الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى مظفر النوّاب آخر الصعاليك

سلام عبود

2011 / 6 / 25
سيرة ذاتية


على الرغم من عمره المديد، الذي تجاوز قرنا من الزمان، لم يتمكن الجواهري من حمل جسده الى تربة أهله، للخلود بين ظهرانيهم. مات الشاعر غريبا ودفن غريبا. السياب، الأقصر عمرا من الجميع، تمكن أن يحمل جسده الهزيل العليل ويعود به الى حيث يكون الظلام هناك أجمل، فأفلح في أن يجد له قبرا، ولكن في برية الأحقاد والضغائن والظلمات. مظفر النواب عاد قبل أسابيع الى العراق. عاد يحمل جسد السياب وغربة الجواهري. كما لو أنه عاد ليجمع القدرين معا في قدر واحد. فليس من حق الشاعر العراقي المتمرد أن يعيش، قدره الأكبر ترسمه ملامح الموت، لا ملامح الحياة. (حياته الشخصية مغامرة روائية عاطفية وتحريضية، طويلة ومثيرة، تفوق في ثرائها ومروقها وثوابتها البشرية جل الأدب الروائي العراقي مجتمعا. ولد مظفر النواب في 1934، لكن أهله سجلوا ميلاده 1932 لكي يخدعوا الدهر، فيظفر المولود بسنتين إضافيتين من الحياة السعيدة! انتمى الى الحزب الشيوعي العراقي في الحقبة الملكية. بعد تجربة السجون الملكية والجمهورية والقومية انخرط في التنظيم الشيوعي اليساري، الذي نادى بالكفاح المسلح ثم برفض التحالف مع البعث وبإسقاطه. غادر وطنه في نهاية الستينيات. هو المثوّر الأكبر لمدرسة الشعر الشعبي (العامي) العراقي، وشاعر قصيدة التحريض السياسي صوتا ونصا). اليوم يعود مظفرالى بيته، بيتنا، فيرغمنا، شئنا أم أبينا، على متابعة رحلته الأخيرة، متنقلين معه، بأرواحنا، الى حيث يسير. سائرين معه، من بعد، درب العودة نفسه، منتظرين المعجزة، المعجزة الكبرى، التي انتظرناها طويلا، المعجزة الحلم، التي لا نعرف جميعا ما كنهها وما شكلها وما اسمها.

أحاسيس ما بعد الموت وما قبل الحياة
وضعوني، لا أعرف من وضعني، فأنا لم أضع نفسي هنا، وضعوني في الموضع الغريب: بحر من الورد يمتد مخترقا أسوارالأفق. أنا غاطس في نقيع الزهر، متنمّل الجسد والأحاسيس، مستلق على ظهري، أطفو على بساط العبق اللانهائي.
مثل هذا الحلم المتخثر رأيته في أزمان الجنون المختلفة، وفي قيعان الجنون المختلفة، وفي أوهام الجنون المختلفة. في أهوار ميسان رأيته وأنا ذاهب الى عرس فلاح شيوعي فقير، قرب متحف واترلو رأيته وأنا أتأمّل مسالك الحرب، في الطريق الى دنهاخ رأيته حينما كنت ذاهبا لنقل صديق مهاجر من ثلاّجة الموتى الى المقبرة الواقعة خلف محكمة العدل الدولية. وقرب بيتي الأسوجي، في الحقل البريّ، خلف الغابة الموحشة، رأيته وأنا أهيل تراب النسيان على أيامي القتيلة.
رأيته قبل ذلك حينما كان ثابت بن أوس ومظفر النوّاب، في معتزلهما ومستودع سرّهما، وبين أهلهما: ذئاب وضباع الصحراء، يُصعلكان الشِّعر، على حين المسرّة.
رأيته أيضا، مرّة، في الذكرى الغامضة، التي اسمها الحياة، حينما أبصرتُ بنات أبي حيان التوحيدي، يخرجن من بطون الكتب ويضرمن النار في أنفسهن منتحرات.
ورأيته حينما التقيت الطغرائي يجرجر خطاه في أزقة بغداد، عائدا من أصبهان، وهو يرى الأزمان المتعفنة تلطّخ الشعر بالبراز. نظر الطغرائي الى وهم وجودي وقال يائسا هازئا:
يباع فيها خرا
ولا يُشترى الشعرُ
1

