الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحيل عرفات وتداعياته السياسية

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

2004 / 11 / 12
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


أعلنت السلطة الفلسطينية صباح اليوم عن رحيل ياسر عرفات رئيس السلطة الفلسطينية أثر مرض غامض ظل يعاني منه في الأسابيع الماضية.

لقد تحول نضال جماهير فلسطين بوجه إحتلال و عنصرية الدولة المشكلة في إسرائيل خلال النصف قرن الماضي، إلى عامل مهم في تشكيل المناخ السياسي في الشرق الأوسط، وكان ياسر عرفات احد الرموز والوجوه الأكثر بروزاً لهذا النضال.

كان ياسر عرفات و منذ بدء تشكيل منظمة فتح والكفاح المسلح في فلسطين، يمثل التيار القومي العروبي. وأصبح فيما بعد رمزاً من رموز هذا التيارعلى صعيد العالم العربي ليحمل معه كل الملامح السياسية لهذا التيار. كما عكست مسيرته كقائد لحركته مسار هذه الحركة من بروزها ونهوضها إلى أنتكاستها، أزمتها، هزيمتها و حتى تفسخها.

يهلل اليوم اليمين الإسرائيلي لموت عرفات الذي يعبر عن فاشية الدولة الاسرائيلية، ومن جهة اخرى يغمره سعادة لخلاصه من سياسة عرفات المبنية على المساومة لحل قضية فلسطين، وهذا ما يدفع لاطلاق يد ارهاب الدولة الاسرائيلية بوجه مطلب جماهير فلسطين في تشكيل دولته المستقلة. وكذلك اليمين الاسرائيلي يحاول الاستفادة من موت عرفات لارضاخ النضال التحرري لجماهير فلسطين، و كأنه لم يكتف بعشرات السنوات من الكذب و الإدعاء الفارغ بربط كل قضية فلسطين و جماهيرها المنكوبة بشخص عرفات، يبغي اليوم الإستفادة حتى من موته لكي يروج لبضاعته الفاسدة و دعايتهه الغبية بأن سبب ما يجري في فلسطين هو عرفات و من معه. إن اليمين الإسرائيلي الذي لم يتوان عن مؤازرة منظمة حماس الإرهابية في الثمانينات بوجه عرفات ومنظمة تحرير الفلسطينية ولم يأل جهداً، يداً بيد مع عصابات الإرهاب الإسلامي في فلسطين، على تحويل حياة جماهير فلسطين و أسرائيل إلى جحيم حقيقي، يحتفل اليوم بموت عرفات، مهللاً في عجز للطف القدر.

كان عرفات محورا مهما واساسيا في تشكيل نوع من التوازن بين الاقطاب المتصارعة في القضية الفلسطينة، ولا شك إن غيابه سوف يترك تأثيرا كبيرا على الساحة السياسية في فلسطين وعلى حركة المقاومة الفلسطينة ضد الاضطهاد والارهاب الاسرائيلي، وكذلك داخل المعسكر الفلسطيني نفسه. وسوف يمهد رحيل عرفات الطريق أمام تغير توازن بين الاتجاهات السياسية داخل الحركة الفلسطينية وحتى التوجهات الموجودة في حركة فتح. ان غياب عرفات سوف يعمل على تشديد الارهاب والرجعية الإسلامية من حماس و غيره. وسوف تتلبد سماء فلسطين بغيوم إنعدام الإستقرار السياسي و تفجر الصراعات بين الأقطاب المختلفة لمدة من الزمن، مما ستؤثر سلباً وتدفع بجماهير فلسطين الى اوضاع اكثر مأساوية تحت تشديد الصراع الارهابي.

بوجود عرفات او بغيابه لن تتغير المطالب الثابتة والتحررية لجماهير فلسطين التي تحتاج الى حل جذري. وستستمر المواجهة الحاصلة نتيجة لإستمرار الظلم و الإضطهاد الإسرائيلي.

إن الحل الآني للقضية الفلسطينية يتمثل بإنشاء دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة و متساوية الحقوق مع إسرائيل، كما إن الحل الجذري مرتبط بفرض التراجع على اليمين و الرجعية المتمثلة بالتيارات القومية و الدينية في كلتا الجبهتين و ظهور الطبقة العاملة و جبهة اليسار والتحرر في كل من فلسطين و إسرائيل، وبتحويل إسرائيل من دولة مبنية على العنصرية القومية والدينية إلى دولة علمانية تعامل مواطنيها وفق الهوية الإنسانية وحقوق المواطنة الكاملة والمتساوية.

الحزب الشيوعي العمالي العراقي
11 تشرين الثاني 2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أبرز المرشحين الديمقراطيين لخوض انتخابات الرئاسة في حال انسح


.. مسعود بارزاني في زيارة لبغداد لحل الخلافية بين الحكومة وإقلي




.. مراسل الجزيرة يرصد أبرز ما ورد في مكالمة الرئيس الأمريكي باي


.. مصطفى البرغوثي: نتنياهو يريد استمرار الحرب وجعل غزة مثل الضف




.. العلاقات البريطانية الأوروبية حاضرة بقوة في برامج انتخابات م