الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لغز الشعوب التي لا تعرف كيف تعلن وفاة قادتها!!!

عمرو اسماعيل

2004 / 11 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


نعيش في منطقة تمتد جغرافيا في قارتين ويسكنها اكثر من مائتي مليون انسان يدعون أنهم خير أمة أخرجت للناس وتفجرت الارض الجرداء فيها بثروة مهولة من الذهب الاسود لم تهبط علي اي شعب آخر في التاريخ .. تفجرت هذه الثروة منذ ما يقرب من قرن وحتي الآن ..ورغم ذلك:
في هذه المنطقة الشاسعة من العالم توجد اكبر نسبة امية في العالم ومتوسط عمر الانسان من اقل معدلات العالم ويعيش اغلب سكانها تحت حافة الفقر حسب كل المعدلات العالمية .
وهؤلاء الملايين من البشر يستوردون معظم ما يستهلكون سواء كان غذائهم او لباسهم او وسائل تنقلاتهم او حتي الادوات التي يقيمون بها شعائر مناسكهم من بلاد ينعتونها بالكفر وينعتون سكانها بالمشركين .. بل ويستوردون البشر الذين يحافظون علي اطهر وأقدس اماكن عبادتهم نظيفا .
يستوردون الاسلحة التي يتقاتلون بها ثم يهددون بها الاخرين دون حتي معرفة كيفية استعمالها علي وجه صحيح ..
يهرب الفرد من القهر فيها الي بلاد أخري ليتمتع فيها بالرخاء والحرية والمساواة فيكون اعترافه بالجميل بعد ان يشبع ويسمن هو تفجير اهلها وقتلهم ثم التهديد بفتح هذه البلاد وضمها الي البلاد التي هرب منها أصلا ..
وفي وسط هذه الجحافل من البشر نجد بضعة ملايين يغتصبون قطعة ارض غالية فيتغلبون علي عشرات الملايين حولهم ويحولون الارض التي اغتصبوها الي بلد تنتج كل شيء من الغذاء الي السلاح ومستوي دخل الفرد فيها أعلي من اي دولة تفجر فيها الذهب الاسود .. بلاد يتغير فيها الحاكم كل عدة سنوات ويحاسبه شعبه علي كل مليم يصرفه .. بينما حاكم وقائد الشعب الذي اغتصبت ارضه ويعيش شعبه علي المساعدات لم يتغير منذ نصف قرن ولايستطيع اي من بني وطنه ان يحاسبه علي اي شيء وحتي الموت أصبح حائرا معه.. تعيش زوجته الشقراء برفاهية تحسدها عليها السيدة الاولي لاغني دولة في العالم بل وتتخلي عن جنسيتها التي يناضل زوجها او مفروض انه يفعل من أجلها ولا يستطيع أحد ان يسالها او يسأل القائد لماذ ومن اين لها هذا .
.. وحتي عندما فارق القائد المناضل البطل الحياة بعد عمر مديد..لا يستطيع شعبه ولا اعضاء حكومته ان يعلنوا وفاته لان اجهزة الانعاش في الدوله الكافرة التي بعثناه اليها تحافظ علي دقات قلبه وتنفسه رغم موته دماغبا و لان زوجته مازالت تبحث عن حل ترث به أموال شعبه ..و فقيه الدولة مصمم انه لايجوز شرعا وقف الاجهزة الكافرة التي تحافظ علي دفء جسده . بينما اطفال شعبه يموتون لنقص الدواء وابسط أجهزة العناية المركزة .