آن الأوان. لم يعد في القلب متسع للتردد. آن أوان العودة الى الغابة. ستأخذ معك أجمل ثرواتك وأغلاها. ستأخذ كنزك الثمين، الذي قاتلت حتى الموت في سبيل حمايته من عبث الأقدار. إرثك الوحيد، الذي صنعته أخيلة أجدادك، قبل أن يهجروا عبادة صور الله المنعكسة على صفحة الغدران الصقيلة. ستحمله معك. بزهو ومهابة ستحمله، وأنت تمرّ سائرا بين أخوتك الحقيقيين. سترافقك اليعاسيب والفراشات السكرى. حسداً ستنظر اليك طيور الغابة بعيونها الكروية المسكونة بالحذر. حشائش الأدغال تتمنى أن تلمس سحرك الخبيء بأصابعها السريّة. حالما تصل، ستدعو إخوتك جميعا الى بيتك الجديد. ستُريهم كَرَمك وتقاليدك الراسخة. ستُريهم أصالتك، التي لا تقبل المساومة. ووسط دهشة الجميع، ستفتح صرّة ثروتك المثيرة، وتُريهم عريك العنيد.
2

أأنا في جنة الله أم في ناره؟ أليست الجنة وهماً، والوهم ضرباً من ضروب الفراديس؟ ربما! ولكن، هل أخطأ الله في قراءة خطوط كفّي؟ فأنا ما كنت عابداً صالحاً قط. لم أسرق، ولم أكذب، ولم أقتل، ولم أخن، ولم أش حتى بعدوّ. لكني لم أكن حافظا لمواعيد الأذان، ومواقيت الصوم، وما كنت ملمّاً بمسالك الحج. لم أكن معنيا بالسجود لأحد سوى الوجود الأعظم، ولم يزل ملاكي النبويّ المقدس يتراءى لي في ابتسامة طفل رضيع، ينظر الى العالم بعينين مليئتين بالفضول والدهشة والإنكار. قد يسقط الله مغويّا بسحر الكلمة وفتنة السريرة! ربما تكون سريرة الكلمة سرَّها الأغلى من نواميس الشرائع عند الله، فاطر الشرائع والسرائر والكلمات الأبدية. أأكون على حق وأولئك الذين يحرسون الأدعية المقدسة هم الضالّون، في قوانين الله، خالق الكائنات والورود والينابيع والشواطئ المليئة بالأصداف والأسرار والمقدسات؛ الله خالق النهد، الذي يطعم الرضيع لبناً والبالغ شهداً وفرشاة الألوان جنوناً؟
ما عدت أدري! وكيف لي أن أدري وأنا أهيم غاطساً في ليل البنفسج! أرى السماء من خلل السيقان المتشابكة فوق رأسي، وأشمّ الهواء وأنا ممتلئ الأعماق بالرحيق وبأنفاس الأرض وأنساغ النباتات الثرثارة. أغمض عينين، لا حاجة لي بهما، فأنا الحارس الأعمى، حارس أخيلة الله الحرّة، وحارس أوهام الدهشة.
أأسكرني وهم البراءة؟
ربما! فلو لم أكن كذلك، لا بدّ أن أكون نائماً يحلم، أو ميتاً يقلّب صفحات ماضي جنونه. أأسكرني الصحو فأصبحت أرى الغيبوبة سيداً أرضياً للفراديس، وقيّماً على براءة الكلمة وكفر الكلام، على ربانيّة الحرف ووثنية اللسان؟
لا أعرف إذا كانت هذه الأسئلة ذات معنى، وإذا كانت الإجابة عنها ذات معنى أيضا. فما أعرفه في هذه اللحظة هو أنني والله والورد نتقاسم الكلمات، نتقاسم علامات الاستفهام والنقاط الموضوعة في نهاية الأجوبة. نتقاسم سرير الوهم والحقيقة، نتقاسم الكفر والنسيان، نتقاسم وسادة الأسرار والشائعات: مكيدة الوجود الصامت المزروع في جسد الزمان مثل قلب ميت، والعدم النابض في جوهر الوجود مثل قلب مفعم بالحياة.
لكي يكون اعترافك لا يشبه الوهم، لا بد لك أن تمتلك جرأة الخائفين. لا بد لك أن تمتلك شهوة الموتى، لكيلا تندلق مشاعرك خارج شفاه اللغة، وخارج كأس التعابير المتداولة، خارج أطر التقنيات المجرَّبة، خارج أوعية العرف الشعوري العام، خارج العري الأبجدي المباح، الذي يرسمه البشر لنا، أو نرسمه لهم.
لماذا تبدو كلمة حياة فتاة مغتصبة، لا ترفع عينيها من دون أن يتلوّن وجهها بشفافية البراءة وبياض الصدق وصفرة الخوف وزرقة القلق وخضرة الخدر وحمرة الخجل وسواد الخطيئة؟ لماذا تذهب اليساريع صوب الضوء المقبل من خلف أشجار السفرجل؟ لماذا تفيق الثمار من سكونها النباتي وتشرع هامسةً تتبادل الألوان والأنخاب والتحيّات والقبل؟ لماذا تنزع شجيرة العلّيق الخجولة ثيابها وتقف عارية بسيقانها وأذرعها وأصابعها النحيلة أمام شهوة الريح؟
من منح الأثير الماكر، المختبئ في بلّور الفضاء الرهيف، سحر الصفير ولوعة العويل وانكماشة الأنين وشبق الهيجان وبحّة الفحيح؟ لماذا ينفجر الينبوع بالبكاء حينما يفتح عينه الوحيدة وهو يرمق السحابة البيضاء اللعوب، تخذله هاربة الى عشيق جديد؟
3

