الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا ... النظام ينسى من يخالفه الرأي ويتناسى الحقائق

لؤي الخليفة

2011 / 6 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


الاحداث في سوريا ما زالت ملتهبة , والشعب يواصل انتفاضته الباسلة ضد البطش والطغيان , ضد نظام الحزب الواحد الذي اذاقهم المر والهوان , كما فعل من قبل مع العراقيين, فكلا البلدين مرا بذات الظروف والمعانات في ظل حكم هذا الحزب المتغطرس الغارق في الشوفينية وحب الاستحواذ والتفرد بالسلطة .
فليس غريبا على نظام يستمد افكاره من حزب ديكتوتاري ان يهمش الاخرين وينساهم ويقتلهم كلما اقتضت الحاجة , فرجاله ومن تولوا مسؤوليته فنانون في العمليات الاجرامية وسفك الدماء , وما اؤلئك سوى مجموعة من الجزارين اعتادوا ان يقطعوا الاوصال ويمتصوا الدماء , اناس منافقون يذبحون ويسلخون ويحملون الاخرين مسؤولية ذلك , هؤلاء الذين اطلقوا تسميات شتى على الشباب الثائر كالخونة والمخربين والارهابيين , هم انفسهم من كان يرسل الارهابيين والمخربين الى الى البلد الجار الشقيق , ادعوا انهم حماة العرب ونظامهم ودولتهم دولة التصدي للاحتلال غير انهم كان من يحمي المحتل وهم من خان الشعب وفتك به , انهم جهابذة في اقوالهم دون ان يفعلوا شيئا .
وخطاب الرئيس السوري ومن بعده المؤتمر الصحفي لوزير خارجيته اكدا هذا النهج , اذ يبدوا ان ما جرى وما يجري لم يستفد منه اقطاب النطام بل راح الاثنان يتباريان لسد اي نافذة قد يأتي من خلالها حلا لهما وللنظام معا , ذلك ان الشعب السوري قال كلمته وهي لا مكان لهذا الحزب والنظام بعد اليوم وما عليهما سوى الرحيل دون ابطاء ودون مزيد من الدماء .
ان الشباب الثائر والذي نعت بما يحلوا لمسؤولي النظام ان ينعتوه هم من تربى على مباديء وافكار حزب البعث سواء في مدارسهم الابتدائية او في الجامعات او في دوائر ومؤسسات الدولة ... ان هؤلاء الشباب لم يجدوا امامهم من زاد ثقافي سوى ثقافة البعث والحزب الجبار العنيد والمتكبر ... وظلوا يسمعون ذات المصطلحات المصبوبة صبا والكلمات الجوفاء وشعارات طنانة فارغة لا تغني ولا تسمن كان نتيجتها احتلال العراق وذبح شعبه ليحل الدور الان على الشعب السوري كي يشبعوا نهمهم من القتل والابادة ... ولعمري اني ارى ان النظام في سوريا سائر في ذات الدرب الذي سار فيه رفيقهم في العراق حينما سلم البلاد الى الاحتلال , فصدام الذي قال ذات مرة (( لن اسلم العراق الا ترابا)) كان هو الاخر يذبح ابناء شعبه لمجرد رأي , الا انه لم يفعل شيئا ولم يقاوم لا هو ولا رجالاته حينما احتل البلد , وكل ما فعله هو الانزواء وارسال المجاميع الارهابية من الذين اشتراهم من الخارج لقتل العراقيين في الاسواق والاماكن العامة ... وما اشبه اليوم بالبارحة .
الرئيس السوري في خطابه لم يستطع او لم يرد ان يضع النقاط على الحروف , وكالعادة في التلاعب بالكلمات كما التلاعب في اي مسألة اخرى , فقد جاء الخطاب ضبابيا متربا , ذلك انه حينما تطرق الى موضوع الحوار ذكر ان الشعب السوري مدعو الى ذلك ... صحيح ان الشعب هو صاحب القرار والمصلحة الحقيقية وهو من يجب ان يقوم بالحوار , ولكن أيعقل ان يأتي كل ابناء الشعب للتحاور ام ان هناك رموزا واحزابا ومعارضين كان يفترض بالرئيس ان يشير اليهم بالاسم صراحة ويسمي الاشياء بمسمياتها لا التعالي والنظر الى هذا الموضوع الحيوي والاساسي من عل . ولا نجد تفسيرا لذلك سوى محاولة للتهرب من هذه المهمة , ظانا ان الخطب الرنانة والكلمات المعسولة ستجد لها صدى عند السوريين الطيبين , كما وصفهم غير عارف ان الطيبة هي غير الغباء الذي هو صفة غالبية المسؤلين السوريين , كما انه اي الرئيس لم يذكر شيئا عن لقائاته العديدة مع مجاميع شعبية عديدة كما قال , سوى انه تفاجأ بمدى الحب والوله الذي يكنه الشعب السوري لشخصه , وهنا فالجميع يعرف اي نوع من المجاميع تلك التي التقاها, انهم دون شك لا يتعدون شلة المتملقين والمصفقين ... اما كان حري به ان ان يتحدث غن سوء الادارة وجرائم القتل , عن الفساد والرشاوى , عن نبذ الاخرمن غير الحزبيين والشبيحة وقاتلي المواطنين والجيش ... لا غرابة في ذلك يا سيادة الرئيس فهذا هو حال كل ديكتاتور متسلط وكل حاكم متجبر لا يستطيع ان يرى او يسمع غير ما يريد .
اما المؤتر الصحفي لوزير خارجته وعميد الدبلوماسية السورية فكان اشبه ما يكون بكارثة اكدت ان الجهلة لم ولن يتعلموا , فهل يعقل ياسيادة الوزير ان تنسى قارة بأكملها , واي قارة انها اوربا وبالتأكيد معها امريكا ... اهكذا تريدون ان تحلوا مشاكل شعبكم وبهذه العقلية المريضة تريدون ان تديروا البلد.
ارى انكم اعلنتم عن بضاعتكم الكاسدة وها انكم تحثون الخطى على ذات الدرب الذي سار فيه رفيقكم الراحل في العراق , فهو من ظل يكابر ويكابر وينسى ويتناسى حتى اضاع الشعب والبلد وسلمه الى المحتل , وما اتمناه الا يشهد الشعب السوري ذلك فما جرى ويجري للعراقيين يكفي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ديمقراطيين
فارس الكاتب ( 2011 / 6 / 25 - 01:50 )
كلكم صرتوا ديمقراطين الان -عندما كان الاتحاد السوفيتي موجود كلكم ماركسيين ضد الامبريالية وعندما سقط الاتحاد صرتواليبراليين ترددون شعارات الديمقراطية والحقوق الانسان- ولكن هدفكم الجوهري السلطو والمال وغدا عندما تقبضون على السلطة سترقون وتتسلطون اكثر من البعث الم يقل قبلكم احمد الجلبي انه سيجلب الرفاه والديمقراطية للشعب بعد ذلك تبين انه وربعه الجدد نهبوا 350 مليار دولار والمواطن العراقي لايجد كهرباء الا ساعتين في اليوم والطائفيات تم النص عليها بالدستور. ان معاناة العراقيين تحت الحكم الديمقراطي لاتعادل واحد بالمائة من معاناة السوريين - كلكم صرتوا ديمقراطيين