شعب ارضه مغتصبة وحقوقه مهدرة ولا يستطيع حتي اعلان وفاة قائده ويأخذ الاذن من عدوه اين يدفن ورغم ذلك تركه المجاهدون من كل البلاد المسلمة المحيطة يه ليجاهدوا في بلاد الافغان ضد الكفرة من الشيوعيين والروس علي بعد آلاف الاميال وتعلوا الاصوات المتاجرة بقضيته دون ان تطلق رصاصة من كل مجاهدينا الاشاوس من خارج فلسطين نحو صدور من اغتصبوا منا الارض ..بل ويعيش بعض من هؤلاء المتاجرين في بلاد الانجليز مستمتعين ويحرضون اهلهم في الوطن علي الموت ليستمتعوا هم مع نساء الانجليز .
.. شعوب تتبرع بملايين الدولارات لشراء الاسلحة لزعماء الجهاد في بلاد الافغان وبلاد الشيشان بينما تضل الدولارات طريقها الي فلسطين والي اطفال فلسطين لتذهب الي باريس واشهر محلات الموضة فيها .. كما ضلت دولارات الذهب الاسود طريقها لتذهب الي مصارف الدول التي نتهمها بالكفر والشرك لتقوم بالتنمية وخلق الوظائف في هذه البلاد بدلا من بناء المصانع والمزارع في بلاد الاسلام والمسلمين.
أنه لغز محير لايستطيع عقلي القاصر ان يفهمه ..لماذا يستطيع بضعة ملايين محشورين في قطعة محدودة من الارض تفتقد الي كل الثروات الطبيعية ان يتغلبوا علي مئات الملايين من البشر حولهم ممن يعيشون علي ارض تتفجر بالموارد الطبيعية وتمتد من المحيط الهادر الي الخليج الثائر.
لماذا بضعة الملايين من ابناء ؟؟؟؟ كما نسميهم ..يتغير حاكمهم ويموت مثل عامة البشر.. ويحاسبونه علي كل صغيرة وكبيرة وكل مليم من ميزانية دولتهم اللقيطة كما نطلق عليها.. بينما حكامنا وملوكنا الاشاوس يعتبروننا والارض التي نعيش عليها وما في جوفها ملكا خاصا لهم ولابنائهم وزوجاتهم وحتي عندما يموتون لا نعرف كيف نعلن وفاتهم حتي وصل الامر الي تزوير الجنازات ليضحك علينا العالم أجمع .
لماذا هؤلاء الملايين الخمسة قادرين علي انتاج غذائهم وسلاحهم .. ومستشفياتهم هي من افضل مستشفيات العالم ولا يحتاج قادتهم السفر الي الخارج للعلاج ..بينما و نحن عشرات الملايين غير قادرين علي انتاج ماركة واحدة من اي آلة حتي لو كانت فانوس رمضان ولا نجيد غير تجميع ما ينتجه الآخرون .. و مستشفياتنا غير صالحة لعلاج السادة منا كما لو كانت أمراضهم هي من نوع مختلف عن امراض عامتنا .. أمراض لا تستجيب الا لعلاج من نسميهم الكفره والمشركين .
ثم نسأل انفسنا ونحن لا نستطيع حل هذا اللغز البسيط لماذا تتكرر هزائمنا ونكساتنا ..و حتي نستطيع حل اللغز ونجد حلا مختلفا عن الحل القندهاري او الفلوجي او القومجي الحنجوري .. عندما نجد حلا مناسبا للقرن الواحد والعشرين وليس القرن السادس ونعرف كيف ومتي نعلن موت قادتنا عندما يتوفاهم الله مثل باقي البشر .. فلنسترخي ونستمتع بهزائمنا .. واللغز سيظل لغزا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ستيف بانون.. من أروقة البيت الأبيض إلى السجن • فرانس 24


.. فرنسا: حزب الرئيس ماكرون... ماذا سيقرر؟ • فرانس 24 / FRANCE




.. أوربان يزور أوكرانيا ويقترح وقفا لإطلاق النار للتعجيل بإنهاء


.. فرنسا: التعايش السياسي.. مواجهة في هرم السلطة • فرانس 24 / F




.. كبار جنرالات إسرائيل يريدون وقف الحرب في غزة حتى لو بقيت حما