أطياف لا حصر لها توضع في رأسي- لا أعرف من وضعها، فأنا لم أضعها في رأسي- تجعلني أحس كما لو أني غبار لقاح مذاب في الكلمات وفي الرحيق وفي صبغة الألوان، منثور الذرّات بين التويج والميسم، بين الأرض والسماء، بين الوهم والحقيقة، بين الله وأوراقي المبعثرة، بين ماء الطين وترابه، بين لزوجة دمي وحمرة لونه، بين من كنته ومن أكونه ومن سأكونه ويكونني.
حينما أفيق من حلمي أو من موتي أو من يقظتي سأعرف كل شيء.
أنا واثق تماما من أني سأعرف كل شيء حينما يضعونني في بحر الورد مجدداً، حينما يغرقونني في الرحيق الذي يلامس الأفق، حينما ينثرونني بين العين والصورة، بين الله والأشجار، بين الحقيقة والوهم، بين الإيمان والكفر، بين الموت والحياة، بين الوجود والعدم. سأعرف حتماً من أكون. وسأضحك كثيراً حينما أعرف كم هي بسيطة تلك الحقائق الغامضة التي أرّقت حياتي: لماذا يمتلك العدم المختفي تحت ثياب الوجود كلَّ تلك الشهوة الجنونية للتخيّل والهذيان والامتدادات المرعبة! لماذا أسرّت لي أمي، حينما كنت ملتفاً على نفسي في رحمها، قائلة: لا تنس أخاك، الذي ارتحل منذ ولادته! لا تنس أخاك، ابن بطني، ذلك الذي اسميته الله مرّةً والشيطان مرةً أخرى، لكي تراه جلياً في كل ذرّة بقاء تحيط بك! ولكن، هل كان في مقدور البقاء أن يعي ذاته ويصنع مغزاه لو أن الإنسان لم يخرج من عري الرب وجسد الأمّ ورحم الكلمة؟ أأنا غاية الوجود، أم أنا وسيلة فنية محضة، صنعها مثّال ماهر وماكر، ليدرك بي وجوده العصي على الإدراك، وأدرك بوجوده وجودي غير المعلل وجوديا؟
أنت، يا من هجرتك الأزمان، ألا يكون خروجك المقدس من الفردوس تمرداً على نواميس الأبدية وكفراً بمقدسات الوجود الخالص وشِركاً يدنّس عذرية العدم؟ ألا يكون وعي الوجود اغتراباً عن جسد الخلود، وتأسيساً لوجود آخر، مواز ومكرر، خادع ومزوّر؟ إذا كان الوجود حاسوباً كونياً، فمن تكون أنت؟ أتكون واقعه الافتراضي، أم أنت حروفه المبعثرة في الأرض الحرام، وفي الزمن الحرام؟
من أقصاك عن ثدي الأزل الى ألغاز اللحظة الفانية، العابرة؟
ولِمَ، إذاً، علّموك ما لم تعلم؟
# وصل الى المرفأ الحزين، قبل أيام، طائر مهاجر آخر من فصيلة الأمل، طائر بملايين الأجنحة الملونة، هو جمعة اللامي، فتحية له.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أأمــل أن--
مواطن عراقى ( 2011 / 6 / 26 - 01:14 )
تعبنــا-عفا- وليس عفــوا-- تعبت من الشعــارات--وأأمل ان تتعب انت من ألرغبــات الطمـوحات الغير واقعيــات-ها حلوه- ؟ أأمل ان اقــرأ مـواضيع بــلا خطــابات ولا لغــة البــلاغه التى تسحــرنا بــألاوهام والمواقف التى لن تتحقق حتــى آخـر الدنيــا


