريطانية العريقة للمطالبة بإن


.. القوات الإسرائيلية تقتحم معبر رفح البري وتوقف حركة المسافرين




.. جرافة لجيش الاحتلال تجري عمليات تجريف قرب مخيم طولكرم في الض


.. مشاهد متداولة تظهر اقتحام دبابة للجيش الإسرائيلي معبر رفح من




.. مشاهد جوية ترصد حجم الدمار الذي خلفته الفيضانات جنوب البرازي