الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أكبر سرقة مالية في التاريخ الأمريكي..

جاسم المطير

2011 / 6 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


كلما صار حديث عن الأموال العراقية في فترة ما بعد نيسان عام 2003 فأن الاتجاه في ذلك الحديث يكشف للقراء أن الملايين بل المليارات من الدولارات قد فقدت أو نهبت حتى صار (النهب والفقدان) ماركة عراقية مسجلة و شارة انطلاق رياح الفساد المالي والإداري التي عصفت بخزائن دولتنا الجديدة. كانت النتيجة الوحيدة هي تفاقم المشكلات المالية حتى غدت خرائط الوضع المالي والإداري في العراق تتميز بالسواد والعتمة..!
البيروقراطية الرأسمالية المتنفذة في البنتاغون لم تخلو من كل أنواع الفساد المالي والسياسي والعسكري منذ زمان طويل وليس فقط منذ عام 2003 حتى هذه الساعة.
في صحيفة لوس انجلوس تايمز الأمريكية نشر تقرير صحفي، يوم أمس، يعبر عن حقيقة أن بعض قادة البنتاغون أصيبوا بخيبة أمل وتذمر من(ضعف) الإدارة الليبرالية، لأن المسئولين الماليين لا يستطيعون ،حتى الآن، معرفة ماذا حدث لمبلغ يصل إلى 6.6 مليار دولار، من (الأموال النقدية) التي أرسلت إلى بغداد بالطائرة، كانت مخصصة لعمليات إعادة أعمار العراق بعد الحرب...!
كانت إدارة الرئيس جورج بوش قد (صبّت) الأموال في العراق بعد الغزو في مارس/آذار 2003 للدفع مقابل عمليات إعادة الأعمار ومشاريع أخرى..! لكن لا احد لا في أمريكا ولا في العراق يعرف لماذا لم يتم أي أعمار كما لا أحد يعرف أين (نزلت) هذه المبالغ الضخمة المنقولة الى بغداد بعشرين طائرة ضخمة ..!
الشيء الوحيد الذي نتج ، الآن، عن هذه العملية هو تشكيل لجان من (الأنس والجان) لمعرفة كيفية انشطار هذه الأموال الهائلة وكيف جرى اندماجها ببغداد ومن امتلك حقوق ملكيتها والتصرف بها.
بعد مرور الأعوام الثمانية يمكنني القول ان هذه الأموال وهي من (الوزن الثقيل) لا يستطيع استغلالها والتصرف بها إلا ( قادة ) من المحتلين و( زعماء ) من العراقيين من الوزن الثقيل أيضا ، وان البحث عن مصير هذه الأموال ، في هذه الفترة، هو مضيعة للوقت لأنها بكل تأكيد تعرضت منذ لحظة وصولها إلى بغداد إلى (الاندماج) في (جيوب وحقائب) الفاسدين من الأمريكان من معاوني الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر ومن العديد من العراقيين الذين ارتبطوا بالشركات والمؤسسات المالية والسياسية، الأمريكية والعراقية ، من أولئك الذين يبحثون عن مستقبل اسعد وأفضل لأنفسهم ولعائلاتهم والمحيطين بهم على حساب ثروات الشعب العراقي..!