2 - أأمــل أن--
مواطن عراقى ( 2011 / 6 / 26 - 01:15 )
تعبنــا-عفا- وليس عفــوا-- تعبت من الشعــارات--وأأمل ان تتعب انت من ألرغبــات الطمـوحات الغير واقعيــات-ها حلوه- ؟ أأمل ان اقــرأ مـواضيع بــلا خطــابات ولا لغــة البــلاغه التى تسحــرنا بــألاوهام والمواقف التى لن تتحقق حتــى آخـر الدنيــا


3 - الى مواطن عراقي
سلام عبود ( 2011 / 6 / 26 - 07:37 )
أخي المواطن المحترم
الشعوب تتباهى بعلمها، بوعيها ، بمنجزها الثقافي والأخلاقي، تتباهى بنجاحاتها
وبكرمها الروحي، ولكن لا يوجد أحد من بني البشر يتباهى علنا بحجم أحقاده...هؤلاء كتاب قدموا خدمة جليلة لثقافة الوطن، بعض أهدافهم تحرير الانسان من نوازعه القهرية المريضة، وتوجيهه توجيها إنسانيا وتربيته جماليا وتهذيبه خلقيا... عليك أن تحترم، في الأقل، صبرهم على الظلم والجهل وصبرهم على الشر


4 - الدرب الوعر
almousawi A. S ( 2011 / 6 / 26 - 08:37 )
احسنت
ورحم اللة والديك ليس البيلوجيين
فقد حاولت بلوغ ما تعجز اللغات عن الاقتراب منة
وتقريب صورة ملونة لما هو قاحل من المفاهيم المبهمة لحد اليوم
لك احتراماتي


5 - خيّبتنا يا استاذ
حمدي فريد ( 2011 / 6 / 26 - 10:40 )
بعد التحية
كنت أتشوق لتكشف لنا وأنت المختص في قضايا العنف و النفاق الشعري ، قضايا خطيرة تتعلق بهذا الشاعر. كان بودي أن أقرأ لك حلولا للملابسات التي تتعلق بتاريخ مظفر النواب، اسباب التحاقه بالكفاح المسلح في الجنوب العراقي، وثم التحاقه بالنقلابيين البعثيين عام 1968. و استقباله من قبل صدام واهدائه مسدسا وجواز السفر وتوديع من المطار سالما منعما
رغم كل هذا التهويل لماذا لم يترك اثرا عالميا
لماذا لم يوجه قط اي انتقاد للنظام البعثي السابق . و لماذا عاد الى عراق محتل و الى احضان عملاء الاحتلال ومثقفي الدجل والنفاق؟
ما هي القيمة الشعرية لبذاءاته التي تسمونها شعرا؟ لماذا يحتضنه دائما القتلة القذافي و حكام سوريا ؟
لماذا وكيف تم نسج كل هذه الاساطير حوله من حكاية التابوت و حفر النفق و لقاءاته مع جيفارا و تشومسكي و الحيدر الكرار؟