2 - لا بدافع عن البعث الا المستفيد
ليلى السلمان ( 2011 / 6 / 25 - 10:41 )
يبدو ان السيد فارس الكاتب من اؤلئك الذين استفادوا من حزب البعث وهجومه على الاخرين غير مبرر ابدا وهنا اريد اذكره بأن جرائم حزبه في العراق فاقت جرائم هتلر وموسوليني واي حزب دكتاتور ي اخر . فعيب الدفاع عن المجرمين
ان العراقيين كابدوا وقاسوا من الطاغية صدام الكثير وما بشار الاسد والقذافي وعلي صالح سوى تلاميذ وليس طلابا عند صاحبكم صدام اتقوا الله بالاخرين وكفوا عنا جرائمكم وكفاكم كذبا والضحك على الشعوب والناس تره امفتحه باللبن

اخر الافلام

.. دول عربية تدرس فكرة إنشاء قوة حفظ سلام في غزة والضفة الغربية


.. أسباب قبول حماس بالمقترح المصري القطري




.. جهود مصرية لإقناع إسرائيل بقبول صفقة حماس


.. لماذا تدهورت العلاقات التجارية بين الصين وأوروبا؟




.. إسماعيل هنية يجري اتصالات مع أمير قطر والرئيس التركي لاطلاعه