يصر مسئولو البنتاغون على أن طائرة عملاقة من طراز هيركوليز C-130 للشحن نقلت 2.4 مليار دولار في حزم تحتوي على أوراق نقدية بقيمة 100 دولار للورقة الواحدة. وتم إرسال شحنة طائرة كاملة، وأعقبتها 20 رحلة جوية من العراق في مايو/أيار عام 2004، ليصل إجمالي الأموال إلى 12 مليار دولار.
مع إغلاق دفاتر الموازنات الأمريكية ، وبعد سنوات من التدقيق، لا يستطيع مسئولون في وزارة الدفاع الأمريكية معرفة مصير 6.6 مليار دولار، بينما يشير مسئولون فيدراليون إلى أنها ربما تكون قد (نهبت). كما قال محقق أمريكي خاص، هو ستيورات باون، إن الأموال المفقودة ربما تشكل أكبر عملية سرقة مالية في التاريخ الأمريكي.
قلنا في السابق ونقولها مجددا أن الرأسمالية المتوحشة لنهب الأموال لا تستطيع ان تصحح نفسها كما أن نخبها ونخب عملائها لا يتميزون بأية ضوابط حسابية منظمة قادرة على أن تخرق عيون الفاسدين منهم ومن أعوانهم العراقيين الطامعين إلى الحصول على المال الحرام بكل الوسائل الممكنة والمتيسرة حين يفقد الرقيب والحسيب .
ان خرائط الجرائم والسرقات المالية ازدادت في العراق بعد الاحتلال الأمريكي بشكل لا مثيل له حتى صار عمل لجان التحقيق التي شكلتها الحكومة العراقية طوال ثماني سنوات في موقع بائس لا أمل يرجى منه. في نظرنا ان محاولة السيد أسامة النجيفي رئيس مجلس النواب الزائر في واشنطن ، هذه الأيام، في إثارة موضوع الفقدان والضياع للأموال العراقية أمر سياسي – مالي ضروري لكنه لا يأتي بفوائد إيجابية إلا إذا تضمن تحقيقا عميقا كثيفا يجري في العراق حيث مكان الفقدان والضياع وحيث سياسة البطالة والبؤس والاكتئاب والحرمان وكل أنواع المآسي التي نزلت على شعب العراق منذ ثمانية أعوام.
خلاصة القول : من دون قوة قضائية عادلة فأن هذا الموضوع المالي سيمر مثلما مر غيره بالعشرات والمئات من السرقات بقدر عال من سعار وجنون الفاسدين المتعطشين إلى نهب ثروات البلد من الرأسماليين العراقيين الجدد ومن الرأسماليين الأمريكان المتدربين على وسائل النهب منذ القدم ..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الفساد ينكشف خارج الدعاية السياسية والتسقيط
محمد ضياء عيسى العقابي ( 2011 / 6 / 25 - 14:45 )
هذا يثبت ما دأبنا على طرحه من أن الفساد أبعد من تلبيس مسؤوليته الكاملة بالحكومة أو جهة أوأشخاص معينين. لقد تظافرت جهود الأمريكيين والطغمويين للإمعان في نشر الفساد المستشري أساساً منذ أيام الحكم البعثي الطغموي. علينا تذكُّر قرار حكومة البعث بتعميم الفساد عندما طلبت من دوائر الدولة سد نفقاتها ذاتياً أي بإستحصال رواتب الموظفين من المواطنين المراجعين بفرض رسوم لم تتوقف عند حد. جاء هذا الإجراء من أجل ديمومة الدورة الإقتصادية والحيلولة دون إنهيارها وإنهيار الإقتصاد تماماً. عند إستضافة رئيس ديوان الرقابة المالية السيد عبد الصمد في مجلس النواب قبل شهرين تقريباً تمت الإشارة إلى عدم وجود وصولات صرف لمبلغ مليار و350 مليون دولار سلّمها بريمر شخصياً ونقداً إلى سياسي عراقي كبير (كل التلميحات أشارت إلى كونه السيد أياد علاوي). كما تمت الإشارة إلى عدم وجود وصولات صرف مبلغ 7 ملايين دولار سُلّمت إلى ضابط أمريكي. ولما طولب بالوصولات قال: -صرفتُها في بابل لتطوير الديمقراطية-. بدأت الحقائق تتكشف خارج الصخب الديماغوجي والتسقيط السياسي. أعتقد أن سوء إستخدام ملف الفساد كان مقصوداً لأجل التأليب ضد الحكومة


2 - السرقه عند مجلس الحكم
هاشم القريشي ( 2011 / 6 / 25 - 16:33 )
أنا شخصياً سمعت من المتنفذين في السلطه العراقيه بعد سقوط النظام الصدامي ومجي نظام الحراميه يقال بأن الحاكم المدني بريمر صرخ في وجه حكام بغداد الجدد اين ثلاث مليارات والباقيسرق على اساس رواتب ومخصصات ومشاريع وهميه المفروض ان يسأل اي
مسوؤلعراقي حالي ماذا كنت تملك قيل سقط نظام صدام وماهي ثروتك وممتلكاتك اليوم هو ,أفراد عائلته والف شكر لك يا استاذنا العزيز5

اخر الافلام

.. تقارير عن ضربة إسرائيلية قريبة على حزب الله.. وبن غفير يهدد 


.. مقترح بايدن للتهدئة في غزة.. الأطراف الفاعلة ترفض الاتفاق |




.. آفاق التعاون الأميركي الإماراتي في مجالات الذكاء الاصطناعي |


.. معضلة اليوم التالي.. حكومة نتنياهو تخلت عن خطة تسليح العشائر




.. رئيسة برلمان سلوفينيا للجزيرة: نهنئ الشعب الفلسطيني باعتراف