6 - the key for Arabic
saad jindyl ( 2011 / 6 / 26 - 11:41 )
Thank you very much....its very good and full of fantasi


7 - البحث عن خيبة
سلام عبود ( 2011 / 6 / 26 - 12:44 )
السيد حمدي
تحية طيبة
أنا في غاية الأسف لأنني خيبت ظنك، لكنني أطمع أن لا تكون خيبة حاسمة ونهائية، فلم يزل فيّ أمل يرتجى
عيوب النواب لا تقل عن عيوب السياب والبياتي ويوسف الصائغ، وهي أقل بكثير من عيوب الجواهري الذي يمجده الجميع، ولكن
في لحظة قاهرة، لحظة استسلام مميت لا يحق لنا أن نبالغ في القسوة، من أجل الريل وحمد، وليل البنفسج، من أجل صويحب وغيرها يحق لنا أن نمتلك تسامح الأخيار، ولا أقولن النسيان أو التوهم ، فلكل لحظة شأنها الخاص، أن تبحث في تاريخ العنف الثقافي شيء وأن تودع شخصا ذاهبا للبحث عن رقعة صغيرة تأوي جسده المتعب وروحه المحترق شيء آخر
هذان أمران مختلفان، شجاعة الأخيار تمنعنا من إطلاق النار على عدو يستسلم في جبهة قتال، فكيف نبيح لأنفسنا أن ننبش قبرا لم يحفر بعد
هذه قسوة عالية لا يبررها منطق الأخطاء السياسية
سأشاطرك خيبتك لو أن العائد ذاهب الى وليمة سياسية أو حكومية، ولكن أن يكون العائد إنسان يحمل جسده المطفأ باحثا له عن رقعة للسلام، تلك قسوة لا أرجوها لأحد
لا تنس أنني دافعت عن يوسف الصائغ ميتا أيضا بكل سقطاته التي انتقدها فخاب ظن كثيرون بي، فلا تيأس
تقبل احترامي،


8 - زاوية نظر مبتورة تزييف وعي القارئ
كاتب ( 2011 / 6 / 26 - 13:41 )
أقترح على الروائي سلام عبود كتابة هذه الرواية التي يعتبرها أنها أعظم رواية لم تكتب وعليّ ان أضيف للعرض الذي عرضه عن مظفر أنه لم يتزوج أبدا. وله ميول جنسية مثيلية كان يبشر بها هو ومجموعة من المثقفين والكتاب في سجن - الحلة - وهذا الأمر معروف وليس سراً لكل من كان معهم في ذلك السجن قبيل حفر النفق. وهذا وحده ليس عيباً أن يكون الشخص ذو ميول. لكنه وصل في مراحل عمره المتأخرة إلى الأعتداء المباشر هذا ما رواه لي شاعر شاب أتحفظ على أسمه. كان جميلا جدا وفي شقته بدمشق أختلي بي في المطبخ عن المدعوين وحكى لي بعينين دامعتين كيف حاول - مظفر النواب - حضنه - وتقبيله هنا . قال بصوت يرتعش شوفني كلي رجولة دفعته وقلت لك أنت بگد أبوي. وكنت قادرا على ضربه. لكن طردته دون علم المدعوين فتخيل هذه هي أسطورتنا نحن العراقيين اليساريين. فتخيل مشكلتنا هذا الحديث يستطع الشاعر روايته حينما يقرأ تعليقي. ومظفر سيتذكره بالتأكيد لأنه أعتزل العراقيين بعدها في الشام وبقى مع السوريين الشباب. أقدم هذه المادة المهمة للروائي سلام حتى يكون نصه القادم أجمل نص عراقي على الأطلاق


