الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلة القلب

فاهم إيدام

2011 / 6 / 25
الادب والفن



رحلة القلب

(( المرأة شجرة ميلادك، أنت تولد ثانية
في كلّ مدينةٍ جديدةٍ
بين أغصانها عشّك، وفي ثمارها إكسيرك
عُد طفلاً وتعلّم التسلّق على صدرها أيها الغريب)) صلاح نيازي

1
ـ الحبّ حرفان..!
وفي رمل البداية
رسَمَتْ عشتار درباً للسفر
ستضيع فيه.
ـ الليل سلطان..!
وفي زاوية الطفل المديدة كالمدى
سارتْ، مكلّلة، إلى النجمة
عربات الخيال.
ألمدينة لم تعد تكفي عطايا الليل،
كان صغيرها العرّاف،
في الزاوية الملقاة جنباً،
يصنع الحبّ
ويصنع رحلةً بالقرب منه.
إعترافات الأصيل على ضفاف النهر
صارت زهرة تحيا على ماء الكلام،
حجرٌ...
في شاطئ الروح انفَطَر
والنبض صار اثنان،
تلك هي الحكاية..
تقترب.

2
صاح الهوى
ـ كُن أنت..!
واقتحم البحار بوسع ما غنّى البشر
إمنح أحابيل الهروب طلاسماً
خشباً
وسفّود شراع !
لاالسفينة سوف تحمل عنك آهات الغريب
ولاحلول ستلوح لجرحك النازف،
موج البحر وحده
يحمل الأسرار مثل حبيبةٍ
لم تختبر منها سوى الأصغاء.
إخلاصك سوف يكون للبحر
وصوتك سيظلّ يئنّ في المحّار!

3
غادرتَ..
وكان السعف في عينيك
ينزل غائراً في الطين
ثمّ الماء.
حبرٌ يتلبّد
صورةٌ ضاعت ملامحها
كما أيامك الأولى
كما الأسماء والأوطان..
أنت الآن ندّ البحر
صار لك امتلاك قماقم الأسرار،
لستَ الطفل
حيث أوائل النبض البريء!

4
وصف الرحلة
حين اشتدّ تيار النبوءة
قال ـ أحرقنا بأيدينا من الأشعار
ما يكفي ليرسم
في صميم الروح بركان رماد.
ها هنا.. عقد من السنوات
وسّمناه مرّاتٍ بسعي صراخنا العالي
وآخر قد تداولناه سرّاً
ثمّ آخر..
ثمّ آخر..
عبثاً نطبع على راحاتنا خطّ الهدوء
وقد دخلنا في كهوف التيه،
كان السرّ عند البدء حشرجةً
بكاءً صامتاً
واللآن صاحبه انفلات.

5
الغريب اللآن يصغي،
تنطق الأشياء بالحبّ
فتدنو منه جمراً لاهباً
وتميد تحت فداحة الأسرار هذي الأرض.
يُشعل في المساء
سراج دكّانه المخفيّ
ليصنع، مثل خزّافٍ وحيدٍ،
لطيور الوهم أجنحة
ويملأ بجرار الهذيان

6
سُحقاً..
ما الذي كانت تخبّئ
بين فكّيها السنون؟
تداعت الأطراف بالحفر
فكان الطين أحمر كالغسق
والحلم أحمر كالغسق
والليل أحمر..
ككلّ شي.

7
الغريب الآن يحبو
على سفحٍ في الخريف،
هاهي الأسوار شاخصة
جدارٌ وجه ( لامشتو)
جذوره في سواد الحلم واليقضة
والقمّة غائصةٌ بنبض الأمل المشرع.
يحفر بالأظافر والعيون عن البشارة
ويردد ـ سوف تنطق
سوف يأتي صوتها
ويدور بالقلب
على عتبات صومعة الثريّا.

8
الغريب الآن مرصوفٌ
بزاوية الكلام،
الغريب الآن يُكثر
في الحنين إلى الزوايا.
للترانيم وصوت الناي
والصمت المراوغ.

9
ـ كم تسامرنا،
وكم بانت على أجسادنا الكدمات.
أبحرنا إلى العالم السفليّ
حلمنا باصطياد إلهة العشق
وروّضنا جياد قلوبنا.
هل قفز القارب في دجلة؟
مالفرق..؟
وهل جرّنا هذا للرمال؟
وهل ملأنا العمر؟
حلّ كهذه الألغاز ينأى
ونشيج الناي والترنيم أيظاً،
أيها الناي العراقيّ سلاماً
ماالذي ساق لنا هرب السنون؟

10
قالت ـ
سوف تستعصي على النسيان!
أنت الآن مرصوف
ولكن دربك الحجريّ
سوف يعجّ بالخطوات!
في زاوية الشيخ التي تتكدّس الأشياء فيها
نطقت حارسة العشق
التي دائماً تأتي لكي تنطق
ـ دربك الحجريّ مسكون بجنّ الشهداء!
كان يعلم أنها آتيةُ
في وجه طفل ربّما،
أو ربّما وجه المساء.

الحبّ حرفان ولكنهما
ثالوث صحراءٍ
وبحرٍ
وسماء.

****








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق


.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا




.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟


.. الفنان الكوميدي بدر صالح: في كل مدينة يوجد قوانين خاصة للسوا




.. تحليلات كوميدية من الفنان بدر صالح لطرق السواقة المختلفة وال