الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-قدر- الشعب العربي

عبدالله الداخل

2011 / 6 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو أن "قدر" الشعب العربي المجزّأ* في هذه المرحلة الكئيبة من تأريخ الانسانية هو خسارة الإستقلال المتبقي (في دولتين مستقلتين) وهو خارجٌ عن إرادته كلياً. فالغرب تعنيه المواد الأولية والمناطق الستراتيجية، لذا تستميت الدول الغربية في المحافظة على الأنظمة العربية التي تدور في فلكها مثل السعودية والأردن والمغرب وتونس ومصر ودول أخرى وكيانات مجهرية، (لم تحدث تغيرات جذرية في تونس ومصر عقب "الثورات" الأخيرة)، والدول أعلاه جميعها غير مستقلة.

أما بالنسبة للدول المستقلة فهي مبتلاة بأنظمة حكم تم "تطويرُها" بدفعها دفعاً من قبل الغرب باتجاه الدكتاتورية وذلك من خلال كل أساليب الضغط ومحاولات إسقاطها، ولا يُستثنى إغتيال القادة من هذه السياسة، هذا هو بالضبط ما حدث مع نظام عبدالكريم قاسم الذي أ ُسقِط عسكرياً فيما بعد، ومع عبد الناصر الذي تغيّر نظامُه كلياً بمجرد إغتياله ومجيء السادات إلى الرئاسة.

إنها مسألة تدعو إلى التأمل: القذافي مع شخصيته الغريبة المُنفِرة، وأحاديثه المثيرة للجدل والسخرية، ومع أساليب نظامه شبه الملكي الدكتاتوري، تجد أن ليبيا تتمتع في عهده (كانت تتمتع قبل الأحداث الأخيرة وقبل الحصار) بقـَدَر لا يُستهان به من العدل في التوزيع والبناء (هناك حقائق وأمثلة قوية على هذا) ، كما أن ليبيا تعتبر، كبلد نفطي، مستقلة سياسياً. لذا فإن حجة الغرب، "حماية المدنيين"، في التدخل المباشر بمساعدة أبناء البورجوازيين الفارّين إلى الغرب من ليبيا، وتصفية البُنى التحتية للبلاد بالقصف المتواصل، هي ذريعة حربية إحتلالية مكشوفة وكاذبة، لا تختلف عن حجة الـ WMD التي أطلقها جورج بُش الإبن ومجموعتـُه الرئاسية البائسة من أجل إحتلال العراق. وهذه الأحداث تعيد مجدداً إلى الذاكرة أحداثاً قريبة عن صراع المافيات العالمية مع المافيا الصدامية على النفط العراقي.
ملاحظة مهمة وهي أن العمليات المحمومة الجارية حالياً لإسقاط النظام الليبي تختلف عن عمليات إحتلال العراق وذلك بغياب الجندي الغربي عن الأرض الليبية، ولا يُقال شيءٌ في الإعلام الغربي (طبعاً) عن وجود خبراء عسكريين غربيين، أوربيين على وجه الدقة، داخل ليبيا، ولكن يجرؤ البعض حد الصلف على إظهار أنفسهم في الإعلام الغربي باعتبارهم "منسّقين" مع حلف النـَيْتو، لكن التدخل المباشر يتميّز بقصف حلف النـَيْتو لليبيا وتسليح من يسمونهم بـ"الثوار" ووجود خبراء عسكريين وغير عسكريين وإعلاميين غربيين مشبوهين في بنغازي.
إعتماد الغرب على المدنيين الليبيين في إسقاط القذافي سوف يطيل عملية الاحتلال فيقوم العرب بقتل بعضهم وتخريب بلدهم بأنفسهم، لأن الغرب قد استفاد من تجربة العراق، وبما أن العملية ستستغرق وقتاً أطول فالتدمير سيكون أشمل وأعمق.

أما سوريا فيبدو أن ما خـُطط لها يجعل المراقب يظن أنها سائرة على ذات الطريق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*قلتُ أعلاه "مجزّأ" وهذه حقيقة قامت بتثبيت جذورها حروبُ الغرب الرأسمالي في المنطقة العربية.
الشعب العربي شعبٌ واحد ومن حقه أن يتوحد أسوة بغيره من الشعوب (ألمانيا مثلاً) وسيقوم بذلك بالتأكيد، لكن نضال العرب من أجل وحدةٍ حقيقية تختلف عما سمعنا وشاهدنا لحد الآن من دجل البعث والناصريين والقوميين من مختلف الأصناف حيث تحولت معظم هذه الحركات إلى دكتاتوريات وفاشيّات مشبوهة وكريهة. فالوحدة العربية سيُكتب لها النجاح في حالة واحدة: سيادة العدل المجتمعي في البلدان العربية، وهي عملية لا بد أن تكون متزامنة مع الإفلات من هيمنة الإستعمار الحديث. ليست العملية مستحيلة، لكن السؤال هو كيف ومتى!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل كان حزب الله يخطط لتكرار -السابع من أكتوبر- على الحدود ال


.. اللبنانيون يهرعون إلى المستشفيات للتبرع بالدم بعد القصف الإس




.. عاجل| حزب الله: ننعى القائد الجهادي الكبير إبراهيم عقيل


.. حرائق في الجولان المحتل بعد إطلاق صواريخ من لبنان




.. تحقيقات جارية فى 4 دول والكل يتبرأ من تورطه في -هجوم البيجر-