9 - بدون عنوان
محمد جثير مطلك ( 2011 / 6 / 26 - 14:12 )
اخي سلام لابد ان تتذكرني فانا زميلك في ميسان انت غني في ثقافتك مذ كنت شابا لم تحك شيئا عن مظفر وكتبت موضوعا رائعا عن افكارك ورؤاك اغنانا كثيرا ولكن ماذا عن مظفر لقد كتب عنه الكثيرون ولكني كنت احب ان اسمع رأيك مظفر لم يمدح الطغاة والجلادين بل امتدح كثيرا لعيبي وحرز وزلم ال ازيرج التي خاضت مياه تشرين لقد ارخ للمقاومه العراقيه كما كتبت انت عن العراقيين في رواياتك الرائعه التي لم اقرأ الا واحدة منها حتى اني لااتذكر اسمها ارجوا ان تذكرها لي حتى استطيع تحصيلها وقرائتها اكتب عن مظفر واكتب محنتنا الحاليه في التخلف والضلاميه مع تقديري وارجوا ان تكون هذه بداية التراسل بيننا وشكرا


10 - عتاب وتحية
سلام عبود ( 2011 / 6 / 26 - 19:56 )
أخي كاتب
تمنياتي لك براحة البال
معلوماتك -الخطيرة- ربما لن تغير مجرى القدر المرسوم للجميع، فأنت تعرف أن العيوب لا تتركز في مظفر وحده، هناك من وقف بباب فخري مستجديا ثم شتمه حينما لم يلب له ما يريد، ووقف بباب علاوي مستجديا ثم شتمه، ووقف بباب طالباني مستجديا ثم شتمه، وكل هذه ضروب متنوعة من آفة واحدة، قد تختلف في شكل تجليها، وفي طرق إظهارها، لكنها تنتمي الى الجوهر ذاته
حينما استقبلتك في مقبرة الحيوانات، لأبين لك عظمة التقاليد السويدية ونبلها لم أكن أتوقع أنك تختزن كل هذا القدر من العواطف القهرية. كان بمقدورك كبتها أو ترجمتها بطريقة أفضل، لكنك آثرت أن تكون فيها بطلا، واكن في مجال تعذيب الآخرين. قل لي: بماذا تختلف هذه التفصيلات السادية عن سادية قادة فرق الإعدام؟
لماذا نلومهم على وحشيتهم؟ إذا كنا نحن، معشر المثقفين، على هذا القدر من خراب الضمير، فكيف نقدر أن نصنع ثقافة أمة مسالمة ؟
لا أشترط عليك أن تعتذر لكي احتفظ بك صديقا، ولكن ابق صديقا نحبه رغم الاختلاف في درجات بطولاتنا ونقائنا
أخي العزيز محمد جثير، كيف أنسى! اكتب لي على بريدي الشخصي كي يكون خطابي لك أقل ألما
احترامي للجميع .


11 - حدود حرية النشر
سلام عبود ( 2011 / 6 / 27 - 05:17 )
لا أرى موجبا فكريا وعقليا جديا يسمح بنشر تعليق مثل تعليق السيد كاتب، لأنه يحمل أهدافا شخصية واضحة ضد الشاعر، كما أنه يضر بسمعة موقعكم، لأنه يجعل منه موقعا تشهيريا من الناحيتين الاخلاقية والقانونية. لقد ادهشني أنكم نشرتموه قبل أن ابدي رأيي فيه لأنه يتعارض مع المبادئ المعلنة من قبلكم في شروط النشر. هذه الكلمات موجهة الى هيئة لبتحرير وليست للنشر
تقبلوا فائق الاحترام


12 - أين حمرة الخجل يا بروتس ؟
الحكيم البابلي ( 2011 / 6 / 27 - 10:08 )
وأنا أقرأ كلماتك التي نقلتني إلى عوالم سحرية جواز مرورها الأخلاق
أحسستُ بقيمة عطائك وأنت تهبني دقائق سعادة فكرية وحسية نادرة في صحارى فردوسنا الأرضي
وما يهمني من أنت أخي سلام ؟ وهل تُسألُ النادلة التي تقدم لنا قدح خمرة سماوية سحرية من تكون ، ومن ضاجعت ، وماذا تعشت البارحة ، وهل هي سُحاقية أم برشلونية أم من كاهنات وعواهر المعبد المقدس ؟
هل أحد يدري سر مصائبنا ؟
هل أباح إعلامنا المركوب ولحد اللحظة أسباب موت الجواهري والسياب والبياتي وكل ثوار عراقنا والدمعة في مآقيهم ؟
من يُريد أن يعرف الجواب عليهِ أن يقرأ ما كُتب بالسكين والخل في بعض التعليقات على هذا المقال الذي تحسده الكتب المقدسة
هذا نحنُ .. لا نستطيع أن نرتقي على ظلمات العالم السفلي الذي نعيش فيه بقناعتنا وإرادتنا
هذا نحنُ ... لم نحترم يوماً ما قدمه لنا المفكر العراقي والفنان والثائر والمُبدع ، بل كُنا نتسائل دائماً عن توافه شخصية صغيرة بائسة لا علاقة لها بهؤلاء العمالقة الذين دمرهم الشعب قبل الحاكم ، فكما أنتم يولى عليكم
لم ألتقي خلال أربعين سنة تقريباً في أميركا بمن سأل عن السيرة الشخصية لمايكل جاكسون
تحية لسلام ومظفر


13 - هل من تفسير
سرمد الجراح ( 2011 / 6 / 27 - 10:50 )
هل اجد عند احد من هؤلاء اللذين لايكفون عن البحث عن السقَطات والمثالب, تفسيرا لماذا العراقيين وحدهم من يصتصغرون عمالقتهم ويحطون من قدر قممهم
لدى المصريون شاعر واحد كان يسمى شاعر البلاط ولكنه يسمى ايضا امير الشعراء, ولم اسمع او اقرأ مصري واحد يحط من قدره لأي سبب.
اعتقد انها عقدة الشعور بالدونيه لدى البعض, يعكسها بشتمه العمالقه, وكأن هنالك انسان كامل في الدنيا


14 - بنية فكرية لا تسمح بالرأى الآخر
كاتب ( 2011 / 6 / 27 - 14:18 )
لم أستغرب ردك العنيف، فما تكتبه قطعي كما كتابك ثقافة العنف في العراق. كنت أظنك تريد كتابة رواية وأردت إلقاء الضوء على الجانب الآخر من شخصية مظفر النواب والمعروفة جدا. لكنك لاترى العالم إلا من منظورك الطهراني الذي أبهت نصوصك الأدبية وجعلها تطرح شخصيات أما شريرة أو خيرة شخصيات ليس لها صدى في الواقع الذي تتناوله. ثم ألم اشير أن الميول المثيلية ليس عليها غبار لكني أشرت إلى التحرش الجنسي وهو الذي عرض -مايكل جاكسون- للمحاكمة - يا حكيم بابلي -، ثم لماذا تنصب نفسك دائما كعالم نفسي تعرف كل شيء وكل ما تعتقده هو الحقيقية ودونها خواء. بنية كتابتك ولغتك مشربه بالعنف العراقي. أنت الذي تجاوزت علي شخصيا بينما كنت أتحدث عن موضوع يخص شخصية عامة وعن طريق حوادث أصحابها أحياء. ثم تكشفت بنيتك الفكرية برسالتك الخاصة لهيئة تحرير الحوار كي يرفعوا تعليقي بمعنى مؤكدا أنك لا تريد فقط فرض أفكارك على الآخرين لكن أيضا تريد حجب من يحاورك ويقول شيئا ينقض ما تذهب إليه. وحسنا فعلت الحوار بنشر رسالتك الخاصة وكأنني مست أمامك المعصوم مظفر الذي هرب من العراق بفترة قريبة جدا من فترك خروجك ولنفس الأسباب القيادة المركزية.

اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -